الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1115 ـ خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشى المخزومى، أبو سليمان، وقيل أبو الوليد، الملقب سيف الله:
أسلم فى صفر سنة ثمان من الهجرة بالمدينة، وكان قد هاجر إليها مع عثمان بن طلحة العبدرىّ، وعمرو بن العاص السهمى. ولما رآهم النبى صلى الله عليه وسلم قال:«قد رمتكم مكة بأفلاذ كبدها» يعنى بأشرافها. وقيل: إنه أسلم بين الحديبية وخيبر. ولذلك قيل إنه شهد خيبر، وجزم بذلك النووى؛ لأنه قال: وشهد خيبر. انتهى. ويتأيد ذلك بأن ابن البرقى قال: وقد جاء فى الحديث أنه شهد خيبر. انتهى.
وقيل: إنه لم يشهدها، ومقتضى كلام ابن عبد البر ترجيح هذا القول؛ لأنه قال: لا يصح لخالد بن الوليد مشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الفتح. انتهى.
ويتأيد كون خالد لم يشهد خيبر، بأن مصعبا الزبيرى ذكر أن خالد بن الوليد خرج من مكة فارّا، لئلا يرى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فى وقت عمرة القضية، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم، سأل الوليد بن الوليد، أخا خالد عنه. وقال:«لو أتانا لأكرمناه» . فكتب بذلك الوليد إلى خالد، فوقع الإسلام فى قلبه، وكان ذلك سبب هجرته. هذا معنى ما ذكره مصعب، فيما نقله عنه ابن عبد البر. وإذا كان كذلك، فخالد لم يشهد خيبر؛ لأن عمرة القضية بعد خيبر بنحو تسعة أشهر، وخالد لم يشهدها، فلا يكون شهد خيبر، والله أعلم. ولا يستقيم قول ابن البرقىّ: أنه أسلم يوم الأحزاب، ولا القول الذى حكاه ابن عبد البر، من أنه أسلم سنة خمس بعد الفراغ من بنى قريظة، ولا منافاة بين هذا وبين ما قاله ابن البرقى؛ لأن المراد بيوم الأحزاب، عام الأحزاب، وقريظة فى إثر الأحزاب. وكلاهما فى سنة خمس على ما هو المشهور فى الأحزاب، وهى غزوة الخندق.
وأما على القول بأن الأحزاب فى سنة أربع، ورجحه النووى، فإن ما ذكره ابن البرقى ينافى ما ذكره ابن عبد البر، ولا يستقيم ما ذكره ابن عبد البر أيضا، من أن خالد
1115 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات ابن سعد 4/ 252، 7/ 394، تاريخ يحيى برواية الدورى 2/ 146، علل ابن المدينى 50، 80، مسند أحمد 4/ 88، فضائل الصحابة، له 2/ 813، نسب قريش 320، 322، تاريخ البخارى الصغير 1/ 23، 40، 46 ـ 49، المعارف 267، تاريخ أبى زرعة الدمشقى 171، 172، 183، 218، 594، تاريخ واسط 109، 156، 267، الجرح والتعديل الترجمة 1607، ثقات ابن حبان 3/ 101، المشاهير الترجمة 157، المعجم الكبير الترجمة 369، الاستيعاب 3/ 163، تاريخ دمشق (تهذيبه 5/ 95 ـ 116 وهى ترجمة رائعة)، أسد الغابة 2/ 93، سير أعلام النبلاء 1/ 366 ـ 384، تهذيب الكمال 1659).
ابن الوليد، كان على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية. وإنما لم يستقم هذا، وكذا ما أشرنا إليه أولا؛ لأن فى سيرة ابن إسحاق، تهذيب ابن هشام، من حديث الزهرى، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم، والمسور بن مخرمة: أن خالد بن الوليد، كان على خيل قريش يوم الحديبية، فلا يصح على هذا أن يكون خالدا فى يوم الحديبية على خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أنه أسلم قبل ذلك، والله أعلم.
وكانت الحديبية فى ذى القعدة سنة ست، وشهد خالد غزوة مؤتة، فى سنة ثمان.
وأبلى فيها بلاء عظيما؛ لأن فى يده اندقّ تسعة أسياف، ولم يثبت فى يده يومئذ إلا صفيحة يمانية، ويومئذ سماه النبى صلى الله عليه وسلم: سيف الله. وشهد معه فتح مكة، وكان على المجنّبة اليمنى مقدما على طائفة من المسلمين، وأمره النبى صلى الله عليه وسلم، أن يدخل من أسفل مكة، فدخل من اللّيط، وقتل المشركين، وأوجس من بقى منهم خيفة. ولذلك رأى بعض العلماء الشافعية، أن ما قاتل فيه خالد من مكة فتح عنوة. والمشهور من مذاهب جماهير العلماء، أن مكة أجمع فتحت عنوة، والله أعلم. وبعثه النبى صلى الله عليه وسلم بعد الفتح لهدم العزّى، ففعل ذلك خالد، وشهد غزوة حنين، مع النبى صلى الله عليه وسلم، وقدم على طائفة من المسلمين، وكان يقدمه على خيله من حين أسلم. وكانت قريش فى الجاهلية تقدمه على خيلها. وعاده النبى صلى الله عليه وسلم بعد فراغ وقعة هوازن، من جرح أصابه يوم حنين، ونفث فى جرحه فانطلق، وبعثه النبى صلى الله عليه وسلم إلى الغميصاء ـ ماء من مياه جذيمة من بنى عامر ـ فقتل ناسا منهم، لم يصب فى قتلهم، فكره النبى صلى الله عليه وسلم فعله، وودى القتلى.
وذكر ابن الأثير: أن على بن أبى طالب رضى الله عنه، أعطى قومهم ما ذهب لهم من مال. انتهى.
وبعثه إلى بالحرث بن كعب، من مذحج، فأتى بنفر منهم فأسلموا، ورجعوا إلى قومهم بنجران، وذلك فى سنة عشر. وفى سنة تسع، بعثه النبى صلى الله عليه وسلم إلى دومة الجندل، فأتى بصاحبها وصالحه النبى صلى الله عليه وسلم على الجزية. ولما ولى الصديق رضى الله عنه الخلافة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمر خالدا على قتال المرتدين من العرب، فلقى فى سنة إحدى عشرة ببزاخة، طليحة الأسدى وعيينة بن حصن الفزارى، وقرة بن هبيرة القشيرى، فقاتلهم بمن معه من المسلمين، فأسر عيينة وقرة، وبعث بهما إلى الصديق رضى الله عنه أسيرين، فحقن دمهما، وهرب طليحة نحو الشام، ثم راجع الإسلام، وأتى بمالك بن نويرة ورهط من بنى حنظلة إلى خالد رضى الله عنه، فضرب أعناقهم. واختلف فى مالك بن نويرة، فقيل قتل كافرا، وقيل مسلما. وإنما قتله خالد لظن ظنه به، وكلام سمعه منه. وقد أنكر
عليه قتله أبو قتادة، وعرض الصديق رضى الله عنه الدية على متمّم بن نويرة، وأمر خالدا بأن يطلّق زوجة مالك؛ لأنه كان قد تزوجها.
وفى ربيع الأول سنة اثنتى عشرة، فتحت اليمامة وغيرها على يد خالد، وأباد الله على يده أهل الرّدّة، منهم مسيلمة الكذاب رأسهم، وكان فتح خالد لليمامة صلحا، وبعثه الصديق رضى الله عنه فى سنة ثلاث عشرة إلى العراق، لقتال فارس، فأنالهم ذلة وهوانا، وافتتح الأبلة، وأغار على السواد كذا قال [ .......... ](1).
وذكر الزبير عن عمه مصعب: أن خالدا فتح بعض السواد، وصالح أهل الجزيرة، ثم أمره أبو بكر رضى الله عنه بالمسير إلى الشام، فلم يزل بها حتى عزله عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
وذكر الزبير: أن عمر عزل خالدا لما كان يعيبه عليه فى حال ولايته للصديق رضى الله عنه، من صرفه للمال بغير مشاورة الصديق، واستبداده بفعل أمور لا يشاور فيها الصديق، كقتله لمالك بن نويرة، ونكاحه لامرأته، وفتحه لليمامة صلحا، وغير ذلك، حتى قيل إنه لم يرفع للصديق حسابا فى مال.
وذكر الزبير: أن عمر رضى الله عنه لم يعزله، حتى كتب إليه أن لا يخرج شاة ولا بعيرا إلا بأمره، فكتب إليه خالد: إما أن تدعنى وعملى، وإلا فشأنك وعملك. وكان قد كتب بمثل ذلك للصديق، فما كتب إليه الصديق بمثل ما كتب إليه عمر، ورأى الصديق أن لا يعزله، ورأى عمر عزله. وكان عمر يسأله أن يعود إلى عمله، فيأبى خالد إلا أن يتركه عمر ورأيه، فيأبى عمر رضى الله عنه، وهذا معنى كلام الزبير.
وروينا من حديث علىّ بن رباح عن ناشرة بن سمىّ اليزنى، أن عمر رضى الله عنه، لما قدم الشام اعتذر فى خطبته بالجابية، عن عزل خالد بن الوليد، بأنه أمره أن يحبس هذا المال على المهاجرين، فأعطاه ذا البأس والشرف واللسان، فرد على عمر أبو عمرو بن حفص بن المغيرة، ابن عم خالد بن الوليد. وهذا الحديث فى سنن النسائى (2).
(1) ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.
(2)
أخرجه النسائى فى الكبرى (8209) من طريق: إبراهيم بن يعقوب، قال: حدثنى وهب بن زمعة، قال: أنا عبد الله، عن سعيد بن يزيد، قال: سمعت الحارث بن يزيد الحضرمى يحدث، عن على بن رباح، عن ناشرة بن سمى اليزنى، قال: سمعت عمر بن الخطاب وهو يخطب الناس، فقال: إنى أعتذر إليكم من خالد بن الوليد، فإنى أمرته أن يحبس هذا المال على ضعفة المهاجرين، فأعطاه ذا الشرف وذا اللسان، فنزعته، وأمرت أبا ـ
ولما عزل عمر خالدا، ولى عوضه أبا عبيدة بن الجراح، وجاء عزله وهم محاصرون لدمشق، فكتموا ذلك حتى فتحها الله تعالى. وكان بعضها وهو الذى إلى جهة خالد، فتح عنوة، والذى إلى جهة غيره فتح صلحا، ثم أمضيت كلها صلحا. وكان فتحها فى رجب سنة أربع عشرة.
وذكر ابن عبد البر، وابن الأثير: أنه افتتح دمشق، ولم يذكرا له فى فتحها شريكا. وأما المزى فقال فى التهذيب: ثم وجهه ـ يعنى الصديق رضى الله عنه ـ إلى العراق ثم إلى الشام، وأمره على أمراء الشام، وهو أحد أمراء الأجناد الذين ولوا فتح دمشق. انتهى.
ولم يمنع خالدا عزله، من الجهاد فى سبيل الله تعالى، وله فى قتال الروم بالشام والفرس بالعراق وأهل الرّدّة أثر عظيم.
وجملة ما شهده من الحروب فى سبيل الله، مائة زحف أو زهاءها، على ما روى عنه. وفى الخبر الذى روى عنه فى ذلك أنه قال: وما فى بدنى موضع شبر، إلا وفيه ضربة أو طعنة أو رمية، وها أنا ذا أموت على فراشى كما تموت العير، فلا نامت أعين الجبناء، وما من عمل لى، أرجا من لا إله إلا الله، وأنا متترّس بها.
وهذا الخبر ذكره ابن عبد البر وابن الأثير والنووى، إلا أن ابن عبد البر لم يذكر قوله: وما لى من عمل
…
إلى آخره.
وكان خالد رضى الله عنه يستنصر فى حروبه بشعرات فى قلنسوته، من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أخذ ذلك من شعر ناصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حين حلقه فى عمرة اعتمرها مع النبى صلى الله عليه وسلم. كذا روى عنه فى مسند أبى يعلى الموصلى (3)، وليس فيه بيان
ـ عبيدة بن الجراح، فقال أبو عمرو بن حفص بن المغيرة: لقد نزعت عاملا استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأغمدت سيفا سله رسول الله صلى الله عليه وسلم، ووضعت لواء نصبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد قطعت الرحم، وحسدت ابن العم، فقال عمر: إنك قريب القرابة، حديث السن مغضب فى ابن عمك.
(3)
أخرجه أبو يعلى فى مسنده، حديث رقم (7147) من طريق: سريج بن يونس أبو الحارث، حدثنا هشيم، عن عبد الحميد بن جعفر، عن أبيه قال: قال خالد بن الوليد: اعتمرنا مع النبى صلى الله عليه وسلم فى عمرة اعتمرها، فحلق شعره، فاستبق الناس إلى شعره فسبقت إلى الناصية، فأخذتها، فاتخذت قلنسوة فجعلتها فى مقدم القلنسوة، فما وجهته فى وجه إلا فتح له.
والحديث فى «المقصد العلى» برقم 1432، وأورده الهيثمى فى مجمع الزوائد 9/ 349، ـ
هذه العمرة، وهى عمرة الجعرانة؛ لأنه كان فيها مسلما.
ومن مناقب خالد رضى الله عنه، أنه لما نزل الحيرة قيل له: احذر السم، لا يسقيكه الأعاجم، فقال: إيتونى به، فأخذه بيده، وقال: بسم الله، وشربه فلم يضره شيئا.
ومنها: أن خالدا رضى الله عنه كان مستجاب الدعوة، على ما ذكره ابن أبى الدنيا، فإنه روى أن خالدا لقى رجلا من عسكره ومعه زقّ خمر، فقال: ما هذا؟ فقال الرجل: خلّ، فقال خالد رضى الله عنه: جعله الله خلّا، فوجده الرجل خلّا لما أتى به أصحابه.
ولخالد رضى الله عنه، رواية عن النبى صلى الله عليه وسلم، قال النووى: روى له عن رسول اللهصلى الله عليه وسلم ثمانية عشر حديثا، اتفق البخارى (4) ومسلم (5) على حديث.
روى عنه ابن عباس وجابر والمقدام بن معد يكرب، وأبو أمامة بن سهل الصحابيون.
وذكر رواية غير واحد من التابعين عنه.
وقد روى له الجماعة إلا الترمذى. وفى الترمذى من حديث أبى هريرة رضى الله
ـ وقال: «رواه الطبرانى وأبو يعلى بنحوه ورجالهما رجال الصحيح، وجعفر سمع فى جماعة من الصحابة فلا أدرى سمع من خالد أم لا» وأورده ابن حجر فى المطالب العالية برقم 4044.
(4)
أخرجه البخارى فى صحيحه، باب الضب (5333) من طريق: عبد الله بن مسلمة عن مالك بن شهاب عن أبى أمامة بن سهيل عن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما، «عن خالد بن الوليد أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت ميمونة، فأتى بضب محنوذ، فأهوى إليه رسول الله بيده، فقال بعض النسوة: أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يريد أن يأكل، فقالوا: هو ضب يا رسول الله، فرفع يده، فقلت: أحرام هو يا رسول الله؟ فقال: لا، ولكن لم يكن بأرض قومى فأجدنى أعافه. قال خالد: فاجتررته فأكلته، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينظر» .
(5)
أخرجه مسلم فى صحيحه، باب إباحة الضب (4987) وحدثنى أبو الطاهر وحرملة. جميعا عن ابن وهب. قال حرملة: أخبرنا ابن وهب أخبرنى يونس عن ابن شهاب، عن أبى أمامة بن سهل بن حنيف الأنصارى أن عبد الله بن عباس أخبره أن خالد بن الوليد، الذى يقال له سيف الله أخبره أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ميمونة، زوج النبى صلى الله عليه وسلم، وهى خالته وخالة ابن عباس، فوجد عندها ضبا محنوذا، قدمت به أختها حفيدة بنت الحارث من نجد، فقدمت الضب لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان قلما يقدم إليه طعام حتى يحدث به ويسمى له. فأهوى رسول الله صلى الله عليه وسلم يده إلى الضب. فقالت امرأة من النسوة الحضور: أخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قدمتن له. قلن: هو الضب. يا رسول الله، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده. فقال خالد بن الوليد: أحرام الضب؟ يا رسول الله قال: «لا. ولكنه لم يكن بأرض قومى، فأجدنى أعافه» . قال خالد: فاجتررته فأكلته، ورسول الله ينظر، فلم ينهنى.
عنه: أن ناسا من الصحابة كانوا يمرون بالنبى صلى الله عليه وسلم وهو يسأل عنهم، فلما مرّ به خالد، قال: نعم عبد الله خالد بن الوليد، سيف من سيوف الله (6). انتهى باختصار.
وكان عمر رضى الله عنه، يثنى عليه ويترحم عليه بعد موته؛ لأن الزبير بن بكار روى بسنده قال: دخل هشام بن البخترىّ فى ناس من بنى مخزوم على عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فقال له: يا هشام، أنشدنى شعرك فى خالد بن الوليد، فأنشده. فقال: قصرت فى الثناء على أبى سليمان رحمه الله، إنه كان ليحب أن يذلّ الشرك وأهله، وإن كان الشامت به لمتعرضا لمقت الله، ثم قال: رحم الله أبا سليمان، ما عند الله خير له مما كان فيه، ولقد مات فقيرا وعاش حميدا.
وقال الزبير: قال محمد بن سلام: وحدثنى غير واحد، وسمعت يونس النحوى يسأل عنه غير مرة [ ............ ] (7) أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه قال: دع نساء بنى المغيرة يبكين أبا سليمان، ويرقن من دموعهن سجلا أو سجلين، ما لم يكن نقع أو لقلقة. قال يونس: النقع: هدّ الصوت بالنحيب، واللّقلقة: حركة اللسان نحو الولولة.
وقال النووى بعد أن ذكر وفاته: وحزن عليه عمر رضى الله عنه، والمسلمون حزنا شديدا. انتهى.
وقال الزبير: قال محمد بن سلام: حدثنى أبان بن عثمان قال: لم تبق امرأة من بنى المغيرة إلا وضعت لمتها على قبر خالد رضى الله عنه، يقول: حلقت رأسها.
وقد اختلف فى وفاة خالد رضى الله عنه. فقيل سنة إحدى وعشرين. قاله محمد بن سعد، ومحمد بن نمير، وإبراهيم بن المنذر الحزامى، وغير واحد. وقيل مات سنة اثنتين وعشرين.
(6) أخرجه الترمذى، باب مناقب خالد بن الوليد رضى الله عنه، حديث رقم (4007) من طريق: قتيبة حدثنا الليث عن هشام بن سعد عن زيد بن أسلم عن أبى هريرة، قال:«نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلا، فجعل الناس يمرون، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من هذا يا أبا هريرة؟ فأقول فلان، فيقول: نعم عبد الله هذا. ويقول: من هذا؟ فأقول فلان، فيقول: بئس عبد الله هذا. حتى مر خالد بن الوليد، فقال: من هذا؟ فقلت: هذا خالد بن الوليد قال: نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله» .
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب. ولا نعرف لزيد بن أسلم سماعا من أبى هريرة وهو عندى حديث مرسل.
قال: وفى الباب عن أبى بكر الصديق رضى الله عنه.
(7)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.