الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سمع منه: يحيى بن سعيد القطان، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، ومحمد بن يحيى الذهلى، والحميدى، والبخارى، وأبو داود، وأبو مسلم الكجّى، وأبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحى، وهو خاتمة أصحابه، وبين وفاته ووفاة القطان مائة وسبع وستون سنة، وهذا النوع يسميه المحدثون: السابق واللاحق.
وروى عنه خلق، منهم: أبو حاتم، وقال: سليمان بن حرب، إمام من الأئمة، كان لا يدلس، ويتكلم فى الرجال والفقه، وليس بدوين عفان، ولعله أكبر منه. وقد ظهر من حديثه نحو من عشرة آلاف، ما رأيت فى يده كتابا قط.
ولقد حضرت مجلسه ببغداد، فحزروا من حضر مجلسه أربعين ألف رجل، وكان مجلسه عند قصر المأمون. انتهى.
وروى الصّولىّ بسنده إلى يحيى بن أكثم، أنه لما قدم من البصرة، قال له المأمون: من تركت بها؟ فوصف له مشايخ، منهم سليمان بن حرب، وأثنى عليه، فأمره بحمله إليه، فقدم، وحضر إلى مجلسه، فظهر فيه فضله، فما قام حتى ولاه المأمون قضاء مكة، فخرج إليها.
قال الخطيب: وليها سنة أربع عشرة ومائتين، وعزل سنة تسع عشرة.
قال ابن اسعد: توفى بالبصرة لأربع بقين من ربيع الآخر، سنة أربع وعشرين ومائتين. انتهى.
وبجيد: بباء موحدة مضمومة وجيم وياء مثناة من تحت ودال. كذا ذكر صاحب الكمال. ووجد ذلك بخط جماعة من الحفاظ، ووجدت بخط المحدث تاج الدين أحمد بن مكتوم الحنفى المصرى، أن النّووىّ ضبطه بموحدة مفتوحة ثم جيم مكسورة ثم ياء مثناة من تحت ثم لام. انتهى.
1331 ـ سليمان بن خليل بن إبراهيم بن يحيى بن سليمان بن فارس بن أبى عبد الله الكنانى العسقلانى المكى الشافعى، يكنى أبا الربيع، ويلقب نجم الدين:
إمام المقام، وخطيب المسجد الحرام، ومفتيه. ولد قبل الثمانين وخمسمائة، على ما ذكر، وقرأ رواية حفص عن عاصم، على المقرئ جوبكار المقدم ذكره، وأجاز له، وهو أقدم شيوخه.
وسمع على يونس بن يحيى الهاشمى صحيح البخارى، وعلى زاهر بن رستم جامع الترمذى، وعلى أبى الفتوح الحصرى مسند الشافعى، وعلى علىّ بن البنا، جامع
1331 ـ انظر ترجمته فى: (شذرات الذهب 7/ 529).
الترمذى، وعلى النجيب أبى بكر بن أبى الفتوح السّجزىّ الحنفى تاريخ مكة للأزرقى، وعلى يحيى بن ياقوت الفراش، وغيرهم.
وحدث بالكثير، ودرس وأفتى، وألف كتابا مفيدا فى المناسك، رأيته بخطه فى مجلدين. ذكره ابن مسدى فى معجمه، وقال بعد أن نسبه: وكنانة، نزل فلّ منهم عسقلان فتديرها عقبه. وسليمان هذا، هو ابن بنت أبى حفص الميانشىّ، ثم قال بعد أن ذكر شيوخه الذين ذكرناهم، خلا ابن الحصرى، وابن البنا، والسجزى، وابن ياقوت: واشتغل بالتنبيه على مذهب الشافعى، وقد كان أبوه حنبليا. ولم يزل مثابرا على خدمة العلم وأهله، إلى أن عطّل دكانه بالعطارين، وجلس للتدريس وفتوى المسلمين. وولى بأخرة إمامة المقام، ومشارفة المسجد الحرام. وقد سمعت منه فوائد. انتهى باختصار.
وولى خطابة المسجد الحرام، مع الإمامة بالمقام، كذا وجدت بخطه وخط غيره، وأظنه ولى ذلك بعد علىّ بن أبى بكر الطبرى، والعجب من ابن مسدى، كيف لم يذكر ذلك، وهو أخذ الخطابة عنه على ما بلغنى.
وممن ذكر ولايته للخطابة، الشيخ أبو العباس الميورقى، كما سيأتى من كلامه، وأثنى عليه كثيرا فى ألقاب لقبه بها، وأخذ عنه. وممن ذكر ذلك، الشريف أبو القاسم الحسينى فى وفياته، وذكر أنه خطب بالحرم مدة، وأنه كان مشهورا بالفضل والدين، وذكر ذلك غير واحد.
ولما ولى الخطابة، أقام السنة فى الخطبة بمنى؛ لأنى وجدت بخطه الميورقىّ: كان مفتى الحرمين سليمان بن خليل، يعيب على الخطباء بمنى، الخطبة قبل الرّمى. فلما ولى هو الخطابة، أقام السّنّة. انتهى.
وذكر الميورقى، أنه كان مستقلا بالفتوى فى سنة ثمان وأربعين وستمائة، وذكر أنه استفتاه فى هذه السنة، مع جماعة من فقهاء مكة، عن مسألة وهى: إذا نفر من منى ثانى يوم النحر، ماذا يجب عليه؟ وذكر جوابهم عن ذلك.
وقد رأيت أن أذكره لما فى ذلك من الفائدة. وهو أن المحب الطبرى، التزم بأن من نفر يوم النّفر، ثانى يوم النّحر، أن عليه دما وثلثى دم، قال: وقال ابن حشيش: دم وثلث.
وقال القاضى عبد الكريم الشيبانى قاضى مكة، والقطب القسطلانى: فى أحد قوليه، دمان، كمذهب مالك. قال مفتى الحرمين يومئذ ـ إمام المقام وخطيب مكة شرفها الله تعالى وكان المستقل حينئذ ـ: عليه دم ومدّ، ومن عرفته منهم بفتياه استحسنه، وإن