المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ أذكار الصباح والمساء - الذكر والدعاء والعلاج بالرقى من الكتاب والسنة - ت ياسر فتحي - جـ ١

[سعيد بن وهف القحطاني - ياسر فتحي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌الباب الأول: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: فضائل الذكر ومجالسة

- ‌المبحث الأول: فضائل الذكر من القرآن العظيم

- ‌المبحث الثاني: فضل الذكر من السنة النبوية

- ‌المبحث الثالث: فضل قراءة القرآن العظيم

- ‌المبحث الرابع: فضل قراءة القرآن فِي الصلاة

- ‌المبحث الخامس: فضل تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته

- ‌المبحث السادس: فضل التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح

- ‌المبحث السابع: كيف كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يسبح

- ‌المبحث الثامن: الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسًا

- ‌الفصل الثاني: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌ أذكار الاستيقاظ من النوم

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ الاستيقاظ من النوم

- ‌ دعاء لبس الثوب أَوْ العمامة أَوْ نحوهما

- ‌ دعاء لبس الثوب الجديد

- ‌ الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً

- ‌ ما يقول إذا وضع ثوبه

- ‌ دعاء دخول الخلاء

- ‌ دعاء الخروج من الخلاء

- ‌ الذكر قبل الوضوء

- ‌ الذكر بَعْدَ الفراغ من الضوء

- ‌ الذكر عند الخروج من المنزل

- ‌ الذكر عند دخول المنزل

- ‌ فضل دعاء دخول المنزل

- ‌ دعاء الذهاب إِلَى مسجد

- ‌ دعاء دخول المسجد والخروج منه

- ‌ أذكار الأذان

- ‌ الدعاء علي من ينشد ضال فِي المسجد

- ‌ الدعاء على من يبيع فِي المسجد

- ‌ دعاء الاستفتاح

- ‌ دعاء الركوع

- ‌ دعاء الرفع من الركوع

- ‌ دعاء السجود

- ‌ دعاء الجلسة بَيْنَ السجدتين

- ‌ فضل السجود إِذَا مر القارئ بآية سجدة

- ‌ مَا يقول فِي دعاء سجود القرآن بالليل

- ‌ دعاء سجود التلاوة مطلقًا

- ‌ التشهد

- ‌ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التشهد

- ‌ الدعاء بَعْدَ التشهد الأخير وقبل السلام

- ‌ الأذكار والدعاء بَعْدَ السلام من الصلاة

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ صلاة الفجر

- ‌ صلاة التوبة

- ‌ دعاء صلاة الاستخارة

- ‌ أذكار الصباح والمساء

- ‌ أذكار النوم

- ‌ الدعاء إِذَا تقلب ليلًا

- ‌ دعاء القلق والفزع من النوم ومن بلي بالوحشة وغير ذلك

- ‌ مَا يفعل من رَأَى الرؤيا أَوْ الحلم

- ‌ دعاء قنوت الوتر

- ‌ الذكر عقب السلام من الوتر

- ‌ دعاء الهم والحزن

- ‌ دعاء الكرب

- ‌ دعاء لقاء العدو وذي السلطان

- ‌ دعاء من خاف لَمْ السلطان

- ‌ الدعاء على العدو

- ‌ مَا يقول إِذَا خاف قومًا

- ‌ دعاء من أصابه شك فِي الإيمان [دعاء من بلي بالوسوسة]

- ‌ دعاء قضاء الدين

- ‌ دعاء من نزل بِهِ وسوسة فِي صلاته أَوْ قراءته

- ‌ عداوة الشيطان

- ‌ دعاء من استصعب عليه أمر

- ‌ مَا يقول ويفعل من أذنب ذنبا

- ‌ الدعاء الَّذِي يطرد الشيطان ووساوسه

- ‌ الدعاء حينما يقع مَا لَا يرضاه أَوْ غلب علي أمره

- ‌ تهنئة المولود لَهُ وجوابه

- ‌ مَا يعوذ بِهِ الأولاد وغيرهم

- ‌ الدعاء للمريض فِي عيادته

- ‌ فضل عيادة المريض

- ‌ دعاء المريض الَّذِي ينس من حياته

- ‌ تلقين المحتضر

- ‌ دعاء من أصيب بمصيبة

- ‌ الدعاء عند المريض والميت

- ‌ الدعاء عند إعماض الميت

- ‌ الدعاء للميت فِي الصلاة عليه

- ‌ الدعاء للفرط فِي الصلاة

- ‌ دعاء التعزية

الفصل: ‌ أذكار الصباح والمساء

وتثبت فِي أمره؛ فقد قَالَ سبحانه: {وشاورهم فِي الأمر فَإِذَا عزمت فتوكل علي الله}

(1)

.

34 -

‌ أذكار الصباح والمساء

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام علي من لَا نبي بعده.

129 -

1 - عَنْ أبي بن كعب رضي الله عنه؛ أَنَّهُ كَانَ لَهُ جُرُنٌ

(2)

مِن تَمْرٍ، فَكَانَ يَنْقُصُ فَحَرَسَهُ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَإِذَا هُوَ بِدَابَّةٍ شِبْهِ الغُلامِ الْمُحْتَلِمِ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ، فَرَدَّ عليه السلام فَقَالَ: مَا أَنْتَ؟ جِنِّيٌّ أَمْ إِنْسِيٌّ؟ قَالَ: جِنِّيٌّ. قَالَ: فَنَاوِلْني يَدَكَ. فَنَاوَلَهُ يَدَهُ فَإِذَا يَدُه يدُ كَلْبٍ، وَشَعَرُه شَعْرُ كَلْبٍ، قَالَ: هَذَا خَلْقُ الجِنِّ؟ قَالَ: قَدْ عَلِمَتِ الجِنُّ أَنَّ مَا فِيهِمْ رَجُلًا أَشَدُّ مِنِّي. قَالَ: فَمَا جَاءَ بِكَ؟ قَالَ: بلَغَنا أَنَّكَ تُحِبُّ

=استخار، وما ندم من استشار، ولا عال من اقتصد».

- أخرجه الطبراني في الأوسط (7/ 6623). وفي الصغير (2/ 980 - الروض). والخطيب في التاريخ (3/ 54). والقضاعي في مسند الشهاب (774).

- قال الطبراني: «لم يروه عن الحسن إلا عبد القدوس، تفرد به ولده» .

- وعبد القدوس بن حبيب: أجمعوا على ترك حديثه، وكذبه ابن المبارك، واتهمه ابن حبان بالوصع، وعبد السلام ابنه: قال أبو داود: «شر منه «وقال بن حبان: «يروي الأشياء الموضوعه «وقال العقيلي: «لا يتابع على شيء من حديثه «وقال ابن عدي: «عامة ما يرويه غير محفوظ» [الجرح والتعديل (6/ 48 و 55). سؤالات الآجري (3/ 192). التاريخ الكبير (6/ 120). الكني لمسلم (45). المجروحين (2/ 131 و 150). الضعفاء الكبير (3/ 67 و 96). الكامل (5/ 330 و 342). الميزان (2/ 617 و 643). اللسان (4/ 17 و 55). التهذيب (5/ 225)].

- لذا قال الحافظ في الفتح (11/ 188): «أخرجه الطبراني في الصغير بسند واه جدًا» .

- وقال الألباني في الضعيفة (611): «موضوع «وكذا في ضعيف الجامع (5056).

(1)

سورة آل عمران، الآية:159.

(2)

جرن: جمع جرين، وهو موضع تجفيف التمر، وهو كالبيدر للحنطة. النهاية (1/ 263).

ص: 247

الصَّدقةَ فجِئْنا نُصيبُ مِن طَعامِك قَالَ فما يُنْجينا منكم قَالَ هَذِهِ الآيةُ الَّتي فِي سورةِ البقرةِ {اللهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}

(1)

.

مَن قَالَها حِينَ يُمْسي أُجيرَ منَّا حَتَّى يُصْبِحَ ومَن قَالَها حِينَ يُصْبِحُ أُجيَر منَّا حَتَّى يُمْسِيَ فَلَمَّا أَصْبَحَ أتى رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فذكَر ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ «صدَق الخبيثُ»

(2)

.

(1)

سورة البقرة، الآية:255.

(2)

رواه يحيى بن أبي كثير، واختلف فيه عليه:

1 -

فرواه الأوزاعي قال: حدثني ابن أبي بن كعب أن أباه أخبره بهذا الحديث.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (1/ 28). والنسائي في عمل اليوم والليلة (960). وابن حبان (3/ 63/ 784 - إحسان). والبيهقي في دلائل النبوة (7/ 109). والحارث ابن أبي اسامة (2/ 952/ 1051 - بغية الباحث). والهيثم بن كليب (3/ 337/ 1448). وأبو الشيخ في العظمة (1109). وأبو نعيم في الدلائل (2/ 599/ 544). والبغوي في شرح السنة (4/ 462 - 463/ 1197).

- واختلف فيه على الأوزاعي: فرواه الوليد بن مزيد والوليد بن مسلم وهقل بن زياد وعمر بن عبد الواحد ومبشر بن إسماعيل- من رواية عبد الحميد بن سعيد عنه- خمستهم عن الأوزاعي بهذا الإسناد.

- خالفهم الحسن بن الصباح وأحمد بن إبراهيم الدور في فروياه عن مبشر بن إسماعيل عن الأوزاعي عن يحيى عن عبدة بن أبي لبابة عن عبد الله بن أبي بن كعب أن أباه أخبره به.

- أخرجه ابن أبي الدنيا في الهواتف (174). وأبو علي في مسنده الكبير] النكت الظراف (1/ 38). تفسير ابن كثير (1/ 288)]. والغباء في المختارة (4/ 37). ولم يذكر الحسن بن الصباح: يحيى بن أبي كثير في الإسناد.

- ورواية الجماعة هي الصواب، فإن هقل بن زياد والوليد بن مزيد هما أثبت أصحاب الأوزاعي. ورواية أبن الصباح والدورقي شاذة؛ والله أعلم.

2 -

ورواه شيبان بن عبد الرحمن النحوي [ثقة. التقريب (441)] وأبان بن يزيد [ثقة له أفراد. التقريب (104)] كلاهما: عن يحيى بن أبي كثير عن الحضر مي بن لاحق عن محمد بن أبي بن كعب قال: كان لأبي بن كعب جرين

فذكره.

- أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 27 - 28). والنسائي في عمل اليوم والليلة (962). والهيثم بن كليب (3/ 340/ 1450). والطبراني في الكبير (1/ 201/ 541). وابن عبد البر في التمهيد (16/ 269).=

ص: 248

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= - ووقع في رواية شيبان: «وكان أبي بن كعب جد محمد» . ووقع في رواية أبان عند الطبراني: «عن محمد بن أبي بن كعب عن أبيه «وعند البخاري: «أن أبيًا» .

3 -

ورواه حرب بن شداد [ثقة. التقريب (228)] قال: «حدثني يحيى قال: حدثنا الحضرمي بن لاحق التميمي قال: حدثني محمد بن أبي بن كعب قال: كان لجدي جرن من تمر

فذكره.

- أخرجه البخاري في التاريخ (1/ 27). والنسائي في عمل اليوم والليلة (961). والحاكم (1/ 562). وعنه البيهقي في الدلائل (7/ 109). والهيثم بن كليب (1449).

- إلا أنه وقع في رواية الحاكم والبيهقي -تبعًا له- «عن محمد بن عمرو بن أبي بن كعب عن جده أبي بن كعب» .

- فزاد شيبان وأبان وحرب [وهم ثقات أثبات في يحيى بن أبي كثير؛ مقدمين على الأوزاعي في يحيى]: زادوا الحضرمي بن لاحق بين يحيى بن أبي كثير ومحمد بن أبي بن كعب، وهو الأقرب إلى الصواب؛ والله أعلم؛ فإن الأوزاعي كان لا يقيم حديث يحيى بن أبي كثير ولم يكن عنده في كتاب، وإنما كان يحدث به من حفظه ويهم فيه؛ ذكره أحمد [شرح علل الترمذي (269). الجامع في العلل ومعرفة الرجال (1/ 38). الجرح والتعديل (4/ 356) و (3/ 250). تاريخ أبي زرعة الدمشقي (1142). الكامل (2/ 416). تاريخ بغداد (9/ 273). بحر الدم (15 و 184)].

- ومحمد بن أبي بن كعب إنما يروي عن أبيه؛ جزم بذلك البخاري وأبو حاتم وابن حبان، ويؤيد ذلك أنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن سعد وأبو حاتم. [التاريخ الكبير (1/ 27). الجرح والتعديل (7/ 208). الثقات (5/ 357). الطبقات الكبرى (5/ 76). الإصابة (3/ 471 - 472). التهذيب (7/ 18). وقال ابن سعد:«كان ثقة قليل الحديث» [.

- وأما الحضرمي بن لاحق: فقد روي عنه يحيى بن أبي كثير وعكرمة بن عمار وقال عكرمة «كان فقيهًا» ، وذكره ابن حبان في الثقات. والحضرمي بن لاحق: ليس هو الحضرمي الذي يروي عنه سليمان التيمي؛ فقد فرق بينهما ابن المديني وأحمد وابن معين والبخاري وابن حبان والخطيب البغدادي، وجعلهما أبو حاتم واحدًا فوهم. [الجامع الكبير (3/ 125). الجرح والتعديل (3/ 302). الضعفاء الكبير (1/ 297). الكامل (2/ 454). الثقات (6/ 249). موضح أوهام الجمع والتفريق (1/ 217). التعذيب (2/ 359)].

- وهذا الإسناد لا بأس به والله أعلم.

ص: 249

130 -

2 - وعن عبد الله بن خبيب رضي الله عنه؛ قَالَ: خَرَجْنَا فِي ليْلَةٍ مَطِيرَةٍ وَظُلْمَةٍ شَدِيدَةٍ نَطْلُبُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَنَا، قَالَ: فَأَدرْكْتُهُ فَقَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا. ثُمَّ قَالَ: «قُلْ» فَلَمْ أَقُلْ شَيْئًا. قَالَ: «قُلْ» فَقُلْتُ: مَا أَقُولُ؟ قال: «قُلْ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَالْمُعوِّذَتَيْنِ حِينَ تُمْسِي وَتَصْبِحُ- ثَلاثَ مَرَّاتٍ- تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ»

(1)

.

(1)

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 21) بنحوه. وأبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5082) بنحوه. والترمذي في 49 - ك الدعوات، 117 - ب، (3575) واللفظ له. والنسائي في 50 - ك الاستعاذة، 1 - ب، (5443)(8/ 250). وعبد الله بن أحمد في زيادات المسند (5/ 312). وابن سعد في الطبقات (4/ 351). وعبد بن حميد في المنتخب في تخليص المتشابه (1/ 198). والمزي في تهذيب الكمال (3231).

- من طرق عن ابن أبي ذئب عن أبي سعيد أسد بن أبي أسيد البراد عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه قال: خرجنا

فذكره.

- وقد رواه أبو مسعود أحمد بن الفرات [ثقة حافظ. التقريب (96)] عن أبي فديك عن ابن أبي ذئب به؛ إلا أنه زاد في الإسناد قوله: «أراه قال: عن جده «فشذ بذلك، إذ قد رواه عن ابن أبي فديك: عبد بن حميد ومحمد بن المصفي وابن سعد فلم يذكروا هذه الزيادة، ورواه عن ابن أبي ذئب بدونها أيضًا: أبو عاصم الضحاك بن مخلد وابن وهب] إلا أن الحافظ في الإصابة (1/ 419) ذكر أن ابن السكن أخرجه من طريق ابن وهب بالزيادة ولفظه «عن أبيه عن خبيب الجهني

»

وقال ابن السكن: «أظن قوله عن خبيب زيادة وهذا الحديث مختلف فيه» [.

- وقد اختلف في إسناد هذا الحديث على معاذ بن عبد الله بن خبيب.

1 -

فرواه أبو سعيد أسيد بن أسيد البراد [صدوق: التاريخ الكبير (2/ 13). الجرح والتعديل (2/ 317). الثقات (6/ 71). التهذيب (1/ 354). التقريب (147). الكاشف (1/ 251) وقالا: «صدوق» [عن معاذ به هكذا.

-

تابعه زيد بن أسلم [ثقة. التقريب (350)] فرواه معاذ بن نحوه.

-

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 21). والنسائي (8/ 251/ 5444). والدارقطني في الأفراد] أطراف الغرائب والأفراد (4/ 192)].

2 -

وخالفهما عبد الله بن سليمان الأسلمي القبائي [صدوق. الجرح والتعديل (5/ 74). الثقات (7/ 18). التهذيب (4/ 328). التقريب (513) وقال: «صدوق يخطيء» . الكاشف (1/ 560) =

ص: 250

131 -

3 - وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ نبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أمسى قَالَ: «أَمْسَيْنَا وَأَمْسَى الْمُلْكُ لله، وَالْحَمْدُ لله، لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الملكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وشرِّ مَا بَعْدَهَا. رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسَلِ وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ، وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ» وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: «أَصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ لِلهِ»

(1)

.

=وقال: «صدوق» [واختلف عليه:

(أ) فرواه عبد العزيز بن محمد الداراوردي عن عبد الله بن سليمان عن معاذ بن عبد الله بن خبيب عن أبيه عن عقبة بن عامر الجهني قال: بينا أنا أٌقود برسول الله صلى الله عليه وسلم راحلته في غزوة إذ قال: «ياعقبة قل «فاستمعت ثم قال: «ياعقبة قل «فاستمعت فقالها الثالثة، فقلت: ما أقول؟ فقال: (قل هو الله أحد) فقرأ السورة حتى ختمها، ثم قرأ (قل أعوذ برب الفلق) وقرأت معه حتى ختمها، ثم قرأ (قل أعوذ برب الناس) فقرأت معه حتى ختمها، ثم قال: ما تعوذ بمثلهن أحد» .

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (5/ 21 - 22).والنسائي (8/ 251/ 5445).

(ب) ورواه خالد بن مخلد القطواني ثنى عبد الله بن سليمان الأسلمي عن معاذ بن عبد الله ابن خبيب عن عقبة بن عامر الجهني بنحوه مختصرًا.

- أخرجه النسائي (8/ 251/ 5446).

- والدراوردي أوثق من القطواني؛ فراويته أقرب إلى الصوب، والله أعلم.

- وقد روى هذا الحديث جماعة عن عقبة بن عامر في فضل المعوذتين بدون قيد الصباح والمساء؛ أخرجها النسائي وغيره.

- قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في الإصابة (2/ 303): «ولا يبعد أن يكون الحديث محفوظًا من الوجهين» .

- وعلى هذا فإن إسناد حديث عبد الله بن خبيب: صحيح؛ رجاله ثقات. قال الترمذي: «وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» .

- وحسنه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 328). وصححه الألباني في صحيح الجامع (4406). وصحيح الترغيب (646).

(1)

أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 18 - ب التعوذ من شر ما عمل ومن شر ما لم =

ص: 251

=يعمل، (75/ 2723) (4/ 2089). بلفظه. و (74/ 2723) بنحوه. و (76/ 2723) بنحوه وفيه:»

اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر». وأبو داود في ك الصلاة، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5071) بنحوه وفيه: «

ومن سوء الكبر أو الكفر». والترمذي في 49 - ك الدعوات، 13 - ب ما ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، (3390) بنحوه. وقال:«هذا حديث صحيح، وقد رواه شعبة بهذا الإسناد عن ابن مسعود ولم يرفعه» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (23) وفيه:»

اللهم إني أعوذ بك من الجبن والبخل وسوء الكبر، وفتنة في الدنيا وعذاب في النار». و (573) بنحوه. و (574) بنحوه موقوفًا. وابن حبان (3/ 243/ 963) وفيه: «

وأعوذ بك من الكسل والهرم وسوء العمر، وفتنة الدجال وعذاب القبر». وأحمد (1/ 440) مختصرًا. وابن أبي شيبة (10/ 238/ 239). وأبو يعلى (8/ 431 - 432/ 5014). وابن السني (36). والبيهقي في الدعوات (24).

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1199) بلفظه، وأبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح (5068) وقال:«وإليك النشور «بدل «وإليك المصير» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (564). وابن حبان (3/ 245/ 965 - إحسان). والطبراني في الدعاء (292) مقتصرًا على شقه الأول وآخره: «وإليك المصير» .

- من طريق وهيب بن خالد ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة به مرفوعًا.

- وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، قد احتج البخاري برجاله سوى سهيل بن أبي صالح فقد روي له حديثًا واحدًا (840) مقرونًا فيه بغيره، وآخر تعميقًا (6408).

-

وقد تابع وهيبًا عليه من فعله صلى الله عليه وسلم.

1 -

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ص: 252

133 -

5 - وعن شداد بن أوس رضي الله عنه؛ عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم: قَالَ: «سيدُ الاستغفارِ أنْ يقولَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ ربِي، لَا إلهَ إِلَاّ أَنْتَ، خلَقْتَني وَأَنَا عبدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا استطعتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صنعْتُ، أبوءُ

(1)

لَكَ بنعمتِكَ عَلَيَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي، فاغفرْ لِي، فَإِنَّه لَا يغفرُ الذنوبَ إِلَاّ أَنْتَ» قال:«ومَنْ قَالَها مِنَ النهارِ موقِنًا بها، فماتَ مِنْ يومِهِ قبلَ أنْ يُمْسِيَ؛ فهو مِنْ أهلِ الجنةِ، ومَنْ قَالَها مِنَ الليلِ وَهُوَ موقنُ بها؛ فماتَ قبلَ أنْ يُصْبِحَ، فهو مِنْ أهلِ الجنةِ»

(2)

.

=- عبد الله بن جعفر أخبرنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه يقول: «إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا

إلى قوله: وإليك المصير.

وإذا أمسى فليقل:

إلى قوله: وإليك النشور».

- أخرجهخ الترمذي (3391). وقال: «حسن» .

- وهو كما قال؛ على شرطه في الحسن؛ فإن عبد الله بن جعفر -والد علي بن المديني- ضعيف لا يتحتج به.

- إلا أنه قد توبع: تابعه عبد العزيز بن أبي حازم [صدوق فقيه. التقريب (611)]. رواه عن سهيل به نحوه إلا أنه قال: «إذا أصبحتم فقولوا: .... » .

- أخرجه ابن ماجه (3868). وابن السني (35) مقتصرًا على شقه الأول.

- والذي أراه -والله أعلم- أن هذ المتابعة لا تقوى رواية عبد الله بن جعفر لأمرين:

*الأول: أن الذي رواه عن عبد العزيز بن أبي حازم: يعقوب بن حميد بن كاسب ومحمد ابن زنبور وقد تكلم فيهما [التهذيب (7/ 155) و (9/ 401)].

*الثاني: أن عبد الله بن جعفر وابن أبي حازم قد خالفنا من هو أوثق منهما وأحفظ وأثبت: وهيب ابن خالد (ثقة ثبت) وروح بن القاسم (ثقة حافظ) وحماد بن سلمة (ثقة عابد) الذين رووا الحديث من فعله صلى الله عليه وسلم لا من قوله، وروايتهم أولى بالصواب، والله أعلم.

- قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 331) بعد أن أخرجه من طريق وهيب: «هذا حديث صحيح غريب «ثم قال في سند الترمذي وابن ماجه: «في سند كل منهما مقال» .

-[وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 246)، وصحيح الترمذي (3/ 392)]«المؤلف» .

- وانظر: الصحيحة (262 و 263).

(1)

أبوء: أقر وأعترف. الترغيب (1/ 304). الفتح (11/ 103). النهاية (1/ 159).

(2)

أخرجه البخاري في 80 - ك الدعوات، 2 - ب أفضل الاستغفار، (6306) في 16 - ب ما=

ص: 253

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=يقول إذا أصبح، (6323). وفي الأدب المفرد (617 و 620). والنسائي في المجبتي، 50 - ك الاستعاذة، 57 - ب الاستعاذة من شر ما صنع، (5537)(8/ 279). وفي عمل اليوم والليلة (19 و 464 و 580) وقيده في المواضع الثلاثة بالصباح والمساء بدل النهار والليل. وابن حبان (3/ 212 - 213/ 932 و 933 - إحسان). والحاكم (2/ 458) فوهم في استدراكه. وابن أبي شيبة (10/ 296). والبزار (8/ 415/ 3488 - البحر الزخار). والطبراني في الكبير (7/ 292 - 293/ 7172 - 7174). وفي الأوسط (2/ 13/ 1018). وفي الدعاء (312 و 313). والبيهقي في الشعب (1/ 447/ 667). وفي الدعوات (140). والخطيب في تلخيص المتشابه (1/ 143). والبغوي في شرح السنة (5/ 93 - 94/ 1308).

-

من طرق كثيرة عن حسين بن ذكوان المعلم عن عبد الله بن بريدة عن بشير بن كعب عن شداد بن أوس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فذكره.

* وقد خالف حسينًا فيه:

1 -

حماد بن سلمة: فرواه عن ثابت البناني وأبي العوام فائد عن عبد الله بن بريدة أن ناسًا من أهل المدينة كانوا في سفر ومعهم شداد بن أوس وذكر الحديث.

-

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (581).

-

ورواه النسائي (465) أيضًا من طريق حماد بن سلمة ثنا ثابت عن عبد الله بن بريدة أن نفرًا صحبوا شدادًا بن أوس فقالوا: حدثنا بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم

فحدثهم بالحديث.

-

فلم يذكر بشير بن كعب بين ابن بريدة وشداد بن أوس، ولعل الوهم فيه من أبي العوام فائد بن كيسان] وقد

كره ابن حبان في الثقات وروى عنه ثلاثة. التهذيب (6/ 379)] وحماد بن سلمة وإن كان هو أثبت الناس في ثابت البناني؛ إلا إنه إذا جمع بين الشيوخ ربما خالف، وقد أنكر ذلك عليه الإمام أحمد، ونبه الخليلي في الإرشاد وأن هذه العلة هي السبب في عد إدخال البخاري لحماد في الصحيح، وكان البيهقي قد علل ذلك بسوء حفظ حماد لما كبر، والله أعلم. [التهذيب (2/ 423). شرح علل الترمذي (359)].

2 -

الوليد بن ثعلبة: فرواه عن عبد الله بن بريدة عن أبيه بريدة بن الحصيب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حِينَ يصبح أو حِينَ يمسي: اللهم أنت ربي

فذكره بنحوه إلى أن قال: فمات من يومه أو من ليلته دخل الجنة».

-

أخرجه أبو داود (5070). والنسائي في عمل اليوم والليلة (20 و 466 و 579). وابن ماجه (6872). وابن حبان (3/ 308/ 1035 - إحسان). والحاكم (1/ 514 - 515). وأحمد (5/ 356). والخرائطي في مكارم الأخلاق (465 - المنتقي). والطبراني في الدعاء (309). والبيهقي في الدعوات (31).

ص: 254

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» .

- وقال ابن حبان: «سمع هذا الخبر عبد الله بن بريدة عن أبيه وسمعه من بشير بن كعب عن شداد ابن أوس؛ فالطريقان جميعًا محفوظان» .

- وقال النسائي: «حسين أثبت عندنا من الوليد بن ثعلبة، وأعلم بعبد الله بن بريدة، وحديثه أولى بالصواب» .

- وقال الحافظ في الفتح (11/ 102): «كأن الوليد سلك الجادة، لأن جل رواية عبد الله بن بريدة عن أبيه، وكأن من صححه جوز أن يكون عن عبد الله بن بريدة على الوجهين، والله أعلم» .

فلم يرجع هنا؛ ورجع في نتائج الأفكار (2/ 322) فقال: «ورواه الوليد بن ثعلبة عن عبد الله بن بريدة عن أبيه، والأول هو المحفوظ، والله أعلم» .

- يعني: رواية حسين المعلم، إلا أنه أن جزم بذلك عاد فنقضه بقوله:«وكنت أظن أن روايته هذه شاذة وأنه سلك الجادة حتى رأيت الحديث من رواية سليمان بن بريدة عن أبيه، أخرجها ابن السني، فبان أن للحديث عن بريدة أصلًا» [نتائج الأفكار (2/ 324)].

- قلت: وما جزم به أولًا هو الصواب -موافقًا في ذلك لقول الإمام النسائي- والمتابعة التي ذكرها واهية: فقد أخرجها ابن السني في عمل اليوم والليلة (43) قال: أخبرنا أبو عروبة ثنا معلل بن نفيل ثنا موسى بن أعين عن ليث عن عثمان عن سليمان بن بريدة عن أبيه مرفوعًا بنحوه وفي آخره: «مات شهيدًا «بدل: «دخل الجنة» .

- قلت: وهذا إسناند ضعيف جدًا؛ مسلسل بالعلل:

1 -

عثمان -غير منسوب- شيخ ليث بن أبي سليم: لم أر فيمن اسمه عثمان اطلاعي -يروي عنه ليث بن أبي سليم سوى اثنين:

-

الأول: عثمان بن عمير: وقد ضعفوه] الجرح والتعديل (6/ 161). مالمجروحين (2/ 95). الضعفاء والمتروكين (417). التاريخ الكبير (6/ 245 - 246) و (2/ 161). سؤالات البرذعي (430). المعرفة والتاريخ (3/ 65). سؤالات البرقاني (356). الضعفاء الكبير (3/ 211). الكامل (5/ 166). الميزان (3/ 50). التهذيب (5/ 507)].

-

الثاني: عثمان الطويل: قال أبو حاتم: «شي «وقال ابن حبان: «ربما أخطأ» . [التاريخ الكبير (6/ 258). الجرح والتعديل (6/ 173). الثقات (5/ 157). اللسان (4/ 183)].

2 -

ليث بن أبي سليم: ضعيف لاختلاطه [التهذيب (6/ 611)].

3 -

معلل بن نفيل: ذكره ابن حبان في الثقات، ولم يذكر فيممن روى عنه سوى أبي عروبة الحسين بن محمد بن أبي معشر] الثقات (9/ 210»، فهو في عداد المجاهيل، وقد تفرد به عن موسى بن أعين ولم يتابع عليه.

فالقول: قول النسائي.=

ص: 255

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وللحديث طرق أخرى عن شداد بن أوس؛ منها ما يرويه:

1 -

كثير بن زيد واختلف عليه:

(أ)

فرواه عبد العزيز بن أبي حازم عن كثير بن زيد عن عثمان بن ربيعة عن شداد بنحوه مرفوعًا.

-

أخرجه الترمذي (3393). وقال: «حسن غريب» .

(ب)

ورواه سليمان بن بلال عن كثيرعن عمر بن ربيعة عن شداد بنحوه مرفوعًا.

-

أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 296/ 7187). وفي الدعاء (316) ووقع فيه «عمرو بن ربيعة «بدل «عمر بن ربيعة*» .

(ج) ورواه زيد بن الحباب ثنى المغيرة بن سعيد بن نوفل عن شداد بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 296) ومن طريقه: الطبراني في الكبير (7/ 297/ 7189). وفي الدعاء (315). وجعفر الفريابي في الذكر] النكت الظراف (4/ 145)].

- وكثير بن زيد: صدوق فيه لين؛ كما قال أبو زرعة] التاريخ الكبير (7/ 216). الجرح والتعديل (7/ 150). الثقات (7/ 354). الكامل (6/ 67). الميزان (3/ 404). التهذيب (6/ 551). التقريب (808) وقال: «صدوق يخطئ» [.

- فهو ليس بالحافظ حتى يقال بأن الحديث عنده على هذه الوجوه، ولا يقال بأن هذا الاختلاف وقع ممن روى عنه فإن كلًا من هؤلاء الثلاثة أوثق من كثير بن زيد؛ فهو الذي اضطرب فيه، والله أعلم.

2 -

جارية بن هرم عن إسحاق بن سويد عن العلاء بن زياد عن شداد بن أوس بنحوه مرفوعًا.

-

أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 7185). وفي الأوسط (5/ 4557). وفي الدعاء (314).

-

وقال في الأوسط: «لم يرو هذا الحديث عن إسحاق بن سويد إلا جارية بن هرم» .

-

قلت: هو منكر؛ لتفرد جارية به وهو: متروك. قال ابن عدي: «أحاديثه كلها مما لا يتابعه الثقات عليها» [التاريخ الكبير (2/ 238). الجرح والتعديل (2/ 520). الثقات (8/ 165). الضعفاء الكبير (1/ 203). بالكامل (2/ 174). الميزان (1/ 385). اللسان (2/ 91)].

-

وقد روى هذا الحديث من حديث.

1 -

جابر بن عبد الله: وأوله: «تعلموا سيد الاستغفار

«الحديث بنحوه.

-

أخرخجه النسائي في عمل اليوم والليلة (467 و 468). وعبد بن حميد (1063). وابن المقرئ في المعجم (499). وابن السني (372). والطبراني في الدعاء (311). والدارقطني في الأفراد] أطراف الغرائب والأفراد (2/ 425)] وقال: «تفرد به محمد ابن منيب عن السري بن يحيى عن هشام وحده] يعني: الدستوائي] عن أبي الزبير» [عن جابر به].

-

قلت: تابعه الأزرق عن السري به عند النسائي (468).

2 -

أبي هريرة: وأوله: «إن أوثق الدعاء أن تقول:

«بنحوه مختصرًا.

-

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (667). وأحمد (2/ 515). والطبراني في مسند الشاميين.

ص: 256

134 -

6 - وعن أنس بن مالك رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصبِحُ أَوْ يُمْسِي: اللَّهُمَّ إِنِّي أُشهِدُك وأُشهِدُ حَمَلةَ عَرْشِك، ومَلَائِكَتَكَ، وَجِمِيعَ خَلْقِكَ، أنَّك أَنْتَ اللهُ، لَا إلهَ إِلَاّ أَنْتَ، وأنَّ محمَّدًا عبدُك ورسولُك؛ أَعْتَقَ اللهُ رُبُعَه مِنَ النَّارِ، فمَنْ قَالَها مرَّتَيْن أَعْتَقَ اللهُ نِصْفَهُ، ومن قَالَها ثلاثًا أَعْتَقَ اللهُ ثَلَاثَةَ أَرْبَاعِهِ، فَإِنْ قَالَها أَرْبعًا أَعْتَقَهُ اللهُ مِنَ النَّارِ»

(1)

.

(1)

= (1671).

- وقد اختلف في رفعه ووقفه.

3 -

أبي أمامة: مطولًا وفيه زيادات.

- أخرجه الطبراني في الكبير (8/ 7802). وفي الدعاء (310). وفي الوسط (4/ 3120). وفي مسند الشاميين (798).

- وقال في الأوسط: «لم يرو هذا الحديث عن يحيى بن الحارث إلا محمد بن شعيب تفرد به عمرو بن هشام» .

- قلت: هو منكر؛ لتفرد عمرو بن هشام به فإنه قليل الحديث ومع قلة حديثه فإنه يخطيء فيه [الضعفاء الكبير (3/ 294). الجرح والتعديل (6/ 268). التهذيب (6/ 220). الميزان (3/ 290)] وشيخ يحيى بن الحارث فيه هو علي بن يزيد الألهاني: وهو ضعيف] الترقريب (707)].

4 -

أبي مالك الأشعري: مختصرًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (3/ 3449) وفي إسناده ضعف وانقطاع.

أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5069). ومحمد بن عثمان بن أبي شيبية في العرش (23). وابن السني (738). والطبراني في الدعاء (297). وفي مسند الشاميين (2/ 381/ 1542). وأبو نعيم في الحلية (5/ 185). والبيهقي في الدعوات 040). والمزي في تهذيب الكمال (3875). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 356).

- من طرق عن ابن أبي فديك أخبرني عبد الرحمن بن عبد المجيد عن هشام بن الغاز بين ربيعة عن مكحول الدمشقي عن أنس به مرفوعًا.

- وقد اختلف عن ابن أبي فديك في تسمية عبد الرحمن بن عبد المجيد:

1 -

فرواه أحمد بن صالح [ثقة حافظ. التقريب (91) ويوسف بن يعقوب الصفار [ثقة. التقريب (1097)] وأبو الأزهر أحمد بن الزهر بن منيع [صدوق. التقريب (85)] ويحيى بن المغيرة [صدوقز التقريب (1067)] وعبد الرحمن بن أبي جعفر الدمياطي] لم أقف عليه] فقالوا:

ص: 257

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=عبد الرحمن بن عبد المجيد- قال أبو الأزهر:- السهمي.

2 -

ورواه جعفر بن مسافر [صدوق ربما أخطأ. التقريب (201)] وسريج بن يونس [ثقة. التقريب (366)]. وعبد القدوس بن يحيى [لم أقف عليه] فقالوا: عبد الرحمن بن عبد المجيد.

- ووقع في نسخة الحلية من رواية محمد بن رافع [ثقة. التقريب (844)] وجعفر بن مسافر:

عبد الرحمن بن حميد؛ وأظنه تصحيفًا فإن نسخة الحلية كثيرة التصحيف.

- ووقع في بعض نسخ أبي داود: عبد الرحمن بن عبد الحميد؛ ذكره ابن حجر في نتائج الأفكار.

- والأقرب والله أعلم: أنه عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي لأمور:

* الأول: لكثرة القائلين بذلك مع ضبطهم.

* الثاني: عبد الرحمن ببن عبد المجيد: سهمي، وابن عبد الحميد: مهري مصري.

* الثالث: عبد الرحمن بن عبد الحميد غير معروف بالرواية عن هشام بن الغاز، ولا عنه: ابن أبي فديك.

* الرابع: تضعيف المزي لهذا القول في الأطراف (1/ 410) فبعد أن جزم بأنه ابن عبد المجيد السهمي قال: «ويقال: ابن عبد الحميد بن سالم أبي رجاء المكفوف «ولم يذكر هذا القول في تراجم هشام بن الغاز وابن أبي فديك وابن عبد المجيد وابن عبد الحميد في تهذيب الكمال بل جزم بأنه ابن عبد المجيد السهمي.

- وعليه: فإن هذا الإسناد: منكر؛ تفرد به عبد الرحمن بن عبد المجيد السهمي.

- وهو مجهول لا يعرف؛ لم يرو عنه سوى ابن أبي فديك [الميزان (2/ 577). التقريب (588). نتائج الأفكار (2/ 357)] تفرد به عن هشام ابن الغاز، ولم يتابع عليه:

- وأما مكحول فإنه وإن لم يصرح بالسماع هنا من أنس؛ فقد أثبته له: البخاري وأبو مسهر وابن معين والترمذي؛ ففلم يُختلف في ذلك، ويحمل قول ابن حبان: «ربما دلس «على ما رواه عن الصحابة- الذين لم يسمع منهم- بصيغة موهمة للسماع، أو إذا أثبت أنه دلس. [التاريخ الكبير (8/ 21). التاريخ الأوسط (1/ 307). الجرح والتعديل (8/ 407). جامع التحصيل (796). الثقات (5/ 447). جامع الترمذي (2506)].

- فعلة الإسناد: هو تفرد ابن عبد المجيد السهمي به على جهالته. قال الحافظ أبو نعيم: «غريب من حديث مكحول وهشام، لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي فديك «وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده: «هذا الحديث غريب من حديث مكحول وهشام، تفرد به ابن أبي فديك» .

- وقد خولف فيه ابن عبد المجيد:

- فقد أخرجه تمام في فوائده (844) من طريق أبي بكر عبد الله بن يزيد الدمشقي عن هشام ابن الغاز فقال: عن أبان بن أبي عياش بدل مكحول.

- قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 357): «وأبو بكر المذكور: ضعيف، وأبان متروك» .

ص: 258

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وللحديث طريق أخرى عن أنس:

- يرويها إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا بقية] يعني: ابن الوليد] عن مسلم بن زياد مولى ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قال حِينَ يصبح: اللهم إنا أصبحنا نشهدك

«فذكر الحديث وزاد: «وحدك لا شريك لك» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1201). والنسائي في عمل اليوم والليلة (9). ومن طريقه: ابن السني (70).

- هكذا رواه البخاري ولم يصرح بقية في روايته بالتحديث، وصرح في رواية النسائي- وابن السني تبعًا له- بالتحديث.

- وخولف إسحاق في لفظ الحديث:

- فرواه عمرو بن عثمان وكثير بن عبيد وحيوة بن شريح- وهم ثقات حمصيون- عن بقية بن الوليد- الحمصي- عن مسلم بن زياد قال: سمعت أنسًا يقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حِينَ يصبح

فذكر الحديث بنحوه وفي آخره: «إلا غُفر له ما أصاب قي يومه ذلك، وإن قالها حِينَ يمسي غفر الله لم ما أصاب في تلك من ذنب» .

- أخرجه أبو داود (5078) عن عمرو بن عثمان. والترمذي (3501) من طريق حيوة، واللفظ له. والنسائي في عمل اليوم والليلة (10) عن عمرو وكثير.

- وعمرو وكثير وحيوة وإن كانوا هم بلديو الرجل] أعني: بقية] وهم أعلم بحديثه من الغرباء؛ إلا أن ذلك لا يدعونا إلى القول بتوهم إسحاق بن راهوية الحنظلي المروزي الثقة الحافظ الإمام، خصوصًا وأن بقية قد عنعنه ولم يصرح بالسماع] في المحفوظ فيه] وروايته هنا عن غير الثقات المشاهير:

- أما تدليسه: فإن تصريحه بالتحديث في رواية النسائي: ليس محفوظًا؛ والله أعلم.

- فقد خالفه البخاري فرواه معنعنًا، وكذا بقية من روى الحديث عن بقية: عمرو وكثير وحيوة لم يذكر تصريحه بالسماع.

- وأما شيخه: مسلم بن زياد: فقد روى عنه ثلاثة، وذكره ابن حبان في الثقات، وكان صاحب خليل عمر بن عبد العزيز، فيصدق عليه قول ابن القطان: «حال مجهول «إذ لم يوثقه معتبر- أعني: من حيث الضبط-[التاريخ الكبير (7/ 261). الجرح والتعديل (8/ 184). الثقات (5/ 400). التهذيب (8/ 153)].

- فرواية بقية هذه مضطربة ساقطة؛ قال الإمام أحمد: «توهمت أن بقية لا يحدث المناكير إلا عن المجاهيل، فإذا هو يحدث المناكير عن المشاهير فعلمت من أين أتى «فقال ابن حجر معقبًا: «أُتي من التدليس «وقال الإمام أيضًا: «وما روى بقية عن بحير وصفوان والثقات يكتب، وما روى عن المجهولين لا يكتب «وقال العجلي: «ثقة فيما يروي عن المعروفين، وما روى عن المجهولين=

ص: 259

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

- فليس بشيء» [المجروحين (1/ 200). الكامل (2/ 72). تاريخ الثقات (168). الجامع في العلل ومعرفة الرجال (2/ 98). الضعفاء الكبير (1/ 162). الجرح والتعديل (2/ 434). التهذيب (1/ 495). الميزان 01/ 331)].

- وقد ضعف الترمذي هذا الحديث بقوله: «غريب» .

- وقد روى الحديث من حديث سلمان بدون قيد الصباح والمساء.

- أخرجه البزار (6/ 495/ 2531 - البحر الزخار). والطبراني في الكبير (6/ 6062). وفي الدعاء (300). وابن عدي في الكامل (2/ 274).

- من طريق أحمد بن يحيى الصوفي] ووقع عند البزار: «أحمد بن «فقط] ثنا زيد بن الحباب حدثني حميد المكي] مولى ابن علقمة] ثنا عطاء] بن أبي رباح] عن أبي هريرة حدثني سلمان الفارسي قال صلى الله عليه وسلم: «من قال: اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وحملة عرشك، وأشهد من في السماوات ومن في الأرض أنك أنت الله لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، وأكفر من أبى من الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبدك ورسولك، من قالها مرة عُتق ثلثه من النار، ومن قالها مرتين عُتق ثلثاه من النار، ومن قالها عتق ثلاثًا عتق كله من النار» .

- وهذا حديث منكر؛ تفرد به حميد مولى ابن علقمة المكي به عن عطاء بن أبي رباح ولم يتابع عليه؛ وحميد هذا قال فيه أبو زرعة الرازي: «ضعيف الحديث «(2/ 356).ز وقال الدارقطني: «مجهول» [سؤالات البرقاني (96)] وقد تفرد بالرواية عنه زيد بن الحباب. قال البخاري في التاريخ الأوسط (2/ 133 - 134): «روى عنه زيد بن الحباب ثلاثة أحاديث، زعم أنه سمع عطاء عن أبي هريرة عن سلمان] في المطبوع: «سليمان «وهي مصحفة] عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثين آخرين لا يتابع فيهما «وقال ابن عدي: «وحديثه هذا المقدار الذي ذكره البخاري لا يتابع عليه كما قال» .

- وقد روى الحاكم في المستدرك (1/ 523) هذا الحديث من طريق أبي عبد الله أحمد بن يحيى الحجري ثنا زيد بن الحباب ثنا حميد بن مهران ثنا عطاء عن أبي هريرة ثنا سلمان الفارسي مرفوعًا بنحوه.

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد «ولم يتعقبه الذهبي.

- قلت: خالف الحجري] وهو صدوق. سؤالات الحاكم للدارقطني (4)]: الصوفي العابد] وهو ثقة. التهذيب (1/ 111) فقال: حميد بن مهران فأخطأ.

- قال الشيخ محمد بن عمرو بن عبد اللطيف في كتابه «حديث. قلب القرآن يس؛ في الميزان «(ص 36): «ومعلومة بداهة أن الصدوق، بل الثقة الحافظ يهم ويخطيء ويخالف، فإن لم يكن الوهم في تسميةة شيخ زيد بن الحباب من الحاكم نفسه أو شيخه الأصم، فهو من بن يحيى الحجري، يؤيد ذلك قرائن شتى منها:

1 -

أن الحديث معدود في مناكير حميد المكي: وبه يُعرف، ولذلك ساقه في ترجمته: البخاري

ص: 260

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=وابن عدي والذهبي نفسه.

2 -

أن المتن منكر- لا محالة- فلا يتناسب؛ بل لا يستحق أن يرد بهذا الإسناد النظيف.

3 -

أن حميد بن مهران- وهو الكندي البصري الخياط- لم يذكر أحد- علمته- روايته عن عطاء ابن أبي رباح، أو رواية زيد بن الحباب عنه، وإن كان من نفس طبقة الآخر».

- قلت: ويؤيده أن أحمد بن يحيى الصوفي قد توبع عليه:

- تابعه: عبيد بن يعيش] وهو ثقة. التقريب (653)] نا زيد بن الحباب نا حميد مولى آل علقمة المكي به.

- أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في كتابه (العرش «(25).

- وله طريق أخرى عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة عن سلمان بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 6061). وفي الدعاء (299).

- من طريق إبراهيم بن عبد الله بن خالد المصيصي ثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج عن عطاء به.

- وإبراهيم هذا: قال ابن حبان فيه: «يسوى الحديث ويسرقه ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم «وقال أبو نعيم الأصبهاني في الضعفاء: «روى عن وكيع وحجاج بن محمد بالموضوعات

ساقط «وقال الحاكم: «أحاديثه موضوعه «وقال الذهبي: «هذا رجل كذاب» [المجروحين (1/ 116). الضعفاء (10). الكشف الحثيث (41). الميزان (1/ 40). اللسان (1/ 64).

- وروى الحديث أيضًا: من حديث أبي سعيد الخدري وعائشة:

1 -

أما حديث أبي سعيد فله طريقان:

- الأول: يرويه داود بن عبد الحميدى عن عمرو بن قيس الملائي عن عطية عن أبي سعيد قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وطلعت الشمس قال: «الحمد لله الذي جللنا اليوم عافيته، وجاءنا بالشمس من مطلعها اللهم إني أصبحت اشهد لك

» الحديث مطولًا.

- أخرجه البزار (3103 - كشف الأستار). وابن أب حاتم في العلل (2/ 191). وابن السمي (147). والطبراني في الدعاء (319). ومن طريقه: ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 413).

- وهو حديث منكر: عطية بن سعد العوفي: ضعيف الحديث، وهو مشهور بالتدليس القبيح، وقد عنعنه] التاريخ الكبير (4/ 839 و (5/ 122). الجرح والتعديل (6/ 382). المجروحين (2/ 176). الضعفاء الكبير (3/ 359). الكامل (5/ 369). طبقات المدلسين (122) التهذيب (5/ 590)].

- وداود بن عبد الحميد الكوفي: قال البزار: «أحاديث داود عن عمرو؛ لا نعلم أحدًا تابعه عليها «وقال العقيلي: «داود بن عبد الحميد الكوفي عن عمرو بن قيس الملائي بأحاديث لا يتابع عليها «وقال أبو حاتم لما سأله ابنه عن هذا الحديث: «هذا حديث منكر» [كشف الأستار (3348). الضعفاء الكبير (2/ 37). الجرح والتعديل (3/ 418). الميزان (2/ 11). اللسان (2/ 516].

ص: 261

135 -

7 - وعن عبد الله بن غنام البياضي رضي الله عنه، عَنْ رسول الله صلى الله عليه وسلم إِنَّهُ قَالَ: «مَن قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أَوْ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لَا شَرِيكَ لَكَ، فَلَكَ الْحَمْد

=وقال الدارقطني في الأفراد: «تفرد به داود بن عبد الحميد عن عمرو بن قيس عنه» [أطراف الغرائب والأفراد (5/ 80)].

- الثاني: يرويه عمرو بن عطية العوفي عن عطية عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يقول أرببع مرات:

«فذكره بنحوه وقال في الثواب: «إلا كتب الله تعالى له براءة من النار» .

- أخرجه محمد بن عثمان بن أبي شيبة في «العرض «(36). والطبراني في الدعاء (798) واللفظ له.

- قلت: وهذا أسوأ حالًا من الذي قبله:

- عطية الصوفي: ضعيف مدلس وقد عنعنه.

- عمرو بن عطية: قال البخاري: «في حديث نظر» . وقال أبو زرعة: «ليس بقوي «وقال الدارقطني: «ضعيف» [الضعفاء الكبير (3/ 290). الجرح والتعديل (6/ 250). الضعفاء والمتروكين (388). الميزان (3 م 281)].

- أحمد بن طارق الوابشي، وعبد الله بن يحيى بن الربيع بن أبي راشد الراويان عن عمرو، وشيخا محمد بن عثمان: لم أجد من ترجمهما.

2 -

وأما حديث عائشة

- فيرويه ابن لهيعة عن أبي جميل الأنصاري عن القاسم: عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أصبح يقول: «أصبحت يارب أشهدك، وأشهد ملائكتك وأنبيائك ورسلك وجميع خلقك شهادتي على نفسي؛ أني أشهد أنك الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك، وأؤمن بك وأتوكل عليك «يقولها ثلاثًا.

- أخرجه الخرائطي في مكارم الأخلاق (470 - المتنقى). والطبراني في الأوسط (10/ 165/ 9352).

- وقال: «لم يرو هذا الحديث عن القاسم بن محمد إلا أبو جميل الأنصاري، تفرد به ابن لهيعة» .

- قلت: هو منكر؛ تفرد به أبو جميل الأنصاري] لم أجد من ترجمه] عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق؛ وقد روى عنه جماعات من الثقات فلم يتابع أحد منهم أبا جميل هذا على روايته. وابن لهيعة ضعيف مدلس وقد عنعنه.

- وفي الجملة فإن حديث أنس بطريقته، وشواهده من حديث سلمان وأبي سعيد وعائشة لا يقوى بعضها بعضًا لنكارتها وشدة ضعفها؛ والله أعلم.

- وانظر: نتائج الأفكار (2/ 3356). والسلسلة الضعيفة (1041). والصحيحة (267)

] فقد صححه العلامة اللألباني غير مقيد، وضعفه بقيد الصباح والمساء، وحسن العلامة ابن باز إسناد النسائي، وأبي داود، في تحفة الخيار ص (23)] «المؤلف» .

ص: 262

ولكَ الشُّكرُ، إلا أدَّى شُكرَ يومِهِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5073) ولم يذكر «أو بأحد من خلقك «وفي آخره:«فقد أدى شكر يومه ومن قال ذلك حِينَ يمسي فقد أدى شكر ليلته» . ومن طريقه: ابن الأثير في أسد الغابة (3/ 358).

- قال أبو داود: حدثنا أحمد بن صالح حدثنا يحيى بن حسان وإسماعيل قالا: حدثنا سليمان بن بلا عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن عن عبد الله بن عنيسة عن عبد الله بن غنام البياضي به مرفوعًا.

- ويحيى بن حسان: هو ابن حيان التنيسي [ثقة من رجال الشيخين. التهذيب (9/ 216)] وإسماعيل: هو ابن أبي أويس [صدوق مشهور له مناكير، تُكلم فيه ويأتي بيان الاختلاف عليه، وهو من رجال الشيخين أيضًا. التهذيب (1/ 321). الميزان (1/ 222). هدى الساري (410) وقال بعد أن فصل في بيان حاله: «وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح من أج ما قدح فيه النسائي وغيره؛ إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر به «المغنى (1/ 119)] هكذا قال يحيى وإسماعيل: عبد الله بن غنام.

- ورواه: عبد الله بن مسلمة القعنبي [ثقة. التقريب (547)] وأبو بكر عبد الحميد بن أبي أويس [ثقة. التقريب (565) (من رواية أخيه إسماعيل عنه) ويحيى بن صالح الوحاظي [صدوق. التقريب (1057)] وإسماعيل بن أبي أويس، وعبد الله بن وهب [ثقة حافظ. التقريب (556)] (من رواية أحمد بن صالح عنه) وسعيد بن أبي مريم [ثقة ثبت فقيه. التقريب (375)] (من رواية يحيى بن أيوب العلاف عنه)؛ فقال ستتهم: ابن غنام؛ فلم يذكروا اسمه.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 443). والنسائي في عمل اليوم والليلة (7). وابن أبي الدنيا في الشكر (166). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 183/ 2163). والطبراني في الدعاء (307). والبيهقي في الشعب (4/ 89/ 4368). وفي الدعوات (41). والمزي في تهذيب الكمال (115/ 390). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 360).

- ورواه: عبد الله بن وهب (من رواية يزيد بن موهب ويونس بن عبد العلى عنه) وسعيد بن أبي مريم (من رواية يحيى بن نافع المصري عنه) فقالا: عن عبد الله بن عباس.

- أخرجه ابن حبان (3 م 142/ 861). وابن السني (41). والطبراني في الدعاء (306). والمزي في تهذيب الكمال (15/ 390).

- ورواية الأكثر هي الصواب؛ والله أعلم؛ فإن كانت رواية من قال: ابن عباس: تصحيفًا فإن ذلك يؤكد قول من قال: غنه ابن غنام. ومن المرجحات أيضًا: أن البخاري وابن أبي حاتم ذكراه فيمن لا يعرف له اسم ويعرف وأبو نعيم: الطبراني وأبو نعيم وابن الأثير وابن عبد البر، وقيل: عبد الرحمن بن غنام؛ وهو وهم.

- وأما رواية من قال: عبد الله بن عباس: فقال أبو نعيم في معرفة الصحابة: «وقد صحف فيه بعض الرواة عن رواية ابن وهب فقال: عن عبد الله بن عباس «وقال ابن عساكر في الأطراف: «هو=

ص: 263

136 -

8 - وعن عبد الرحمن بن أبي بكرة إِنَّهُ قَالَ لأبيه: يَا أَبَتِ إِنِّي أَسْمَعُكَ تَدْعُو كُلِّ غَدَاةٍ: «اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بدني، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إله إِلَاّ أَنْتَ» تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تُمْسِي، وَحِينَ تُصْبِحُ ثلاثًا، وَيَقَولُ:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، لَا إله إِلَاّ أَنْتَ» تُعِيدُهَا ثَلَاثًا حِينَ تمسي، وَحِينَ تصبح ثلاثًا؟ فَقَالَ: نَعَمْ يَا بُنَيَّ! سَمِعْتُ رَسُول الله صلى لله عليه وسيلم يَقُولُ بِهنَّ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنَّ بِسُنَّتِهِ. قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعَوَاتُ الْمَكْرُوب: اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو، وَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إِلَاّ أَنْتَ»

(1)

.

=خطأ «وكذا قال المزي في الأطراف: «هو خطأ» . [أسد الغابة (3/ 358). الاستيعاب (2/ 369 - بهامش الإصابة). الإصابة (2/ 357). نتائج الافكار (2/ 361). تهذيب الكمال (15/ 390 و 423). تحفة الأشراف (6/ 404) ، تهذيب التهذيب (4/ 422)].

- والحديث ضعيف؛ فإن في إسناده عبد الله بن عنبسة: وهو مجهول؛ قال أبو زرعة: «مدني لا أعرفه إلا في هذا الحديث» . وقال ابن معين لما سأله عباس الدوري: من عبد الله بن عنبسة هذا؟ قال: (لا أدري». وقال أبو حاتم: «منهم من يقول: عن عبد الله بن عنبسة عن ابن عباس، ومنهم من يقول: عن ابن غنام «قال ابنه: «أسهما أصح؟ «قال: «لا هذا ولا هذا؛ هؤلاء مجهولان». وقال الذهبي: «لا يكاد يعرف». بالجرح والتعديل (5/ 132) و (9/ 325). تاريخ ابن معين (2/ 324). الميزان (2/ 469)]. وضعفه اللباني في ضعيف أبي داود (1079). وضعيف الجامع (5730) وغيرهما.

- وقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 360). وحسن العلامة ابن باز إسناده في تحفة الأخيار ص (24).

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (701). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5090). والنسائي في عمل اليوم والليلة (22 و 572) بدون شطره الأخير «دعوات المكروب

». وأحمد (5/ 42). والطيالسي (868) بدون «دعوات المكروب» . والطبراني في الدعاء (345) مقتصرًا على ثلثه الأول. وابن السني (69) بدون «دعوات المكروب» .=

ص: 264

139 -

9 - وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عنه؛ عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ فِي كُلِّ يَوْمٍ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: حَسْبَيَ اللهُ لَا إِلَهَ إِلَاّ

=والبيهقي في الدعوات (33) بدون «دعوات المكروب» .

- وأخرجه مقتصرًا على دعوات المكروب:

- النسائي في عمل اليوم والليلة (651). وابن حبان (2370 - موارد). والطيالسي (869) وقال: «دعاء المضطر» . وابن أبي شيبة (10/ 196). والطبراني في الدعاء (1032). وابن السني (342). والبيهقي في الدعوات (163).

- من طريق عبد الجليل بن عطية ثنا جعفر بن ميمون ثنى عبد الرحمن بن أبي بكرة به.

- وهذا إسناد ضعيف؛ جعفر بن ميمون: ضعيف [انظر: الكامل (2/ 139). الميزان 01/ 418). التهذيب (2/ 74)] وعبد الجليل بن عطية: وثقة ابن معين، وقال البخاري:«ربما وهم «وقال ابن حبان: «يعتبر حديثه عند بيان السماع في خبره، إذا رواه عن الثقات، وكان دونه ثبت» [تاريخ ابن معين (2/ 241). التاريخ الكبير (6/ 123). الجرح والتعديل (6/ 33). الثقات (8/ 421). التهذيب (5/ 16). الميزان (2/ 535)] وعبد الجليل قد بين السماع في خبره وروى عنه هذا الحديث ثلاثة من الثقات: أبو عامر العقدي وأبو داود الطيالسي وزيد بن الحباب، إلا أنه رواه عن جعفر وهو ضعيف، وقد تفرد به عنه، لذا فقد اعل النسائي الحديث فقال:«جعفر بن ميمون ليس بالقوي في الحديث، وأبو عامر العقدي ثقة» .

- وقد يُعل هذا الحديث بما رواه عثمان الشحام قال: حدثنا مسلم- يعني: - ابن أبي بكرة: أنه كان يسمع والده يقول في دبر كل صلاة: «اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، وعذاب القبر «فجعلت أعدو بهن، فقال: يا بني أني علمت هؤلاء الكلمات؟ قلت: يا أبت سمعتك تدعو بهم في دبر الصالة فأخذتهن عنك، قال: فألزمهن يا بني؛ فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو بهن في دبر الصلاة.

- أخرجه النسائي (3/ 73 - 74/ 1346) و (8/ 262/ 5480). وابن خزيمة (1/ 3667/ 747). والحاكم (1/ 35) غير مقيد بدبر الصلاة و (1/ 252 - 253). وأحمد (5/ 36) غير مقيد و (5/ 39 و 44) والبزار (9/ 126/ 3675 - البحر الزخار). وابن السني (111).

- قال الحاكم: «صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه «ولم يتعقبه الذهبي.

- قلت: وهو كما قال فقد أخرج مسلم بهذا الإسناد حديثًا في الفتن برقم (28879 04/ 2212).

- فلم يذكر من حديث ابن ميمون ثلثه الأول ولا الأخير ولم يقيده بالصباح والمساء بل قيده بدبر الصلاة، فالله أعلم.

- [والحديث حسنة الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 250)، وصحيح الأدب المفرد ص (260)، وحسن إسناده أيضًا: العلامة أن باز في تحفة الأحيار ص (24)]«المؤلف» .

ص: 265

هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيم، سَبْعَ مَرَّاتٍ؛ كَفَاهُ اللهُ عز وجل هَمَّهُ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ»

(1)

.

(1)

قال ابن السني في عمل اليوم والليلة (71): حدثني أحمد بن سليمان الجرمي ثنا أحمد بن عبد الرزاق الدمشقي ثنى جدي عبد الرزاق بن مسلم الدمشقي ثنا مدرك بن سعد أبو سعد قال: سمعت يونس بن حلبس يقول: سمعت أم الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:. .. فذكره.

- وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (36/ 193 - المطبوع) من طريق أحمد بن عبد الله بن عبد الرزاق المقريء ناجدي عبد الرزاق به إلا أنه قال: «ما أهمه من أمر الدنيا وأمر الآخره، صادقًا كان بها أ وكاذبًا» .

- قال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 400): «وأحمد بن عبد الرزاق هو: ابن عبد الله ابن عبد الرزاق، نسب لجده أيضًا، وقد تفرد عن جده برفعه، ورواه أبو زرعة الدمشقي ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وإبراهيم بن عبد الله بن صفوان- ثلاثتهم من الحفاظ- عن عبد الرزاق هذا بهذا السند ولم يرفعوه «زاد ثلاثتهم: «صادقًا كان بها أو كاذبًا» .

- أما رواية يزيد بن محمد بن عبد الصمد فقد أخرجها أبو داود (5081): وأما رواية أبي زرعة وعمه إبراهيم بن عبد الله بن صفوان فقد أخرجها ابن عساكر في تاريخه] 36/ 149 و 149 - 150. المطبوع].

- وروايتهم هي المحفوظة: موقوف على أبي الدرداء؛ إلا أن مثله لا يقال الرأي والاجتهاد فسبيله المرفوع؛ كما قال المنذري في الترغيب (1/ 306).

ورجاله إسناده كلهم دمشقيون ثقات، معروفون بالرواية بعضهم عن بعض. وانظر: تفسير ابن كثير (2/ 387).

- وقد خولف فيه عبد الرزاق بن عمر بن مسلم؛ فرواه هشام بن عمار ثنا مدرك بن أبي سعد الفزاري عن يونس بن ميسرة بن حلبس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ومن قال: حسبي الله لا إله إلا الله هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، قال الله عز وجل: لأكفين عبدي صادقًا كان أو كاذبًا» .

- أخرجه الطبراني في الدعاء (1038). هكذا مرسلًا؛ غير مقيد بالصباح والمساء والعدد.

- وعبد الرزاق: ثقة؛ ليس فيه مطعن، وهو أقل حديثًا من هشام بن عمار؛ وهشام على مكانته وكبر منزلته إلا أنهم عابوا عليه لما كبر أنه كان يُلقن فيتلقن، ولعل ابن عمار أطول صحبة لمدرك من عبد الزراق، فقد قرأ هشام على مدرك القرآن؛ فإن كان كذلك فهو أعلم بحديثه من عبد الرزاق، وعليه فالحديث مرسل؛ إن كان محفوظًا عن هشام، والله أعلم.

- وللحديث علة أخرى: وهي أن مدرك بن سعد- أو ابن أبي سعد- وإن كان قد وثقه الأئمة إلا أن أبا مسهر- إمام أهل الشام وإليه يرجع أهل الشام في الجرح والتعديل لشيوخهم؛ كما قال ابن حبان] الثقات (8/ 408)]- قال فيه: «لا بأس به، يؤخذ من حديثه المعروف» ، وهذا الحديث مما تفرد به =

ص: 266

138 -

10 - وعن ابن عمر رضي الله عنهما؛ قال: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤْلَاءِ الْكَلِمَاتِ إِذَا أَصْبَحَ وَإِذَا أَمْسَى: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالي، اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وَآمِنْ رَوْعَاتِي، اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنَ يَدَيَّ، وَمِنْ خَلْفِي، وَعَنْ يَمِينِي وِعَنْ شِمَالِي، وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِك أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي»

(1)

.

=مدرك عن يونس ولم يتابع عليه؛ فالله أعلم.

والحديث ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 193)، وفي الضعيفة برقم (5286)، وصحيح إسناده شعيب وعبد القادر الأرناؤوط] زاد المعاد (2/ 376)].

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1200). وأبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5074). والنسائي في المجنبي، 50 - ك الاستعاذة، 60 - ب الاستعاذة من الخسف، (5544 و 5545)(8/ 282)، مختصرا. وفي عمل اليوم والليلة (566). وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 14 - ب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، (3871). وابن حبان (3/ 241/ 961 - إحسان). والحاكم (1/ 517 - 518). وأحمد (2/ 25). وابن أبي شيبة (10/ 239). وعبد بن حميد (837). وابن السني (40). والطبراني في الكبير (12/ 263/ 13296). وفي الدعاء (305). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 227). وفي الدعوات (32). والمزي في تهذيب الكمال (14/ 191). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 361).

- من طرق عن عبادة بن مسلم الفزاري حدثني جبير بن أبي سليمان بن جبير بن مطعم قال: سمعت ابن عمر يقول: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الكلمات.

فذكره. ووقع في آخر الحديث عند النسائي وغيره في تفسير الاغتيال: «قال جبير: وهو الخسف، قال عبادة: فلا أدري قول النبي صلى الله عليه وسلم، أو قول جبير» .

- قال الحاكم: صحيح الاسناد «وهو كما قال؛ فقد سكت عليه أبو داود، ولم يذكر له النسائي علة، وصححه ابن حبان، ورجاله ثقات.

- وأما قول الحافظ ابن حجر: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث عبادة بهذا السند «فإن قوله: غريب؛ فواضح؛ إذ لم يروه عن ابن عمر إلا جبير، ولا عن جبير إلا عبادة، أمال قوله: حسن؛ فلعله لقول ابن حبان في عبادة: «منكر الحديث على قتله، ساقط الاحتجاج بما يرويه .... » [المجروحين (2/ 173 - 174)].

- لعل مرجع هذا القول لابن حبان، ومعتمده إنما هو لرواية عبادة عن أبي داود نفيع الأعمى؛.=

ص: 267

139 -

11 - وعن أبي هريرة رصي الله عنه؛ قَالَ: قال أبو بَكْرٍ رضي الله عنه؛ يَا رسولَ اللَّهِ عَلِّمْنِي شَيْئًا أَقُولُهُ إِذَا أَصْبَحْتُ أَمْسَيْتُ، قَالَ: «قُل: اللَّهُمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأَرضِ، رَبَّ كُلِّ شيءٍ ومليكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إِلَاّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ

(1)

؛ قُلْهُ إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ»

(2)

.

=وهو كذاب، فألزق ابن حبان مناكير نفيع الأعمى بعبادة فأطلق فيه هذا القول، والله أعلم. [وانظر؛ تعليقات الدار قطني على المجروحين (259)] وأما عبادة: فثقة في نفسه ركيع وابن معين والنسائي وقال أبو حاتم: «لا بأس به «وذكره ابن حبان أيضا في الثقات، وصحيح له الترمذي] التاريخ الكبير (6/ 95). الجرح والتعديل (6/ 96). الثقات (7/ 160). التهذيب (4/ 202)].

- وقد رواه يونس بن خباب عن نافع بن جبير بن مطعم عن ابن عباس بنحوه مرفوعًا.

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (698)] وقد تصحف عنده «ابن عباس «إلى ابن عمر» [. والبزار (3196 - كشف الأستار). والطبراني في الدعاء (1297).

- قال البزار: «قد روى من غير وجهه بغير لفظه، فذكرنا هذا الاختلاف لفظه، ولا نعلم أسند يونس عن ابن جبير غير هذا،

».

- ويونس هذا؛ ضعيف، وحديثه منكر لتفرده به عن نافع.

- وحديث ابن عمر صححه الألباني في صحيح الترغيب (655) وغيره.

(1)

شركه: أي ما يدعو إليه ويوسوس به من الإشراك بالله تعالا، ويروي بفتح الشين والراء: أي حبائله ومصايده، وأحدها: شركة. النهاية (2/ 467).

(2)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1202 و 1203). وفي خلق أفعال العباد (49 و 113).

وأبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5067). والترمذي في 49 - ك الدعوات،14 - ب منه، (3392). والنسائي في الكبرى، 72 - ك النعوت، (4/ 401/ 7691) و (4/ 403/ 7699) و (4/ 408/ 7715). وفي 81 - ك عمل اليوم والليلة، (6/ 6/ 9839] 11]) و (6/ 146/ 10402] 567]) و (6/ 198/ 10631] 795]). والدارمي (2/ 378/ 2689). وابن حبان (3/ 242/ 962 - إحسان). والحاكم (1/ 513). وأحمد (1/ 9 و 10 - 11) و (2/ 297 - 298). والطيالسي (9 و 2582). وابن أبي شيبة (9/ 72) و (10/ 237). وأبو يعلى (1/ 78/ 77). (والخرائطي في مكارم الأخلاق (458 و 459 - المنتقي). وابن السني (45 و 724 - 727). والطبراني في الدعاء (288). والبيهقي في الدعوات (29). وفي الأسماء والصفات (1/ =

ص: 268

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=5 و 60). والخطيب في تاريخ بغداد (11/ 167). والمزي في تهذيب الكمال (22/ 85). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 343).

- من طريق يعلى بن عطاء قال: سمعت عمرو بن عاصم قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال أبو بكر:.

فذكره.

- قال الترمذي: «صحيح الإسناد «ولم يتعقبه الذهبي.

- وصحح إسناده النووي في الأذكار، وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار: «حديث صحيح «وصححه الألباني في صحيح الكلم الطيب (21) وغيره. وهو كما قالوا.

- وللحديث إسناد آخر: يرويه ليث عن مجاهد قال: قال أبو بكر رضي الله عنه: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول إذا أصبحت.

فذكر بنحوه وفيه زيادة.

- أخرجه أحمد (1/ 14).

- وليث: هو ابن أبي ليم: ضعيف لاختلاطه، ومجاهد: هو ابن جبير، لم يدرك أبا بكر إذ كانت ولادته- فيما قاله ابن حبان- سنة إحدى عشر سنة وعشرين في خلافة عمر] تهذيب الكمال (6375)] ففي الإسناد ضعف وانقطاع.

- وقد روى الحديث من حديث أبي مالك الأشعري وعبدالله بن عمرو بن العاص وفي حديثهما زيادة:

- أما حديث أبي مالك الأشعري: فأخرجه أبو داود (5083). والطبراني في الكبير (3/ 295/ 3450). وفي مسند الشاميين (2/ 446/ 1672).

- قال أبو داود: حدثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن إسماعيل حدثني أبي- قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل- قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك قال: قالوا: يا رسول الله حدثنا بكلمة نقولها إذا أصبحنا وأمسينا واضطجعنا، فأمرهم أن يقولوا:«اللهم فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت رب كل شيء، وملائكة يشهدون أنك لا إله إلا أنت، فإنا نعوذ بك من شر أنفسنا ومن شر الشيطان الرجيم وشركه، وأن نقترف سوءا على أنفسنا أو نجره إلى مسلم» .

- ورواه الطبراني عن هاشم بن مرثد ثنا محمد بن إسماعيل به.

- وهذا إسناد ضعيف؛ له علتان؛ سبق بيانتهما عند الحديث رقم (61).

- وله هنا علة ثالثة، تقدح فيه وتبين نكارته:

- فإن محمد بن إسماعيل على ضعفه] قال أبو داود: «لم يكن بذاك «وقال أبو زرعة: «كان لا يدري أمر الحديث» . الجرح والتعديل (7/ 190). علل الحديث (2/ 374). التهذيب (7/ 52)]. قد خالفه جميع من الحفاظ:

- فقد رواه: خطاب بن عثمان الحمصي [ثقة. التقريب (298)] والحسن بن عرفة [صدوق. التقريب (239)] وخلف بن الوليد [ثقة. التعجيل (272)]. وعمرو بن خالد الحراني [ثقة=

ص: 269

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=التقريب (734) وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي [صدوق يخطيء. التقريب (410)] وداود ابن رشيد [ثقة. التقريب (305)] وداود بن عمرو الضبي [ثقة. التقريب (307)] وأبو معمر إسماعيل بن إبراهيم بن معمر الهذلي القطيعي [ثقة. التقريب (136)] ثمانيتهم عن إسماعيل بن عياش عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي راشد الحبراني قال: أتيت عبد الله بن عمرو بن العاصفقلت له: حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فألقى إلى صحيفة فقال: هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال: فنظرت فيها فإذا فيها: إن أبا بكر الصديق رضى الله عنه قال: يا رسول الله علمنى ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت فقال: «يا أبا بكر! قل: اللهم فاطر السماوات والأرض .... «فذكر الحديث وزاد في آخره: «وأن أقترب على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم» .

- أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1204). والترمذي (3529). وأحمد (2/ 196). والحسن ابن عرفة في جزئه (85). والطبراني في الدعاء (289) وفي مسند الشاميين (2/ 22/ 849). والبيهقي في الدعوات (30). والمعمري في اليوم والليلة] ذكره ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 346)] وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 345).

- وهذا إسناد شامي صحيح؛ رجاله ثقات؛ فإن إسماعيل بن عياش روايته عن إهل الشام مستقيمة، وهذا منها؛ ومحمد بن زياد الألهاني حمصي ثقة أخرج له البخاري والأربعة [التقريب (845)] وقد سأل عبد الله بن أحمد أبه عن إسماعيل بن عياش فقال:«إذا حدث الثقات مثل محمد بن زياد فحديثه مستقيم» [تهذيب الكمال (5813)] وأبو راشد الحبراني: قال العجلي: «شامي تابعي ثقة، لم يكن بدمشق في زمانه أفضل منه» وذكره ابن حبان في الثقات، وروى عنه عشرة أنفس كما في تهذيب الكمال] تاريخ الثقات (1944). الثقات (4/ 63 و 213) و (5/ 583). كنى البخاري (30). تهذيب الكمال (33/ 299). التقريب (1144) وقال:«ثقة» [.

- وقال الترمذي: «حسن غريب من هذا الوجه» .

- وقال ابن حجر: «حسن» ، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (914).

- وللحديث إسنادان آخران:

- الأول: يرويه ابن لهيعة ثنا حبي بن عبد الله أن أبا عبد الرحمن الحبلي حدثه قال: أخرج لنا عبد الله بن عمرو قرطاسا وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا يقول:.

فذكر وفيه زيادة الشهادتين والزيادة التي في آخره، ثم قال أبو عبد الرحمن: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو أن يقول ذلك حِينَ يريد أن ينام.

- أخرجه أحمد (2/ 171).

- وإسناده ضعيف، لضعف ابن لهيعة.

* الثاني: يرويه كنانه بن جبلة عن عثمان بن عطاء عن أبيه عن أبي عبد الرحمن المنقري قال: أخرج إلى عبد الله بن همر [و] صحيفة صغيرة. .. فذكر الحديث=

ص: 270

وفي حديث عبد الله بن عمرو: «

أَعُوذُ بِكَ مِن شَرِّ نَفْسِي وَمِنَ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وَأَنْ أَقْتَرِفُ عَلَى نَفْسِي سُوءًا، أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ».

140 -

12 - وعن أبان بن عثمان قَالَ: سَمِعْتُ عثمان بن عفان يقول: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بسْمِ اللهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ -ثلاثَ مرَّاتٍ-؛ فَيَضُرَّهُ شَيْءٌ» وَكانَ أَبَانُ قَدْ أَصَابَهُ طَرَفُ فَالجٍ فَجَعَلَ الرَّجُلُ يَنْظُرُ إليْهِ، فَقَالَ لَهُ أَبَانُ: مَا تَنْظُرُ؟ أَمَا إنَّ الْحَدِيثَ كَمَا حدَّثْتُكَ، وَلَكِنِّي لَمْ أَقُلْهُ يَوْمَئِذٍ لِيُمْضِيَ اللَّهُ عَلَيَّ قَدَرَهُ

(1)

.

=- ذكره ابن أبي حاتم في العلل (2/ 202) قال أبو حاتم: «هذا حديث مضطرب، وكنانة ابن جبلة محله الصدق» ولعله أراد أن كنانة بريء منه، وإنما العهدة فيه على عثمان بن عطاء؛ وهو: ابن أبي مسلم الخراساني؛ فقد قال أبو عبد الله الحاكم: «يروي عن أبيه أحاديث موضوعة» وقال أبو نعيم الأصبهاني: «روى عن أبيه أحاديث منكر» [التهذيب (5/ 501)] وإن كان كنانة قد تكلموا فيه وكذبه ابن معين وقال ابن عدي: «ومقدار ما يرويه غير محفوظ» [التاريخ الكبير (7/ 237). الجرح والتعديل (7/ 169). المجروحين (2/ 229). الضعفاء الكبير (4/ 11). الكامل (6/ 74). اللسان (4/ 490)]. والله أعلم.

*] وخلاصة القول أن حديث أبي هريرة وعبدالله بن عمرو في تعليم النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الدعاء العظيم لأبي بطر حديث صحيح، صححه العلامة الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/ 246) برقم (5067)، وصحيح الترمذي (3/ 449) برقم (3529)] «المؤلف» .

(1)

أخرجه البخاري في الأدب المفرد (660). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 13 - ب ما جاء في الدعاء إذا أصبح وإذا أمسى، (3388). والنسائي في عمل اليوم واليللة (346). وابن ماجه في 34 - ك الدعاء، 14 - ب ما يدعو به الرجل إذا أصبح وإذا أمسى، (3869). والحاكم (1/ 514). وأحمد (1/ 62 - 63 و 66). واليالسي (79). والخرائطي في مكارم الأخلاق (463 - المنتقى). والبيهقى في الدعوات (34 و 35). وفي الأسماء والصفات (1/ 26).

ص: 271

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن أبان بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: .... فذكره.

- قال الترمذي: «حسن صحيح غريب» .

- وقال الحاكم: «صحيح الإسناد» ولم يتعقبه الذهبي.

- قلت: يحمل تصحيح الترمذي على توثيقه لعبد الرحمن بن أبي الزناد مطلقا، والصحيح التفصيل في أمره، فما حدث بالمدينة فهو صحيح، وما حدث ببغداد ففيه ضعف، كما قال على بن المديني وعمرو بن على الفلاس والساجي ومن تبعهم، وقد وثقه مالك ولم ينكر عليه إلا روايته عن أبيه كتاب السبعة- يعني الفقهاء-، وضعفه النسائي، واختلف فيه قول أحمد وابن معين. [التهذيب (5/ 84). شرح علل الترمذي (331)].

- وعامة من روى عنه هذا الحديث من الغرباء: أبو داود الطيالسي (بصري) وعبيد بن أبي قرة (بغدادي) وسريج بن النعمان (بغدادي) ويحيى بن عبد الحميد الحماني (كوفي) وسعد بن عبد الحميد بن جعفر (مدني نزيل بغدادي) وعبدالله بن سلمة الأفطس (بصري) أو عبد الله بن مسلمة القعنبي (بصري، أصله مدني).

- وعلى هذا ففي صحة هذا الحديث نظر؛ وأفضل أحواله أن يقال: حسن.

- وقد توبع عليه:

- فرواه ابن أبي فديك عن يزيد فراس عن أبان بن عثمان عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من قال حِينَ يصبح:. .. فذكر الدعاء ثم قال: لم يصيبه في يومه فجأة بلاء، ومن قالها حِينَ يمسي لم- يعني: يصبه في ليلته فجاءة بلاء-» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (347). وعبد بن حميد (54).

- ويزيد بن فراس، قال فيه النسائي:«مجهول، لانعرفه» وقال أبو حاتم: «مجهول، لا يعرف» [الجرح والتعديل (9/ 283). التهذيب (9/ 368). التقريب (4081) وقال: «مجهول» [.

- وقد روى هذا الحديث: أبو مودود عبد العزيز بن أبي سليمان المدني [ثقة، وثقه ابن المديني وأحمد وابن معين وابن نمير وأبو داود. التهذيب (5/ 242)].

- واختلف عليه فيه:

1 -

فرواه أبو ضمرة أنس بن عياض [ثقة. التقريب (154)] عن أبي مودود عن محمد بن كعب عن أبان بن عثمان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، ولم يذكر قصة الفالج.

- أخرجه أبو داود (5089). والنسائي في عمل اليوم واليلة (15). وابن حبان (3/ 132 و 144/ 852 و 862 - إحسان). والدار قطني في العلل (3/ 8). وابن أبي حاتم في العلل (2/ 197) ولم يذكر عثمان في الإسناد. والبزار (357 - البحر الزخام). وعبد الله بن أحمد في زيادات المسندر (1/ 72). والخرائطي في مكارم الأخلاق (464 - المنتقي) وسقط من إسناده: «عن أبي ضمرة أنس

ص: 272

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- ابن عياض». وابن النسي (44). والطبراني في الدعاء (317). والبيهقي في الأسماء والصفات (1/ 89. والبغوي في شرح السنة (5/ 113).

- تابع أنسا عليه: خالد بن يزيد العمري: وهو كذاب] الجرح والتعديل (3/ 360). المجروحين (1/ 284). لضعفاء الكبير (2/ 17). الكامل (3/ 17). الكشف الحثيث (272). اللسان (2/ 476). المغني (1/ 313)] فلا يفرح به. [ذكره الدار قطني في العلل].

- وخالفه جمع من الحفاظ.

2 -

فرواه عبد الله بم مسلمة القعنبي [ثقة عابد. التقريب (547)]] من رواية محمد بن على بن ميمون وأبي زرعة الرازي عنه] وعبد الرحمن بن مهدي [ثقة ثبت حافظ. التقريب (601)] وأبو عامر العقدي عبد الملك بن عمرو [ثقة. التقريب (625)] ثلاثتهم: عن أبي مودود عن رجل قال: حدثنا من سمع أبا بن عثمان قال: سمعت عثمان بن عفان يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:.

فذكره بنحوه.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (16). وابن أبي حاتم في العلل (2/ 196 - 197 و 2058). وأبو نعيم في الحلية (9/ 42).

- ورواه أبو داود (5088) عن القعنبي ثنا أبو مودود عمن سمع أبان به وفيه قصة الفالج، فلم يذكر الرجل الأول.

- وتابع القعنبي على هذه الرواية: زيد بن الحباب [صدوق يخطئ في حديث الثوري. التقريب (315)].

- أخرجه ابن أبي شيبة (10/ 238).

- ورواية الحفاظ الثلاثة هي الصواب؛ قال أبو حاتم: «ذكر هذا الحديث لابن مهدي، فقال: أملي على أبو مودود: حدثني رجل عن رجل أنه سمع أبان بن عثمان عن عثمان عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنكر أن يكون عن محمد بن كعب القرظي» .

- وقال ابن مهدي أيضا فيمن قال «عن محمد بن كعب القرظي» : «هو باطل» وقال أبو زرعة في رواية أبي ضمرة: «هذا خطأ، والصحيح ما حدثنا القعنبي. .. فذكره» [علل الحديث لابن أبي حاتم (2/ 196 و 205)].

- وقال الدار قطني في العلل (3/ 8) بعد ذكر رواية ابن مهدي وأبي عامر العقدي: «وهذا القول هو المضبوط عن أبي مودود، ومن قال فيه: عن محمد بن كعب القرظي؛ فقدوهم» . وقال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 305 (: «وهي علة خفية راجت على البزار وابن حبان» . ثم قال الدار قطني: «وروى هذا الحديث أبو الزنا عن أبان بن عثمان عن أبيه؛ حدث به عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه، وهذا متصل، وهو أحسنها إسنادا» .

- وقد أشار النسائي إلى علة أخرى، فقال: وقد روى عن أبان بن عثمان بغير هذا اللفظ: (17)

ص: 273

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- أخبرنا يونس بن عبد الأعلى قال: أخبرنا ابن وهب قال أخبرني الليث عن العلاء بن كثير عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن المسور بن مخرمة عن أبان بن عثمان أنه قال: من قال حِينَ يمسي: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله، لم يضره شيئ حتى يصبح، وإن قال حِينَ يصبح لم يضره شيء حتى يمسي. فأصاب أبان فالج فجئته فيمن جاءه من الناس، فجعل الناس يعزونه ويخرجون وأنا جالس فلما خف من عنده قال لي: قد علمت ما أجلسك، أما إن الذي حدثتك حق ولكني أنسيت ذلك.

- ثم قال: تابعة الزهري على روايته فوقفه: (28) اخبرني محمد بن يحيى بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا يحيى بن يحيى قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الصائغ عن الحجاج بن فرافصة عن عقيل عن الزهري عن أبان بن عثمان قال: من قال حِينَ يمسي وحين يصبح- ثلاثة مرات-: سبحان الله العظيم وبحمده، ولا حول ولا قوة إلا بالله لم يصبه شيء يضره، فدخلنا عليه وقد أصابه الفالج فقال: ابن أخي أما إني لم أكن قلتها حِينَ أصابني.

- قلت: مخالفة أبي بكر بن عبدالرحمن بن المسور والزهري لا تقدح في رواية ابن أبي الزناد.

- أما أبو بكر بن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمة: فلم أر فيمن روى عنه سوى العلاء بن كثير الإسكندراني [التهذيب (10/ 35). فتح الباب لابن منده (1035) وقال: «عداده في أهل مصر، روى عنه العلاء بن كثير» [وعلى هذا فهو في عداد المجهولين.

- وأما رواية الزهري؛ فإن الإسناد إليه لا يصح: فإن الرواي عن عقيل بن خالد: هو حجاج ابن فرافصة، وقد تكلم فيه، والرواي عن حجاج، وهو إسماعيل بن إبراهيم بن ميمون الصائغ: قال البخاري: «سكتوا عنه» وقال أبو حاتم: «هو شيخ» [التاريخ الكبير (1/ 341). الجرح والتعديل (2/ 152). الثقات (8/ 92). الميزان (1/). اللسان. المغني (1/ 117)].

* تنبيه:

هكذا وقع اسمه في المطبوع من «عمل اليوم والليلة» و"السنن الكبرى": «إسماعيل عن إبراهيم الصائغ» ولكن قلب أسمه في «تحفة الأشراف» (7/ 224) وفي تهذيب الكمال (146) ومختصراته فصار: «إبراهيم بن إسماعيل الصائغ» وهو خطأ، والصحيح ما أثبته من «عمل اليوم والليلة» و"التاريخ الكبير» و"الجرح والتعديل» و"الثقات» وغيرها. والله أعلم.

- وحاصل ما تقدم أن رواية ابن أبي الزناد هي أحسن ما ورد به الحديث من أسانيد؛ كما قال الدار قطني.

- والحديث قال فيه الذهبي: «صحيح» [سير أعلام النبلاء (6/ 352)].

- وقال ابن حجر: «حسن صحيح» [نتائج الأفكار (2/ 348)].

- وقال الألباني: «حسن صحيح» [صحيح الأدب المفرد (513) وغيره].

-[وحديث أبان عن عثمان صححه العلامة الألباني في صحيح أبي داود (3/ 350) برقم (5088)، وقال في صحيح الترمذي (3/ 391) برقم (3388):«حسن صحيح» [«المؤلف» .

ص: 274

ولفظ أبي داود: «من قَالَ: بسم الله الَّذِي لَا يضر مَعَ أسمه شيء فِي الأرض وَلَا فِي السماء وَهُوَ السميع العليم- ثلاثة مرات لَمْ يصبه فجأة بلاء حَتَّى يصبح، ومن قَالَها حِينَ يصبح لَمْ يصبه فجأة بلاء حَتَّى يمسي» .

141 -

13 - وعن أبي سلام أنه كَانَ فِي مسجد حِمْصُ، فَمَرَّ رجُلٌ [فقالوا: هذا خَدَمَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم]؛ فقمت إليه، فقلت: حَدِّثني حديثًا سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لَمْ تَدَاوَلْهُ الرِّجَالُ بينك وبينه. قَالَ: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يقول: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِم يَقُولُ حِينَ يُصْبحُ ثَلَاثًا، وَحِينَ يُمْسِي: رَضِيتُ باللهِ رَبا، وَبِالْإِسْلَامِ دينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم نَبِيًا إِلَاّ كَانَ حَقًا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»

(1)

.

(1)

أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أصبح، (5072) ولم يذكر «ثلاثا» ولا «يوم القيامة» وقال «رسولا» بدلا «نبيا» . والنسائي في عمل اليوم والليلة (4). واللفظ له عدا ما بين المعقوفين فلأبي داود. والحاكم (1/ 518) بنحوه ولم يذكر العدد، ووقع في إسناده سقط وقلب. وأحمد (4/ 337) و (5/ 367) بنحوه. وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 286/ 2812). والطبراني في الدعاء (302). والبيهقي في الدعوات (28). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 353).

- من طرق عن شعبة عن أبي عقيل هاشم بن بلال عن سابق بن ناجية عن أبي سلام عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم به مرفوعا.

- وتابعه هشيم بن بشير عن أبي عقيل به نحوه، وقال:«مر بنا رجل طوال أشعث» .

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (565). وعنه: ابن النسي (68). والمزي في تهذيب الكمال (10/ 125).

- وتابعهما أيضا: روح بن القاسم عن أبي عقيل به ولم يذكر العدد.

- أخرجه الطبراني في الدعاء (303). وابن عدي في الكامل (4/ 30).

- من طريق ابن وهب ثنا] أبو سعيد التميمي] شبيب بن سعيد عن روح به.

- وهذا الحديث مما أنكر ابن عدي على شبيب بن سعيد الحبطي وقال: «حدث عنه ابن وهب بالمناكير» وقال أيضا: «ولعل شبيب بمصر في تجارته إليها كتب عنه ابن وهب حفظه فيغلط ويهم، وأرجو أن لا يعتمد شبيب هذا الكذب» قلت: شبيب هذا ثقة فيما رواه عن يونس بن يزيد=

ص: 275

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وعنه ابنه أحمد لذا فقد احتج البخاري والنسائي بهذه النسخة التي رواها عن يونس عن الزهري، وقال ابن عدي:«نسخة الزهري أحاديث مستقيمة» ، وأمال هذا الحديث فيحتمل أن يكون حفظه ولم يغلط فيه ولم يهم وذلك لموافقته فيه لرواية الثقات شعبة وهشيم، والله أعلم [وانظر الحديث المتقدم برقم (67)].

- وقد خالف هؤلاء الثلاثة؛ الثقات الحافظ؛ شعبة وهشيم وروح: خالفهم مسعر بن كدام- وهو ثقة ثبت- فقال: حدثني أبو عقيل عن سابق عن أبي سلام خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:.

فذكره بنحوه.

- أخرجه ابن أبي شيبة (9/ 78) و (10/ 240) عن محمد بن بشر عن مسعر به، ومن طريق: ابن ماجه (3870). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1/ 348/ 471). والخرائطي في مكارم الأخلاق (460 - المنتقي) والطبراني في الكبير (22/ 367/ 921) وفي الدعاء (301). وابن عبد البر في الاستيعاب (4/ 98 - بهامش الإصابة). والمزي في التهذيب الكمال (10/ 125). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 354).

- ورواه وكيع عن مسعر فأخطأ في إسناده: قال وكيع مسعر عن أبي عقيل عن أبي سلام عن سابق عن خادم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:.

فذكره بنحوه.

- أخرجه أحمد (4/ 337)

- ومحمد بن بشر العبدي أثبت في مسعر من وكيع [سؤالات ابن بكير للدار قطني (48)].

- ورواية مسعر هذه شاذة؛ والمحفوظ ما وراه شعبة وهشيم وروح.

- قال المزي في رواية شعبة وهشيم في تحفة الأشراف (9/ 220): «وهو الصواب» وفي تهذيب الكمال (10/ 125): «وهو الصحيح» وقال العلائي في جامع التحصيل (970): «

وقع فيها الوهم] يعني: في رواية اين ماجه] من مسعر؛ بقوله فيه: عن أبي سلام خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

» وقال ابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 354): «ورواية شعبة ومن وافقه أرجح من رواية مسعر، لأن أبا سلام ما هو صاحبي هذا الحديث، بل هو تابعي شامي معروف، وأسمه ممطور، وأخرج له مسلم وغيره، وهو نتشديد اللام. وخادم النبي صلى الله عليه وسلم المذكور هنا لم يقع التصريح بتسميته، وجوز ابن عساكر أنه أبو سلمي راعي النبي صلى الله عليه وسلم واسمه حريث، وقد جاءت الرواية من طريق أبي سلام عنه عند النسائي في حديث آخر، وليست أستبعد أن يكون هو ثوبان المذكور أولا، وهو ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم أيضا، ولأبي سلام عنه عدة أحاديث عند مسلم وأبي داود وغيرهما، والله أعلم» وقال في الإصابة (4/ 93): «وحديث شعبة في هذا هو المحفوظ» . وانظر: الكاشف (2/ 433).

- قال الحاكم: «صحيح الإسناد» وسكت عليه الذهبي.

- قلت: بل هو ضعيف الإسناد؛ فإن سابق بن ناجية: فيه جهالة؛ ولم يرو عنه سوى هاشم بن بلال أبي عقيل، وذكره ابن حبان في الثقات] التاريخ الكبير (4/ 201). الجرح والتعديل (4/ 307).=

ص: 276

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=الثقات (6/ 433). التهذيب (3/ 243)].

- وللحديث شواهد:

* الأول: يرويه أبو سعيد بن المرزبان البقال عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.

- أخرجه الترمذي (3389). والخرائطي في مكارم الأخلاق (467 - المنتقي). والطبراني في الدعاء (304). وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (296). والذهبي في تذكرة الحفاظ (3/ 968).

- قال أبو عيسى الترمذي:» حسن غريب مكن هذا الوجه «

- قلت: وهو كما قال على شرطه، فإن إسناده ضعيف، لضعف أبي سعد البقال وتدليسه، وقد عنعنه، إلا أن شواهد تقويه. [التاريخ الكبير (3/ 515). الجرح والتعديل (4/ 62). المجروحين (1/ 317). الضعفاء الكبير (2/ 115). معرفة الثقات (614). المعرفة والتاريخ (3/ 59). الكامل (3/ 383). سؤالات البرقاني (176). التهذيب (3/ 367). الميزان (2/ 158). المغني (1/ 413)].

*الثاني: يرويه رشدين بن سعد عن حيي بن عبد الله المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان يكون بإفريقية- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» من قال إذا أصبح: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا؛ فأنا الزعيم لآخذ] ن] بيده حتى أدخله الجنة «.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (8/ 75). والطبراني في الكبير (20/ 355/ 838).

- وإسناده ضعيف؛ لضعف رشدين بن سعد، وحيي بن عبد الله فيه ضعف. [التهذيب (3/ 103) و (2/ 490)].

* الثالث: حديث أبي هريرة؛ وله طريقان:

- الأول: يرويه خزيمة بن خازم القائد عن ابن أبي ذئب عن الحارث بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» من قال إذا أصبح: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد نبيًا؛ رضي الله تعالى عنه «.

- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 341).

- وهو منكر؛ تفرد به خزيمة بن خازم عن ابن أبي ذئب من روى عنه من المشاهير الثقات على كثرتهم، وخزيمة بن خازم لم أر من وثقه، وقد قال الخطيب في ترجمته:» أحد قواد الرشيد وعاش إلى أيام الأمين وعمي في آخر عمره» [التاريخ (1/ 92)] فلم يكن من أهل هذا الفن وإنما هو من القواد المشهورين؛ انظر ترجمته في تاريخ الطبري (4/ 309 و 324 و 619 و 647 و 674) و (5/ 16 و 31 و 32 و 47 و 68 و 90 و 95 و 104 و 134 و 135) وغيره من المصادر التاريخية. وأما مروياته الحديثية فقد ضعفها أهل العلم؛ انظر: تاريخ بغداد (1/ 316) و (3/ 196) =

ص: 277

=والعلل المتناهية (1/ 214) و (2/ 697) ولسان الميزان (3/ 429). وقد عده ابن الجوزي في العلل (1/ 214) في من هو بين مجهول وبين من لا يوثق به.

- الثاني: قال ابن عدي في الكامل (2824): ثنا حمدان بن عمر وثنا غسان بن الربيع ثنا عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن عطاء بن قرة عن عبد الله بن ضمرة أنه سمعه يحدث عن أبي هريرة أنه قال:» من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وبالقرآن إمامًا؛ كان حقًا على الله رضاه» قلنا: يا أبا هريرة وما رضاه؟ قال:» يدخله الجنة «.

- هكذا موقوفًا على أبي هريرة، وقد تفرد به غسان بن الربيع عن عبد الرحمن بن ثابت ابن ثوبان، وعبد الرحمن بن ثابت: صدوق، لينه بعضهم وقال أحمد:» أحاديثه مناكير» [الجرح والتعديل (5/ 219). الضعفاء الكبير (2/ 326). الكامل (4/ 281). الثقات (7/ 92). تاريخ بغداد (10/ 222). التهذيب (5/ 63)] وقد أنكر عليه العقيلي ثلاثة أحاديث بهذا الإسناد وقال:» ولا يتابعه إلا من هو دونه أو مثله «.

- وأما غسان بن الربيع، فقد ضعفه الدارقطني، وقال مرة:» صالح «وذكره ابن حبان في الثقات، وأخرج له في صحيحه، وقال الذهبي:» ليس بحجة في الحديث «وعد ابن عدي هذا الحديث من مناكيره في الكامل. [الثقات (9/ 2). سنن الدراقطني (1/ 330). تاريخ بغداد (12/ 329). الإكمال (333). التعجيل (841). الميزان (3/ 334). اللسان (4/ 485)].

- وفي الجملة فإن الحديث حسن بشواهده، عدا الشاهد الأخير فإنه منكر فلا يستشهد به.

- وقد حسنه الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 352) وقال في الفتح (11/ 131):» وسنده قوي «.

- وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (1078)، وغيره. وحسنه الإمام ابن باز في تحفة الأخبار ص (39).

(1)

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (570). والضياء في المختار (6/ 300 - 302). الحاكم (1/ 545). والبيهقي في الشعب (1/ 477/ 761). والبزار (3107 - كشف الأستار). والخرائطي في مكارم الأخلاق (466 - المنتقى). وابن الثني (48).

- من طريق زيد بن الحباب أخبرني عثمان بن موهب الهاشمي سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فذكره.

- قال الحاكم:» صحيح على شرط الشيخين «.

ص: 278

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقال المنذري في الترغيب (1/ 311):» رواه النسائي والبزار بإسناد صحيح، والحاكم وقال: صحيح على شرطهما «.

- وقال الهيثمي في المجمع (10/ 117):» رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير عثمان بن موهب وهو ثقة».

- قلت: عثمان بن موهب: ليس هو عثمان بن عبد الله بن موهب؛ الشقة المشهور الذي أخرج له الشيخان، فالأول هاشمي كوفي والثاني تيمي مدني، وقد فرق بينهما ابن أبي حاتم وتبعه المزي وابن حجر والذهبي] الجرح والتعديل (6/ 155 و 169). تهذيب الكمال (19/ 499). تهذيب التهذيب (5/ 518). التقريب (669). الميزان (3/ 58)].

- وقد تفرد عنه زيد بن الحباب؛ لكن قال أبو حاتم» صالح الحديث» وهو يقول ذلك في من يعدله ويقوي أمره لا كما قال ابنه في المقدمة بأنه» ممن يكتب حديثه للاعتبار» فكثيرًا ما يطلق أبو حاتم هذا الوصف على الثقات أو على من خف ضبطه ونادرًا ما يطلقه على الضعفاء إلا مع قرينة تدل على ذلك، وقد تبين لي ذلك من النظر في أكثر من سبعين ترجمة في ثنايا كتاب» الجرح والتعديل «ممن أطلق عليهم أبو حاتم هذا الوصف، وبناء على هذا فإن هذا الحديث إسناده حسن.

- قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 385):» حسن غريب».

* تنبيه: وقع في سند الحاكم «عثمان بن عبد الله بن موهب «وهو وهم من بعض الرواة، فقد ذكره على الوجه الأول: عبد الرحمن بن محمد بن سلام] لا بأس به. التقريب (598)] وسلمة بن شبيب [ثقة. التقريب (400)] والحسن بن علي الحلواني [ثقة حافظ. التقريب (240)] وهارون بن عبد الله الحمال [ثقة. التقريب (1014)]، وخالفهم الحسن بن الصباح [صدوق يهم. التقريب (239)] فزاد» عبد الله» في نسبه فوهم. والله أعلم.

- ولحديث أنس طريق أخرى:

- يرويها سلمة بن حرب بن زياد الكلابي ثنى أنس بن مالك بنحوه مرفوعًا وفيه قصة.

- أخرجه الطبراني في الصغير (1/ 270/ 444 - الروض). وفي الدعاء (1046). وقال:» لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به نصر بن علي».

- قلت: نصر بن علي ومن دونه- وهو شيخ الطبراني خالد بن النضر- ثقات.

- وقد أخرجه ابن حبان في الثقات (6/ 398) عن طريق نصر بن علي ثنا سلمة بن حرب به.

- فالعلة فيه: جهالة سلمة بن حرب وشيخه أبي مدرك، فقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن سلمة فقال:» هو مجهول، وأبو مدرك مجهول» وقال الأزدي:» ضعيف مجهول» وذكره ابن حبان في الثقات. بالجرح والتعديل (4/ 159). الميزان (2/ 189). اللسان (3/ 81)].

- وقد روى من حديث أبي هريرة:

- أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (8/ 48) من طريق عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري ثنا الحسن

ص: 279

=ابن سعيد بن سابور النجاد أبو موسى ثنا محمد بن عبد الله المخرمي ثنا روح بن عبادة عن شعبة عن محمد بن جحادة عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: .... فذكر نحوه.

- قلت: الإسناد من لدن شعبة فصاعدًا على شرط البخاري فقد أخرج بهذا الإسناد حديثًا في النهي عن كسب الإماء برقم (2283 و 5348). وروح بن عبادة: ثقة اخرج له الجماعة، ومحمد بن عبد الله المخرمي: ثقة حافظ احتج به النسائي، فكيف يتفرد بمثل هذا الإسناد الصحيح رجل مجهول؛ فإن الحسن بن سعيد بن سابور ترجم له الخطيب في تاريخه (8/ 48) فلمي ذكر فيمن روى عنه سوى عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري] وهو ثقة. تاريخ بغداد (10/ 369)] ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يرو له سوى هذا الحديث، وعليه فهو منكر بهذا الإسناد؛ والله اعلم.

- وقد روى هذا الدعاء- كله أو بعضه- غير مقيد بالصباح والمساء من حديث:

1 -

أبي بكرة، وقد تقدم برقم (136).

2 -

أنس. رواه الترمذي (3524) وفي إسناده يزيد بن أبان الرقاشي: وهو ضعيف.

3 -

ابن مسعود. رواه الحاكم (1/ 509) وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الواسطي والنضر بن إسماعيل ووضاح بن يحيى النهشلي وهم ضعفاء.

4 -

رجل من بني زريق عن أبيه عن جده. رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2925).

- وحديث أنس: صححه الألباني في صحيح الترغيب (657)؛ والصحيحة (227).

(1)

أخرجه أبو داود في 35 - ك الأدب، 110 - ب ما يقول إذا أبح، (5084). قال: حدثنا محمد بن عوف ثنا محمد بن إسماعيل، حدثني أبي قال ابن عوف: ورأيته في أصل إسماعيل- قال: حدثني ضمضم عن شريح عن أبي مالك الأشعري به مرفوعًا.

- وأخرجه الطبراني في الكبير (3/ 296/ 3453) وفي مسند الشاميين (2/ 447/ 1675) قال: حدثنا هاشم بن مرثد ثنا محمد بن إسماعيل بن عيا شبه.

- وهذا إسناد ضعيف، تقدم الكلام عليه عند الحديث (61) و (139).

- وقال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 368):» هذا حديث غريب «.

- وقد حسنه ابن القيم في الزاد (2/ 373 - 374).

ص: 280

=-[وحسن إسناده أيضًا شعيب وعبد القادر الأرناؤوط في تحقيقهما لزاد المعاد (2/ 373]» المؤلف».

(1)

أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (1 و 343 و 344). والدارمي (2/ 378 / 2688). وأحمد (3/ 407). وابن أبي شيبة (9/ 77). وابن السني (34). والطبراني في الدعاء (294). والبيهقي في الدعوات (26).

- من طريق سفيان الثوري عن سلمة بن كهيل عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أزبي عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم. .. فكره.

- وقد رواه عن سفيام: يحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح وابو داود الحفري عمر بن سعد ومحمد بن يوسف الفريابي وقاسم بن يزيد الجرمي عنه به هكذا؛ إلا أن يحيى القطان قد اختلف عليه فيه:

1 -

فرواه عمرو بن علي الفلاس وأحمد بن حنبل وابن أبي شيبة ومسدد بن مسرهد؛ أربعتهم عن يحيى به هكذا.

2 -

ورواه محمد بن بشار بندار قال: حدثنا يحيى عن سفيان عن سلمة بن كهيل عن ذر عن ابن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (2).

- وهي رواية شاذة عن يحيى القطان، والمحفوظ رواية الجماعة.

- وقد رواه شعبة بن الحجاج عن سلمة بن كهيل عن ذر عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه به مرفوعًا.

- فزاد شعبة في الإسناد: ذر بن عبد الله المرهبي، وسمي ابن عبد الرحمن سعيدًا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (3 و 345). وأحمد (3/ 406 و 407). والبيهقي في الدعوات (27).

- وسفيان وشعبة إليهما المنتهى في الحفظ والإتقان، فيحتمل أن يكون سلمة بن كهيل حدث به على الوجهين فسمعه من عبد الله بن عبد الرحمن ومن ذر، لكن يضعف هذا الاحتمال بأمرين:

- الأول: أن سلمة لم يصرح بالسماع من عبد الله بن عبد الرحمن.

- الثاني: أن شبابة بن سوارًا وهو ثقة حافظ] قال: سمعت شعبة يقول: أتبت محمدًا يعني: ابن أبي ليلى- فقلت: أقرئني عن مسلمة حديثًا مسندًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، فحدث عن أبي أوفى قال: إذا=

ص: 281

145 -

17 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يَمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدهِ- مائةَ مرةٍ- لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَاّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ»

(1)

.

146 -

18 - وعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه؛ عَنْ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ: لَا إلهَ إِلَاّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ -عشرَ مراتٍ-؛ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ وَاحِدَةٍ قَالَها عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرَ سَيِّئَاتٍ، وَرَفَعَهُ اللهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكُنَّ لَهُ كَعَشْرِ رِقَابٍ،

=أصبح: أصبحنا على الفطرة؛ فذكر الدعاء. قال شعبة: فأتيت سلمة فذكرت ذلك له فقال: لم أسمع من ابن أبي أوفى عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا شيئًا. قلت: ولا من قول ابن أبي أوفى؟ قال: لا. قلت: ولا حدثت عنه؟ قال: لا، ولكني سمعت ذرًا يحدث عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزي عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا أصبح قال ذلك. فرجعت إلى محمد- وفي موضع آخر من كتابي:» فدخلت على محمد- فقلت: أين ابن أبي أوفى من ذر؟ - وفي موضع آخر: أين ذر من ابن أبي أوفى؟! - قال: هكذا ظننت. قلت: هكذا تعامل بالظن.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (345). ثم قال:» محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى أحد العلماء إلا أنه شيء الحفظ كثير الخطأ «.

- قلت: فلعل سلمة وهم لما حدث به سفيان، وإسناد شعبة أولى بالصواب وعلى هذا يدل صنيع النسائي في ترتيبه للأحاديث، والله أعلم.

- وعليه فالحديث: إسناده صحيح؛ رجاله ثقات رجال الشيخين.

- وعلى فرض صحة الإسناد الأول؛ فيكون للحديث عند سلمة إسنادان أحدهما صحيح والآخر حسن؛ فإن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزي: حسن الحديث؛ كما قال الإمام أحمد [التهذيب (4/ 369)].

- وفي الإسناد الأول قال الحافظ في نتائج الأفكار (2/ 379):» هذا حديث حسن

ورجاله محتج بهم في الصحيح إلا عبد الله بن عبد الرحمن وهو حسن الحديث كما قاله الإمام أحمد».

- والحديث صححه العلامة المحدث الألباني في صحيح الجامع (4674).

(1)

تقدم برقم (25). وانظر الحديث رقم (24).

ص: 282

و كُنَّ لَهُ مَسلحةً من أولِ النهارِ إِلَى آخرِه، و لَمْ يعملْ يومئذٍ عملًا يقهرهُنَّ، فإن قَالَ حِينَ يُمسي فمثلُ ذلك»

(1)

.

147 -

19 - وعن أبي عياش الرزقي رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَن قَالَ إِذَا أصبَح: لَا إِلَهَ إِلَاّ اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الَمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِب لَهُ عشْرُ حسناتٍ، وحط عنه عشْرُ سيِّئاتٍ، ورُفِع لَهُ بهن عشْرُ درجاتٍ، وكان في حرز مِن الشَّيطانِ حَتَّى يُمسيَ، وَإِنَ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ»

(2)

.

148 -

20 - عَنْ أبي أيُّوبِ قَالَ: قَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن قَالَ: لَا إلهَ إِلَاّ اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شيءٍ قديرٌ، فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ، كَانَت لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابِ، وكَتَبَت لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِي، وَلَمْ يِأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَاّ أَحَدٌ عَمِل أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ»

(3)

149 -

21 - وعن جويرية بنت الحارث، أم المؤمنين، رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَة، حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ، وَهِي فِي مَسْجِدِهَا

(4)

، ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ:

(1)

انظر الحديث رقم (22) و (23).

(2)

تقدم برقم (23).

(3)

تقدم برقم (21).

(4)

وهي في مسجدها: أي في موضع صلاتها. شرح مسلم للنووي (17/ 43).

ص: 283

«مَازِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟» قَالَت: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمَ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، وَرِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ

(1)

»

(2)

.

(1)

مداد كلماته: قيل معناه: مثلها في العدد. وقيل: مثلها في أنها لا تنفذ. وقيل: في الثواب. والمداد هنا مصدر بمعنى المدد، وهو ما كثرت به الشيء. شرح مسلم للنووي (17/ 43).

(2)

أخرجه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 19 - ب التسبيح أول النهار وعند النوم (2726) (4/ 2090) وفي رواية:» سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته «. والبخاري في الأدب المفرد (647). وأبو داود في ك الصلاة، 360 - ب التسبيح بالحصى، (1503). والترمذي في 49 - ك الدعوات، 118 - ب، (3555) وفيه:»

ثم مر النبي صلى الله عليه وسلم بها قريبًا من نصف النهار .... «وقال:» ألا أعلمك كلمات تقولينها:» سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته، سبحان الله مداد كلماته «وقال الترمذي:» حسن صحيح». والنسائي في المجتبي، 13 - ك السهو، 94 - ب نوع آخر من عدد التسبيح، (1351) بنحو رواية الترمذي. وفي عمل اليوم والليلة (161) وفيه:» سبحان الله وبحمده ولا إله إلا الله عدد خلقه

«و (162) بنحو رواية مسلم الثانية وفي آخره:»

والحمد لله كذلك». و (163) بنحو رواية الترمذي. و (164) بنحو رواية مسلم الثانية. و (165). ابن ماجه في 33 - ك الأدب، 56 - ب فضل التسبيح، (3808) بنحو رواية مسلم الثانية. وابن حبان (3/ 110/ 828) و (3/ 113/ 832 - إحسان). وأحمد (1/ 258) وفيه:» سبحان الله عدد ما خلق، سبحان الله رضاء نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته «ولم يذكر العدد وإسناده صحيح. و (1/ 353) بنحو رواية مسلم الثانية وقال:» رضاء نفسه «وفي آخره:»

والحمد لله كذلك». وإسناده ضعيف ويشهد له ما تقدم و (6/ 325/ 429). والحميدي (496). وابن أبي شيبة (10/ 282). وعبد بن حميد (704). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (5/ 437 - 438/ 3106 - 3108). وابن سعد في الطبقات (8/ 119). وأبو يعلي (12/ 492/ 7068). وابن أبي حاتم في علل الحديث (2/ 207/ 2111). والطبراني في الكبير (24/ 61 - 63/ 160 - 163). وفي الدعاء (1741 و 1742) وأبو نعيم في الحلية (7/ 162). والبيهقي في الأسماء والصفات (2/ 10). والبغوي في شرح السنة (5/ 45).

- من طرق عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن كريب أبي رشدين عن ابن عباس عن

ص: 284

150 -

22 - وعن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله كَانَ إِذَا أَصْبَحَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا طَيِّبا، وَعَمَلًا مُتَقَبَّلًا»

(1)

.

151 -

23 - وعن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: قَالَ رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا أيها الناس توبوا إِلَى الله واستغفروا فأني أتوب إِلَى الله واستغفر فِي كُلِّ يوم مائة مرة»

(2)

.

=جويرية به.

- وقد جعله بعضهم من مسند ابن عباس، فيكون من مراسيل الصحابة.

- وفي بعض طرق الحديث عند غير مسلم: قال ابن عباس:» كان اسم جويرية برة، فكان النبي صلى الله عليه وسلم كره ذلك، فسماها جويرية، كراهة أن يقال: خرج من عند برة وإسناده صحيح».

(1)

تقدم برقم (124).

(2)

أخرجه أحمد (4/ 260)، وصححه الألباني في سلسلة لأحاديث الصحيحة (3/ 435) برقم 01452).

- وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه؛ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن جلوس؛ فقال:» ما أصبحت غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة «.

- أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (2/ 43). والنسائي في عمل اليوم والليلة (441). وابن أبي شيبة (10/ 298) و (13/ 462). وعبد بن حميد (558). والطبراني في الأوسط (4/ 444/ 3749). وفي الدعاء (1809). والعقيلي في الضعفاء الكبير (4/ 174 - 175). وأبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان (1/ 60) وفي» تسمية ما انتهى إلينا من الرواة عن أبي نعيم الفضل بن دكين عاليًا «(33). والمزي في تهذيب الكمال (28/ 355).

- كلهم من طريق أبي نعيم الفضل بن دكين ثنا المغيرة بن أبي الحر الكندي عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده أبي موسى قال:.

فذكره.

- تابع أبا نعيم على إسناده. وكيع بن الجراح ثنا المغيرة به مرفوعًا.

- أخرجه أحمد (4/ 410). وابن ماجه (3816).

- إلا أن وكيعًا خالف أبا نعيم في متنه: ففي رواية أحمد:» إني لأتوب إلى الله عز وجل في كل يوم مائة مرة» وفي رواية ابن ماجه:» إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم سبعين مرة «.

- فمرة قال» مائة «ومرة «سبعين «ولم يقيده بالصباح، فيستغرق سائر اليوم.

ص: 285

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- وقد تابع المغيرة عليه: أبو إسحاق السبيعي عن أبي بردة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة «.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (440). والطحاوي في شرح المعاني (4/ 289). والطبراني في الدعاء (1810 و 1811). والحاكم في معرفة علوم الحديث (114 - 115).

- فوافق أبو إسحاق؛ المغيرة في الإسناد وخالفه في المتن فلم يقيده بالصباح بل أطلقه في سائر اليوم.

- وقد خالف المغيرة وأبا إسحاق.

- عمرو بن مرة وثابت البناني وحميد بن هلال وزياد بن المنذر؛ فقالوا: عن أبي بردة عن الأغر المزني، بدل أبي موسى ولم يقيدوه بالصباح بل أطلقوا الاستغفار في سائر اليوم.

1 -

أما رواية عمرو بن مرة:

- فأخرجها مسلم (42/ 2702 - 4/ 2705). والبخاري في الأدب المفرد (621). وفي التاريخ الكبير (2/ 43). والنسائي في عمل اليوم والليلة (445 و 446). وابن حبان (3/ 209/ 929 - إحسان). وأحمد 04/ 211 و 260). وابن أبي شيبة (10/ 298) و (13/ 461). وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 50 و 51). والطبراني الكبير (1/ 279/ 882 و 883 و 884). وفي الدعاء (1826 - 1829). وأبو نعيم في الحلية (1/ 349). والبيهقي في الشعب (5/ 380/ 7022).

- من طرق عمرو بن مرة عن أبي بردة قال: سمعت الأغر- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يحدث ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» يا أيها الناس توبوا إلى الله فإن أتوب في اليوم إليه مائة مرة «.

- وقد وقع في بعض طرقه عن شعبة:» عن ابن عمر «؛ وهما من بعض الرواة.

- أخرجه النسائي (447). والطيالسي (1202). ومن طريقه: البيهقي في الشعب (5/ 380/ 7022).

- فقد رواه عبد الرحمن بن مهدي ويحيى بن سعيد القطان ومعاذ بن معاذ وحفص بن عمر الحوضي وحجاج بن منهال وآدم بن أبي إياس ووهب بن جرير بن حازم وأبو الوليد هشام بن عبد الملك وأبو النصر هاشم بن القاسم وغندر- من رواية ابن أبي شيبة عنه- وأبو داود الطيالسي- من رواية ابن المثنى عنه- كلهم عن شعبة عن عمرو عن أبي بردة عن الأغر به. ولمي قولوا: عن ابن عمر؛ وإنما وهم في هذه الزيادة: أحمد بن عبد الله ابن الحكم فرواه عن غندر عن شعبة به وزادها. وكذا: يونس بن حبيب فرواه عن أبي داود الطيالسي عن شعبة به وزادها.

- وقد تابع شعبة على جعله من مسند الأغر: مسعر وأبو خالد الدالاني وزيد بن أبي أنيسة: رووه عن عمرو عن أبي بردة عن الأغر به.

- وقد زم المزي- لذلك- في تحفة الأشراف (1/ 79) بأنه وهم.

2 -

وأما رواية ثابت البناني:

- فأخرجها مسلم (41/ 2702 - 4/ 2075). والبخاري في التاريخ الكبير (2/ 43). وأبو داود (1515). والنسائي في عمل اليوم والليلة (442 و 443). وابن حبان (3/ 211/ 931 - إحسان).

ص: 286

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=والحاكم في معرفة علوم الحديث (115). وأحمد (4/ 211 و 260). والحسين المروزي في زيادات الزهد لابن المبارك (1140). وعبد بن حميد (364). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 356/ 1127). وابن قانع في معجم الصحابة (1/ 51). والطبراني في الكبير (1/ 280/ 888 و 889). وفي الدعاء (1833 و 1834). وأبو نعيم في الحلية (1/ 349). والبيهقي في السنن الكبرى (7/ 52). وفي الشعب (1/ 438/ 640) و (5/ 380/ 7023). والخطيب في التاريخ (8/ 23). وابن الأثير في أسد الغابة (1/ 259 - 260). والذهبي في السير (13/ 219).

- من طرق عن ثابت البناني عن أبي بردة عن الأغر المزني- وكانت له صحبة- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:» إنه ليغان على قلبي؛ وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة «.

- وقد أبهم اسم الأغر في بعض طرق الحديث، وقد جزم الحافظ في التقريب (1336) أنه الأغر.

3 -

وأما رواية حميد بن هلال:

- فأخرجها النسائي في عمل اليوم والليلة (444). وأحمد (4/ 261) و (5/ 411). والحسين المروزي في زيادات الزهد لأبن المبارك (1136). وابن أبي شيبة (10/ 299). وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2/ 356/ 1127). والطبراني في الكبير (1/ 279/ 885 و 886). وفي الدعاء

(1831 و 1832).

- من طرق عن حميد بن هلال قال: حدثني أبو بردة قال: جلست إلى رجل من المهاجرين يعجبني تواضعه فسمعته يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:» يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه؛ فإني أتوب إلى الله وأستغفره كل يوم مائة مرة، أو أكثر من مائة مرة «.

- وقد رواه يونس بن عبيد] هو ثقة ثبت. التقريب (1099)] عن حميد بن هلال عن أبي بردة عن الأغر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:» إنه ليغان على قلبى حتى أنى لأستغفر الله في اليوم مائة مرة «.

- أخرجه الطبراني في الكبير (887) وفي الدعاء (1830) بإسناد صحيح.

- فدلت رواية يونس بن عبيد على أن الصحابي المبهم هو الأغر، وقد سأل ابن أبي حاتم أباه عن الرواية الأولى التي أبهم فيها الصحابي؛ فقال أبو حاتم:» يقال إن هذا الرجل هو الأغر المزني وله صحبة «] (علل الحديث (2/ 137)] وقد جزم بذلك ابن حجر في الأمالي المطلقة (ص 256).

4 -

وأما رواية زياد بن المنذر:

- فأخرجها الطحاوي في شرح المعاني (4/ 289). والطبراني في الدعاء (1835). وابن عدي في الكامل (3/ 189).

- من طريق زياد بن المنذر عن أبي بردة عن الأغر المزني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مائة مرة «.

- إلا أنه لا يعتبر بهذا الطريق؛ فإن زياد بن المنذر أبا الجارود الأعمى: متروك كذبه ابن معين

[التهذيب (3/ 205)].

ص: 287

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=فهؤلاء ثلاثة من الثقات وهم عمرو بن مرة وثابت البناني وحميد بن هلال أتوا بالحديث على وجهه، وخالفوا ابن أبي الحر الكندي وأبا إسحاق السبيعي اللذين سلكا به الجادة.

- قال الدارقطني في التتبع (363):» وأخرج مسلم حديث الأغر: من حديث عمرو بن مرة وثابت عن أبي بردة وهما صحيحان، وإن كان أبو إسحاق قال: عن أبي بردة عن أبيه، وتابعه مغيرة بن أبي الحر عن سعيد عن أبي بردة. فأبو إسحاق: ربما دلس، ومغيرة بن أبي الحر: شيخ؛ وثابت وعمرو بن مرة حافظان، وقد تابعهما رجلان آخران: زياد بن المنذر، وابن إسحاق. ومغيرة بن أبي الحر وأبو إسحاق سلكا به الطريق السهل «.

- وقال في العلل (7/ 216/ س 1300) بعد أن ساق طرق الحديث:» وهو أشبههما بالصواب، قول من قال: عن الأغر «.

- وقال البخاري في التاريخ الكبير (2/ 43 - 44) بعد أن ساق الحديث من طريق عمرو ثم من طريق ثابت ثم من طريق المغيرة:» والأول أصح «.

- وقال الحاكم في معرفة علوم الحديث (115) في حديث ثابت وعمرو:» وهو الصحيح المحفوظ «.

- وقال العقيلي في الضعفاء (4/ 175) بعد إخراجه حديث المغيرة:» وقال ثابت وعمرو بن مرة عن أبي بردة عن الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وهذا أولى».

- وقال أبو نعيم الأصبهاني في» تسمية ما انتهى إلينا. .. «(ص 60) في إعلال هذا الحديث:» تفرد به المغيرة عن سعيد «.

- وهي علة قادحة بلا ريب، فإن سعيدا قد روى عنه الثقات، وتفرد عنه بهذا الحديث، دون من روى عنه من الثقات: المغيرة بن أبي الحر وهو شيخ مقل جدا، لم يرو إلا عن رجلين: حجر بن عنبس الحضرمي وسعيد بن أبي بردة، ولم يرو عنه سوى وكيع وأبي نعيم؛ ولم يعرف له العقيلي وابن عدي سوى هذا الحديث الواحد، إلا أن له أثرا يرويه عن حجر بن عنبس الحضرمي قال: خرجنا مع علي بن أبي طالب إلى النهروان حتى إذا كنا ببابل حضرت صلاة العصر، فقلنا: الصلاة!، فسكت، فقلنا: الصلاة، فسكت، فلما خرج منها صلى وقال: ما كنت لأصلي بأرض خسف بها، ثلاث مرات.

- أخرجه ابن أبي شيبة (2/ 377) عن وكيع عنه به. ومن طريقه الخطيب في التاريخ (8/ 274). وأورده ابن عبد البر في التمهيد وقال:» حديث حسن الإسناد» [التمهيد (5/ 224)].

- فلعله لهذا الحديث قال فيه ابن معين:» ثقة»، وقال أبو حاتم:» ليس به بأس» وذكره ابن حبان في الثقات [التهذيب (8/ 298). الميزان (4/ 159)].

- وأما البخاري فقد نظر إلى روايته لحديث الاستغفار وتفرده به عن سعيد بن أبي بردة ثم مخالفته فيه للثقات: عمرو بن مرة وثابت البناني وحميد بن هلال فقال فيه:» كوفي يخالف في حديثه الكوفيين «

[الضعفاء (4/ 175). التاريخ الكبير (7/ 325)].

- وقد تابع هؤلاء الأئمة النقاد في تخطئتهم لحديث المغيرة بن أبي الحر وأبي إسحاق:

ص: 288

152 -

24 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه؛ إِنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله! مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبِ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَة، قَالَ:«أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ؛ لَمْ يَضُرُّكَ»

(1)

.

=1 - المزي في تحفة الأشراف (6/ 462) فقال:» المحفوظ حديث أبي بردة عن الأغر المزني».

2 -

والذهبي في الميزان (4/ 159) فقال بعد أن ذكر رواية المغيرة:» روى عمرو بن مرة وغيره عن أبي بردة عن الأغر المزني عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أشبه».

- وبهذا يتبين أن حديث أبي موسى شاذ، وحديث الأغر هو الصحيح المحفوظ، والله أعلم.

- وقد صحح الألباني حديث أبي موسى في الصحيحة (1600) وصحيح الجامع (5534) فليراجع،

] وانظر: ما يأتي من الاستغفار في الحديث رقم 373 - 376]» المؤلف».

(1)

رواه مسلم في 48 - ك الذكر والدعاء، 16 - ب في التعوذ من سوء القضاء ودرك الشقاء وغيره، (2709)(4/ 2081). والنسائي في عمل اليوم والليلة (587). وابن خزيمة في التوحيد (165). وابن حبان (3/ 297/ 1020 - إحسان).

- من طريق ابن وهب قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد بن أبي حبيب وأبيه الحارث ابن يعقوب، أنهما حدثاه عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج؛ قال يعقوب: وقال القعقاع بن حكيم عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة أنه قال:. .. فذكره مرفوعا.

- وقد اختلف فيه على يزيد بن أبي حبيب:

- فرواه عمرو بن الحارث عنه به هكذا.

- ورواه الليث بن سعد عن يزيد عن جعفر [وهو: ابن ربيعة] عن يعقوب أنه ذكر له أن أبا صالح أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول: فذكره مرفوعا.

- رواه مسلم (2709). والنسائي في عمل اليوم والليلة (585).

- واختلف فيه على الليث أيضا:

- فرواه عيسى بن حماد المصري عنه به هكذا؛ فزاد جعفرا في الإسناد ولم يذكر القعقاع.

- ورواه ابن وهب وعبد الله بن صالح عن الليث عن يزيد عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

- فلم يذكر جعفرا ولا القعقاع.

- أخرجه النسائي (586). والطبراني في الدعاء (349 ب).

- وقد روى هذا الحديث سهيل بن أبي صالح عن أبيه، واختلف عليه فيه:

1 -

فرواه عبيد الله بن عمر وأخوه عبد الله ومالك بن أنس وروح بن القاسم وهشام بن حسان وجرير

ص: 289

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=ابن حازم ومحمد بن سليمان الأصبهاني وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي ومحمد بن رفاعة القرظي وعبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون وعبيدة بن حميد: - وهم أحد عشر نفسا- كلهم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، وزاد بعضهم:» ثلاث مرات».

- أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (97). ومالك في الموطأ (2/ 951/ 11). والنسائي في عمل اليوم والليلة (589 - 591). وابن حبان (3/ 298 - 299 و 310/ 1021 و 1022 و 1036 - إحسان). والحاكم (4/ 415 - 416). وأحمد (2/ 290 و 375).

وأبو يعلى (12/ 44/ 6688).

والخرائطي في مكارم الأخلاق (462 - المنتقى). والطبراني في الدعاء (346 - 349). والخطيب في التاريخ (4/ 94). والبغوي في شرح السنة (5/ 146/ 1348). وانظر: علل الدارقطني

(10/ 176).

2 -

ورواه وهيب بن خالد ومعمر بن راشد وخالد بن عبد الله الواسطي وابن عيينة وأبو عوانة وجرير بن عبد الحميد: ستتهم عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، فلم يذكروا أبا هريرة.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (593 و 595). وعبد الرزاق في المصنف (11/ 36/ 19834). وانظر: العلل للدارقطني (10/ 177).

3 -

واختلف عن الثوري وشعبة وزهير بن معاوية وحماد بن زيد وحماد بن سلمة والدراوردي.

- فمنهم من وراه عنهم عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة.

- ومنهم من رواه عنهم عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، فلم يذكر أبا هريرة.

- انظر: سنن أبي داود (3898). وسنن ابن ماجه (3518). وعمل اليوم والليلة للنسائي (588 و 592 و 594 و 596). ولابن السني (712). والمسند لأحمد (3/ 448) و (5/ 430). ومسند ابن الجعد لأبي القاسم البغوي (1585). والمعجم الأوسط للطبراني (7/ 6035). والدعاء له (349). والحلية لأبي نعيم (7/ 143). والأربعين في دلائل التوحيد للهروي (88/ 36). والدعوات للبيهقي (36). وتاريخ بغداد للخطيب (1/ 379). والعلل للدارقطني (10/ 177 - 179).

- قال الدارقطني:» والمحفوظ عن سهيل عن أبيه عن رجل من أسلم، وأما قول من قال: عن أبي هريرة؛ فيشبه أن يكون سهيل حدث به مرة هكذا فحفظه عنه من حفظه كذلك، لأنهم حفاظ ثقات، ثم رجع سهيل إلى إرساله «.

- وقال الخطيب في تاريخه:» ونرى أن سهيلا كان يضطرب فيه، ويرويه على الوجهين جميعا، والله أعلم».

* وقد رواه عن أبي صالح أيضا: عبد العزيز بن رفيع والهيثم الصراف:

- أما عبد العزيز بن رفيع فقد اختلف عليه:

- فرواه صالح بن موسى الطلحى [وهو: متروك. التقريب (448)] عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة به.

ص: 290

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- ذكره الدارقطني في العلل (10/ 180).

- ورواه إسرائيل بن يونس بن أبي إسحاق [وهو: ثقة. التقريب (14)] عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح مرسىلا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (597).

- قال الدارقطني: (وهو الصحيح عنه)] العلل (10/ 180)] كما هو ظاهر.

- وأما الهيثم: فهو ابن حبيب الصيرفي- وهو ثقة- أخرج روايته: أبو يوسف في الآثار (41). وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (257). والحصكفي في مسند أبي حنيفة (399). وابن حجر في نتائج الأفكار (2/ 342).

- من طرق عن أبي حنيفة النعمان بن ثابت عن الهيثم عن أبي صالح عن أبي هريرة به مرفوعا.

- وإسناده ضعيف، فإن أبا حنيفة وإن كان إماما مشهورا بالفقه والدين إلا أنه ضعيف في الحديث، قال ابن عدى:» له أحاديث صالحة، وعامة ما يرويه غلط وتصاحيف وزيادات في أسانيدها ومتونها وتصاحيف في الرجال، وعامة ما يرويه كذلك، ولم يصح له في جميع ما يرويه إلا بضعة عشر حديثا، وقد روى من الحديث لعله أرجح من ثلاثمائة حديث من مشاهير وغرائب، وكله على هذه الصورة، لأنه ليس هو من أهل الحديث، ولا يحمل على من تكون هذه صورته في الحديث» وقال البخاري:

(سكتوا عنه وعن رأيه وعن حديثه) وقال أيضا:» تركوه «وقال مسلم:» مضطرب الحديث، ليس له كبير حديث صحيح «وقد ضعفه عامة أهل الحديث واختلف فيه قول ابن معين وغيره. [انظر: التاريخ الكبير (8/ 81 و 397). الكنى لمسلم (1/ 276). الجرح والتعديل (8/ 449). العلل ومعرفة الرجال (1/ 181) و (2/ 107 - 108 و 144 - 187). الضعفاء والمتروكون (614). سنن الدارقطني (1/ 323). الضعفاء الكبير (4/ 279). الكامل (7/ 5). المجروحين (3/ 61). تاريخ بغداد (13/ 323) وغيرها].

- وقد روى هذا الحديث من طريق الزهري، واختلف عليه فيه:

1 -

فرواه محمد بن الوليد الزبيدي ومحمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري وحجاج بن أرطأة ثلاثتهم عن الزهري عن طارق بن مخاشن عن أبي هريرة به مرفوعا.

- أخرجه أبو داود (3899). والنسائي في عمل اليوم والليلة (598 و 599). وابن أبي شيبة

(10/ 418). والطبراني في الدعاء (350 - 352).

2 -

وخالفهم: يونس بن يزيد فرواه عن الزهري قال: بلغنا أن أبا هريرة. .. نحوه مرفوعا.

- أخرجه النسائي (600).

قلت: وهو المحفوظ من حديث الزهري؛ والله أعلم.

- أما حجاج بن أرطأة: فإنه مع ما فيه من الضعف، فلم يسمع من الزهري. [جامع التحصيل (123). التهذيب (2/ 173)].

ص: 291

=- وأما ابن أخي الزهري فإنه ضعيف في الزهري لاسيما إذا خولف وقد تفرد عن الزهري بأحاديث لم يتابع عليها. [التهذيب (7/ 262). شرح علل الترمذي (267 - 268)].

- وأما محمد بن الوليد الزبيدي فإنه وإن كان من أثبت أصحاب الزهري، إلا أن الإسناد إليه لا يصح؛ فقد رواه عنه بقية بن الوليد وهو مشهور بتدليس التسوية ولم يصرح بالسماع في أي من طبقات السند.

- وأما يونس بن يزيد فإنه من أثبت أصحاب الزهري؛ وعليه فإن إسناد هذا الحديث من طريق الزهري لا يصح لانقطاعه؛ والله أعلم.

- وخلاصة ما تقدم أن روايتي سهيل وعبد العزيز بن رفيع المرسلة لا تعل رواية يعقوب بن عبد الله ابن الأشج الموصولة فإنه مدني ثقة وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما، لاسيما إذا كان يعضد الأخيرة: رواية الهيثم الصراف الموصولة ورواية الزهري المنقطعة، ولا يقال بأن رواية يعقوب مضطربة، فلا يبعد أن يكون يعقوب قد تحمل هذا الحديث أولا من القعقاع ثم لقى أبا صالح بعد فسمع الحديث منه وحدث به على الوجهين؛ والله أعلم.

- وكذا يزيد بن أبي حبيب؛ إن لم تكن زيادة جعفر في الإسناد غير محفوظة؛ فإن ابن وهب من أوثق أصحاب الليث فكيف إذا انضم إليه كاتب الليث عبد الله بن صالح.

- وعلى هذا يكون مسلما قد انتقى في صحيحه أجود أسانيد هذا الحديث، ومما يؤيد ذلك أن الدارقطني لم يتتبع هذا الحديث في انتقاداته على الشيخين، وأنه لما ذكر الاختلاف الواقع في أسانيد هذا الحديث في كتابه» العلل «لم يتعرض لأسانيد مسلم بشيء يقدح في صحتها بل قال:» وروى هذا الحديث القعقاع بن حكيم ويعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قال أبو حنيفة: عن هيثم الصيدلاني عن أبي صالح عن أبي هريرة» مما يؤكد تقريره لصحة هذا الإسناد. والله أعلم.

-[وزيادة» ثلاث مرات» صححها العلامة الألباني في صحيح الترمذي (3/ 187)، وفي صحيح ابن ماجه (2/ 267)، وقد فات المخرج عزوه للترمذي، وأبي داود]» المؤلف».

(1)

أخرجه ابن أبي عاصم في الصلاة على النبي- صلى الله عليه وسلم (61). والطبراني في الكبير] ذكره ابن القيم=

ص: 292

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=في جلاء الأفهام (ص 127 و 418) فساقه بإسناد الطبراني].

- من طرق عن بقية بن الوليد عن إبراهيم بن محمد بن زياد قال: سمعت خالد بن معدان يحدث عن أبي الدرداء. . فذكره مرفوعا.

- وبقية بن الوليد مشهور بتدليس التسوية؛ إلا أنه صرح بالتحديث فى رواية يزيد بن عبد ربه الجرجسي عنه، قال أبو بكر بن أبي داود في يزيد:» حمصي، ثقة، أوثق من روى عن بقية «[التهذيب (9/ 359)].

- فتبقى علة هذا الإسناد في الانقطاع بين خالد بن معدان وأبي الدرداء.

- قال أحمد بن حنبل:» لم يسمع من أبي الدرداء» [التهذيب (2/ 535). بحر الدم (251). المراسيل (71). جامع التحصيل (167)].

- قال الحافظ العراقي في المغنى (1/ 314):» رواه الطبراني من حديث أبي الدرداء. . وفيه انقطاع» وقال السخاوي في القول البديع (127):» رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد، لكن فيه انقطاع لأن خالدا لم يسمع من أبي الدرداء، وأخرجه ابن أبي عاصم أيضا وفيه ضعف».

- وبذا تعلم ما في قول المنذري في الترغيب (1/ 312):» رواه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد) وتبعه على ذلك الهيثمي في المجمع (10/ 120) فتعقبه المناوي في الفيض (6/ 170) بقوله: (لكن فيه انقطاع لأن خالدا لم يسمع من أبي الدرداء».

- وقد حسنه الألباني في صحيح الترغيب (659) وصحيح الجامع (6357) وقد علمت ما فيه.

-[ثم ذكره الألباني في ضعف الترغيب والترهيب الطبعة الجديدة التي خرجت بعد موته فضعفه. انظر: ضعيف الترغيب والترهيب (1/ 220) برقم (396)]» المؤلف».

* ولا يشهد لحديث أبي الدرداء هذا:

- ما رواه ابن لهيعة حدثنا بكر بن سوادة عن زياد بن نعيم عن وفاء بن شريح الحضرمي عن رويفع ابن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:» من قال اللهم صل على محمد، وأنزله المقعد المقرب عندك؛ وجبت له شفاعتي».

- أخرجه أحمد (4/ 108). وإسماعيل القاضي في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (53). وابن أبي عاصم في السنة (827). وفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم (78). والبزار (6/ 299/ 2315 - البحر الزخار). والخلال في السنة (1/ 260/ 315). وابن قانع في المعجم (1/ 217). والطبراني في الكبير (5/ 25 و 26/ 4480 و 4481). وفي الأوسط (3/ 321/ 3285). وأبو نعيم في معرفة الصحابة (2/ 1067/ 2703). والذهبي في تذكرة الحفاظ (4/ 1404). وغيرهم.

- من طرق عن ابن لهيعة به.

- قال العلامة الألباني- رحمه الله تعالى- في ضلال الجنة (ص 381):» إسناده ضعيف، ورجاله ثقات غير وفاء بن شريح الحضرمي فهو مجهول الحال، وابن لهيعة سيء الحفظ «.

ص: 293