الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: إذا أردت أن ينقطع عنك، فأيّ وقت أحسست به فافرح، فإنك إذا فرحت به انقطع عنك، لأنه ليس شيء أبغض إلى الشيطان من سرور المؤمن، وإن اغتممت به زادك قلت: وهذا مما يؤيد ما قاله بعض الأئمة: إن الوسواس إنما يبتلى به من كمُل إيمانه، فإن اللص لا يقصد بيتًا خَرِبًا.
باب ما يقرأ على المعتوه والملدوغ
روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: انطلق نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبَوْا أن يضيفوهم، فلُدِغَ سيد ذلك الحي، فسعَوْا له بكل شيء، لا ينفعُه شيء فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهْطَ الذين نزلوا لعلهم أن يكونَ عندهم بعضُ شيء، فأتَوْهم فقالوا: يا أيها الرهط؟ إن سَيدَنا لُدِغَ، وسَعَيْنا له بكل شيء، لا ينفعُه شيء، فهل عند أحد منكم من شيء؟ قال بعضهم: إني والله لأرقي، ولكن والله لقد استضَفْناكم فلم تضيفونا، فما أنا برَاقي لكم
ــ
باب ما يقرأ على المعتوه والملدوغ
بالغين المعجمة وسبق في أذكار المساء والصباح الفرق بين اللذع بالذال المعجمة فالعين المهملة واللدغ بالدال المهملة فالغين المعجمة بما حاصله إن الأخير خاص بذوات السموم من عقرب وحية ونحوهما. قوله: (وَرَوَينا في صحيحَي البخاري ومسلم) وكذا رواه الأربعة وفي رواية للترمذي فقرأت عليه: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} [الفاتحة: 2] سبع مرات كذا في السلاح وزاد الحافظ فذكر فيمن أخرجه الإمام أحمد مختصرًا وكذا رواه مسلمِ وفي هذه الرواية زيادة قال رسول الله من أكل برقية باطل فقد أكل برقية حق. قوله: (لا ينفعهُ شيء) استئناف. قوله: (إِن سيدَنَا لُدِغ) في رواية للبخاري أي سيد الحي سليم من أسماء الأضداد ويقال للديغ سليم تفاؤلا بسلامته وقيل مستسلم لما به اهـ. قوله: (فَقَال بعضُهُم) هو أبو سعيد الخدري مصرحا به في الترمذي والنسائي وابن ماجة. قوله: (إِنِّي لأَرقِي) مضارع
حتىِ تجعلوا لنا جعلًا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يَتْفُلُ عليه ويقرأ:({الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (2)} [الفاتحة: 2] فكأنما نَشِط من عقال، فانطلقْ يمشي وما به قَلْبَةٌ، فأوفَوْهم جُعْلَهم الذي صالحوهم عليه، وقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتيَ النبي صلى الله عليه وسلم، فنذكرَ له الذي كان، فننظرَ الذي يأمرنا، فقدِموا على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكروا له، فقال:"وما يُدْرِيكَ أنها رُقْيَة"؟ ثم قال: "قَدْ أصَبْتُمْ، اقْسِمُوا واضْرِبُوا لي مَعَكمْ سَهْمًا"،
ــ
رقى من الرقية في كشف المشكل لابن الجوزي رقيت بكسر القاف إذا صعدت وبفتحها من الرقية. قوله: (يتْفُلُ) بضم الفاء وكسرها وسبق بيان مذاهب العلماء في التفل والنفث. قوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالمِينَ (2)} [الفاتحة: 2] المراد جميع السورة كما جاء مصرحًا به في رواية في الصحيحين قال فجعل الرجل يقرأ بأم القرآن. قوله: (نَشِطَ) هكذا وقع في الرواية وأكثر اللغة على أن نشط وأنشط بمعنى حل وقد جاء في بعض اللغات نشط بمعنى حل وهو المراد بهذا الحديث ذكره ابن الجوزي. قوله: (وما يُدريكَ أنها رُقْيَة ثُمّ قَال قَدْ أَصبتُمْ اقسموا واضربُوا لي معكُمْ سهْمًا) وفيه مسائل، الأولى فيه التصريح بأن الفاتحة رقية ويستحب أن يرقى بها على اللديغ ونحوه من أصحاب العاهات وتقدم كلام القاضي عياض في ذلك وحكم الرقية أنها إن كانت من كلام
الكفار أو من الرقى المجهولة أو الشيء بغير العربية أو ما لا يعرف معناها فهي المذمومة لاحتمال أن معناها كفر أو قريب منه أما في الرقي بآيات الكتاب العزيز والأذكار المعروفة فلا نهي فيها بل هو سنة ولهذا يجمع بين أحاديث ذم الرقى وأحاديث طلبها ومنهم من قال في الجمع بين ذلك أن المدح في ترك الرقى للأفضلية وبيان التوكل والذي في فعل الرقي والإذن فيها لبيان الجواز مع إن تركها أفضل ولهذا قال ابن عبد البر عمن حكاه قال المصنف والمختار الأول وقد نقلوا الإجماع على جواز الرقى بالآيات وأذكار الله تعالى قال الإمام المازري جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله تعالى أو بذكره ومنهي عنها إذا كانت باللغة العجمية أو بما لا يدري معناه ولم يرد من طريق صحيح لجواز أن يكن فيه كفر واختلف في رقية أهل الكتاب فجوزها الصديق رضي الله عنه وكرهها مالك خوفًا أن يكون مما بدلوه ثم شرط الرقية مع ما ذكر
وضحك النبي صلى الله عليه وسلم. هذا لفظ رواية البخاري، وهي أتمُّ الروايات.
وفي رواية: "فجعل يقرأ أمَّ الكتاب ويجمع بزاقه ويتفُلُ، فَبَرأ الرجل". وفي رواية: "فأمر له بثلاثين شاة".
قلت: قوله: "وما به قَلَبَة"، وهي بفتح القاف واللام والباء الموحدة. أي: وجع.
وروينا في كتاب ابن السني، عن عبد
ــ
ألا يعتقد أن الرقية تؤثر بذاتها بل بتقدير الله سبحانه، الثانية قوله أصبتم فيه دليل على جواز الأجرة على الرقية بالفاتحة والذكر وإنها حلال لا كراهة فيها وكذا الأجر على تعليم القرآن وهذا مذهب مالك والشافعي وأحمد وآخرين من السلف ومن بعدهم ومنعها أبو حنيفة في تعليم القرآن وأجازها في الرقية الثالثة قوله اقسموا هذه القسمة من باب المروآت والتبرعات ومواسات الأصحاب والرفاق وإلَّا فجميع الشياه ملك الراقي مختص به لا حق للباقين فيها عند التنازع فقاسمهم تبرعًا وجودًا ومروءة الرابعة قوله واضربوا لي معكم سهمًا قاله تطيبيًا لقلوبهم ومبالغة في تعريفهم إنه حلال لا شبهة فيه وقد فعل ذلك في حديث العنب وفي حديث أبي قتادة في حمار الوحش كذا يؤخذ من شرح مسلم للمصنف. قوله:(فأَمَرَ لهُ بثلاثِينَ شَاةَ) قال الحافظ بعد تخريجه عن أبي سعيد الخدري قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلَاثين راكبًا فنزلنا بقوم من العرب زاد بعض الرواة ليلًا فسألناهم أن يضيفونا فأبوا فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا فيكم أحد يرقي من العقرب قال قلت نعم ولكن لا أفعل حتى تعطونا شيئًا فقالوا إذا طلق فإنا نعطيكم ثلاثين شاة فجعلت أقرأ عليه فاتحة الكتاب وأمسح المكان الذي لدغ حتى برأ وفي رواية فقرأت عليه الحمد سبع مرات فبرأ فقبضنا الغنم فعرض في أنفسنا منها فكففنا حتى أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له فقال إني علمت أنها رقية اقسموها واضربوا لي معكم سهمًا أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة وروى أيضًا أحمد والدارقطني عن أبي سعيد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا وكنت فيه فأتينا على قرية فاستطعمناهم فأبوا أن يطعمونا فأتى رجل فقال يا معشر العرب أفيكم أحد يرقي قلنا وما ذاك قال ملك القرية يموت فانطلقت معه فرقيته بفاتحة الكتاب أرددها عليه مرارا حتى عوفي فبعث إلينا النزاع وبعث إلينا الشياه فأكلنا الطعام وأبوا أن يأكلوا الغنم حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرناه الخ. فقال وما يدريك أنها رقية قلت يا رسول الله ألقى في روعي قال فكلوا واطعمونا من الغنم اهـ.
قوله (وروينا في كتاب ابن السني)
الرحمن بن أبي ليلى، عن رجل، عن أبيه، قال: "جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
ــ
إلخ أورده في السلاح والحصن من حديث أبي بن كعب وقالا رواه الحاكم في المستدَرك وابن ماجة بمعناه قال الحاكم صحيح زاد في الحصين ورواه أحمد وليس فيه قوله وآيتين من وسطها الخ. بل قال فيه: {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163] وترك ما بعده وقال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه ابن السني عن أبي يعلى الموصلي ثنا زحمويه بفتح الزاي وسكون المهملة واسمه زكريا بن يحيى قال حدثنا صالح بن عمر حدثنا أبو جبان الكلبي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن رجل عن أبيه جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث وأبو جبان بفتح الجيم والنون الخفيفة وآخره موحدة واسمه يحيى بن أبي حية بفتح المهملة وتشديد التحتية وهو ضعيف ومدلس وصالح الراوي فيه مقال وقد خولف عن شيخه في سنده فإن ظاهره إن صحابي هذا الحديث لم يذكر اسمه ولا كنيته وبين غيره خلاف ذلك ثم ساق سندًا ينتهي إلى عبدة بن سليمان ثنا أبو جبان عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى رضي الله عنه قال كنت جالسًا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاءه أعرابي فقال لي إن لي أخًا وجعًا الخ. فذكر الحديث نحوه وزاد بعد قوله والمعوذتين فقام الأعرابي وقد برأ ليس به بأس ووقع في روايته وأول آيات من البقرة وآية من وسطها [وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ][البقرة: 163] وقال فيه وآيتين من خاتمتها وآية من آل عمران قال أحسبها {شَهِدَ اللَّهُ} [آل عمران: 18] وآية من الأعراف وآية من المؤمنين {وَمَن يدع مع الله} [المؤمنون: 117] والباقي سواء قال الحافظ فبين عبدة بن سليمان وهو حافظ متفق على تخريج حديثه في الصحيح إن صحابي الحديث هو أبو ليلى والد عبد الرحمن وتابعه محمد بن مسروق عن أبي جبان أخرجه الطبراني في كتاب الدعاء فعلى هذا فالضمير في قوله عن أبيه في الرواية الأولى أي رواية ابن السني يعود لعبد الرحمن قلت بدلًا من قوله عن رجل بإعادة الجار ولا يعود الضمير منه للرجل الذي لم يسم فتتفق الروايتان لكن يسقط الرجل الذي لم يسم من الرواية الثانية وكأنه من تدليس ابن جبان إذ هو ضعيف مدلس فجوده مرة وسواه أخرى قال وقد ظهر من رواية أخرى إنه دلسه عن عبد الرحمن أيضًا ثم ساق الحافظ
إن أخي وَجِع، فقال: وَما وَجَعُ أخِيكَ؟ قال: به لمم، قال: فابْعَثْ بِه إليَّ، فجاء فجلس بين يديه، فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب، وأربع آيات من أوَّل سورة البقرة، وآيتين من وسطها، {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إلا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
…
} حتى فرغ من الآية [البقرة: 163، 164] وآية الكرسي، وثلاث آيات من آخر سورة البقرة، وآية من أوَّل سورة آل عمران، و ({شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إلا هُوَ
…
}، إلى آخر الآية [آل عمران: 18]، وآية من سورة [الأعراف: 54]: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خلَقَ السَّمَاواتِ وَألْأَرْضَ
…
}، وآية من سورة [المؤمنين: 116] {فَتَعَالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لَا إِلَهَ إلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} ، وآية من سورة [الجن: 3] ({وَأَنَّهُ تَعَالى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} وعشر آيات من سورة الصافات من أوّلها، وثلاثًا من آخر سورة الحشر، و ({قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} والمعوّذتين".
قلت: قال أهل اللغة: اللمم: طرف من المجنون يلمّ بالإنسان ويعتريه.
وروينا في "سنن أبي داود" بإسناد صحيح، عن
ــ
سنده اهـ. كلام الحافظ وأبو ليلى والد عبد الرحمن أنصاري اختلف في اسمه فقيل يسار بن نمير وقيل أوس بن خولي وقيل داود بن بلال وقيل بلال بن بليل أنصاري أوسي صحب النبي صلى الله عليه وسلم وشهد أحدًا وما بعدها من المشاهد ثم انتقل إلى الكوفة وله بها دار وشهد هو وابنه على جميع مشاهد علي رضي الله عنه. قوله: (جاءَ رجلٌ) في رواية أبي إنه أعرابي. قوله: (وأَربعَ آياتٍ منْ أَولِ سُورة البقرةِ)
تمامها (هم المفلِحُونَ)[البقرة: 5]. قوله: (وآيةَ منْ سُورةِ المؤمِنينَ) قال في السلاح والحصن في حديث أبي وآخر سورة المؤمنين [فَتَعَالَى اللهُ المَلكُ الحَقُّ][المؤمنون 116] اهـ، وظاهره بل صريحه إنه إلى آخر السورة وقضية ما هنا يخالفه والله أعلم. قوله:(وعَشرَ آياتٍ منْ سُورةِ الصافاتِ) قال في الحصين إلى لازب. قوله: (وأنه تعالى جد ربنا) بيان للآية من سورة الجن فهو خبر مبتدأ محذوف أي هي إنه تعالى الخ. كذا قوله وآية من سورة الأعراف الخ. قوله: (والمعوِّذتين) بكسر الواو وتفتح. قوله: (وقَال أَهلُ اللغَةِ) الخ. نقله في السلاح عن الهروي عن شمر. قوله: (وَرَوَيَنَا في سنَنِ أَبِي دَاوُدَ بإسنادٍ صحيحٍ) قال الحافظ بعد تخريجه هذا
خارجة بن الصلت، عن عمه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلمت، ثم رجعتُ فمررتُ على قوم عندهم رجلٌ مجنون موثَقٌ بالحديد، فقال أهله: إنا حُدِّثنا أن صاحبك هذا قد جاء بخير، فهل عندك شيء تداويه؟ فرقيتُه بفاتحة الكتاب، فَبَرَأ، فأعطَوني مائة شاة، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:"هَلْ إلَّا هَذا" وفي رواية: "هَلْ قُلْتَ غَيرَ هذا؟ " قلت: لا، قال:"خُذها فَلَعَمْرِي لَمَنْ أكلَ بِرُقْيَةٍ باطِلٍ، قدْ أكلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ".
وروينا في كتاب ابن السني بلفظ آخر، وهي رواية
ــ
حديث حسن أخرجه أبو داود وابن حبان والحاكم. قوله: (خارجَة بْنِ الصَّلتِ) خارجة اسم فاعل مؤنث بالتاء من الخروج والصلت بفتح الصاد المهملة وإسكان اللام آخره مثناة فوقية وهو البرجمي بضم الموحدة وسكون الراء المهملة وضم الجيم قال في السلاح وهو تيمي قال الحافظ ابن حجر في التقريب إنه مقبول من كبار التابعين. قوله: (مجنون) المجنون زوال الشعور مع بقاء القوى في الأعضاء ثم إن المصنف وصاحب السلاح والحصن عقدوا ترجمة ما يقال للمعتوه وأوردوا فيه هذا الخبر وأورد فيه صاحب السلاح حديث أبي السابق وكأنه قام عندهما ما يدل على أن المراد من المجنون في الخبر المعتوه ويقويه إنه ورد في الحديث الآتي عند ابن السني أو إن المراد بالمعتوه في الترجمة المجنون بأنواعه وفي النهاية المعتوه المجنون المصاب بعقله وقد عنه فهو معتوه قال بعض العلماء المعتوه من كان قليل الفهم مختلط الكلام فاسد التدبير إلّا إنه لا يضرب ولا يشتم كالمجنون والمجنون بخلافه وقيل العاقل من يستوي كلامه وأفعاله إلَّا نادرًا والمجنون ضده والمعتوه من يستوي ذلك منه وقيل المجنون من يفعل لا عن قصد مع ظهور الفساد نقله في الحرز. قوله: (هَلْ إِلَّا هذا) أي هل قلت إلّا هذا كما بينته الرواية المذكورة بعده. قوله: (برُقْيةِ الخ) بضم الراء.
قوله: (وَرَوَيَنا في كِتَابِ ابْنِ السني) إلى آخره وفيه زيادة أي عند ابن وهب أحد رواته جئتم من عند أهل الخير كتاب بخير فهل عندكم من دواء أو رقية الخ. والباقي سواء خرجه أحمد وأبو داود والنسائي في الكبرى والدارقطني والحاكم والكل من طريق بينها الحافظ في التخريج. قوله
أخرى لأبي داود، قال فيها: عن خارجة عن عمه قال: أقبلنا من عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من العرب فقالوا: عندكم دواء، فإن عندنا معتوهًا في القيود، فجاؤوا بالمعتوه في القيود، فقرأت عليه فاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمعُ بزاقي ثم أتفل، فكأنما نشط من عقال، فأعطوني جعلًا، فقلت: لا، فقالوا: سل النبي صلى الله عليه وسلم، فسألته فقال:"كُلْ فَلَعَمْري مَنْ أكلَ بِرُقْيَةِ باطِلٍ، لقَدْ أكلْتَ بِرُقْيَةِ حَقٍّ". قلت: هذا العُم اسمه عِلاقة بن صُحَار، وقيل: اسمه عبد الله.
وروينا في كتاب ابن السني، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه
ــ
(غُدْوة) بضم أوله أي بكرة وصباحًا. قوله: (وَعَشيَّة) أي عشاء ومساء أي في وقتين من ثلاثة أيام فالمراد طرفاها والتقدير ثلاثة أيام ولياليها فالمراد بالعشية أول الليل وقوله غدوة وعشية بيان للمراد باليوم والليلة أي بعض كل منهما قوله اجمع بزاقي أي المتبرك بالقرآن. قوله: (ثُمَّ أتْفُلُ علَيهِ) أي بقصد جنيه ولا يبعد جواز ذلك للتداوي أو المعنى اتفل بزاقي على الأرض تنفيرًا للجن. قوله: جُعْلًا بضم الجيم اسم مصدر والمصدر الجعل بالفتح يقال جعلت كذا جعلا وجعلا وهو الأجرة على الشيء فعلًا أو قولًا كذا في النهاية وقد ورد عند أبي داود وابن حبان قال فأعطوني مائة شاة فقلت لا أي لا آخذه. قوله: (كلْ) أي خذ الجعل وكل منه. قو له: (عِلاقةُ بْنُ صُحارِ) وقيل عبد الله قال في الحرز علاقة بكسر العين المهملة قلت وآخره قاف بعدها هاء وفي السلاح صار بضم الصاد وبالحاء المهملتين وفي أسد الغابة هو عم خارجة بن الصلت وذكر قولًا إن اسمه العلاء وإنه السليطي من بني سليط قال واسمه كعب بن الحارث بن يربوع التيمي السليطي ذكره ابن شاهين وقال قال ابن أبي خيثمة أخبرت باسمه عن أبي عبيد القاسم بن سلام وقال المستغفري علاقة بن شجار قاله علي بن المديني يعني السليطي قال ويقال صحار وحكاه أيضًا عن أبي خيثمة عن أبي عبيد قال اسم عمر خارجة عبد الله بن عثمان بن عبد قيس بن خفاف من بني عمرو بن حنظلة من البراجم وحكى عن خليفة قال علاقة شجار بخط أبي يعلى السبيعي قال وقال البرذعي بن شجار بالتخفيف أخرجه هكذا أبو موسى والله أعلم اهـ. كلام اابن الأثير. قوله: (وَرَوَينَا في كِتَابِ ابْنِ السُّني عَنْ عبد الله بن مسعُود)