الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1123 ـ خبيب بن عدىّ الأنصارىّ الأوسى، البدرىّ:
قال ابن عبد البر: شهد بدرا، وأسر يوم الرجيع فى السرية التى خرج فيها مرثد بن أبى مرثد، وعاصم بن ثابت بن أبى الأقلح. وخالد بن بكير، فى سبعة نفر، فقتلوا. وذلك فى سنة ثلاث، وأسر خبيب، وزيد بن الدّثنة، فانطلق المشركون بهما إلى مكة فباعوهما. انتهى.
وهذا يقتضى أن يوم الرّجيع فى سنة ثلاث. وقال ابن عبد البر فى ترجمة خالد بن البكير: أنه قتل يوم الرجيع فى صفر سنة أربع من الهجرة، والله أعلم.
وما سبق عن ابن عبد البر، يقتضى أن السّرية سبعة، وجاء أنهم عشرة، وهذا فى مسند ابن حنبل. وما روينا فيه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه، أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم، بعث عشرة رهط عينا. وأمر عليهم عاصم بن ثابت بن أبى الأقلح، فانطلقوا، حتى إذا كانوا بالهدأة بين عسفان ومكة. ذكروا لحى من هذيل، يقال لهم بنو الحيان. فنفروا إليهم بقريب من مائة رجل رام، وفيه أنهم أدركوا عاصما وأصحابه، وقتلوه فى سبعة نفر، ونزل إليهم ثلاثة نفر على العهد والميثاق، فيهم خبيب الأنصارى، وزيد بن الدّثنة، ورجل آخر. فلما استمكنوا منهم، أطلقوا أوتار قسيّهم فربطوهم بها. وفيه: وأنهم قتلوا الثالث، وانطلقوا بخبيب وزيد بن الدّثنة فباعوهما بمكة، فابتاع بنو الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف خبيبا. وكان خبيب هو قتل الحارث بن عامر بن نوفل يوم بدر. فلبث خبيب عندهم أسيرا، حتى أجمعوا على قتله، فاستعار من بعض بنات الحارث موسى، يستحدّ بها للقتل، فأعارته إياها، وكانت تثنى عليه؛ لأنه تمكن أن يقتل بالموسى بنيّا لها صغيرا، فلم يفعل. وقالت: والله ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب، والله لقد وجدته يوما يأكل قطفا من عنب فى يده، وإنه لموثق فى الحديد، وما بمكة من ثمرة، وكانت تقول: إنه لرزق رزقه الله خبيبا. فلما خرجوا به ليقتلوه فى الحلّ. قال لهم خبيب: دعونى أركع ركعتين، ثم قال: والله لولا أن تحسبوا أنما أجزع من الموت لزدت، اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا. ولا تبق منهم أحدا (1) [من الطويل]:
فلست أبالى حين أقتل مسلما
…
على أى شق كان فى الله (2) مصرعى
1123 ـ انظر ترجمته فى: (أسد الغابة ترجمة 1417، الاستيعاب ترجمة 650، الإصابة ترجمة 2227).
(1)
انظر: أسد الغابة 2/ 307.
(2)
فى أسد الغابة: على أى جنب كان فى الله مصرعى.
وذلك فى ذات الإله وإن يشأ
…
يبارك على أوصال شلو ممزع
ثم قام إليه أبو سروعة عقبة بن الحارث، فقتله. وكان خبيب هو سنّ لكل مسلم قتل صبرا الصلاة. انتهى باختصار باللفظ، إلا قليلا فبالمعنى.
وذكر ابن عبد البر من خبر خبيب فى أسره وقتله نحو هذا.
وذكر أن ابن إسحاق قال: وابتاع خبيبا حجير بن أبى إهاب التميمى. وكان أخا الحارث بن عامر، فابتاعه لعقبة بن الحارث ليقتله بأبيه.
وذكر عن ابن إسحاق أبياتا قالها خبيب حين صلب، منها [من الطويل]:
إلى الله أشكو غربتى بعد كريتى
…
وما جمع الأحزاب لى عند مصرعى
فذا العرش صبّرنى (3) على ما أصابنى
…
فقد بضّعوا لحمى وقد ضل مطمعى
وما بى حذار الموت إنى لميت
…
ولكن حذارى حرّ نار تلفّع
فلست بمبد للعدو تخشعا
…
ولا جزعا إنى إلى الله مرجعى
ثم قال: وصلب خبيب بالتنعيم، وكان تولى صلبه عقبة بن الحارث، وأبو هبيرة العبدرىّ. وذكر عن الزبير خبرا فيه: أن عقبة بن الحارث، اشترى خبيب بن عدى من بنى النجار. وفيه ذكر جماعة شاركوه فى ابتياع خبيب. وهذا لا انتقاد فيه.
وأما الأول، وهو كون خبيب من بنى النجار، ففيه نظر؛ لأنه أوسىّ. والله أعلم. وفى هذا الخبر أن الذى أعطت الموسى لخبيب امرأة عقبة بن الحارث. وفى الخبر الأول، أنها بعض بنات الحارث.
وأما الصبى الذى تمكن خبيب من قتله. فهو أبو حسين بن الحارث بن عامر، أخو عقبة بن الحارث. كذا فى كتاب ابن الأثير وغيره.
قال ابن عبد البر: وروى عمرو بن أمية الضّمرى، قال: بعثنى رسول اللهصلى الله عليه وسلم، إلى خبيب بن عدى لأنزله من الخشبة، فصعدت خشبته ليلا، فقطعت عنه وألقيته، فسمعت وجبة خلفى، فالتفت فلم أر شيئا. انتهى.
وذكر ذلك ابن الأثير وزاد: فما ذكر لخبيب بعد رمّة حتى الساعة. انتهى.
وسيأتى إن شاء الله تعالى فى ترجمة زيد بن الدّثنة، زيادة بيان فى تحقيق تاريخ يوم الرّجيع.
(3) فى أسد الغابة 2/ 123: فذا العرش صيرنى على ما أصابنى ..