الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال الزبير: وحدثنى مصعب بن عبد الله عن بعض القرشيين، قال: كانت هند بنت معاوية أبر شيء بعبد الله بن عامر، وأنها جاءته يوما بالمرآة والمشط. وكانت تتولى خدمته بنفسها، فنظر فى المرآة، فالتقى وجهه ووجهها فى المرآة. فرأى شبابها وجمالها، ورأى المشيب فى لحيته قد ألحقه بالشيوخ، فرفع رأسه إليها، وقال: الحقى بأبيك، فانطلقت حتى دخلت على أبيها، فأخبرته خبرها. فقال: وهل تطلق الحرة؟ . قالت: ما أتى من قبلى. وأخبرته خبرها. فأرسل إليه، فقال: أكرمتك ببنيتى، ثم رددتها علىّ! قال: أخبرك عن ذلك: إن الله تبارك وتعالى منّ علىّ بفضله وجعلنى كريما، لا أحب أن يتفضل علىّ أحد، وإن ابنتك أعجزتنى مكافأتها بحسن صحبتها لى، فنظرت، فإذا أنا شيخ وهى شابة، لا أزيدها مالا إلى مالها، ولا شرفا إلى شرفها، فرأيت أن أردها إليك لتزوجها فتى من فتيانك، كأن وجهه ورقة مصحف.
قال الزبير: وكان ابن عامر رجلا سخيّا كريما، وأمه: دجاجة بنت أسماء بن الصلت ابن حبيب بن حارثة بن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.
1559 ـ عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصى ابن كلاب الهاشمى:
أبو العباس، وأبو الخلفاء، ابن عم النبى صلى الله عليه وسلم. وكان يلقب بالإمام الحبر البحر، ترجمان
1559 ـ انظر ترجمته فى: (الاستيعاب ترجمة 1606، الإصابة ترجمة 4799، أسد الغابة 3037، الثقات 3/ 207، أزمنة التاريخ الإسلامى 726، التبصرة والتذكرة 1/ 134، طبقات القراء 1/ 4200، شذرات الذهب 1/ 75، العبر 1/ 76، حسن المحاضرة 1/ 214، حلية الأولياء 1/ 314، 329، الرياض المستطابة 198، البداية والنهاية 8، 295، معجم الصحابة 1/ 320، تهذيب التهذيب 5/ 276، رياض النفوس 1/ 41، الجرح والتعديل 5/ 116، الأعلام 4/ 95، تلقيح فهوم أهل الأثر 158، 363، غاية النهاية 1/ 425، معرفة القراء الكبار 1/ 41، بقى بن مخلد 5، التاريخ الكبير 3/ 3 ـ 5/ 3 ـ 7/ 2، صفوة الصفوة 1/ 746، تهذيب الكمال 2/ 698، تذكرة الحفاظ 1/ 40، الطبقات الكبرى 9/ 118، 119، روضات الجنان 1/ 9، 353، 357 ـ 4/ 39، 6/ 178 ـ 7/ 29، 233، الكاشف 2/ 100، تقريب التهذيب 1/ 425، الوافى بالوفيات 17، 231، الجمع بين رجال الصحيحين 878، طبقات ابن سعد 2/ 365، مصنف ابن أبى شيبة 13/ 15735، 15747، تاريخ الدورى 2/ 315، ابن طهمان الترجمة 203، 224، 230، 260، 261، تاريخ خليفة 176، 184، 191، 192، طبقاته 3/ 126، 189، 284، علل ابن المدينى 42، 44، 47، 51، 60، 65، 66، 70، 84، فضائل الصحابة لأحمد 2/ 844، 949، مسنده 1/ 214، علله 1/ 68، 77، 254، 348، تاريخ البخارى الكبير ترجمة 5، تاريخه الصغير 1/ 126، 127، 134، 137، ثقات ابن حبان 3/ 207، سير أعلام النبلاء 32/ 331، والعبر 1/ 41، 63، 76، 96).
القرآن، لكثرة علمه. ودعا له النبى صلى الله عليه وسلم، بأن يعلمه الله تعالى الكتاب والحكمة وتأويل القرآن، ويفقه فى الدين، وأن يزيده فهما وعلما، ويبارك فيه، وينشر منه، ويجعله من عباده الصالحين. كل ذلك جاء فى أحاديث صحيحة مفرقة.
وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم، ألف حديث وستمائة حديث وستين حديثا. وقد روى عن جماعة من الصحابة.
وروى عنه منهم: أنس، وأبو أمامة بن سهل، وخلق من التابعين. روى له الجماعة.
قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: ما رأيت أحدا أعلم من ابن عباس بما سبقه، من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبقضاء أبى بكر وعمرو وعثمان رضى الله عنهم، ولا أفقه منه، ولا أعلم بتفسير القرآن والعربية والشعر والحساب والفرائض منه، وكان يجلس يوما للتأويل، ويوما للفقه، ويوما للمغازى، ويوما للشعر، ويوما لأيام العرب، وما رأيت قط عالما جلس إليه إلا خضع له، ولا سائلا يسأله إلا أخذ عنه علما.
وقال عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس: الحلال، والحرام، والعربية، والأنساب. وأحسبه قال: والشعر.
وقال عطاء: كان ناس يأتون ابن عباس فى الشعر والأنساب، وناس يأتون لأيام العرب ووقائعها، وناس يأتون للعلم والفقه. فما منهم صنف إلا يقبل عليه بما شاء. وقال: ما رأيت القمر ليلة أربع عشرة، إلا ذكرت وجه ابن عباس.
وكان يثنى عليه ويقربه ويشاوره مع جلة الصحابة، وأثنى عليه ابن مسعود ومعاوية وغيرهم من الصحابة والتابعين، ومناقبه كثيرة.
وذكر ابن عبد البر أنه شهد مع على رضى الله عنه: الجمل وصفين والنهروان.
وذكر النووى أن علىّ بن أبى طالب أمره على البصرة، ثم فارقها بعد قتله، وعاد إلى الحجاز.
وذكر غيره: أنه تحول إلى مكة، وأقام بها إلى أن أخرجه ابن الزبير، لتوقفه عن مبايعته. فسكن الطائف حتى مات به، فى سنة ثمان وستين، عن سبعين سنة. وهذا هو الصحيح فى وفاته وسنه، وصلى عليه محمد ابن الحنفية، وقال: مات اليوم ربان هذه الأمة. ولما وضع ليصلى عليه، جاء طائر أبيض فوقع على أكفانه، فدخل فيه، فالتمس، فلم يوجد. فلما سوى عليه التراب، سمعوا صوت قارئ لا يرون شخصه، يقرأ:(يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي).