المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ الذكر بعد الفراغ من الضوء - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ١

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌الباب الأول: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: فضائل الذكر ومجالسة

- ‌المبحث الأول: فضائل الذكر من القرآن العظيم

- ‌المبحث الثاني: فضل الذكر من السنة النبوية

- ‌المبحث الثالث: فضل قراءة القرآن العظيم

- ‌المبحث الرابع: فضل قراءة القرآن فِي الصلاة

- ‌المبحث الخامس: فضل تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته

- ‌المبحث السادس: فضل التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح

- ‌المبحث السابع: كيف كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يسبح

- ‌المبحث الثامن: الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسًا

- ‌الفصل الثاني: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌ أذكار الاستيقاظ من النوم

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ الاستيقاظ من النوم

- ‌ دعاء لبس الثوب أَوْ العمامة أَوْ نحوهما

- ‌ دعاء لبس الثوب الجديد

- ‌ الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً

- ‌ ما يقول إذا وضع ثوبه

- ‌ دعاء دخول الخلاء

- ‌ دعاء الخروج من الخلاء

- ‌ الذكر قبل الوضوء

- ‌ الذكر بَعْدَ الفراغ من الضوء

- ‌ الذكر عند الخروج من المنزل

- ‌ الذكر عند دخول المنزل

- ‌ فضل دعاء دخول المنزل

- ‌ دعاء الذهاب إِلَى مسجد

- ‌ دعاء دخول المسجد والخروج منه

- ‌ أذكار الأذان

- ‌ الدعاء علي من ينشد ضال فِي المسجد

- ‌ الدعاء على من يبيع فِي المسجد

- ‌ دعاء الاستفتاح

- ‌ دعاء الركوع

- ‌ دعاء الرفع من الركوع

- ‌ دعاء السجود

- ‌ دعاء الجلسة بَيْنَ السجدتين

- ‌ فضل السجود إِذَا مر القارئ بآية سجدة

- ‌ مَا يقول فِي دعاء سجود القرآن بالليل

- ‌ دعاء سجود التلاوة مطلقًا

- ‌ التشهد

- ‌ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التشهد

- ‌ الدعاء بَعْدَ التشهد الأخير وقبل السلام

- ‌ الأذكار والدعاء بَعْدَ السلام من الصلاة

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ صلاة الفجر

- ‌ صلاة التوبة

- ‌ دعاء صلاة الاستخارة

- ‌ أذكار الصباح والمساء

- ‌ أذكار النوم

- ‌ الدعاء إِذَا تقلب ليلًا

- ‌ دعاء القلق والفزع من النوم ومن بلي بالوحشة وغير ذلك

- ‌ مَا يفعل من رَأَى الرؤيا أَوْ الحلم

- ‌ دعاء قنوت الوتر

- ‌ الذكر عقب السلام من الوتر

- ‌ دعاء الهم والحزن

- ‌ دعاء الكرب

- ‌ دعاء لقاء العدو وذي السلطان

- ‌ دعاء من خاف لَمْ السلطان

- ‌ الدعاء على العدو

- ‌ مَا يقول إِذَا خاف قومًا

- ‌ دعاء من أصابه شك فِي الإيمان [دعاء من بلي بالوسوسة]

- ‌ دعاء قضاء الدين

- ‌ دعاء من نزل بِهِ وسوسة فِي صلاته أَوْ قراءته

- ‌ عداوة الشيطان

- ‌ دعاء من استصعب عليه أمر

- ‌ مَا يقول ويفعل من أذنب ذنبا

- ‌ الدعاء الَّذِي يطرد الشيطان ووساوسه

- ‌ الدعاء حينما يقع مَا لَا يرضاه أَوْ غلب علي أمره

- ‌ تهنئة المولود لَهُ وجوابه

- ‌ مَا يعوذ بِهِ الأولاد وغيرهم

- ‌ الدعاء للمريض فِي عيادته

- ‌ فضل عيادة المريض

- ‌ دعاء المريض الَّذِي ينس من حياته

- ‌ تلقين المحتضر

- ‌ دعاء من أصيب بمصيبة

- ‌ الدعاء عند المريض والميت

- ‌ الدعاء عند إعماض الميت

- ‌ الدعاء للميت فِي الصلاة عليه

- ‌ الدعاء للفرط فِي الصلاة

- ‌ دعاء التعزية

الفصل: ‌ الذكر بعد الفراغ من الضوء

10 -

‌ الذكر بَعْدَ الفراغ من الضوء

56 -

1 - عَنْ عقبة بن عامر رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَتْ عَلَيْنَا رِعَايَةُ الْإِبِلِ، فَجَاءَتْ نَوْبَتِي، فَرَوَّحْتُهَا بِعَشِيٍّ، فَأَدْرَكْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَائِمًا يُحَدِّثُ النَّاسَ، فَأَدْرَكْتُ مِنْ قَوْلِهِ:«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَتَوَضَأُ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهُ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَيَتْنِ، يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ؛ إِلَاّ وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ» قَالَ: فَقُلْتُ، مَا أَجْوَدَ هَذِهِ! فَإِذَا قَائِلٌ بَيْنَ يَدَيَّ يَقُولُ: الَّتِي قَبْلَهَا أَجْوَدُ، فَنَظَرْتُ فَإِذَا عُمَرُ، قَالَ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكَ جِئْتَ آنِفًا، قَالَ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ- أَوْ: فَيُسْبغُ- الْوُضُوءَ، ثُمَّ يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ [وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ]، وَ [أَشْهَدُ] أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، إِلَاّ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةِ، يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ»

(1)

.

=43). وقال «هذا أصح ما في التسمية» .

- قال في التلخيص (1/ 129): «وأصله في الصحيحن] البخاري (169). مسلم (2279 - 4/ 1783)] بدون هذه اللفظة، ولا دلالة فيها صريحة لمقصودهم «وقال في نتائج الأفكار (1/ 234): «وتعقبه النووي] يعني: البيهقي] بأنه غير صريح، يعني لاحتمال أن يكون المعنى بقوله: «بسم الله «الإذن في التناول، ولا يتم المراد إلا أن يكون المعنى: «توضؤوا قائلين بسم الله» .

- قلت: ومما يؤكد عدم ثبوت التسمية عند الوضوء، أن الذين رووا صفة وضوئه صلى الله عليه وسلم لم يذكروا أنه سمى قبل وضوئه، والله أعلم. وقد حسن حديث التسمية جماعة من المتأخرين منهم: ابن الصلاح وابن كثير والعراقي والمنذري وابن حجر العسقلاني وأحمد شاكر، كما حسنه الألباني في الإرواء برقم (81) ..

(1)

أخرجه مسلم في 2 - ك الطهارة، 6 - ب الذكر المستحب عقب الوضوء، (234 - 1/ 209 - 210). واللفظ له، وما بين المعكوفين رواية لمسلم وأبي داود وغيرهما. وأبو عوانة (1/ 224 - 226). وأبو داود في ك الطهار، 65 - ب ما يقول الرجل إذا توضأ، (169). وفي ك الصلاة، 163 - ب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة، (906) مقتصرًا على الشق الأول وبدون=

ص: 104

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= القصة. والنسائي في المجتبي، 1 - ك الطهارة، 109 - ب القول بعد الفراغ م الوضوء، (148 - 1/ 92 - 93). و 111 - ب ثواب من أحسن الوضوء ثم صلى ركعتين، (151 - 1/ 94 - 95)، مفرقًا بدون القصة في الموضعين. وابن خزيمة (222 و 223). وابن حبان (1036 - إحسان). والبيهقي في السنن الكبرى (1/ 78) و (2/ 280). وفي الشعب (3/ 20)(2753). وفي الدعوات (58). وأحمد (4/ 145 - 146 و 153). وابن أبي شيبة (1/ 3 - 4). والبزار (243 - البحر الزخار). والطبراني في الكبير (17/ 917).

- من طرقٍ عن معاوية بن صالح: عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن عقبة به.

- وعن أبي عثمان عن جبير بن نفسير عن عقبة به.

- وعن عبد الوهاب بخت عن ليث بن سليم الجني عن عقبة به.

- وقد رواه عن معاوية: عبد الرحمن بن مهدي] عند مسلم وابن خزيمة] وعبد الله بن وهب] عند أبي داود وأبي عوانة وابن خزيمة] والليث بن سعد] عند أحمد] وأسد بن موسى] عند أبي عوانة وابن خزيمة والطبراني] وعبد الله بن صالح الجهني كاتب الليث] عند البيهقي والطبراني] وزيد بن الحباب واختلف عليه:

1 -

فرواه عنه: أبو بكر بن أبي شيبة] عند مسلم وفي المصنف] وموسى بن عبد الرخمن المسروقي] عند النسائي] وبشر بن آدم] عند البزار] وأبو بكر الجعفي: محمد بن عبد الرحمن بن الحسن] عند أبي عوانة] وعباس بن محمد الدوري- وفي روايته اضطراب-[عند أبي عوانة].

- رواه كلهم عن معاوية ببعض هذه الأسانيد الثلاثة، وجمعها الليث بن سعد وعبد الله بن صالح.

2 -

ورواه عثمان بن أبي شيبة] عند أبي داود (906)] قال: ثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر بشقه الأول بدون القصة.

- فزاد جبير بن نفير بين أبي إريس وعقبة، وأبو إدريس يرويه مباشرة عن عقبة، وجبير بن نفير إنما يرويه عنه عن عقبة: أبو عثمان، ويرويه عن أبي عثمان ابن صالح.

3 -

ورواه محمد بن علي بن حرب المروزي] عند النسائي (148)] قال: حدثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عقبة عن عمر بالشق الثاني بدون القصة.

- وربيعة بن يزيد إنما يرويه عن أبي إدريس وحده، وأما أبو عثمان فيرويه عن جبير بن نفير عن عقبة، ويرويه عن أبي عثمان: معاوية بن صالح.

4 -

ورواه عباس بن محمد الدوري كالجماعة في رواية أبي عوانة عنه، ورواه عنه محمد ابن يعقوب أبو العباس الأصم فقال مرة: نا زيد الحباب ثما معاوية بن صالح ثنى ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي عثمان عن عقبة أنه سمع عمر بسقه الثاني بدون القصة] أخرجه البيهقي في السنن =

ص: 105

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= (1/ 78)] وقال أخرى: ثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح ثنى ربيعة بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عقبة أنه سمع عمر مثل الذي قبله] أخرجه البيهقي في الدعوات (58) ثم قال: ورواه أبو بكر ابن أبي شيبة عن زيد بن الحباب قال في إسناده: وأبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة بن عامر وهو الصحيح] قلت: لعله سقط من النساخ أو رواة السنن ذكر أبي إدريس الخولاني بين ربيعة وأبي عثمان.

5 -

ورواه جعفر بن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي ثنا زيد بن حباب عن معاوية بن صالح عن ربية بن يزيد الدمشقي عن أبي إدريس الخولاني وأبي عثمان عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين: فتحت له ثمانية أبواب الجنة يدخل من أيها شاء» .

- أخرجه الترمذي (55).

- ثم قال: «حديث عمر: قد خولف زيد بن حباب في هذا الحديث .... إلى أن قال: وهذا حديث في إسناده اضطراب، ولا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الباب كبير شيء. قال محمد: وأبو إدريس لم يسمع من عمر شيئًا» .

- قلت: أما الاختلاف على زيد بن حباب فالراجح فيه قول أبي بكر بن أبي شيبة ومن وافقه، وهي الرواية الموافقة لرواية الثقات الحفاظ عبد الرحمن بن مهدي ومن معه وهو الوجه الذي صححه البيهقي كما تقدم، وبهذا تسقط دعوى الاضطراب فقد اتفق ثلاثة من الثقات الحفاظ، وهم عبد الرحمن بن مهدي وعبد الله بن وهب والليث بن سعد على روايته على الوجه الصحيح وتابعهم عليه أسد بن موسة وعبد الله بن صالح وهي الرواية الراجحة عن زيد بن الحباب.

- وأما رواية جعفر بن محمد التي أخرجها الترمذي فهي شاذة من عدة أوجه:

1 -

خالف فيها جعفر بن محمد- وهو صدوق- التهذيب (2/ 70). التقريب (200) - من هو أوثق منه كأبي بكر بن أبي شيبة وموسى بن عبد الرحمن المسروقي ممن رواه عن زيد.

2 -

خالف الثقات الحفاظ- الذين رووه عن معاوية ثم عن زيد- في الإسناد في موضوعين:

- الأول: أسقط عقبة بن عامر من الإسناد.

- الثاني: جعل أبا عثمان يروي عن عمر بن الخطاب، وعنه ربيعة بن يزيد وذلك بإسقاط جبير بن نفير وعقبة، فإن الصحيح أن أبا عثمان يروي الحديث عن جبير بن نفير عن عقبة، وعنه معاوية بن صالح.

3 -

زاد في المتن لم يتابعه عليها الثقات وهي «اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين «فهي زيادة شاذة. [وانظر: نتائج الأفكار (1/ 244)].

- وأما رواية عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن علي المروزي وعباس الدوري فإنها معلومة أيضًا: =

ص: 106

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=* أولا: بمخالفتهم للثقات عن زيد، ثم بمخالفتهم للثقات الحفاظ الذين رووه عن معاوية بن صالح.

* ثانيا: عثمان بن أبي شيبة وإن كان كوفيا كزيد فإن له أوهام، فلا يبعد أن يكون هذا من أوهامه، ومحمد بن علي مروزي وزيد كوفي، وأما عباس الدوري فقد اضطربت الرواية عنه ولا مرجح عندي هذا كله إذا كان الخطأ من جهتهم لا من جهة زيد بن حباب فقد قال أحمد:«كان صدوقا، وكان يضبط الألفاظ عن معاوية بن صالح، ولكن كان كثير الخطأ» [سؤالات أبي داود (432). تاريخ بغداد (8/ 444). بحر الدم (326)]. ولهذا الحديث طرق كثيرة توسع في ذكرها الدار قطني في العلل (1/ 235/ س 38) و (2/ 111/ س 149). ثم قال: «وأحسن أسانيده ما رواه معاوية ابن صالح عن ربيعة ابن يزيد عن أبي إدريس الخولاني، وعن أبي عثمان عن جبير بن نفير عن عقبة ابن عامر» .

- وسأذكر من هذه الطرق: طريقان فقط:

* الأول: يرويه أبو عقيل زهرة بن معبد عن ابن عم له عن عقبة بن عامر أنه خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يحدث أصحابه فقال: «من قام إذا استقلت الشمس فتوضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه «فقال عقبة:

فذكر القصة بنحو رواية معاوية بن صالح إلى أن قال: فقال عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من توضأ فأحسن الوضوء ثم رفع بصره إلى السماء فقال: أشهد أن لا إله إلا الله وحده .... «الحديث.

- أخرجه أبو داود (170). والنسائي في عمل اليوم والليلة (84) مختصرا. والدارمي (716 - 1/ 196) مطولا. وأحمد (1/ 19) و (4/ 150 - 151). وابن أبي شيبة (1/ 4) و (10/ 451 - 452). والبزار (1/ 361)(242 - البحر الزخار). وأبو يعلى (1/ 27)(35 و 36). وابن السني (31). والطبراني في الكبير (17/ 915 و 916).

قلت: إسناده ضعيف؛ لأجل هذا الرجل الذي لم يسم [انظر: التقريب (1321)] وعليه فالزيادات التي زادها في الحديث منكرة لا تثبت.

الثاني: يرويه أبو إسحاق السبيعي عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر بنحو رواية زهرة بن معبد المتقدمة.

أخرجه ابن ماجه (470). والحاكم (2/ 398 - 399). وعبد الرزاق (1/ 45 - 46/ 142). والروياني (1/ 108/ 251). والطبراني في الكبير (17/ 347/ 956). وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/ 267).

- قال الدار قطني في العلل (2/ 114): «رواه شعبة ففحص عن إسناده وبين علته، وذكر أنه سمعه من أبي إسحاق عن عبد الله بن عطاء عن عقبة بن عامر، وأنه لقي عبد الله بن عطاء فسأله عنه فأخبره أنه سمعه من مسعد بن إبراهيم، وأنه لقي سعد بن إبراهيم فسأله فأخبره أنه سمعه من زياد بن مخراق، وأنه لقي زياد بن مخراق فأخبره أنه سمعه من شهر بن حوشب، وأن الحديث فسد عنه

ص: 107

= شعبة بذكر ابن حوشب فيه».

وقد أخرج هذه القصة: ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (1/ 167). والخطيب في الكفاية (566 - 567).

- وحديث شهر بن حوشب أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1008) عن حماد بن سلمه عن زيادة مخراق عن شهر عن عقبة بشقة الأول مختصرا.

* وقد روى حديث عقبة عن عمر في فضل الذكر بعد الوضوء، من حديث أنس بن مالك وفيه زيادة «ثلاث مرات «يعني في تكرار الذكر.

- أخرجه ابن ماجه (469). وأحمد (3/ 265). وابن أبي شيبة (1/ 4) و (10/ 451). وابن السني (33). والطبراني في الدعاء (385 و 386).

من طريق زيد العمي عن أنس به مرفوعا. وهي زيادة منكرة لضعف زيد العمي.

(1)

أخرجه الترمذي في ك الطهارة، 41 - ب فيما يقال بعد الوضوء، (55).

وقد تقدم في الحديث السابق بيان ضعف هذه الرواية وأنها شاذة سندا ومتنا.

وقد روى ذلك من حديث ثوبان وقول علي وحذيفة:

أما حديث ثوبان فله عنه طريقان:

الأولى: يرويها سعيد بن المرزبان أبو سعد البقال الأعور عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان مرفوعا بنحوه.

أخرجه ابن السني (32). والطبراني في الكبير (2/ 100/ 1441) مختصرا.

قلت: إسناده ضعيف؛ أبو سعد البقال: ضعيف، مدلس وقد عنعنه. [التهذيب (3/ 367)].

الثانية: يرويها أحمد بن سهيل الوراق ثنا مسور بن مورع العنبري ثنا الأعمش عن سالم ابن أبي الجعد عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم مرفوعا بلفظ: «من دعا بوضوئه فساعة يفرغ من وضوئه يقول: أشهد .... «فذكر الحديث.

أخرجه الطبراني في الأواسط (5/ 464 - 465/ 4892). وقال: «لم يرو هذا الحديث عن الأعمش إلا مسور بن مورع» .

ص: 108

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- قلت: هو منكر، تفرد بن مسور بن مورع العنبري عن الأعمش ولم يتابعه عليه أحد من أصحاب الأعمش، بل خالفه ثقات أصحابه كما سيأتي، ومسور هذا لم أجد من ترجم له، وكذلك الهيثمي لم يجد من ترجمة كما قال في المجمع (1/ 239). وأما الحافظ ابن حجر فقد قال في نتائج الأفكار (1/ 246):«ليس بالمشهور» ، والراوي عنه: أحمد بن سهيل الوراق: قال أبو أحمد الحاكم: «في حديثه بعض المناكير» [الميزان (1/ 103). اللسان (1/ 196). الثقات (8/ 51)].

- وقد اختلف فيه على الأعمش:

(أ) فرواه مسور بن مورع عنه به كما تقدم، وهو منكر.

(ب) ورواه يحيى بن العلاء عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد عن علي قوله.

أخرجه عبد الرزاق في المصنف (1/ 186/ 731).

- قلت: سنده واه بمرة، يحيى بن العلاء: متروك، ورماه بالوضع: أحمد ووكيع وابن عدي] الكامل (7/ 198). التهذيب (9/ 278). الميزان (4/ 397). التقريب (1063). وقال: «رمي بالوضع» [.

(ج) ورواه عبد الله بن نمير وعبد الله بن داود عن الأعمش عن إبراهيم بن المهاجر عن سالم ابن أبي الجعد قال: كان علي يقول إذا فرغ من وضوئه:

فذكر الدعاء.

- أخرجه ابن أبي شيبة (1/ 3) و (10/ 451).

- قلت: وهذه هي الرواية الصحيحة عن الأعمش فإن ابن نمير وعبد الله بن داود الخريبي ثقتان كوفيان معروفان بالرواية عن الأعمش، إلا أنه موقوف بإسناد ضعيف؛ إبراهيم بن المهاجر البجلي: صدوق لين الحفظ [التقريب (116). التهذيب (1/ 185). الميزان (1/ 67)]. وسالم بن أبي الجعد: ثقة إلا أن حديثه عن علي مرسل. [التهذيب (3/ 244). المراسيل (ت/ 124). جامعل التحصيل (218)].

- ولحديث علي طريق أخرى: يرويها عمرو بن ثابت عن أبي إسحاق السبيعي عن الحارث عن علي أنه كان إذا فرغ من وضوئه قال: اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (392).

- قلت: هو موقوف، ضعيف الإسناد؛ الحارث الأعور: ضعيف، وأبو إسحاق السبيعي مشهور بالتدليس وقد عنعنه، وهو لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث وسائر ذلك كتاب أخذه، وعمرو ابن ثابت ضعيف أيضا [التهذيب (2/ 115). الميزان (1/ 435). التقريب (211 و 731)].

ولا تقوى إحدى هاتين الروايتين الأخرى، لاحتمال أن يكون سالم بن أبي الجعد أخذه عن الحارث، والله أعلم.

وأما ما روى عن حذيفة: فأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (1/ 4) و (10/ 452): من طريق جويبر عن الضحاك قال: كان حذيفة إذا تطهر قال: أشهد

فذكر الدعاء.

ص: 109

=- قلت: إسناده ضعيف جدا؛ جويبر متروك [التهذيب (2/ 93). الميزان (1/ 427). التقريب (205)].

- وفي الجملة فإن هذا الدعاء وهو زيادة «اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين «لا يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فإن حديث علي الموقوف ليس فيه الإخبار عن ثواب من قال ذلك الدعاء، وعليه فإن ليس له حكم الرفع فإنه مما يقال من قبل الرأي والاجتهاد في الدعاء، وعلى ذلك فإنه لا يشهد لحديث ثوبان الضعيف، وأما حديث عمر فإنه شاذ لا يستشهد به.

* وقد صحح هذه الزيادة في حديث عمر رضي الله عنه: الألباني في صحيح الجامع (6167) والترغيب (219) والإرواء (96).

(1)

هذا الحديث يرويه أبو هاشم الرماني عن أبي مجلز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد الخدري: اختلف عن أبي هاشم:

- فرواه الوليد بن مروان وقيس بن الربيع وسفيان الثوري وشعبة وهشيم عن أبي هاشم به مرفوعا.

- واختلف عن الثوري وشعبة وهشيم في رفعه ووقفه:

1 -

أما رواية الوليد بن مروان: فأخرجها الطبراني في الدعاء (389)، وأحال لفظه على رواية قيس بن الربيع، وقال: «مثله «وتأتي.

- والوليد بن مروان: ذكره المزي فيمن روى عنه عمرو بن عاصم الكلابي] تهذيب الكمال (ت 4979)] وفيمن روى عن أبي هاشم الرماني] تهذيب الكمال (ت 8275)]، وهو من طبقة الوليد ابن مروان الذي يروى عن غيلان بن جرير وعنه معتمر بن سليمان، والذي قال فيه أبو حاتم:«مجهول» . [الجرح والتعديل (9/ 18). الميزان (4/ 347). اللسان (6/ 276)].

2 -

وأما رواية قيس بن الربيع: فأخرجها الطبراني في الدعاء (388).

- من طريق يحيى بن عبد الحميد الحماني عنه به، وفيه زيادة «من قال إذا توضأ: بسم الله

».

- قلت: قيس بن الربيع: صدوق في نفسه، سيء الحفظ، والحماني حافظ إلا أنهم اتهموه بسرقة الحديث. [التهذيب (6/ 527) و (9/ 259). الميزان (3/ 393) و (4/ 392). التقريب (804 و 1060)].

3 -

وأما سفيان الثوري: فقد اختلف عنه:

(أ) فرواه يوسف بن أسباط عنه به مرفوعا.

ص: 110

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخرجه ابن السني (30). والبيهقي في الدعوات (59).

- قلت: ويوسف بن أسباط: صدوق، دفن كتبه فحدث بعد من حفظه فأخطأ كثيرا. [التاريخ الكبير (8/ 385). الجرح والتعديل (9/ 218). الثقات (7/ 638). الضعفاء الكبير (4/ 454). الكامل (7/ 157). تاريخ ابن معين (2/ 684). الميزان (4/ 462). اللسان (6/ 388)].

- وتابع يوسف على رفعه: أبو إسحاق الفزاري [ثقة حافظ. التقريب (113)]، وعبد الملك بن عبد الرحمن أبو هشام الزماري] ليس بقوي، وكان يصحف. الجرح والتعديل (5/ 355). الثقات (8/ 386). سنن الدار قطني (3/ 234). التهذيب (5/ 302)] ذكرهما الدار قطني في العلل (11/ 308).

(ب) ورواه عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح وعبد الرزاق: أربعتهم عن سفيان موقوفا على أبي سعيد بلفظ: «من توضأ ففرغ من وضوئه ثم قال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، طبع الله عليها بطابع، ثم رفعت تحت العرش، فلم تكسر إلى يوم القيامة» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (83) و (954). والحاكم (1/ 565) مطولا و (4/ 511). وعبد الرزاق (1/ 186)(730) و (3/ 378/ 6023). وابن أبي شيبة (1/ 3) و (10/ 450). ونعيم بن حماد في الفتن (1579 و 1582). والطبراني في الدعاء (391).

- قلت: وهذا هو المحفوظ عن سفيان: موقوف، فإن رواية الذين أوقفوه مقدمة على رواية الذين رفعوه، حيث إن عبد الله بن المبارك وعبد الرحمن بن مهدي ووكيع بن الجراح هن أثبت أصحاب سفيان] الجرح والتعديل (1/ 231 و 253). سؤالات أبي عبد الله بن بكير وغيره لأبي الحسن الدار قطني ص (42). وشرح علل الترمذي ص (299)].

4 -

وأما شعبة فقد اختلف عنه:

(أ) فرواه يحيى بن كثير أبو غسان العنبري وعبد الصمد بن عبد الوارث: كلاهما عن شعبة به مرفوعا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (81) و (952). والحاكم (1/ 564). والبيهقي في الشعب (3/ 21/ 2754). والطبراني في الدعاء (390). وفي الأوسط (1478)].

- قال الدار قطني في العلل (11/ 308): «وقيل: عن ربيع بن يحيى عن شعبة مرفوعا، ولم يثبت» .

(ب) ورواه غندر- محمد بن جعفر- وعمرو بن مرزوق ومعاذ بن معاذ: ثلاثتهم عن شعبة به موقوفا.

- أخرجه النسائي (82). والطبراني في الدعاء (391). وذكره البيهقي في الشعب (3/ 21) قال: «ورواه معاذ بن معاذ عن شعبة موقوفا» .

- قلت: وهذا هو المحفوظ عن شعبة: موقوف، فإن غندرا ومعاذ بن معاذ أثبت في شعبة من الذين رفعوه. [الجرح والتعديل (1/ 271). تاريخ الثقات (ت 1444). سؤالات ابن بكير وغيره للدار قطني ص (43). شرح علل الترمذي ص (286)].

ص: 111