الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن حمّاد ابن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه أو عمه، أن النبى صلى الله عليه وسلم قال فى غزوة تبوك:«إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها» .
وذكر الذهبى، أن ابنه عكرمة روى عنه قليلا. وذكر ابن عبد البر أيضا، أن عمر قتل العاص، وأنه خال عمر، فيكون خالدا ابن خاله.
1107 ـ خالد بن عبد الله الخزاعى، ويقال السّلمىّ:
حديثه عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه رجع يوم حنين بالسّبى، حتى قسمه بالجعرّانة، وإسناد حديثه هذا لا تقوم به حجة؛ لأنهم مجهولون. ذكره ابن عبد البر هكذا.
1108 ـ خالد بن عبد الله بن يزيد بن أسد بن كرز بن عامر البجلىّ، يكنى أبا القاسم وأبا الهيثم، ويعرف بالقسرىّ:
أمير مكة والعراق. ولى مكة للوليد بن عبد الملك، ولأخيه سليمان بن عبد الملك. وولى العراق لهشام بن عبد الملك، نحو خمس عشرة سنة، ثم عزل عن ذلك، وعذّب عذابا شديدا حتى مات.
ورأيت فى بعض الأخبار، ما يوهم أنه ولى مكة لهشام بن عبد الملك، وسيأتى إن شاء الله ذلك، وأستبعد صحته. والله أعلم.
وذكر الأرزقى: أنه ولى مكة لعبد الملك بن مروان، فى موضعين من كتابه؛ لأنه قال
1107 ـ انظر ترجمته فى: (الإصابة ترجمة 2180، الاستيعاب ترجمة 634).
1108 ـ انظر ترجمته فى: (تاريخ خليفة 302، 310، 317، 336، 337، 346، 350، 362، 373، تاريخ البخارى الكبير الترجمة 542، تاريخه الصغير 1/ 279، المعارف 398 ـ 399، المعرفة ليعقوب 2/ 688، 786، 3/ 215، 242، تاريخ واسط 137، أخبار القضاة لوكيع 2/ 27، 36، 41، 3/ 9 ـ 10، 23 ـ 25، تاريخ الطبرى 7/ 254 فما بعد، الجرح والتعديل الترجمة 1533، العقد الفريد 1: 41، 82، 227، 229، 255، 269، 308، 309، 2/ 134، 135، 156، 185، 406، 3/ 61، 430، 4/ 36، 50، 51، 135، 148، 149، 170، 428، 429، 446، 452، 462/ 463، 5/ 325، 6/ 145، 250، الأغانى 22/ 5 ـ 29، جمهرة ابن حزم 12، 127، 327، تاريخ دمشق (تهذيبه 5/ 70 ـ 83)، وفيات الأعيان 2/ 226، 231، تاريخ الإسلام 5/ 64، سير أعلام النبلاء 5/ 425 ـ 432، ميزان الاعتدال الترجمة 2436، المغنى الترجمة 1855، ديوان الضعفاء الترجمة 1224، الكاشف 1/ 271، البداية والنهاية 10/ 17، 22، تهذيب ابن حجر 3/ 101، خلاصة الخزرجى الترجمة 1775، شذرات الذهب 1/ 169، تهذيب الكمال 1627).
فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله: «ما جاء فى أول من استصبح حول الكعبة، وفى المسجد الحرام بمكة وليلة هلال المحرم» بعد ذكره للمصباح الذى وضعه عقبة بن الأزرق ابن عمرو الغسّانى، على داره الملاصقة للمسجد: فلم يزل يضع ذلك ـ يعنى عقبة ـ على حرف الدار، حتى كان خالد بن عبد الله القسرى، فوضع مصباح زمزم مقابل الركن الأسود، فى خلافة عبد الملك بن مروان، فمنعنا أن نضع ذلك المصباح.
والموضع الآخر، فى الترجمة التى ترجم عليها بقوله:«أول من أدار الصفوف حول الكعبة» لأنه قال فيها: فلما ولى خالد بن عبد الله القسرىّ مكة لعبد الملك بن مروان، فذكر قصة يأتى ذكرها.
وقد اختلف فى تاريخ ولاية خالد على مكة، فى خلافة الوليد بن عبد الملك، فحكى ابن الأثير فى ذلك ثلاثة أقوال.
أولها: ان ذلك سنة تسع وثمانين. وثانيها: سنة إحدى وتسعين. وثالثها: سنة ثلاث وتسعين.
ورأيت فى مختصر تاريخ ابن جرير الطبرى، ما يشهد للقول الثانى والثالث فى تاريخ ولاية خالد.
وقد ذكر الأزرقى أشياء من خبر خالد بن عبد الله القسرى بمكة، يناسب ذكرها عنه هنا.
ونص ما ذكره: حدثنى جدى عن سفيان بن عيينة، قال: أول من أدار الصفوف حول الكعبة، خالد بن عبد الله القسرى، حدثنى جدى، قال: حدثنى عبد الرحمن بن حسن بن القاسم بن عقبة الأزرقى، عن أبيه قال: كان الناس يقومون قيام شهر رمضان، فى أعلا المسجد الحرام، تركز حربة خلف المقام بربوة، فيصلى الإمام خلف الحربة والناس وراءه، فمن أراد صلى مع الإمام، ومن أراد طاف بالبيت وركع خلف المقام، فلما ولى خالد بن عبد الله القسرى مكة لعبد الملك بن مروان، وحضر شهر رمضان، أمر خالد القرّاء، أن يتقدموا فيصلوا خلف المقام، وأدار الصفوف حول الكعبة. وذلك أن الناس ضاق عليهم أعلا المسجد، فأدارهم حول الكعبة فقيل له: تقطع الطواف لغير المكتوبة! قال: فأنا آمرهم ليطوفوا بين كل ترويحتين بطواف سبع، فأمرهم ففصلوا كل ترويحتين بطواف سبع. فقيل له: فإنه يكون فى مؤخر الكعبة وجوانبها، من لا يعلم بانقضاء طواف الطائف، من مصلّ وغيره، فيتهيأ للصلاة، فأمر عبيدا للكعبة أن يكبروا حول الكعبة يقولون: الحمد لله والله أكبر، فإذا بلغوا الركن الأسود فى الطواف
السادس، سكتوا بين الركنين سكتة، حتى يتهيأ الناس ممن فى الحجر ومن فى جوانب المسجد، من مصلّ أو غيره، فيعرفون ذلك بانقطاع التكبير، ويصلى ويخفف المصلى صلاته ثم يعودون إلى التكبير حتى يفرغوا من السبع، فيقوم مسمّع فينادى: الصلاة رحمكم الله، قال: وكان عطاء بن أبى رباح، وعمرو بن دينار، ونظراؤهم من العلماء، يرون ذلك ولا ينكرونه.
قال: وحدثنى جدى، قال: أول من استصبح بين الصفا والمروة، خالد بن عبد الله القسرى، فى خلافة سليمان بن عبد الملك، فى الحج وفى رجب.
وقال الأزرقى: حدثنى جدى، عن عبد الرحمن بن حسين بن القاسم، عن أبيه، قال: كان الرجال والنساء يطوفون معا مختلطين، حتى ولى مكة خالد بن عبد الله القسرى لعبد الملك بن مروان، ففرق بين الرجال والنساء فى الطواف، فأجلس عند كل ركن حرسا معهم السياط، يفرقون بين الرجال والنساء، فاستمر ذلك إلى اليوم. قال جدّى: سمعت سفيان بن عيينة يقول: خالد القسرى، أول من فرق بين الرجال والنساء فى الطواف. انتهى
وقال: «ذكر ما عمل فى المسجد الحرام من البرك والسّقايات» : حدثنى جدّى قال: ثنا عبد الرحمن بن حسين بن القاسم بن عقبة بن الأزرقى، عن أبيه، قال: كتب سليمان ابن عبد الملك بن مروان إلى خالد بن عبد الله القسرى: أن أجر لى عينا، تخرج من الثقبة من مائها العذب الزّلال، حتى تظهر بين زمزم والركن الأسود، ويضاهى بها زعم ماء زمزم، قال: فعمل خالد بن عبد الله القسرى البركة التى بفم الثقبة. ويقال لها بركة القسرى. ويقال لها أيضا بركة البردى بئر ميمون، وهى قائمة إلى اليوم بأصل ثبير، فعملها بحجارة منقوشة طوال، وأحكمها، وأنبط ماءها فى ذلك الموضع، ثم شق لها عينا تسكب فيها من الثقبة، وبنى سدّ الثقبة وأحكمه، والثقبة شعب يفرع فيه وجه ثبير، ثم شق من هذه البركة عينا تجرى إلى المسجد الحرام، فأجراها فى قصب من رصاص، حتى أظهرها فى فوّارة تسكب فى فسقية من رخام، بين زمزم والركن والمقام. فلما أن جرت وظهر ماؤها. أمر القسرى بجزر فنحرت بمكة وقسّمت بين الناس، وعمل طعاما، فدعا عليه الناس، ثم أمر صائحا فصاح: الصلاة جامعة، ثم أمر بالمنبر فوضع فى وجه الكعبة، ثم صعد فحمد الله سبحانه وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، احمدوا الله تبارك وتعالى، وادعوا لأمير المؤمنين الذى سقاكم الماء العذب الزّلال النقاخ بعد الماء المالح الأجاج، الذى لا يشرب إلا صبرا ـ يعنى زمزم ـ قال: ثم تفرغ تلك الفسقية فى سرب من رصاص، يخرج إلى وضوء كان عند باب المسجد ـ باب الصفا ـ فى بركة كانت فى
السوق. قال: فكان الناس لا يقفون على تلك الفسقية، ولا يكاد واحد يأتيها. وكانوا على شرب ماء زمزم أرغب ما كانوا فيها، قال: فلما رأى ذلك القسرى صعد المنبر، فتكلم بكلام يؤنّب فيه أهل مكة.
فلم تزل تلك البركة على حالها، حتى قدم داود بن على بن عبد الله بن عباس ـ رضوان الله عليهم ـ مكة، حين أفضت الخلافة إلى بنى هاشم، فكان أول ما أحدث بمكة، هدمها، ورفع الفسقية وكسرها، وجرف العين إلى بركة كانت بباب المسجد. قال: فسر الناس بذلك سرورا عظيما حين هدمت. انتهى.
وذكر الفاكهى أخبارا عن خالد القسرى يحسن ذكرها أيضا. ونص ما ذكره: وكان من ولاة مكة من غير قريش، رجال من أهل اليمن، منهم خالد بن عبد الله القسرى، وليها للوليد بن عبد الملك، ثم أقره سليمان عليها حين ولى زمانا، فأحدث أشياء بمكة، منها ما ذمه الناس عليه، ومنها ما أخذوا به، فهم عليه إلى اليوم.
فأما الأشياء التى تمسكوا بها من فعله، فالتكبير فى شهر رمضان حول البيت، وإدارة الصف حول البيت، والتفرقة بين الرجال والنساء فى الطواف، والثريد الخالدى.
وأما الأشياء التى ذموه عليها: فعمله البركة عند زمزم والركن والمقام، لسليمان بن عبد الملك، والحمل على قريش بمكة، وإظهار العصبية عليهم. وكان هو أول من أظهر اللعن على المنبر بمكة فى خطبته.
فحدثنى عبد الله بن أحمد بن أبى مسرة، قال: حدثنا يوسف بن محمد العطار، عن داود بن عبد الرحمن العطار، إن شاء الله تعالى، قال: كان خالد بن عبد الله القسرى فى إمرته على مكة، فى زمن الوليد بن عبد الملك، يذكر الحجاج فى خطبته كل جمعة إذا خطب ويقرظه. فلما توفى الوليد وبويع لسليمان بن عبد الملك، أقر خالدا على مكة، وكتب إلى عماله يأمرهم بلعن الحجاج بن يوسف. فلما أتاه الكتاب، قال: كيف أصنع! . كيف أكذب نفسى فى هذه الجمعة بذمه، وقد مدحته فى الجمعة التى قبلها؟ ما أدرى كيف أصنع؟ فلما كان يوم الجمعة خطب، ثم قال فى خطبته: أما بعد، أيها الناس، إن إبليس كان من ملائكة الله فى السماء وكانت الملائكة ترى له فضلا بما يظهر من طاعة الله وعبادته، وكان الله عزوجل قد اطّلع على سريرته، فلما أراد أن يهتكه أمره بالسجود لآدم عليه السلام، فامتنع، فلعنه وإن الحجاج بن يوسف، كان يظهر من طاعة الخلفاء، ما كنا نرى له بذلك علينا فضلا، وكنا نزكّيه، وكان الله قد أطلع سليمان أمير المؤمنين من سريرته وخبث مذهبه، على ما لم يطلعنا عليه. فلما أراد الله
تبارك وتعالى هتك ستر الحجاج، أمرنا أمير المؤمنين سليمان بلعنه فالعنوه لعنه الله. وكانت قريش بمكة أهل كثرة وثروة، وأهل مقال فى كل مقام، هم أهل النادى والبلد، وعليهم يدور الأمر، وفى الناس يومئذ بقية ومسكة، فأحدث خالد بن عبد الله فى ولايته هذه حدثا منكرا. فقام إليه رجل من بنى عبد الدار بن قصى، يقال له طليحة بن عبد الله بن شيبة، ويقال بل هو عبد الله بن شيبة الأعجم، كما سمعت رجلا من أهل مكة يحدث بذلك، فأمره بالمعروف ونهاه عما فعل، فغضب خالد غضبا شديدا، وأخاف الرجل، فخرج الرجل إلى سليمان بن عبد الملك يشكو إليه ويتظلم منه. فحدثنا الزبير بن أبى بكر قال: حدثنا محمد بن الضحاك، عن أبيه، قال: أخاف رجلا من بنى عبد الدار، خالد بن عبد الله القسرى، وهو عامل على مكة، فخرج إلى سليمان بن عبد الملك فشكا إليه أمره. فكتب إلى خالد، أن لا يتعرض له بأمر يكرهه. فلما جاء الكتاب، وضعه ولم يفتحه، وأمر به فبرز وجلده، ثم فتح الكتاب فقرأه، فقال: لو كنت دريت بما فى كتاب أمير المؤمنين لما ضربتك. فرجع العبدرىّ إلى سليمان فأخبره فغضب، وأمر بالكتاب فى قطع يد خالد. فكلمه فيه يزيد بن المهلب، وقبّل يده، فوهب له يده، وكتب فى قوده منه، فجلد خالدا مثل ما جلده. فقال الفرزدق (1) [من الطويل]:
لعمرى لقد صبّت (2) على ظهر خالد
…
شآبيب ما استهللن من سبل القطر
أيجلد فى العصيان من كان عاصيا (3)
…
ويعصى (4) أمير المؤمنين أخا قسر
وقال أيضا (5)[من الطويل]:
سلوا خالدا لا قدس (6) الله خالدا
…
متى وليت قسر قريشا تهينها (7)
أبعد رسول الله أم قبل عهده (8)
…
وجدتم قريشا قد أغث سمينها (9)
رجونا هداه لا هدى الله قلبه (10)
…
وما (11) أمه بالأم يهدى جنينها
(1) انظر ديوان الفرزدق 1/ 301.
(2)
فى الديوان: صابت.
(3)
فى الديوان أتضرب فى العصيان تزعم من عصا.
(4)
فى الديون: وتعصى.
(5)
انظر ديوان الفرزدق 2/ 334.
(6)
فى الديوان: لا أكرم.
(7)
فى الديوان: تدينها
(8)
فى الديون: أقبل رسول الله أم بعد عهده.
(9)
فى الديوان: فتلك قريش قد أغث سمينها.
حدثنى عبد الله بن أحمد بن أبى مسرة، قال: حدثنى الشّويفعىّ، قال: حدثنى بعض المحدثين، أن هشام بن عبد الملك، كتب إلى خالد القسرى يوصيه بعبد الله بن شيبة الأعجم، فأخذ الكتاب فوضعه، ثم أرسل بعد ذلك إلى عبد الله بن شيبة، يسأله أن يفتح له الكعبة، فى وقت لم ير ذلك عبد الله بن شيبة، وامتنع عليه، فدعا به، فضربه مائة سوط على ظهره، فخرج عبد الله بن شيبة، هو ومولى له على راحلتين، فأتى هشاما، فكشف عن ظهره بين يديه، وقال: له: هذا الذى أوصيته بى! فقال: إلى من تختار أكتب لك؟ قال: إلى خالك محمد بن هشام، قال: فكتب إليه: إن كان خالد ضربه بعد أن أوصل إليه كتابى وقرأه، فاقطع يده، وإن كان ضربه ولم يقرأ كتابى، فأقده منه، قال: فقدم بالكتاب على محمد بن هشام، فدعا بالقسرى فقرأه عليه، فقال: الله أكبر يا غلام، إيت بالكتاب، قال: فأتاه به مختوما لم يقرأه، قال: فأخرجه محمد بن هشام إلى باب المسجد، وحضره القرشيون والناس، فجرده، ثم أمر به أن يضرب، فضرب مائة، فلما أصابه الضرب، كأنه تمايل بعد ذلك فى ضربه، قال: ثم لبس ثيابه فرجع إلى امرأته، فقال الفرزدق فى ذلك:
سلوا خالدا
فذكر نحو حديث الزبير الأول، وزاد فيه، قال: فقالت أم الضحاك، وهى يمانية [من الطويل]:
فما جلد القسرى فى أمر ريبة
…
وما جلد القسرى فى شرب الخمر
فلا يأمن النمام من كان محرما
…
بملقى الحجيج بين زمزم والحجر
له جلم يسمى الحسام وشفرة
…
هذام فما يفرى الشفار كما تفرى
تعرض للأعجم أنه يسرق الحاج. انتهى.
وهذا الخبر الأخير، الذى فيه ذكر هشام بن عبد الملك، هو الخبر الذى أشرنا إليه، أنه يدل على أن خالد القسرى، ولى مكة لهشام بن عبد الملك.
وذكر ابن جرير فى موضع البئر التى حفرها القسرى، وأجرى منها الماء إلى المسجد، ما يخالف ما ذكره الأزرقى، وذكر خطبة القسرى فى ذلك، وفيما ما هو أشنع مما ذكره الأزرقى؛ لأنه قال فى أخبار سنة تسع وثمانين: ولى خالد بن عبد الله القسرى مكة، فيما زعم محمد بن عمر الواقدى، قال: سمعت خالد بن عبد الله يقول على منبر مكة،
(10) فى الديوان: خالدا.
(11)
فى الديوان: فما.
وهو يخطب: أيها الناس، أيّما أعظم، أخليفة الرجل على أهله أم رسوله إليهم؟ والله لو لم تعلموا فضل الخليفة، إلا أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم خليل الرحمن، استسقى فسقاه ملحا أجاجا، واستسقاه الخليفة فسقاه عذبا فراتا، بئرا حفرها الوليد بن عبد الملك بالثّنيّتين: ثنّية طوى وثنّية الحجون. فكان ينقل ماؤها فيوضع فى حوض من أدم إلى جنب زمزم، ليعرف فضله على زمزم. قال: ثم غارت البئر، فلا يدرى أين هى اليوم. انتهى.
وقد أنكر الذهبى وقوع هذا من خالد القسرى؛ لأنه قال بعد أن ذكر كلام ابن جرير هذا: قلت: ما أعتقد أن هذا وقع. انتهى.
ومن السوء المحكى عن خالد القسرى، أنه كان يقع فى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه، لأن الذهبى نقل عن يحيى بن معين، أنه قال: كان رجل سوء يقع فى علىّ بن أبى طالب رضى الله عنه. انتهى. وذكره الذهبى فى المعنى، فقال: ناصبىّ سبّاب. انتهى.
ولم يمت خالد القسرى، حتى أمر الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بتعذيبه، فعذب خالد عذابا شديدا، حتى مات تحت العذاب. وقال البخارى: إنه مات قريبا من سنة عشرين ومائة.
وقال خليفة: مات سنة ست وعشرين ومائة. وبه جزم الذهبى فى العبر، وزاد فى المحرم، وله ستون سنة.
وكان جوادا ممدحا خطيبا مفوّها، ولخالد رواية عن جده، ولجده صحبة.
روى عنه حميد الطويل، وإسماعيل بن أبى خالد، وحبيب بن أبى حبيب، وجماعة.
روى له البخارى فى خلق أفعال العباد، قصة ذبحه للجعد بن درهم. وروى له أبو داود، أنه أضعف الصاع فجعله ستة عشر رطلا (12).
وذكره ابن حبان فى الثقات. وقال غيره: كان أشرف من أن يكذب. وله فى الجود أخبار، منها على ما قال الأصمعى: حدثنى الوليد بن نوح، قال: سمعت خالد القسرى على المنبر يقول: إنى لأطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفا من الأعراب، من تمر وسويق.
(12) أخرجه أبو داود فى سننه، فى كتاب الأيمان والنذور، حديث رقم (3281) من طريق: محمد بن محمد بن خلاد أبو عمر، حدثنا مسدد، عن أمية بن خالد، قال: لما ولى خالد القسرى أضعف الصاع فصار الصاع ستة عشر رطلا، قال أبو داود: محمد بن محمد بن خلاد قتله الزنج صبرا فقال بيده هكذا، ومد أبو داود يده وجعل بطون كفيه إلى الأرض، قال: ورأيته فى النوم فقلت: ما فعل الله بك، قال: أدخلنى الجنة، فقلت: فلم يضرك الوقف.