الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
37 -
2 - وعن عائشة رضي الله عنها؛ قَالَت: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمٌّنَ-مَا اسْتَطَاعَ- فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ: فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ»
(1)
.
المبحث الثامن: الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسًا
لا يذكر الله تعالى فِيهِ وَلَا يصلى عَلَى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
38 -
1 - عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه؛ عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فِيْهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ؛ إِلَاّ
(1)
متفق على صحته: أخرجه البخاري في 4 - ك الوضوء، 31 - ب التيمن في الوضوء والغسل، (168). وفي 8 - ك الصلاة، 47 - ب التيمن في دخول المسجد وغيره، (426) وهذا لفظه. وفي 70 - ك الأطعمة، 5 - ب التيمن في الأكل وغيره، (5380). وفي 77 - ك اللباس، 38 - ب يبدأ بالنعل اليمنى، (5854). و 77 - ب الترجيل والتيمن فيه، (5926). ومسلم في 2 - ك الطهارة، 19 - ب التيمن في الطهور وغيره، (268 - 1/ 226). وأبو عوانة (1/ 222). وأبو داود في ك اللباس، 43 - ب في الانتعال، (4140). والترمذي في أبواب الصلاة، 428 - ب ما يستحب من التيمن في الطهور، (608). وقال «حسن صحيح» . وفي الشمائل (33 و 80). والنسائي في المجتبى 1 - ك الطهارة، 90 - ب بأي الرجلين يبدأ بالغسل، (112 - 1/ 78). وفي 4 - ك الغسل، 17 - ب التيمن في الطهور، (419 - 1/ 205). وفي 48 - ك الزينة، 63 - ب التيامن في الترجل، (5255 - 8/ 185). وابن ماجة في 1 - ك الطهارة، 42 - ب التيمن في الوضوء، (401). والبيهقي (1/ 86 و 216). وأحمد (6/ 94 و 130 و 147 و 187 - 188 و 202 و 210). وأبو الشيخ في أؤخلاق النبي صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه وسلم (282). وغيرهم.
* تنبيه: زاد أبو داود في رواية «وسواكه» . قلت: هي شاذة تفرد بها مسلم بن إبراهيم -وهو ثقة- دون من روى الحديث عن شعبة، وهم أربعة عشر نفسًا غالبهم من الثقات المتقنين، لم يتابعه عليها أحد منهم. وفي الباب أيضًا: عن عائشة وحفصة وأبي هريرة وابن عمر وغيرهم وأسانيدهم لا تخلو من مقال.
- قال الحافظ في الفتح (1/ 325): «قال النووي: قاعدة الشرع المستمرة استجباب البداءة باليمين في كل ما كان من باب التكريم والتزيين، وما كان بضدهما استحب فيه التياسر «أهـ.
- قلت: وهذا هو المقصود من إيراد هذا الحديث، وهو بيان استحباب عقد التسبيح باليمين دون اليسار.
كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً
(1)
، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ»
(2)
(1)
(2)
أخرجه الترمذي في 49 - ك الدعوات، 8 - ب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله، (3380). والحاكم (1/ 496). والبيهقي في السنن (3/ 210).: وفي الشعب (2/ 214)(1569). وفي الدعوات (153). وأحمد (2/ 446 و 453 و 481 و 484 و 495). وابن المبارك في الزهد (962). والطيالسي (2311). وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (54). وابن أبي عاصم في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (85 و 86). والطبراني في الدعاء (1923 - 1925). وابن السني (449). وأبو نعيم في الحلية (8/ 130 و 131). والبغوي في شرح السنة (5/ 27 - 28)(1254 و 1255).
- من طريق سفيان الثوري وعمارة بن غزية وابن أبي ذئب وزياد بن سعد أربعتهم عن صالح ابن أبي صالح مولى التوأمة عن أبي هريرة به مرفوعًا.
- قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد روى من غير وجه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
- وقال الحاكم: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه وصالح ليس بالساقط» .
- وتعقبه الذهبي بقوله: «صالح: ضعيف» .
- قلت: والأمر كما قال الترمذي والحا كم، فإن صالح بن أبي صالح -واسمه نبهان- مولى التوأمة كان قد اختلط قبل موته، وهو ثقة حجة قبل اختلاطه، فمن حدَّث عنه قبل اختلاطه فحديثه صحيح، وقد حدَّث عنه قبل اختلاطه: عمارة بن غزية وابن أبي ذئب وزيادرة بن سعد، فصح الحديث والحمد لله.
- قال ابن أبي مريم: سمعت ابن معين يقول: صالح مولى التوأمة: ثقة حجة. قلت له: إن كان مالكًا ترك السماع منه، فقال: إن مالكًا إنما أدركه بعد أن كبر وخرف، والثوري إنما أدركه بعدما خرف، وسمع منه أحاديث منكرات، ولكن ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرف. أهـ. وقال ابن المديني وأحمد والجوزجاني نحو هذا. وقال ابن معين أيضًا:«ثقة .. قد كان قبل أن يموت، فمن سمع منه قبل أن يختلط فهو ثبت «وقد لخص الحافظ كلام ابن عدي بقوله: «لا بأس به إذا روى عنه القدماء مثل ابن أبي ذئب وابن جريج وزياد بن سعد، ومن سمع منه بآخره وهو مختلط -يعني: فهو ضعيف- على أن قال: ولا أعرف له حديثًا منكرًا إذا روى عنه ثقة وحدث عنه من سمع منه قبل الاختلاط «وأما قول ابن حبان في المجروحين: «فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم ولم يتميز فاستحق الترك «فقد رده الدارقطني والعراقي؛ قال الدراقطني: «وما قاله أبو حاتم فغلط ولم يتميز فاستحق الترك «فقد رده الدارقطني والعراقي؛ قال الدارقطني: «وما قاله أبو حاتم فغلط وأكثر حديثه قد تميز عند الحفاظ «وقال العراقي: «وليس كذلك فقد ميز غير واحد من الأئمة بعض من سمع منه في صحته ممن سمع منه بعد اختلاطه» . وأما قول الذين ضعفوه مطلقًا=
39 -
2 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللهَ فِيهِ؛ إِلَاّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ، وَكَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً [يَوْمَ الْقِيَامَةِ]»
(1)
.
= فمرجعه إلى مروياته بعد الاختلاط، والله أعلم. [تاريخ ابن معين (2/ 266). ترتيب علل الترمذي (21 و 537). أحوال الرجال (ت 250). الجامع في العلل ومعرفة الرجال (1/ 23 و 305 - 306) و (2/ 32 و 86 و 126). سؤالات ابن أبي شيبة لعلي بن المديني (ت 79). الجرح والتعديل (4/ 416). الضعفاء الكبير (2/ 204). المجروحين (1/ 365). وتعليقات الدراقطني عليه (ت 149). الكامل (4/ 55). التهذيب (4/ 29). الميزان (2/ 303). التقييد والإيضاح ص (434). شرح علل الترمذي ص (319). الكواكب النيرات (ت 33)].
* وقد تابع صالحًا عليه: الأغر أبو مسلم وأبو صالح السمان وغيرهما كما سيأتي.
- وقد صححه الألباني في الصحيحة (74). وفي صحيح الترمذي (3/ 388)
…
(1)
أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 31 - ب كارهية أن يقوم الرجل من مجلسه ولا يذكر الله، (4855). والنسائي في عمل اليوم واللية (408) بنحوه. والحاكم. (1/ 492). وأحمد (2/ 389 و 515 و 527). وابن السني (445). وأبو نعيم في الحلية (7/ 207). وفي أخبار أصبهان (2/ 224). والبيهقي في الدعوات (11). وفي الشعب (1/ 403)(541).
- من طرقٍ عن سهيل بن أبي صالح عن أبي صالح السمان عن أبي هريرة بع مرفوعًا.
- قال الحاكم: «على شرط مسلم «وسكت عنه الذهبي.
- قلت: وهو كما قال، وإسناده حسن؛ فقد رواه عن سهيل مدنيان: سليمان بن بلال وعبد العزيز ابن أبي حازم.
- وتابع سهيلًا: الأعمش فرواه عن أبي صالح عن أبي هريرة إلا أنه اختلف عليه في رفعًا ووقفًا:
1 -
فرواه شعبة عنه به مرفوعًا بلفظ: «ما قعد قوم مقعدًا لا يذكرون الله عز وجل فيه، ويصلون على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة، وإن دخلوا الجنة للثواب» .
- أخرجه أحمد في المسند (2/ 463). وفي الزهد (142). وابن حبان (2322 - موارد).
- وتابع: الربيه بن بدر -أخرجه الطبراني في الدعاء (1926). إلا أن الربيع: متروك، [التقريب (319)] فلا يستشهد به.
2 -
ورواه أبو إسحاق الفزاري عنه به موقوفًا على أبي هريرة قوله.
- أخرجه الحاكم (1/ 492).
- قلت: كلاهما من الثقات المتقنين.- وقد اختلف فيه على شعبة:
1 -
فرواه عبد الرحمن بن مهدي عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعًا. =
40 -
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ قَالَ: «مَنْ قَعَدَ مَقْعَدًا لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةً، وَمَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعًا لَا يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةً»
(1)
.
= كما تقدم.
2 -
ورواه أبو عامر العقدي ويزيد بن هارون عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد الخدري به مرفوعًا. فجعل أبا سعيد بدل أبي هريرة.
- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (409). والبيهقي في الشعب (2/ 215)(1571).
3 -
ورواه زافر بن سليمان وحجاج بن محمد الأعور وعاصم بن علي وحفص بن عمر الحوضي وسليمان بن حرب وعلي بن الجعد: ستتهم عن شعبة عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد به -موقوفًا عليه- قوله.
- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليل (410). وابن أبي عاصم في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (84). وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (55). وأبو القاسك البغوي في مسند علي بن الجعد (739).
- قلت: فإن كان عبد الرحمن بن مهدي حفظ الإسناد وإلا:
- فيحتمل أن أبا صالح حدث به مرة عن أبي هريرة ومرة عن أبي سعيد وأخذه عنهما.
- ويؤكد هذا الاحتمال أن أبا مسلم الأغر قال: أشهد على أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أنهما شهدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر مثله.
- أخرجه الترمذي (3380 م) بإسناد صحيح.
- وأما الموقوف فله حكم الرفع فإن هذا مما لا مجال للرأي فيه.
- والحديث صحيح الألباني في الصحيحة (77). وفي صحيح أبي داود (4855)(3/ 192).
(1)
أخرجه أبو داود (4856 و 5059). والنسائي في عمل اليوم والليلة (404 و 818) وزاد في الأول «ومن قام مقامًا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة «والحميدي (11589). وابن السني (747). والبيهقي في الشعب (1/ 404)(545).
- من طرق عن ابن عجلان عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة به مرفوعًا.
- واختلف فيه على ابن عجلان:
- فرواه الليث بن سعد وسفيان بن عيينة وأبو عاصم النبيل عنه به هكذا.
- واختلف فيه على أبي عاصم:
1 -
فرواه حامد بن يحيى (ثقة حافظ) عنه به هكذا.
- أخرجه أبو داود (5059).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=2 - ورواه أبو مسلم الكجى [ثقة. تاريخ بغداد (6/ 120). الأنساب (5/ 36). تذكرة الحفاظ (2/ 620)] عن أبي عاصم عن ابن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا وزاد «ومن مشى ممشىً لم يذكر الله فيه كان عليه ترة يوم القيامة» .
- أخرجه البيهقي في الدعوات (10). وفي الشعب (1/ 403)(543).
3 -
ورواه الحسن بن سهل المجوز] قال ابن حبان: «ربما أخطأ» . الثقات (8/ 181)] عن أبي عاصم عن ابن عجلان -لا يدري أبو عاصم عن أبيه هو أو عن المقبري- عن أبي هريرة به مرفوعًا.
- أخرجه البيهقي في الشعب (1/ 404)(544).
- قلت: والصواب رواية حامد بن يحيى فإنه أوثق من الكجي والمجوز، وروايته موافقة لرواية الحفاظ الليث وابن عيينة.
- وتابع ابن عجلان: عبد الرحمن بن إسحاق وابن أبي ذئب.
(أ) أما رواية عبد الرحمن بن إسحاق: فأخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة (403). والحاكم (1/ 492). والطبراني في الدعاء (1922).
(ب) وأما ابن أبي ذئب، فقد اختلف عليه:
1 -
فرواه الوليد بن مسلم عن ابن أبي ذئب عن سعيد عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكر نحوه وفيه:»
…
وما مشى أحد ممشىً لم يذكر الله فيه إلا كان عليه ترة، وما أوى أحد على فراشه
…
».
- أؤخرجه ابن حبان (2321 - موارد).
2 -
ورواه عبد الله بن المبارك ومحمد بن إبراهيم بن دينار عن ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي إسحاق مولى عبد الله بن الحارث عن أبي هريرة مرفوعًا به بدون الفقرة الثانية وزاد: «وما مشى أحد ممشىً لم يذكر اسم الله عز وجل إلا كان عليه ترة «هكذا رواه ابن المبارك، وأما محمد بن إبراهيم فرواه مختصرًا مقتصرًا على الفقرة الثانية، المعنى.
- أخرجه النسائي (405 و 817). وابن المبارك في الزهد (961). والبيهقي في الشعب (1/ 404)(546).
3 -
ورواه يحيى بن سعيد القطان عن ابن أبي ذئب عن سعيد عن إسحاق مولى الحارث عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه وزاد: «وما من رجل مشى طريقًا فلم يذكر الله عز وجل إلا كان عليه ترة» .
- أخرجه النسائي (406). وأحمد (2/ 432). والطبراني في الدعاء (1927).
4 -
ورواه آدم بن أبي إياس عن ابن أبي ذئب به مختصرًا وزاد فيه الصلاة، إلا أنه قال:«إسحاق بن عبد الله بن الحارث» .
- أخرجه الحاكم (1/ 550).
5 -
ورواه قاسم بن يزيد الجرمي عن ابن أبي ذئب عن إسحاق عن أبي هريرة مرفوعًا بنحوه. فلم=
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
= يذكر في الإسناد سعيدًا المقبري.
- أخرجه النسائي (407).
- قلت: أما رواية الوليد: فمردودة شاذة من جهتين:
* الأولى: مخالفته لكبار الجفاظ ابن المبارك والقطان وغيرهما، فقد اتفقوا -غير القاسم- على زيادة رجل بين سعيد وأبي هريرة.
* الثانية: عنعنة الوليد، وهو معروف بتدليس التسوية، فيحتمل أن يكو ن جوَّد هذا الإسناد بإسقاط الواسطة بين سعيد وأبي هريرة، والله أعلم. وقد أنكر أبو داود على الوليد بن مسلم حديثًا غير هذا بهذا الإسناد وقالك «منكر جدًا «وقال أيضًا: «كل منكر يجئ عن الوليد بن مسلم، إذا حدَّث عن الغرباء يخطئ «سؤالات الآجري (5/ ق 15).
- وأما رواية القاسم بن يزيد: فشاذة أيضًا؛ فقد أسقط سعيدًا المقبري بين ابن أبي ذئب وإسحاق، وأثبته غيره من الثقات الذين رووا الحديث عن ابن أبي ذئب.
- وأما رواية آدم بن أبي إياس فقد خالف فيها: عبد الله بن المبارك ويحيى بن سعيد القطان ومحمد ابن إبراهيم بن دينار فقالوا: عن إسحاق -أو: أبي إسحاق- مولى عبد الله بن الحارث، وإسحاق هذا -أو: أبو إسحاق- مجهول، وأما آدم فقال: «إسحاق بن عبد الله بن الحارث «وهذا ثقة معروف، يروي عن أبي هريرة وعنه سعيد القبري، فسلك آدم فيه الجادة والطريق السهل، وحفظ الإسناد ابن المبارك ويحيى القطان ومحمد بن إبراهيم.
- وعلى هذا: فالصحيح من رواية ابن أبي ذئب رواية هؤلاء الثلاثة. فقد صوَّب الحافظ المزى في التهذيب قول من قال: «عن إسحاق مولى عبد الله بن الحارث» ، وذكر الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب أنه: إسحاق، بدون أداة كنية.
- قلت: يبقى بعد ذلك الترجيح بين رواية عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عجلان ورواية ابن أبي ذئب:
- فأقول: أما عبد الرحمن بن إسحاق فمختلف فيه، وقال البخاري:«ليس ممن يعتمد على حفظه إذا خالف من ليس بدونه» .
- وأما عجلان فقد اختلط عليه أحاديث سعيد أبي هريرة، قال يحيى القطان:«لا أعلم إلا أني سمعت ابن عجلان يقول: كان سعيد المقبري يحدث عن أبيه عن أبي هريرة، وعن رجل عن أبي هريرة فاختلطت عليَّ فجعلتها عن أبي هريرة» [التاريخ الكبير (1/ 197). والتهذيب (5/ 50) و (7/ 322). والميزان (2/ 546) و (3/ 644)].
- وأما ابن أبي ذئب: فإنه ثقة فقيه، أوثق من عبد الرحمن بن إسحاق ومحمد بن عجلان في سعيد المقبري. قال ابن معين: «ابن أبي ذئب أثبت في سعيد المقبري من ابن عجلان «وبه قال الترمذي والنسائي. [تاريخ ابن معين (2/ 525). الجرح والتعديل (7/ 313). علل الحديث (581).
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
=جامع الترمذي (2747). عمل اليوم والليلة للنسائي (92)].
- قلت: وعليه فإن رواية ابن أبي ذئب هي الصواب، والله أعلم، وبذلك يكون الإسناد ضعيفًا؛ لجهالة أبي إسحاق -أو: إسحاق- مولى عبد الله بن الحارث، قال الحافظ الذهبي:«لا يعرف «وقال الحافظ ابن حجر: «ما عرفت من حاله شيئًا» [الميزان (4/ 489). التهذيب (1/ 274)].
- قال الدارقطني في العلل (8/ 155/ س 1473). «وقول ابن أبي ذئب أشبه بالصواب «وانظر: علل الحديث لابن المديني ص (96).
* ولحديث أبي هريرة شواهد منها:
1 -
حديث أبي سعيد الخدري، وقد تقدم الكلام عليه تحت الحديث (39).
2 -
حديث جابر: مرفوعًا ولفظه: «ما من قوم اجتمعوا في مجلس ثم تفرقوا ولمن يذكروا الله تعالى ولم يصلوا على نبيهم صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة يوم القيامة» .
- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (58 و 411). والطيالسي (1756). والبيهقي في الشعب (2/ 214)(1570). والطبراني في الدعاء (1928). وهذا لفظه، وعند الباقين «إلا قاموا عن أنت ن جيفة» .
- من طريق يزيد بن إبراهيم التستري عن أبي الزبير عن جابر به مرفوعًا.
- قلت: وإسناده حسن.
3 -
حديث عبد الله بن المغفل مرفوعًا بلفظ: «ما من قوم اجتمعوا في مجلس فيتفرقوا ولم يذكروا الله عز وجل إلا كان ذلك المجلس حسرة عليهم يوم القيامة» .
- أخرجه الروياني في مسنده (908). وأبو يعلى (3432 - المطالب العالية). والطبراني في الدعاء (1920). والبيهقي في الشعب (1/ 401/ 533).
- من طريق شداد بن سعيد أبي طلحة الراسبي ثنا أو الوازع جابر بن عمرو عن عبد الله بن مغفل به مرفوعًا.
- قتل: إسناده حسن. وقد اختلف فيه على أبي طلحة الراسبي:
1 -
فرواه مسلم بن إبراهيم ويوسف بن يزيد أبو معشر البراء وروح بن أسلم ثلاثتهم عن أبي طلحة به هكذا.
2 -
ورواه عبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم عن أبي -طلحة- به إلا أنه جعله من مسند عبد الله بن عمرو. أخرجه أحمد (2/ 224). ورواية الجماعة أشبه بالصواب، والله أعلم.
4 -
حديث أبي أمامة مرفوعًا بنحو حديث جابر: أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 181)(7751). وفي الدعاء (1921). وهو حديث غريب.
5 -
حديث واثلة بن السقع مرفوعًا بنحوه. أخرجه أحمد بن منيع (3431 - مطالب).
- قال البوصيري: «رواه أحمد بن منيع عن يوسف بن عطية الصفار، وهو ضعيف» .