الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قرأ في أذن مبتلى فأفاق، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما قَرأتَ في أُذنِهِ؟ " قال: قرأت ({أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا} [المؤمنون: 115]، حتى فرغ من آخر السورة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لو أن رَجُلًا موقِنًا قرَأ بِها على جَبَلٍ لَزَال".
باب ما يعوذ به الصبيان وغيرهم
روينا في "صحيح البخاري" رحمه الله، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعوِّذ الحسن والحسين: "أُعِيذُكُما بكَلِمَاتِ الله التامّةِ، مِنْ
ــ
أخرجه الثعلبي كما سبق في باب ما يقال في المساء والصباح وفي كتاب التذكار في أفضل الأذكار للقرطبي أسنده الثعلبي والوائلي عن ابن مسعود وقال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب أخرجه ابن السني عن أبي يعلى الموصلي وأخرجه الطبراني في الدعاء وابن أبي حاتم في التفسير.
باب ما يعوذ به الصبيان وغيرهم
قوله: (وَرَوَيَنَا في صَحيح البُخَارِي) الخ. قال ورواه أصحاب السنن الأربعة ولفظ أبي داود والترمذي والنسائي أعيذكما ولفظ البخاري وابن ماجة أعوذ بكلمات الله الخ. لكن في المشكاة عن وأعيذكما إلى البخاري كما صنع المصنف هنا ولعله روي عنده بالوجهين والله أعلم. زاد الحافظ في التخريج وأخرجه أحمد ثم راجعت صحيح البخاري في أحاديث الأنبياء فرأيته أورده باللفظ الذي ذكره عنه في السلاح وقد اقتصر المزي في الأطراف على أن البخاري أخرجه في محل آخر منه والله أعلم. قوله: (أَعِيذكمَا) الخ بيان للكلمة المعوذ بها المدلول عليها بقوله يعوذ الحسن والحسين ومعنى أعيذكما أعصمكما وأحفظكما. قوله: (بكَلِمَاتِ الله التامّةِ) قال التوربشتي الكلمة في لغة العرب تقع على كل جزء من الكلام اسما كان أو فعلًا أو حرفًا وتقع على الألفاظ المبسوطة وعلى المعاني المجموعة والكلمات ها هنا محمولة على أسماء الله الحسنى وكتبه المنزلة لأن الاستعاذة إنما تكون بها ووصفها بالتامة لخلوها عن النواقص والعوارض بخلاف كلمات الناس فإنهم متفاوتون في كلامهم على حسب تفاوتهم في العلم واللهجة وأساليب القول فما منهم من أحد إلَّا وقد يوجد فوقه آخر إما في معنى أو في معاني كثيرة ثم إن أخذهم قلما يسلم من معارضة أو خطأ أو نسيان أو العجز
كُل شَيطانٍ وهامّة، وَمِنْ كُل عَينٍ لامّةٍ، ويقول: إن أباكُما كانَ يُعَوِّذُ بِهَا إسماعِيلَ وإسْحاقَ صلى الله عليهم أجمعين وسلم".
قلت: قال العلماء: الهامّة بتشديد الميم:
ــ
عن المعنى الذي يراد وأعظم النقائص التي هي مقترنة بها أنها كلمات مخلوقة تكلم بها مخلوق مفتقرة إلى الأدوات والمخارج وهذه نقيصة لا ينفك عنها كلام مخلوق وكلمات الله تعالى متعالية عن هذه القوادح فهي لا يلحقها نقص ولا يعتريها اختلال واحتج الإمام أحمد بها على القائلين بخلق القرآن فقال لو كانت كلمات الله مخلوقة لم يعذبها رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ لا تجوز الاستعاذة بمخلوق واحتج أيضًا بقوله التامة فقال ما من مخلوق إلَّا وفيه نقص وقيل المراد بكلماته معلوماته وأقضيته النافذة وشؤونه الكاملة ووصفها بالتامة لتنزيهها عن كل سمت من سمات النقص لأنها إنما تقع على قوانين الحكمة والإتقان الناشئة عن مظهر الإرادة والقدرة الباهرة على كل ممكن فلا يعتريها نقص ولا يطرقها اختلاف وخلف. قوله: (كل شيْطَانٍ) أي جني أو إنسي. قوله: (وَهَامَةٍ) هي بتشديد الميم كل دابة ذات سم يقتل والجمع الهوام وأما ما له سم ولا يقتل كالعقرب والزنبور فهو السامة وقد تطلق الهامة على كل ما يدب على الأرض مطلقًا كالحشرات ومنه أيؤذيك هوام رأسك ذكره الطيبي عن النهاية. قوله: (وَمِنْ كل عينٍ لامّةٍ) بتشديد الميم أيضًا أي جامعة للشر على المعيون من لمه إذا جمعه أو يكون بمعنى ملمة أي منزلة قال الطيبي قال في الصحاح العين اللامة هي التي تصيب بسوء واللمم طرف من المجنون ولامة أي ذات لمم وأصلها من ألممت بالشيء إذا نزلت به وقيل لامة لازدواج هامة
والأصل ملممة لأنها فاعل الممت اهـ، وفي القاموس الملم الشديد من كل شيء وألم باشر اللمم وبه نزل كلم والتم، والعين اللامة المصيبة بسوء وهي كل ما يخاف من فزع وشر واللمة الشدة اهـ، وفي المرقاة شرح المشكاة قيل وجه إصابة العين إن الناظر إذا نظر إلى شيء واستحسنه ولم يرجع إلى الله وإلى رؤية صنعه قد يحدث الله في المنظور عليه علة بجناية نظره على غفلة ابتلاء لعباده ليقول الحق إنه من عند الله وغيره من غير اهـ. قوله:(إِن أَباكما) أراد به الجد الأعلى وهو إبراهيم عليه السلام وفي قوله كان يعوذ بها الخ. إشارة إلى أن الحسن والحسين رضي الله عنهما منبع ذريته صلى الله عليه وسلم كما أن إسماعيل وإسحاق معدن ذرية إبراهيم وقد تكلمت على ما يتعلق بسيدنا إسماعيل من الفضائل وما في