الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"يا عَلِيُّ ألا أُعَلِّمُكَ كَلِمات إذا وَقَعْتَ في وَرْطَةٍ قُلْتَها؟ " قلتُ: بلى، جعلني الله فداك، قال:"إذا وقَعْتَ في وَرْطَةٍ فَقُلْ: بِسْم اللهِ الرحمنِ الرَحِيم، ولا حَولَ ولا قُوّةَ إلا باللهِ العَلي العَظِيمِ، فإن اللهَ تعالى يَصْرِفُ بِها ما شَاءَ مِنْ أنواعِ البَلاءِ".
قلت: الورطة بفتح الواو وإسكان الراء: وهي الهلاك.
باب ما يقول إذا خاف قومًا
روينا بالإسناد الصحيح في سنن أبي داود، والنسائي، عن أبي موسى الأشعري
ــ
الطبراني في كتاب الدعاء هذا حديث غريب وفي سنده عمرو بن بشر وهو ضعيف اتفقوا على توهينه وهو يروي الحديث عن أبيه وهو بكسر المعجمة وسكون الميم بعدها راء لم أر له ذكرًا في كتب الجرح والتعديل اهـ. قوله: (جَعلنِي الله فِداءَكَ) فيه التفدية والأصح جوازها وكذا جواز فداك أبي وأمي كما
سيأتي في آواخر الكتاب. فصل له: (في ورطة) قال في النهاية الورطة الهوة العميقة في الأرض ثم أستعير للناس إذا وقعوا في بلية يعسر المخرج منها وفي المصباح الورطة الهلاك وأصلها الوحل تقع فيه الغنم فلا تقدر على التخلص وقيل أصلها أرض مطمئنة لا طريق فيها يرشد إلى الخلاص وتورطت الغنم وغيره إذا وقعت في الورطة ثم استعملت في كل شدة وأمر شاق وتورط في الأمر فلان واستورط إذا ارتبك فلم يسهل له المخرج وقال الجوهري الورطة الهلاك وأصل الورطة أرض مطمئنة لا طريق فيها. قوله: (ولا حولَ ولا قوةَ إِلَّا بالله) سبق الكلام على هذه الجملة أول الكتاب وفي باب فضل الذكر وفي إجابة المؤذن في الترمذي عن مكحول من قال لا حول ولا قوة إلَّا بالله ولا ملجأ من الله إلّا إليه كشف عنه سبعون بابًا من الضر أدناها الفقر وفي حديث آخر من قال في كل يوم مائة مرة لا حول ولا قوة إلَّا بالله لم يصبه فقر أبدًا وفي حديث أبي هريرة عند الحاكم كان دواء من تسعة وتسعين داء أيسرها الهم قاله الترمذي لأن العبد إذا قال لا حول ولا قوة إلَّا بالله تبرأ من الأسباب وتخلى من وبالها فجاءته القوة والعصمة وجاءه الغياث والرحمة.
باب ما يقول إذا خاف قومًا
قوله: (رَوَيَنَا الخ) وكذا رواه الحاكم وابن حبان
رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خاف قومًا قال: "اللهُم إنا نَجْعَلُكَ في نُحُورِهِمْ،
ــ
في صحيحيهما واللفظ سواء كما في السلاح وقال الحاكم صحيح على شرط الشيخين وفي لفظ ابن حبان كان إذا أصاب قومًا الخ، وفي الجامع الصغير رواه أحمد والبيهقي في السنن الخ. من حديث أبي موسى بهذا اللفظ ورواه في الحصين من حديث البراء وقال أخرجه أبو عوانة ولفظه إذا خاف قال اللهم إني أجعلك في نحورهم وأعوذ بك من شرورهم وقال الحافظ بعد تخريج حديث الكتاب حديث حسن غريب ورجاله رجال الصحيح لكن قتادة مدلس ولم أره عنه إلّا بالعنعنة ولا رواه عن أبي موسى إلّا ابنه أبو برزة ولا عن ابنه إلَّا قتادة وهو عن قتادة ظن أن هشامًا والد معاذ تفرد به عن قتادة قال الحافظ وقد وجدنا له متابعًا وهو عمران القطان أخرجه أحمد عن علي بن عبد الله بن المديني وأخرجه أبو داود والنسائي عن محمد بن المثنى وأخرجه النسائي أيضًا عن أبي قديمة عبيد الله بن سعد السرخسي عن معاذ بن هشام وأخرجه ابن حبان من طريق إسحاق بن أبي إسرائيل والحاكم من طريق مسدد كلاهما عن معاذ عن عمران القطان قلت وأخرجه الحافظ من طريق أبي داود الطيالسي عن عمران القطان عن قتادة عن أبي برزة عن أبيه إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا على قوم قال اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم أخرجه الإمام أحمد عن سليمان أبي داود وهو أبو داود الطيالسي قلت فذكر الحافظ بكنيته والإمام أحمد
باسمه قال الحافظ وقد وجدت له راويًا ثالثًا عن قتادة ثم أخرجه الحافظ بسنده إلى الحجاج بن الحجاج عن قتادة عن أبي برزة بن أبي موسى فذكر اللفظ مثل الأول أي اللفظ المذكور في حديث معاذ وهو المذكور في الكتاب لكن قال وندرأ بك في نحورهم أخرجه أبو بكر الخرائطي في مكارم الأخلاق وهو غريب عن حجاج تفرد به طاهر بن خالد عن أبيه عن إبراهيم بن طهمان عنه وكلهم موثقون اهـ. قوله: (إِنا نجعلك) هو على حذف مضاف كما لا يخفى أي نجعل قدرتك وقيل معنى نجعلك. قوله: (في نحورِهم) أي حائلًا بيننا ودافعًا عنا أي فهو كناية عن الاستعانة به في دفعهم إذ