الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روى عنه: ابن أبى عمر العدنى، وأحمد بن عبدة الضبى، ومحمد بن يحيى بن محمد بن حرب المكى، والعباس بن الوليد النّرسىّ. الحديث المذكور.
روى له ابن ماجة (1)، وضعفه ابن معين. وقال أبو داود: ليس بشئ.
1160 ـ داود بن على بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب الهاشمى العباسى، أبو سليمان:
أمير مكة والمدينة واليمن، واليمامة والكوفة. ولى ذلك لابن أخيه أبى العباس السفاح، وأول ما ولاه الكوفة وسوادها، ثم عزله عن ذلك، وولاه ما ذكر من البلاد، فى سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وفيها بويع السفاح بالخلافة. وولى عمه مع ما ذكر الحج فى هذه السنة، فقدم مكة، وأقام للناس الحج.
(1) الحديث فى سنن ابن ماجة، باب الطواف فى مطر، حديث رقم (3190) حدثنا محمد بن أبى عمر العدنى، حدثنا داود بن عجلان، قال: طفنا مع أبى عقال فى مطر. فلما قضينا طوافنا، أتينا خلف المقام، فقال: طفت مع أنس بن مالك فى مطر، فلما قضينا الطواف، أتينا المقام فصلينا ركعتين، فقال لنا أنس: ائتنفوا العمل، فقد غفر لكم. هكذا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطفنا معه فى مطر.
قال فى مصباح الزجاجة: هذا إسناد ضعيف، داود بن عجلان ضعفه ابن معين، وأبو داود، والحاكم، والنقاش، وقال: روى عن أبى عقال أحاديث موضوعة انتهى. وشيخ أبو عقال اسمه هلال بن زيد ضعفه أبو حاتم والبخارى والنسائى وابن عدى وابن حبان، وقال: يروى عن أنس أشياء موضوعة ما حدث بها أنس قط، لا يجوز الاحتجاج به بحال، رواه محمد بن يحيى بن أبى عمر فى مسنده عن داود بن عجلان به كما رواه ابن ماجة وزيادة، ورواه أبو يعلى الموصلى من هذا الوجه.
قلت: وأورد ابن الجوزى هذا الحديث فى الموضوعات من طريق داود بن عجلان، وقال: لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
1160 ـ انظر ترجمته فى: (المحبر 33، تاريخ الدارمى رقم 317، تاريخ خليفة 404، 409 ـ 414، تاريخ البخارى الكبير الترجمة 795، المعرفة والتاريخ 1/ 541، 2/ 28، 479، 700، تاريخ الطبرى 5/ 397، 7/ 160، 162، 167، 168، 188، 202، 426، 431، 449، 452، 459، 8/ 89، 93، 190، العقد الفريد 4/ 100، 101، الجرح والتعديل الترجمة 1914، جمهرة ابن حزم 20، 34، 52، 76، 82، 152، تاريخ دمشق (تهذيبه 5/ 206)، الكامل فى التاريخ 5/ 229، 235، 409، 416، 445، 448، 6/ 28، 89، تاريخ الإسلام 5/ 242، سير أعلام النبلاء 5/ 444، العبر 2/ 45، 168، الكاشف 1/ 290، الميزان الترجمة 2633، المغنى الترجمة 20143، ديوان الضعفاء الترجمة 1330، تهذيب ابن حجر 3/ 194، خلاصة الخزرجى الترجمة 1934، شذرات الذهب 1/ 191).
وأول أحداثه بمكة، أنه هدم البركة التى عمرها خالد القسرى عند زمزم، وساق إليها الماء العذب من الثقبة، ليحاكى بذلك زمزم، ويصرف الناس عنها، وفعل داود بالحرمين أفعالا ذميمة؛ لأن ابن الأثير قال فى أخبار سنة ثلاث وثلاثين ومائة: وفيها قتل داود بن على من ظفر به من بنى أمية بمكة والمدينة، ولما أراد قتلهم، قال له عبد الله بن الحسن ابن الحسن: يا أخى، إذا قتلت هؤلاء، فمن تباهى بملكك؟ أما يكفيك أن يروك غاديا ورائحا فيما يسرك ويسوءهم؟ فلم يقبل منه وقتلهم.
قال: وفيها مات داود بن على بالمدينة، فى شهر ربيع الأول، واستخلف حين حضرته الوفاة ابنه موسى. انتهى.
وعلى ابن الأثير اعتمدت، فيما ذكرته من ولايته للبلاد المذكورة، وتاريخ ولايته لذلك. وقد ذكر غير ولايته لبعض ذلك؛ لأن فى تهذيب الكمال للمزّى، كلاما عن ابن عدى، فيما رواه داود بن عدى، هذا من الحديث: وولى مكة والموسم، واليمن، واليمامة. ذكر ذلك من غير فصل. والظاهر أنه من كلام ابن عدى، والله أعلم.
وذكر يعقوب بن سفيان ولايته على المدينة، وأنه توفى وهو وال عليها، ليلة هلال ربيع الأول سنة ثلاث وثلاثين ومائة. وهذا لا يفهم من كلام ابن الأثير، أعنى كونه توفى ليلة هلال ربيع الأول.
وذكر ابن سعد، أنه توفى فى هذه السنة، وهو ابن اثنتين وخمسين سنة. وقيل فى سنّه أكثر من ذلك؛ لأن فى تهذيب الكمال للمزّى، قال: وقالوا: ولد سنة ثمان وسبعين، وتوفى سنة اثنتين وثلاثين. وهذا غريب فى تاريخ وفاته. وهو بعيد من الصحة. وقد عقب على ذلك المزى بقوله. وقالوا: سنة ثلاث وثلاثين. وذكر المزى، أن داود روى عن أبيه، عن جده.
وروى عنه الثورى والأوزاعى، وابن جريج وغيرهم، قال: روى له البخارى فى «الأدب» حديثا، والترمذى آخر (1).
(1) روى له أبو داود حديثين: الأول: فى باب ما جاء فى الإيلاء، حديث رقم (1198) من طريق: حدثنا الحسن بن قزعة البصرى، أنبأنا مسلمة بن علقمة، أنبأنا داود بن على، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة قالت: آلى رسول اللهصلى الله عليه وسلم من نسائه، وحرم، فجعل الحرام حلالا، وجعل فى اليمين كفارة.
قال: وفى الباب عن أنس وأبى موسى. قال أبو عيسى: حديث مسلمة بن علقمة عن داود، رواه على بن مسهر وغيره عن داود، عن الشعبى أن النبى صلى الله عليه وسلم، مرسلا. وليس فيه ـ
وساق له حديثا من رواية ابن أبى ليلى، عن داود بن علىّ، عن أبيه، عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «علقوا السوط حيث يراه أهل البيت» .
قال المزى: وذكره ابن حبان فى كتاب الثقات، وقال: يخطئ. قال عثمان بن سعيد
ـ (عن مسروق عن عائشة) وهذا أصح من حديث مسلمة بن علقمة. والإيلاء هو أن يحلف الرجل أن لا يقرب امرأته أربعة أشهر فأكثر.
والحديث الثانى: فى سننه، حديث رقم (3547) من طريق: عبد الله بن عبد الرحمن، أخبرنا محمد بن عمران بن أبى ليلى، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنى ابن أبى ليلى عن داود ابن على، هو ابن عبد الله بن عباس عن أبيه عن جده ابن عباس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلة حين فرغ من صلاته: «اللهم إنى أسألك رحمة من عندك تهدى بها قلبى، وتجمع بها أمرى، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبى، وترفع بها شاهدى، وتزكى بها عملى، وتلهمنى بها رشدى، وترد بها ألفتى، وتعصمنى بها من كل سوء. اللهم أعطنى إيمانا ويقينا ليس بعده كفر ورحمة أنال بها شرف كرامتك فى الدنيا والاخرة. اللهم إنى أسألك الفوز فى العطاء ونزل الشهداء وعيش السعداء والنصر على الأعداء. اللهم إنى أنزل بك حاجتى وإن قصر رأيى وضعف عملى افتقرت إلى رحمتك فأسألك يا قاضى الأمور، ويا شافى الصدور، كما تجير بين البحور، أن تجيرنى من عذاب السعير، ومن دعوة الثبور، ومن فتنة القبور. اللهم ما قصر عنه رأيى ولم تبلغه نيتى ولم تبلغه مسألتى من خير وعدته أحدا من خلقك أو خير أنت معطيه أحدا من عبادك فإنى أرغب إليك فيه وأسألكه برحمتك رب العالمين. اللهم ذا الحبل الشديد، والأمر الرشيد، أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود مع المقربين الشهود، الركع السجود، الموفين بالعهود. أنت رحيم ودود، وإنك تفعل ما تريد. اللهم اجعلنا هادين مهتدين غير ضالين ولا مضلين، سلما لأوليائك وعدوا لأعدائك، نحب بحبك من أحبك ونعادى بعداوتك من خالفك اللهم هذا الدعاء وعليك الاستجابة وهذا الجهد وعليك التكلان. اللهم اجعل لى نورا فى قبرى، ونورا فى قلبى، ونورا من بين يدى، ونورا من خلفى، ونورا عن يمينى، ونورا عن شمالى، ونورا من فوقى، ونورا من تحتى، ونورا فى سمعى، ونورا فى بصرى، ونورا فى شعرى، ونورا فى بشرى، ونورا فى لحمى، ونورا فى دمى، ونورا فى عظامى. اللهم أعظم لى نورا وأعطنى نورا واجعل لى نورا. سبحان الذى تعطف العز وقال به، سبحان الذى لبس المجد وتكرم به، سبحان الذى لا ينبغى التسبيح إلا له. سبحان ذى الفضل والنعم. سبحان ذى المجد والكرم، سبحان ذى الجلال والإكرام» .
قال أبو عيسى: هذا حديث غريب. لا نعرف مثل هذا من حديث ابن أبى ليلى إلا من هذا الوجه. وقد روى شعبة وسفيان الثورى عن سلمة بن كهيل عن كريب عن ابن عباس عن النبى صلى الله عليه وسلم بعض هذا الحديث ولم يذكره بطوله.
الدارمى: سألت يحيى بن معين عنه ـ يعنى داود ـ فقال: شيخ هاشمى، إنما يحدث بحديث واحد.
قال أبو أحمد بن عدى: أظن أن الحديث فى عاشوراء. وقد روى غير هذا الحديث الواحد، بضعة عشر حديثا، ثم قال: وولى مكة، فذكر ما سبق.
وذكر الفاكهى، أن داود بن علىّ لما قدم مكة، أطلق سديف بن ميمون من الحبس؛ لأنه كان يجلد كل سبت لتقريبه ولاية بنى العباس، وأن داود صعد المنبر فخطب فأرتج عليه، فقام إليه سديف، فخطب بين يديه، الخطبة التى ذكرناها، وهى مذكورة فى كتاب الفاكهى. وكان داود فصيحا مفوّها.
وذكر ابن سعد، أن أبا العباس السفاح، لما ظهر، صعد ليخطب، فحصر فلم يتكلم، فوثب عمه داود بن على بين يدى المنبر، فخطب، وذكر أمرهم وخروجهم، ومنّى الناس ووعدهم بالعدل، فتفرقوا عن خطبته.
وذكر صاحب العقد له خطبتين بليغتين، إحداهما خطب بها فى المدينة، فقال: أيها الناس، حتى م يهتف بكم صريخكم، أما آن لراقدكم أن تهب من نومه (كَلَّا بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِهِمْ ما كانُوا يَكْسِبُونَ) [المطففين: 14]. أغركم الإمهال حتى حسبتموه الإهمال. هيهات منكم، وكيف بكم والسوط لقا، والسيف نسيم.
حتى تبيد قبيلة وقبيلة
…
ويعض كل مثقف بالهام
والثانية، خطب بها فى مكة، وهى: شكرا شكرا. والله ما خرجنا لنحفر فيكم نهرا، ولا لنبنى فيكم قصرا، أظن عدو الله أن لن نظفر به إذ مد له فى عنانه، حتى عثر فى فضل زمانه.
فالآن عاد الحق فى نصابه، وأطلعت الشمس من مشرقها، والآن تولى القوس باريها، وعادت النبل إلى النزعة، ورجع الأمر إلى مستقره فى أهل بيت نبيكم، أهل الرأفة والرحمة، فاتقوا الله واسمعوا وأطيعوا، ولا تجعلوا النعم التى أنعم الله عليكم، سببا إلى أن تبيح هلكتكم، وتزيل النعمة عنكم. انتهى.
وقد مدحه إبراهيم بن على هرمة على ما ذكر الزبير بن بكار بقوله (2)[بحر المنسرح]:
(2) انظر: (تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر 5/ 208، تهذيب الكمال 1776).