الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1558 ـ عبد الله بن عامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصى بن كلاب القرشى، العبشمى، أحد أشراف قريش وأجوادها:
قال الزبير بن بكار: قال عمى مصعب بن عبد الله: يقال إنه أتى النبىصلى الله عليه وسلم وهو صغير، فقال:«هذا شبهنا» وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفل عليه ويعوذه، فجعل عبد الله يتسوغ ريق النبى صلى الله عليه وسلم، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«إنه لمسقى» . فكان لا يعالج أرضا إلا ظهر له فيها الماء. وله النباج الذى يقال له نباج ابن عامر، وله الجحفة، وله بستان ابن عامر بنخلة، على ليلة من مكة، وله آثار فى الآرض كثيرة. وقال: استعمله عثمان بن عفان رضى الله عنه على البصرة، وعزل أبا موسى الأشعرى، فقال أبو موسى: قد أتاكم فتى من قريش، كريم الأمهات والعمات والخالات، يقول بالمال فيكم هكذا هكذا. قال: وهو الذى دعا الزبير وطلحة إلى البصرة، وقال:«إن لى فيها صنائع» فشخصا معه. وله يقول الوليد ابن عقبة (1)[من الطويل]:
ألا جعل الله المغيرة وابنه
…
ومروان بعلى ذلة لابن عامر
لكى يقياه الحر والقر والأذى
…
ولسع الأفاعى واحتدام الفواجر (2)
قال الزبير: وكان كثير المناقب، وافتتح خراسان، وقتل كسرى فى ولايته، أحرم من نيسابور شكرا لله تعالى، وهو الذى عمل السقايات بعرفة. انتهى.
وقال ابن عبد البر: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى النبى صلى الله عليه وسلم وهو صغير، فقال: هذا شبيهنا.
وذكر الخبر الذى ذكر الزبير، قال: وقيل: إنه لما أتى بعبد الله بن عامر بن كريز إلى النبى صلى الله عليه وسلم، قال لبنى عبد شمس: هذا أشبه بنا منه بكم، ثم تفل فى فيه، فازدرده، فقال: أرجو أن يكون مسقيا فكان كما قال النبى صلى الله عليه وسلم.
وقد روى عبد الله بن عامر هذا، عن النبى صلى الله عليه وسلم، وما علمته سمع منه ولا حفظ عنه.
1558 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 1605، الإصابة ترجمة 6195، أسد الغابة ترجمة 3033، طبقات ابن سعد 5/ 9، 44، التاريخ الصغير 84، فتوح البلدان 636، جمهرة أنساب العرب 74، 75، 31، المحبر 47، 57، أنساب الأشراف 3/ 226، تاريخ اليعقوبى 2/ 166، 168، الأخبار الطوال 139، 140، تاريخ أبى زرعة 1/ 183، الأخبار الموفقيات 203، 205، المعارف 320، البيان والتبيين 2/ 94، نسب قريش 147، الوزراء والكتاب 148، تاريخ الطبرى 5/ 170).
(1)
البيت فى: (نسب قريش 5/ 148).
(2)
ورد فى نسب قريش:
لكى يقياه الحر والقر إن مشى
…
ولسع الأفاعى واحتدام الهواجر
ذكر البغوى عن مصعب بن الزبير عن أبيه، عن مصعب بن ثابت عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن عامر بن كريز، قالا: قال رسولاللهصلى الله عليه وسلم: «من قتل دون ماله فهو شهيد» (3) ورواه موسى بن هارون الحمال عن مصعب بإسناده سواء، وقال صالح بن الوجيه، وخليفة بن خياط: وفى سنة تسع وعشرين، عزل عثمان أبا موسى الأشعرى، عن البصرة، وعثمان بن أبى العاص، عن فارس، وجمع ذلك كله لعبد الله بن عامر بن كريز، وقال صالح: وهو ابن أربع وعشرين سنة.
قال أبو اليقظان: قدم ابن عامر البصرة واليا، وهو ابن أربع أو خمس وعشرين سنة، ولم يختلفوا أنه افتتح أطراف فارس كلها، وعامة خراسان، وحلوان، وكرمان، وهو الذى شق نهر البصرة، ولم يزل واليا لعثمان على البصرة، إلى أن قتل عثمان ـ وكان ابن عمته، لأن أم عثمان أروى بنت كريز ـ ثم عقد له معاوية على البصرة، ثم عزله عنها. وكان أحد الأجواد، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير، ومات قبله بيسير، وهو الذى يقول فيه ابن ردينة (4) [من الطويل]:
فإن الذى أعطى العراق ابن عامر
…
لربى الذى أرجو لستر مفاقرى
ويقول زياد الأعجم (5)[من الوافر]:
أخ لك لا تراه الدهر إلا
…
على العلات بساما جوادا
أخ لك ما مودته بمذق
…
إذا ما عاد فقر أخيه عادا
سألناه الجزيل فما تلاكا
…
وأعطى فوق منيتنا وزادا (6)
وأحسن ثم أحسن ثم عدنا
…
فأحسن ثم عدت له فعادا
مرارا ما رجعت إليه إلا
…
تبسم ضاحكا وثنى الوسادا
وقال الزبير: قال عمى مصعب بن عبد الله: بلغنى أن معاوية أراد أن يصفى أمواله، فقال ابن عامر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المقتول دون ماله شهيد» والله لأقاتلنه حتى أقتل دون مالى. فأعرض عنه معاوية وزوجه ابنته هندا بنت معاوية.
(3) أخرجه البخارى فى صحيحه حديث رقم (2480) من طريق: عبد الله بن يزيد، حدثنا سعيد هو ابن أبى أيوب، قال: حدثنى أبو الأسود، عن عكرمة، عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما، قال: سمعت النبى صلى الله عليه وسلم يقول: «من قتل دون ماله فهو شهيد» .
وأخرجه مسلم فى صحيحه حديث رقم (141)، والترمذى فى سننه حديث رقم (1419).
(4)
انظر البيت فى: (خريدة القصر 1/ 152، ولكن فى الاستيعاب ينسب هذا البيت إلى زياد الأعجم. انظر: الاستيعاب ترجمة 1605).
(5)
انظر الأبيات فى: (الشعر والشعراء 283، الاستيعاب ترجمة 1605).
(6)
ورد البيت فى الشعر والشعراء والاستيعاب:
سألناه الجزيل فما تلكأ
…
وأعطى فوق منيتنا وزادا