الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1243 ـ السائب بن أبى السائب، صيفى بن عايذ (2) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومى:
ذكر فيمن أسلم وهاجر وأعطى من غنائم حنين، وفى المؤلفة، فيمن حسن إسلامه منهم، وفيمن كان شريك النبى صلى الله عليه وسلم، وقيل إنه لم يسلم. فإما إسلامه وشركته، فقال ابن هشام: السائب بن أبى السائب، الذى جاء فيه الحديث عن رسول صلى الله عليه وسلم:«نعم الشريك السائب، لا يشارى ولا يمارى» . كان أسلم وحسن إسلامه فيما بلغنا. وأما هجرته وإعطاؤه من غنائم حنين، فقال ابن هشام: وذكر ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة، عن ابن عباس: أن السائب بن أبى السائب بن عايذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطاه يوم الجعرانة من غنائم حنين.
قال ابن عبد البر: هذا أولى ما عول عليه فى هذا الباب.
وأما كونه من المؤلفة، وممن حسن إسلامه منهم، فقال ابن عبد البر: والسائب بن أبى السائب، من جملة المؤلفة قلوبهم، وممن حسن إسلامه منهم. انتهى.
وقد ذكره ابن سعد، ومسلم بن الحجاج، فى الصحابة المكيين. وذكر الذهبى: أنه من مسلمة الفتح.
وصرح المزى بصحبته، وذكر شيئا من خبره يحسن ذكره، فقال: له صحبة، وكان شريك النبى صلى الله عليه وسلم فى الجاهلية، وهو والد عبد الله بن السائب، قارئ أهل مكة.
وحديثه عند مجاهد بن جبر المكى، عن قائد السائب، عن السائب، وقيل: عن مجاهد عن السائب، عن النبى صلى الله عليه وسلم. روى له أبو داود (2) والنسائى (3) وابن ماجة (4). انتهى.
1243 ـ انظر ترجمته فى: (طبقات خليفة 20، تاريخ البخارى الكبير الترجمة 2287، تاريخه الصغير 1/ 278، الجرح والتعديل الترجمة 1037، جمهرة ابن حزم 43، الاستيعاب ترجمة 897، أسد الغابة ترجمة 1911، الكاشف الترجمة 1809، تهذيب ابن حجر 3/ 448، الإصابة ترجمة 3072، خلاصة الخزرجى الترجمة 1349، تهذيب الكمال 2169).
(1)
هكذا فى الأصل «عايذ» وضبطها المزى «عابد» بالباء الموحدة ووضع لفظة «صح» فوقها، وفى التهذيب «عاند» .
(2)
فى سننه، كتاب الأدب، حديث رقم (4196) من طريق: مسدد حدثنا يحيى عن سفيان قال: حدثنى إبراهيم بن المهاجر عن مجاهد عن قائد السائب عن السائب قال: أتيت النبى صلى الله عليه وسلم فجعلوا يثنون على ويذكرونى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم، يعنى به، قلت: صدقت بأبى أنت وأمى كنت شريكى فنعم الشريك كنت لا تدارى ولا تمارى».
(3)
فى السنن الكبرى، باب ما يقول للقادم إذا قدم عليه، حديث رقم (10072) من ـ
ونقل ابن الأثير عن مسلم: أن له ولولده صحبة من النبى صلى الله عليه وسلم، فقال: السائب بن أبى السائب المخزومى وعبد الله بن السائب، ومثله قال ابن المدائنى. انتهى.
وقوله: ابن المدائنى فيه نظر؛ لأنه إن أراد ابن المدينى الحافظ المشهور، فالألف زائدة.
وإن أراد المدائنى الإخبارى، وهو أقرب لمراده، والله أعلم، فابن زائدة. وأما من ذكر أنه لم يسلم؛ فهو ابن إسحاق، لأنه ذكر أنه قتل ببدر كافرا. وذكر ابن هشام عن غير ابن إسحاق، أن الذى قتله الزبير بن العوام [ .... ](5) ووافق الزبير بن بكار، ابن إسحاق فى قوله: إن السائب قتل ببدر كافرا، ثم نقض ذلك فى موضعين من كتابه، على ما ذكر ابن عبد البر؛ لأنه قال: حدثنى يحيى بن محمد بن عبد الله بن ثوبان، عن جعفر، عن عكرمة، عن يحيى بن كعب، عن أبيه كعب، مولى سعيد بن العاص، قال: مرّ معاوية وهو يطوف بالبيت، ومعه جنده، فزحموا السائب بن صيفى بن عايذ، فسقط، فوقف عليه معاوية، وهو يومئذ خليفة، فقال: ارفعوا الشيخ، فلما قام قال: ما هذا يا معاوية؟ تصرعوننا حول البيت! أما والله لقد أردت أن أتزوج أمك. فقال معاوية: ليتك فعلت، فجاء بمثل أبى السائب، يعنى عبد الله بن السائب. قال ابن عبد البر: وهو واضح فى إدراكه الإسلام، وفى طول عمره.
قال: وقال ـ يعنى الزبير ـ فى موضع آخر: حدثنى أبو ضمرة أنس بن عياض الليثى، قال: حدثنى أبو السائب ـ يعنى الماجن ـ وهو عبد الله بن السائب، قال: كان جدى أبو السائب، شريك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«نعم الشريك أبو السائب، لا يشارى ولا يمارى» . قال ابن عبد البر: وهذا كله من الزبير مناقضة فيما ذكر، أن السائب بن أبى السائب قتل يوم بدر كافرا. انتهى.
والمناقضة بالخبر الأول مستقيمة، لاقتضائه حياة السائب بعد بدر، أزيد من أربعين، وهو فى غالبها مسلم؛ لأن الإسلام عمّ قريشا وغيرهم، فى زمن فتح مكة.
وأما الخبر الثانى، فليس فيه إلا مشاركة النبى صلى الله عليه وسلم لأبى السائب وثناؤه عليه، والكلام فى السائب بن أبى السائب، لا فى ابنه، ولو سلمنا أن ذلك فى السائب، لما دلّ على صحبته؛ لأن الشركة قد تكون قبل النبوة، والثناء بحسن الشركة لا يستلزم الإسلام؛ لأن
ـ طريق: إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا المخزومى قال: حدثنا وهيب قال: حدثنا عبد الله ابن عثمان بن خثيم عن مجاهد عن السائب بن أبى السائب وكان يشارك رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الجاهلية قال: قدم على رسول اللهصلى الله عليه وسلم فقال: مرحبا بأخى، لا يدارى ولا يمارى.
(4)
فى سننه، كتاب التجارات، حديث رقم 2278.
(5)
ما بين المعقوفتين بياض فى الأصل.