الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر هذا الخبر ابن سعد مسندا. وذكره ابن عبد البر، ومن كتابه الاستيعاب لخصنا بالمعنى ما نقلناه عنه من حال خالد بن سعيد. وقد ذكر ما ذكرناه من حاله ابن الأثير بالمعنى، وزاد على ذلك؛ لأنه قال: وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبى بكر الصديق رضى الله عنه، فقال: لبنى هاشم: «إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم» . فلما بايع بنو هاشم أبا بكر، بايعه خالد وأبان، ثم استعمل أبو بكر رضى الله عنه خالدا على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام. انتهى.
وفى خبر إسلامه الذى ذكره ابن الأثير، وابن عبد البر، أن النبى صلى الله عليه وسلم سرّ بإسلامه.
1106 ـ خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى:
أمير مكة. قال صاحب الاستيعاب فى ترجمته: وولّى عمر بن الخطاب خالد بن العاص رضى الله عنهما هذا مكة، إذ عزل عنها نافع بن عبد الحارث الخزاعى، وولاه أيضا عليها عثمان بن عفان رضى الله عنه. انتهى.
وذكر ابن عبد البر فى الاستيعاب أيضا: ما يقتضى أن خالدا هذا قام فى ولاية مكة لعثمان، إلى أن عزله علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، لما ولى الخلافة بعد عثمان رضى الله عنه، بأبى قتادة الأنصارى؛ لأنه قال فى ترجمة قثم بن العباس بن عبد المطلب رضى الله عنه: وكان قثم بن العباس واليا لعلى بن أبى طالب رضى الله عنه على مكة. وذلك أن علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، لما ولى الخلافة، عزل خالد بن العاص بن هشام ابن المغيرة المخزومى عن مكة، وولاها أبا قتادة الأنصارى، ثم عزله وولّى قثم بن العباس، فلم يزل واليا عليها، حتى قتل علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، هذا قول خليفة. انتهى.
وذكر الذهبى: أنه ولى مكة لعمر وعثمان رضى الله عنهما. انتهى.
وقال ابن جرير فى أخبار سنة ثلاث وأربعين: وكان على مكة خالد بن العاص بن هشام. وذكر ذلك فى أخبار سنة خمس وست وسبع وثمان وأربعين. فاستفدنا من هذا، أنه ولى مكة لمعاوية فى هذا التاريخ وحياته فيه.
وقال ابن عبد البر فى ترجمة خالد هذا: له رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم، ويقولون: لم يسمع منه. روى عنه ابنه عكرمة بن خالد. انتهى.
1106 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 625، الإصابة ترجمة 2177، أسد الغابة ترجمة 1372).
وذكره ابن الأثير، وذكر من حاله تولية عمر وعثمان له على مكة. وذكر له حديثين، أحدهما أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بيع الخمر، فقال:«لعن الله اليهود، حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» . ذكره من رواية ابنه عكرمة عنه بغير إسناد (1).
والحديث الآخر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وقع الطاعون بأرض وأنتم بها، فلا تخرجوا فرارا منه، وإذا وقع بأرض ولستم بها فلا تدخلوها» (2).
رواه ابن الأثير بإسناده إلى الطبرانى، وساق إسناد الطبرانى فيه إلى حمّاد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، عن جده، ثم قال ابن الأثير بعد ذكره للحديث: كذا أورده الطبرانى، وهو وهم؛ لأن جدّ عكرمة على ما ذكره، هو العاص، وخالد والد عكرمة لا جدّه. انتهى.
وإسناد الطبرانى فيه حديث محمد بن عبد الله الحضرمى، قال: حدثنا شيبان بن فرّوخ، قال: حدثنا حمّاد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، عن جدّه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث، ثم قال: وروى أبو موسى بإسناده عن حبان بن هلال،
(1) أخرجه البخارى فى صحيحه، فى البيوع، حديث رقم (2224) من طريق: عبدان، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يونس، عن ابن شهاب، سمعت سعيد بن المسيب، عن أبى هريرة رضى الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«قاتل الله يهود حرمت عليهم الشحوم فباعوها وأكلوا أثمانها» قال أبو عبد الله: (قاتلهم الله) لعنهم (قتل) لعن (الخراصون) الكذابون.
وأخرجه مسلم فى الصحيح، فى المساقاة، حديث رقم 1583، وأحمد بن حنبل فى المسند حديث رقم 10270.
(2)
أخرجه البخارى فى صحيحه، فى الطب، حديث رقم (5728) من طريق: حفص بن عمر، حدثنا شعبة، قال: أخبرنى حبيب بن أبى ثابت، قال: سمعت إبراهيم بن سعد، قال: سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا، عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال:«إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» . فقلت: أنت سمعته يحدث سعدا ولا ينكره، قال: نعم.
وأخرجه مسلم فى صحيحه، فى كتاب السلام، حديث رقم (2218) من طريق: يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن محمد بن المنكدر، وأبى النضر مولى عمر بن عبيد الله، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد: ماذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الطاعون، فقال أسامة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطاعون رجز أو عذاب أرسل على بنى إسرائيل أو على من كان قبلكم فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه. وقال أبو النضر: لا يخرجكم إلا فرار منه» .