المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌مقدمة الطبعة الثالثة

- ‌الباب الأول: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌الفصل الأول: فضائل الذكر ومجالسة

- ‌المبحث الأول: فضائل الذكر من القرآن العظيم

- ‌المبحث الثاني: فضل الذكر من السنة النبوية

- ‌المبحث الثالث: فضل قراءة القرآن العظيم

- ‌المبحث الرابع: فضل قراءة القرآن فِي الصلاة

- ‌المبحث الخامس: فضل تعلم القرآن وتعليمه ومدارسته

- ‌المبحث السادس: فضل التهليل والتكبير والتحميد والتسبيح

- ‌المبحث السابع: كيف كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم يسبح

- ‌المبحث الثامن: الترهيب من أن يجلس الإنسان مجلسًا

- ‌الفصل الثاني: الأذكار من الكتاب والسنة

- ‌ أذكار الاستيقاظ من النوم

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ الاستيقاظ من النوم

- ‌ دعاء لبس الثوب أَوْ العمامة أَوْ نحوهما

- ‌ دعاء لبس الثوب الجديد

- ‌ الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً

- ‌ ما يقول إذا وضع ثوبه

- ‌ دعاء دخول الخلاء

- ‌ دعاء الخروج من الخلاء

- ‌ الذكر قبل الوضوء

- ‌ الذكر بَعْدَ الفراغ من الضوء

- ‌ الذكر عند الخروج من المنزل

- ‌ الذكر عند دخول المنزل

- ‌ فضل دعاء دخول المنزل

- ‌ دعاء الذهاب إِلَى مسجد

- ‌ دعاء دخول المسجد والخروج منه

- ‌ أذكار الأذان

- ‌ الدعاء علي من ينشد ضال فِي المسجد

- ‌ الدعاء على من يبيع فِي المسجد

- ‌ دعاء الاستفتاح

- ‌ دعاء الركوع

- ‌ دعاء الرفع من الركوع

- ‌ دعاء السجود

- ‌ دعاء الجلسة بَيْنَ السجدتين

- ‌ فضل السجود إِذَا مر القارئ بآية سجدة

- ‌ مَا يقول فِي دعاء سجود القرآن بالليل

- ‌ دعاء سجود التلاوة مطلقًا

- ‌ التشهد

- ‌ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بَعْدَ التشهد

- ‌ الدعاء بَعْدَ التشهد الأخير وقبل السلام

- ‌ الأذكار والدعاء بَعْدَ السلام من الصلاة

- ‌ فضل الذكر بَعْدَ صلاة الفجر

- ‌ صلاة التوبة

- ‌ دعاء صلاة الاستخارة

- ‌ أذكار الصباح والمساء

- ‌ أذكار النوم

- ‌ الدعاء إِذَا تقلب ليلًا

- ‌ دعاء القلق والفزع من النوم ومن بلي بالوحشة وغير ذلك

- ‌ مَا يفعل من رَأَى الرؤيا أَوْ الحلم

- ‌ دعاء قنوت الوتر

- ‌ الذكر عقب السلام من الوتر

- ‌ دعاء الهم والحزن

- ‌ دعاء الكرب

- ‌ دعاء لقاء العدو وذي السلطان

- ‌ دعاء من خاف لَمْ السلطان

- ‌ الدعاء على العدو

- ‌ مَا يقول إِذَا خاف قومًا

- ‌ دعاء من أصابه شك فِي الإيمان [دعاء من بلي بالوسوسة]

- ‌ دعاء قضاء الدين

- ‌ دعاء من نزل بِهِ وسوسة فِي صلاته أَوْ قراءته

- ‌ عداوة الشيطان

- ‌ دعاء من استصعب عليه أمر

- ‌ مَا يقول ويفعل من أذنب ذنبا

- ‌ الدعاء الَّذِي يطرد الشيطان ووساوسه

- ‌ الدعاء حينما يقع مَا لَا يرضاه أَوْ غلب علي أمره

- ‌ تهنئة المولود لَهُ وجوابه

- ‌ مَا يعوذ بِهِ الأولاد وغيرهم

- ‌ الدعاء للمريض فِي عيادته

- ‌ فضل عيادة المريض

- ‌ دعاء المريض الَّذِي ينس من حياته

- ‌ تلقين المحتضر

- ‌ دعاء من أصيب بمصيبة

- ‌ الدعاء عند المريض والميت

- ‌ الدعاء عند إعماض الميت

- ‌ الدعاء للميت فِي الصلاة عليه

- ‌ الدعاء للفرط فِي الصلاة

- ‌ دعاء التعزية

الفصل: ‌ دعاء دخول الخلاء

7 -

‌ دعاء دخول الخلاء

52 -

1 - عَنْ أنس رضي الله عنه؛ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ

(1)

= أبان عن أنس، وقد ترك أبانًا من الوسط، ورواها عن أنس، أحاديث مناكير» [أبو زرعة الرازي وجهوده في السنة النبوية (2/ 761 و 762)].

*الطريقة الرابعة: يريوها حميد عن أنس به مرفوعًا.

- قال ابن عدي ي الكامل (6/ 303): ثنا محمد ثنى أبي ثنا يزيد بن هارون عن حميد عن أنس به مرفوعًا.

- قال ابن عدي في هذا الحديث وآخر رواه قبله: «وهذان الحديثان بهذا الإسناد باطلان «وقال في شيخه محمد [وهو: محمد بن أحمد بن سهيل بن علي بن مهران أبو الحسن الباهلي]: «أصله واسطي وأبوه لا بأس به، .... ، وهو ممن يضع الحديث متنًا وإسنادًا، وهو يسرق حديث الضعاف يلزقها على قوم ثقات» .

* ولحديث أنس شاهد من حديث ابن عمر:

- أخرجه أنس شاهد من حديث ابن عمر:

- أخرجه أبو نعيم في الحلية (7/ 255)، من طريق: إسماعيل بن يحيى ثنا مسعر عن عطية عن ابن عمر مرفوعًا بنحوه وفيه زيادة.

- قال أبو نعيم: «غيريب من حديث مسعر، تفرد به إسماعيل» .

- قلت: هذا حديث باطل بهذا الإسناد، فإن إسناعيل بن يحيى هذا هو: ابن عبيد الله بن طلحة أبو يحيى التيمي: كذبه: الأزدي وأبو علي النيسابوري الحافظ والدارقطني والحاكم، واتهمه بالوضع: صالح جزرة وابن حبان: قال الحاكم: «روى عن مالك ومسعر وابن أبي ذئب أحاديث موضوعة «وقال ابن عدي: «يحدث عن الثقات بالبواطيل» . [الكامل (1/ 302). المجروحين (1/ 126). الضعفاء والمتروكين (81). تاريخ بغداد (6/ 247) الميزان (1/ 253). اللسان (1/ 493). المغني (1/ 134)].

* وحاصل ما تقدم أن هذا الحديث منكر، لا يثبت من وجهٍ، وقد صح مقطوعًا من قول أبي العالية.

- وقد تقدم قول الدارقطني فيه: «والحديث غير ثابت» . وقال الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار (1/ 155): «فالحاصل أنه لم يثبت في الباب شيء، والله أعلم» .

- وقد صححه الألباني في الإرواء برقم (50) بلفظ: «إذا دخل أحدكم الخلاء» . [وانظر: شاهده الآخر عن علي رضي الله عنه الذي يأتي برقم (53)]«المؤلف» .

(1)

قال الحافظ في الفتح (1/ 294): «والكلام هنا في مقامين: أحدهما: هل يختص هذا الذكر بالأمكنة المعدة لذلك لكونها تحضرها الشياطين كما ورد في حديث زيد بن أرقم في السنن، أو يشمل حتى لو بال في إناء مثلًا في جانب البيت؟ الأصح: الثاني ما لم يشرع في قضاء الحاجة. المقام =

ص: 88

الْخَلَاءَ قَالَ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ

(1)

»)

(2)

.

= الثاني: متى يقول ذلك؟ فمن يكره ذكر الله في تلك الحالة يفصل: أما في الأمكنة المعدة لذلك فيقوله قبيل دخولها، وأما في غيرها فيقوله في أول الشروع كتشمير ثيابه مثلًا، وهذا مذهب الجمهور، وقالوا فيمن نسى: يستعيذ بقلبه لا بلسانه. ومن يجيز مطلقًا كما نقل عن مالك لا يحتاج إلى تفصيل».

(1)

قال الخطابي في معالم السنن (1/ 10): «والخبيث بضم الباء: جماعة الخبيث، والخبائث جمع الخبيثة، يريد ذكران الشياطين وإناثهم، وعامة اصحاب الحديث يقولون: الخبث؛ ساكنة الباء، وهو غلط، والصواب: الخبُث مضمومة الباء، وقال ابن الأعرابي: اصل الخبث في كلام العرب: المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من العرب: المكروه، فإن كان من الكلام فهو الشتم، وإن كان من الملل فهو الكفر، وإن كان من الطعام فهو الحرام، وإن كان من الشراب فهو الضار «وتعقبه النووي في شرحه لمسلم (4/ 70) قال: «وهذا الذي غلطهم فيه ليس بغلط ولا يصح إنكاره: جواز الإسكان، فإن الإسكان جائز على سبيل التخفيف

إلى أن قال: وقد صرح جماعة من أهل المعرفة بأن الباء هنا ساكنة منهم الإمام أبو عبيد إمام هذا الفن والعمدة فيه «وانظر: الفتح (1/ 293). وشرح السيوطي للنسائي (1/ 26). النهاية (2/ 6).

(2)

متفق على صحته: أخرجه البخاري في 4 - ك الوضوء، 9 - ب ما يقول عند الخلاء، (142). وفي 80 - ك الدعوات، 15 - ب الدعاء عند الخلاء، (6322). وفي الأدب المفرد (692). ومسلم في 3 - ك الحيض، 32 - ب ما يقول إذا أراد دخول الخلاء، (375 - 1/ 283). وفي رواية:«أعوذ بالله من الخبث والخبائث» . وأبو عوانة (1/ 216). وأبو داود في 1 - ك الطهارة، 3 - ب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، (4 و 5) وفي رواية: «إذا دخل أحدكم الخلاء فليتعوذ بالله

«بلفظ الأمر [انظر: نحفة الأشراف (1/ 282)]. والترمذي في أبواب الطهارة، 4 - ب ما يقول إذا دخل الخلاء، (5 و 6). وفي رواية «من الخبث والخبيث» . وقال: «حديث أنس أصح شيء في هذا الباب وأحسن «وقال أيضًا: «حسن صحيح). والنسائي في السنن الصغرى، 1 - ك الطهارة، 18 - ب القول عند دخول الخلاء، (19 - 1/ 20). وفي عمل اليوم والليلة (74). وفي السنن الكبرى، 72 - ك النعوت، 2 - ب بسم الله وبالله، (7664 - 4/ 394). والدارمي في 1 - ك الطهارة، 10 - ب ما يقول إذا دخل المخرج، (669 - 1/ 180). وابن ماجة في 1 - ك الطهارة، 9 - ب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، (298). وابن الجارود في المنتقى (28) وأحمد (3/ 9 و 101 و 282). والبيهقي في السنن (1/ 95). وفي الدعوات (55). وابن أبي شيبة (1/ 1) و (10/ 452). وأبو القاسم البغوي في مسند علي بن الجعد (1426 و 2467 و 3318). وابن السني (17) والطبراني في الدعاء (359).

- من طرق عبد العزيز صهيب عن أنس به مرفوعًا. =

ص: 89

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- ولحديث أنس: طرق أ خرى بأسانيد ضعيفة، يطول المقام بذكرها وبيان عللها، وفي بعضها زيادات واختلاف في الألفاظ، ومنها زيادة «بسم الله «في أول الذكر، وهي لا تثبت من حديث أنس.

- انظر: المراسيل لأبي داود (2). المصنف لابن أبي شيبة (1/ 1) و (10/ 453). الضعفاء الكبير للعقيلي (3/ 371). عمل اليوم والليلة لابن لابن السني (18 و 20). المعجم الصغير للطبراني (2/ 120)(888). الدعاء للطبراني (356 و 357 و 358 و 360 و 365). المعجم الأوسط للطبراني (2824 و 6698). الكامل لابن عدي (7/ 56). علل الحديث لابن أبي حاتم (1/ 64).

-[قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقد روى العمري هذا الحديث من طريق عبد العزيز بن المختار، عن عبد العزيز بن صهيب بلفظ الأمر قال:«إذا دخلتم الخلاء فقولوا: بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث» ، وإسناده على شرط مسلم، وفيه زيادة التسمية ولم أرها في غير هذه الرواية «فتح الباري (1/ 244). وسمعت شيخنا عبد العزيز ابن باز رحمه الله يقول: أثناء تقريره على بلوغ المرام، الحديث رقم (94)، وزاد سعيد بن منصور بسم الله في أوله» [«المؤلف» .

* وللحديث شواهد منها:

1 -

حديث أبي أؤمامة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يعجز أحدكم إذا دخل مِرفَقَه أن يقول: اللهم إني أعوذ بك من الرجس والنجس، الخبيث والمخبث، الشيطان الرجيم» .

- أخرجه ابن ماجة (299). والطبراني في الكبير (8/ 210)(7849). وفي الدعاء (366). وابن عدي في الكامل (5/ 179).

- من طريق عبيد الله بن زحر عن علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة به.

- قال في الزوائد: «إسناده ضعيف؛ قال ابن حبان: إذا اجتمع في إسناد خبرٍ عبيد الله ابن زحر وعلي بن يزيزد والقاسم. فذاك مما عملته أيديهم «أهـ.

- تابع عبيد الله بن زحر: عمرو بن واقد [وهو: متروك] عند أبي عدي.

2 -

حديث ابن عمر بنحو حديث أبي أمامة.

- أخرجه ابن السني (25). والطبراني في الدعاء (367).

- من طريق جبان بن علي عن إسماعيل بن رافع عن دويد بن نافع عن ابن عمر به مرفوعًا.

- قلت: هذا حديث منكر؛ حبان وإسماعيل: ضعيفان [التقريب (139 و 217)].

- ودويد: قال أبو حاتم: «شيخ «وقال ابن حبان: «مستقيم الحديث إذا كان دونه ثقة «وفي التهذيب ونتائج الأفكار أنه لم يسمع من ابن عمر. [الجرح والتعديل (3/ 438). الثقات (6/ 292) التهذيب (3/ 35). نتائج الأفكار (1/ 220) وقال: «ففي السند ضعيف وانقطاع «بعد أن حكم عليه بالغرابة].

3 -

حديث زيد بن أرقم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن هذه الحشوش محتضرة، فإذا دخل أحدكم الخلاء فليقل: اللهم إني أعوذ بك من الخُبُث والخبائث» .

- وهو حديث يرويه قتادة، وله فيه إسنادان محفوظان: =

ص: 90

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=* الأول: يرويه شعبة -في رواية الأكثر عنه- عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد بن أرقم به مرفوعًا.

- أخرجه أبو داود (6). والترمذي في العلل الكبير] ترتيب العلل (3)]. والنسائي في عمل اليوم والليلة (75)، وابن ماجة (296). وابن خزيمة (69). وابن حبان (127 - موارد). والحاكم (1/ 187). وأحمد (4/ 369 و 373). والبيهقي (1/ 96). والطيالسي (679). والطبراني في الكبير (5/ 204)(5099). وفي الدعاء (361).

- ووافقه سعيد بن أبي عروبة -من رواية إسماعيل بن علية عنه- فرواه عن قتادة عن النضر بن أنس عن زيد به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (76). والطبراني في الكبير (5100). وفي الدعاء (362).

- قلت: وإسماعيل بن علية: ثقة حافظ، وهو ممن روى عن سعيد بن أبي عروبة قبل اختلاطه -فيما يبدو لي- فإنه أقدم من بعض من قالوا فيه: أنه سمع من ابن أبي عروبة قبل اختلاطه، كما أن ابن علية وابن أبي عروبة كلاهما بصري، وكان لابن علية يوم توفى ابن أبي عروبة ست وأربعون سنة على الأقل وهذا يعني أنه أدركه قبل اختلاطه وله ست وثلاثون سنة- إذا قلنا بأن مدة اختلاط ابن أبي عروبة دامت عشر سنين على المشهور من أقوال أهل العلم- والأمر الرابع الذي يؤكد ذلك أن ابن علية هو ممن أخرج له مسلم من روايته عن ابن أبي عروبة. [انظر: التقييد والإيضاح (428). والكواكب النيرات (ت 25). شرح علل الترمذي (314)].

* الثاني: يرويه سعيد بن أبي عروبة -وفي رواية الأكثر عنه: منهم يزيد بن زريع وعبدة بن سليمان وعبد الأعلى بن عبد الأعلى وأسباط بن محمد وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف، وهم ممن سمع منه قبل الاختلاط- فقال: عن قتادة عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم به مرفوعًا.

- أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (77 و 78). وابن ماجة (296 م). والحاكم (1/ 187). وأحمد (4/ 373). وابن أبي شيبة (1/ 1) و (10/ 452). والطبرانبي في الكبير (5/ 208)(5115). وفي الدعاء (363).

- ووافقه: شعبة -من رواية عيسى بن يونس عنه- فرواه عن قتادة عن القاسم الشيباني عن زيد به مرفوعًا.

- أخرجه ابن حبان (126 - موارد).

- قلت: وعيسى بن يونس: ثقة حافظ [التهذيب (6/ 355)].

- وتابعهما: سعيد بن بشير [وهو: شعيف. التقريب (374)]، فرواه عن قتادة عن القاسم عن زيد به مرفوعًا.

- أخرجه الطبراني في الكبير (5114). وفي الدعاء (364).

- قلت ومما يؤكد على أن هذين الإسنادين محفوظان، أمران:

- الأول: أن قتادة: ثقة ثبت حافظ، وليس هناك ما يمنع من كونه حفظ الإسنادين جميعًا ومما يدل على ذلك. =

ص: 91

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=- الثاني: أن كلًا من شعبة وسعيد بن أبي عروبة رُوى عنه الحديث بالإسنادين، وهما واسعا الرواية ومن الممكن أن يحملا الحديث من طرقٍ عديدة، أذف غلى ذلك أن شعبة وابن أبي عروبة: كلاهما من أثبت أصحاب قتادة. والله أعلم.

- إذا علمت ذلك، ظهر لك ضعف دعوى الاضطراب التي وصف بها إسناد حديث زيد.

- قال الترمذي] الجامع (1/ 11)]: «وحديث زيد بن أرقم في إسناده اضطراب: روى هشام الدستوائي وسعيد بن أبي عروبة عن قتادة: فقال سعيد: عن القاسم بن عوف الشيباني عن زيد بن أرقم. وقال هشام الدستوائي: عن قتادة عن زيد بن أرقم. ورواه شعبة ومعمر عن قتادة عن النضر ابن أنس: فقال شعبة: عن زيد بن أرقم، وقال معمر: عن النضر بن أنس عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم» .

- قلت: فإن قيل: فرواية هشام الدستوائي - وهو من أثبت أصحاب قتادة- ورواية معمر، ألا تقويان هذه الدعوى. فاقول:

1 -

أما رواية هشام فقد خالف فيها شعبة وسعيدًا، ومما قرره البرديجي أن هؤلاء الثلاثة- وهم أثبت أصحاب قتادة- إذا اتفق اثنان منهما وخالفهما واحد، فالقول قول الاثنين، فتصير إذا رواية هشام مرجوحة [انظر: شرح علل الترمذي ص (282 و 283)].

2 -

وأما رواية معمر فالقول فيها من ثلاثة أوجه:

- الأول: أن معمرًا خالف فيه شعبة وسعيدًا وهما أثبت من روى عن قتادة في حال اتفاقهما.

- الثاني: أن الذي وهم في هذا الإسناد إنما سلك فيه الجادة والطريق المشهور.

- الثالث: أن هذه الرواية رواها إسحاق بن إبراهيم الدبري أنبأ عبد الرزاق أنبأ معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس به مرفوعًا. [أخرجه الطبراني في الدعاء (355)]. وإسحاق بن إبراهيم الدبري ممن سمع من عبد الرزاق بعد ما أضر وفقد بصره، بل إن سماعه منه متأخر جدًا فقد مات عبد الرزاق وللدبري ست أو سبع سنين، قال أحمد:«فسماع من سمع بعد ما عمى لا شيء «وعلى ذلك فالتبعة فيه على الدبري أو عبد الرزاق. لذا فقد حكم الإمام أحمد على هذه الرواية بالوهم قال: «وقيل: عن معمر عن قتادة عن النضر بن أنس عن أنس، وهو وهم» [سنن البيهقي (1/ 96). التقييد والإيضاح ص (437). الكواكب النيرات (ت 34). شرح علل الترمذي (320)].

- وبهذا تظهر إمامة وجلالة الإمام البخاري في هذا الفن حِينَ سأله الترمذي عن هذا الاختلاف فأجاب البخاري بقوله: «يحتمل أن يكون قتادة روى عنهما جميعًا «وقال أيضًا: «لعل قتادة سمع منهما جميعًا» [الجامع (1/ 11). وترتيب العلل الكبير ص (23)].

- يعني: من النضر بن أنس ومن القاسم بن عوف الشيباني. قال الحاكم: «كلا الإسنادين من شرط الصحيح» .

- قلت: وهو كما قال، ولم يتعقبه الذهبي.

- وانظر علل الحديث لابن أبي حاتم (1/ 17).

ص: 92

= - وللحديث طرق أخرى عن قتادة سبق الإشارة إلى ضعف أسانيدها.

-[وحديث زيد بن أرقم صححها الألباني في صحيح أبي داود (1/ 14) برقم (6)]«المؤلف» .

(1)

أخرجه الترمذي في أواخر أبواب الصلاى، 426 - ب ما ذكر من التسمية عند دخول الخلاء، (606). وابن ماجة في 1 - ك الطهارن، 9 - ب ما يقول الرجل إذا دخل الخلاء، (297). والبزار] (2/ 127)(484) - البحر الزخار]. والطبراني في الأوسط (7/ 113 - 114)(6197). والبيهقي في الدعوات (53). والبغوي في شرح السنة (1/ 378)(187).

- من طرقٍ عن الحكم بن بشير بن سلمان عن خلاد بن عيسى الصفار عن الحكم بن عبد الله النصري عن أبي إسحاق السبيعي عن أبي جحيفة عن علي قال: «كلمتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أحب أن تحفظوهما: ما عاقب الله على ذنب في الدنيا؛ فالله أعدل من أن يثني عقوبته، وما عفا الله عن ذنب في الدنيا؛ فالله أكرم من أن يعود في شيء عفا عنه، وستر بينكم وبين الجن: بسم الله» .

- رواه بتمامه هكذا الطبراني من طريق محمد بن مهران الجمال -وهو: ثقة حافظ. التقريب (900) - قال: حدثنا الحكم بن بشير به.

- وروى البزار منه الجملة الأخير، من طريق: عبد الرحمن بن الحكم بن بشير عن أبيه به [انظر: نتائج الأفكار (1/ 197)] وعبد الرحمن: روى عنه جماعة من الثقات أثنى على بعضهم، وروى عنه أبو زرعة لا يروى إلا عن ثقة. [الجرح والتعديل (5/ 227)].

- وأما البقية فرووه من طريق محمد بن حميد الرازي عن الحكم بن بشير به باللفظ المزبور ولم يذكر الجملة الأولى.

- محمد بن حميد كذبه أبو حاتم وأبو زرعة وابن خراش والنسائي وابن وارة وصالح جزرة، وقال البخاري:«فيه نظر» . وقال النسائي: «ليس بثقة» . ووثقه ابن معين، وقال أحمد:«أما حديثه عن ابن المبارك وجرير فصحيح، وأما حديثه عن أهل الرى فهو أعلم» ، قلت: والجرح المفسر مقدم على التعديل، وهذا ما ذهب إليه ابن خزيمة حِينَ قال له أبو علي النيسابوري:«لو حدث الأستاذ عن محمد بن حميد فإن أحمد قد أحسن الثناء عليه» . فقال: «إنه لم يعرفه ولو عرفه كما عرفناه ما أثنى عليه أصلًا» . وجاء نحوه عن أبي زرعة. كما أن أهل بلد الرجل هم أعلم الناس به وبحديثه وقد أجمع جماعة من مشائخ أهل الرى وحفاظهم في منزل أبي حاتم وعنده ابن خراش أن ابن حميد: ضعيف في الحديث جدًا، وأنه يحدث بما لم يسمعه

[التاريخ الكبير (1/ 167). الجرح والتعديل (7/ 232). المجروحين (2/ 303). سؤالات البرذعي (2/ 738 - 740 و 582 =

ص: 93

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=و 583). جامع الترمذي (1677). التهذيب (7/ 118). الميزان (3/ 530)]. ولأجل هذا قال الترمذي: «غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بذاك القوى» ، وقال البيهقي:«هذا إسناد فيه نظر» . وعلى ذلك فإنه لا يعول على روايته وإنما التعويل على رواية محمد بن مهران الجمال الثقة الحافظ، وقد تابعه عبد الرحمن بن الحكم إلا أنه اختصره فلم يذكر فيه الجملة الأولى.

- فإذا تقرر ذلك: حينئذ نقول بأن هذا الحديث قد رواه يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن أبي جحيفة عن علي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصاب في الدنيا ذنبًا فعوقب به؛ فالله أكرم من أن يعود في شيء قد عفا عنه» .

- أخرجه الترمذي (2626). وابن ماجة (2604). والدارقطني في السنن (3/ 215). والطحاوي في المشكل (3/ 48). والبيهقي في السنن (8/ 328). والحاكم (1/ 7) و (2/ 445) و (4/ 262). وأحمد (1/ 99 و 159). وابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله (52). والبزار] (2/ 125)(482) البحر الزخار]. والطبراني في الصغير (46). والقضاعي في مسند الشهاب (503).

- كلهم من طريق حجاج بن محمد المصيصي الأعور [ثقة ثبت. التقريب (224)] عن يونس به.

- قال الترمذي: «حسن غريب «وزاد في نسخة «صحيح» .

- وقال الحاكم: «صحيح على شرط الشريخين «وفي موضع آخر: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وقد احتجا جميعًا بأبي جحيفة عن علي، واتفقا على أبي إسحاق، واحتجا جميعًا بالحجاج بن محمد، واحتج مسلم بيونس بن أبي إسحاق «ولم يتعقبه الذهبي. قلت: وقوله الثاني صحيح.

- وقال البزار والطبراني بأنه لم يروه عن يونس بن أبي إسحاق إلا حجاج بن محمد.

- قلت: وهو ثقة ثبت من رجال الشيخين فلا يضره تفرده، وإسناده حسن فإن يونس قال فيه الحافظ:«صدوق يهم قليلًا» [التقريب (1097)]. وقال المناوي في الفيض (6/ 66): «وقال في المهذب: إسناده جيد، وقال في الفتح: سنده حسن» .

- وانظر: العلل للدارقطني (3/ 128/ س 316). وأما عنعنة أبي إسحاق فقد احتملها الشيخان فقد أؤخرجا لأبي إسحاق عن أبي جحيفة حديثًا في بياض عنفقة النبي صلى الله عليه وسلم] البخاري (3545). ومسلم (2342 - 4/ 1822)] ولم يصرح فيه بالسماع منه، ولم يظهر من تتبع طرق هذا الحديث أن أبا إسحاق دلس فيه، فتحمل عنعنته على الاتصال، والله أعلم.

- قلت: ويونس بن أبي إسحاق أعلم بحديث أبيه وأوثق من الحكم بن عبد الله النصري فإن الأخير لم يوثقه غير ابن حبان وروى عنه جماعة [التهذيب (2/ 392)] وقد زاد في حديثه عن أبي إسحاث جملة «وستر بينكم وبين الجن: بسم الله» ، وهي زيادة منكرة لم يأت بها يونس في حديثه، والله أعلم.

- وحديث علي رضي الله عنه صححه الألباني في الإرواء برقم (50). وفي صحيح الترمذي برقم (1/ 332). وابن ماجة (1/ 113).

ص: 94