الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب الأزج، وأنه قرأ القرآن الكريم، وتفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل، قدم مكة وأقام بها مدة، وأم الناس فى مقام الحنابلة بالحرم الشريف، بعد وفاة محمد بن عبد الله الهروى، ثم عاد إلى العراق، وخرج عن بغداد قاصدا الشام فى سنة ثمان وستمائة، فبلغ حرّان، فتوفى بها فى هذه السنة، فيما بلغنا، والله أعلم. انتهى.
1335 ـ سليمان بن صرد الخزاعى، أبو طرف الكوفى:
له صحبة ورواية عن النبى صلى الله عليه وسلم، ذكر ابن عبد البر، أنه كان يسمى فى الجاهلية يسارا، فسماه النبى صلى الله عليه وسلم، سليمان، وأنه سكن الكوفة، أول ما نزلها المسلمون، من التوابين، الذين قاموا على عبيد الله بن زياد، لقتله الحسين بن على ـ رضى الله عنهما ـ لأنهم كانوا كتبوا إلى الحسين بن على، فى القدوم إلى الكوفة، ثم تخلوا عنه، حين قتله عبيد الله بن زياد، ثم ندموا على ذلك، وعسكروا وأمروا عليهم سليمان بن صرد، وساروا إلى عبيد الله بن زياد، فقتل سليمان من سهم أصابه، وحزّ رأسه، وذلك فى سنة خمس وستين، وقيل سنة سبع وستين. وكان خيرا فاضلا، له شرف فى قومه، وسنّ عال، بلغ ثلاثا وتسعين سنة.
1336 ـ سليمان بن عبد الله بن الحسن بن على بن محمد بن عبد السلام بن المبارك بن راشد التميمى الدارمى، يكنى أبا الربيع بن أبى محمد، ويلقب نجم الدين ويعرف بابن الرّيحانى المكى:
ذكره ابن المستوفى تاريخ إربل، فقال: شاب طويل شديد السّمرة، يعقد القاف إذا تكلم، عنده فصاحة وأخلاق حسنة، وأقام الموصل، وسمع بها الحديث على مشايخها.
1335 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات ابن سعد 4/ 292، 6/ 25، طبقات خليفة 107، 136، تاريخه 194، 262، المحبر 291، تاريخ البخارى الكبير الترجمة 1752، تاريخه الصغير 1/ 146، المعرفة ليعقوب 2/ 622، تاريخ الطبرى 5/ 179، 352، 552، 555، 557، ـ 561، 563، 579، 580، 582، 586، 592، 595، 598، 599، 605، 6/ 67، الكنى للدولابى 2/ 117، الجرح والتعديل الترجمة 539، مشاهير علماء الأمصار الترجمة 305، جمهرة ابن حزم 238، تاريخ بغداد 1/ 200، الاستيعاب ترجمة 1061، الجمع لابن القيسرانى 1/ 176، التبيين فى أنساب القرشيين 465، أسد الغابة ترجمة 2231، الأسماء واللغات 1/ 232، تاريخ الإسلام 3/ 17، سير أعلام النبلاء 3/ 394، تجريد أسماء الصحابة الترجمة 2488، الكاشف الترجمة 2123، العبر 1/ 72، الوافى بالوفيات 15/ 392، تهذيب ابن حجر 4/ 200، الإصابة ترجمة 3470، مجمع الزوائد 7/ 249، خلاصة الخزرجى الترجمة 2707، تهذيب الكمال 2531).
وكان معه درج، وفيه خطوط الأئمة الكبار بها من أهل العلم، بالثناء عليه ووصفه بالدين والصلاح، وسمع بإربل على الشيخ أبى المعالى صاعد، وغيره.
ومن شعره قصيدة مدح بها عمه أبا الحسن على بن الحسن بن على الرّيحانى المكى، أنشدنيها عبد الرحمن بن أحمد الغزى وجماعة، عن يونس بن إبراهيم العسقلانى، عن سليمان المذكور [من الكامل].
لا ما يساجلك الغمام الباكر
…
فى المكرمات ولا الخضم الزاخر
ولذاك لا يحوى صفاتك ناظم
…
لو أنه نظم النجوم وناثر
إذ لم تزل وفر يبدده الندى
…
فى كل ناحية وعرض وافر
ومكارم يحدو بها الحادى إذا
…
تحدو ركائبه ويشدو سامر
ومنها:
أعلىّ كم لك من يد مشكورة
…
بيضاء يتلوها لسان شاكر
أنا عبد أنعمك التى هى فى الورى
…
لك شاهد منها هنالك ظاهر
وزهير منتك التى تغدو لها
…
فى الحى وهو بها مقيم سائر
نعم صفت وضفت وقصر دونها
…
من أن يساجلها الغمام الماطر
وتهللت منها هناك سحائب
…
وطف الأسافل ودقها متواتر
منن بلا من يكدر صفوها
…
يثنى بها باد عليك وحاضر
وإذا أعيدت فى الندى تأرجت
…
فكأنما فض اللّطيمة تاجر
ومن شعره، ما رويناه عنه بالإسناد المتقدم [من البسيط]:
طال الثواء بأرض لا إخال بها
…
مولى يجير من الإعسار والعدم
إلا حثالة قوم لا خلاق لهم
…
شادوا من اللؤم ما عفّوا من الكرم
أنشدهما له ابن مسدى عنه فى معجمه. وقال عنه: نزيل ديار مصر، يعرف بابن الريحانى، له بيت بمكة مشهور، لكنه خرج منها مرتادا على عادة أهلها، فجاب وجال، ولقى بقايا الرجال، وكتب الكثير واكتتب، وكان ذا معرفة بالكتب، سمع قديما بمكة من عمه أبى الحسن على بن الحسن بن الريحانى، بقراءة علىّ بن المفضل المقدسى، ثم سمع بعد ذلك، وعظم سماعاته بعد الستمائة، ثم قال: ونعم المفيد كان. انتهى.
وذكره الشريف الحسينى فى وفياته، وقال: سمع بمكة من عمه المنتجب، وقدم مصر واستوطنها. وسمع بها وبغيرها الكثير، وكتب بخطه، وحصل جملة صالحة. انتهى.
وكان ابن الريحانى هذا، وزيرا لأبى عزيز قتادة صاحب مكة، وأسر فى الحرب الذى