الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عَلَيْهِمْ لَا يُصِيبُكُم ما أَصَابَهُمْ".
كتاب الأذكار في صلوات مخصوصة
باب الأذكار المستحبة يوم الجمعة وليلتها والدعاء
يستحبُّ أن يكثر في يومها وليلتها من قراءة القرآن والأذكار والدعوات، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقرأ (سورة الكهف) في يومها.
ــ
على قوم غضب الله عليهم الحديث وسنده حسن اهـ. قوله: (لَا يُصيبكم) أي فلا تدخلوا عليهم إن لم تكونوا باكين لئلا يصيبكم ما أصابهم أي مثل الذي أصابهم أو مثل ما أصابهم فما موصولة اسمي أو حرفي اهـ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
كتاب الأذكار في صلوات مخصوصة
باب الأذكار المستحبة يوم الجمعة وليلتها والدعاء
قوله: (يَوْمَ الجُمعةِ) بضم الجيم وتثليث الميم والضم أفصح سميت بذلك لاجتماع الناس لها أو لاجتماع خلق آدم فيها أو لأنه جمع فيها مع حواء وكان يومها يسمى في الجاهلية يوم العروبة أي الشيء المعظم وكانوا يسمون الأحد أول والاثنين أهون والثلاثاء جبارًا والأربعاء دبارًا والخميس مؤنسًا والسبت شبارًا قال الشاعر:
أؤمل أن أعيش وإن يومي
…
بأول أو بأهون أو جبارا
أو التالي دبارًا فإن أفته
…
فمؤنس أو عروب أو شبارا
قوله: (ويُسْتحَبُّ أَنْ يُكْترَ الخ) أي لكونها من الزمان الشريف وبه ينمو العمل ولرجاء أن يصادف ساعة الإجابة. قوله: (والصلاة عَلَى النبي صلى الله عليه وسلم) أي للأخبار الصحيحة الآمرة بذلك والناصة على ما فيه من عظم الفضل والثواب المذكورة في القول البديع للسخاوي ومختصراته وسبق بعضها في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الكتاب ويؤخذ منها أن الإكثار منها فيها أفضل منه بذكر أو قرآن لم يرد بخصوصه. قوله: (ويَقرَأُ سُورَة الْكَهفِ في يَوْمهَا) أي وأفضله أوله مبادرة بالخير أي لحديث الحاكم والبيهقي في الشعب عن أبي سعيد مرفوعًا من قرأها يوم الجمعة
قال الشافعي رحمه الله في كتاب "الأم": وأستحبُّ قراءتها في ليلة الجمعة.
روينا في "صحيحي البخاري ومسلم" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذكر يوم الجمعة فقال:"فيهِ ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائِمٌ يصلِّي يَسْألُ اللهَ تَعَالى شَيئا إلَّا أعْطَاهُ إيَّاهُ"، وأشار بيده يقلِّلها.
قلت: اختلف العلماء من السلف والخلف في هذه الساعة، على أقوال كثيرة منتشرة غاية
الانتشار، وقد جمعتُ الأقوال المذكورة فيها كلَّها في "شرح المهذب" وبينتُ قائلها، وأن كثيرًا من الصحابة على أنها بعد العصر. والمراد بقائم يصلي: من ينتظر الصلاة، فإنه في صلاة.
وأصحُّ ما جاء فيها: ما رويناه في "صحيح مسلم" عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "هيَ ما بَينَ أنْ يَجْلِسَ الإِمام إلى أن تُقْضَى الصَّلاةُ" يعني يجلس على المنبر.
ــ
أضاء له من النور ما بين الجمعتين. قوله: (واستُحِبَّ قرَاءَتهَا أَيضًا في لَيْلةِ الجُمعةِ) أي لخبر الدرامي عن أبي سعيد موقوفًا عليه من قرأها ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق والأفضل قراءتها في أول الليل لما سبق في نظيره من النهار وحكمة قراءتها فيها اشتمالها على ذكر القيامة وأهوالها ومقدماتها وهي تقوم يوم الجمعة كما في صحيح مسلم ولشبهها بها في اجتماع الخلق فيها.
قوله: (وَرَوَينَا في صَحيحي الْبُخَارِيِّ الخ) وأخرجه أحمد والنسائي وأبو عوانة وسقط في رواية
بعضهم قوله وهو قائم وأشار إليه الحافظ. قوله: (وقَدْ جَمعْتُ الأَقْوال فيهَا في شَرْحِ المهذَّبِ) الذي ذكره فيه أحد عشر قولًا وقد تتبعها جماعة بعده فزادت أضعافا وانتهت إلى أكثر من الأربعين قولًا كليلة القدر في العدد والاختلاف هل تختص بوقت معين أو تنتقل وقد نقلناها في باب ما يقال صبيحة الجمعة. قوله: (وأَصَحُّ مَا جاءَ فيهَا الخ) تقدم تخريجه فيما يقال صبيحة الجمعة وذكر الشيخ هناك أنه الصواب وكذا قال في الروض أنه لا يجوز غيره وهو خلاف أول الكلام حين قال يستحق أن يكثر الدعاء يومها رجاء ساعة الإجابة ولعله رجع عن هذا التعيين اختيارًا والله أعلم اهـ.
أما قراءة سورة الكهف، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت فيهما أحاديث مشهورة تركت نقلها لطول الكتاب لكونها مشهورة، وقد سبق جملة منها في بابها.
ــ
قوله: (وَأَمَا قرَاءَةَ سُورَةِ الْكَهفِ والصلاةُ عَلَى رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم الخ) لم يسبق لقراءة سورة الكهف ذكر وسبق للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كتاب معقود لذلك ليس فيه تقييد بيوم الجمعة سوى حديث أوس بن أوس أما قراءة سورة الكهف فأقوى ما ورد فيها كما قال الحافظ حديث أبي سعيد قال قال صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له ما بينه وبين البيت العتيق قال الحافظ بعد تخريجه في رواية أضاء له من النور ما بين الجمعتين ثم أشار الحافظ إلى أن بعض طرقه وقع فيها الاختلاف على بعض رواته كهشيم في رفعه ووقفه لكن الذين وقفوه أكثر وأحفظ وله مع ذلك حكم المرفوع إذ لا مجال للرأي فيه واختلف على شعبة فيه كذلك وأخرجه الحاكم عنه في المستدرك مرفوعًا وموقوفا ثم قال ورجال الموقوف في هذه الطرق أتقن من رجال المرفوع وفي الباب عن علي بن أبي طالب وزيد بن خالد أخرجهما ابن مردويه بسند ضعيف وعن عائشة أخرجه أبو الشيخ في كتاب الثواب بسند ضعيف وعن ابن عباس وابن عمر ومعاذ بن أنس الجهني وأما ما نقل الشيخ عن الشافعي إنه قال واستحب قراءتها ليلة الجمعة أيضًا فقد وقع في حديث أبي سعيد في بعض الطرف مقيدًا بالليلة دون اليوم قال الحافظ ووقع في حديث ابن عباس الجمع بينهما بأن المراد اليوم بليلته والليلة بيومها وحديث ابن عباس الذي جمع بينهما أخرجه أبو الشيخ عبد الله بن محمد الأصبهاني في كتاب الثواب فقال عن سوار عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأها في يوم الجمعة كان له نوركما ما بين صنعاء وبصرى ومن قرأها في يوم الجمعة قدم أو أخر حفظ إلى الجمعة الأخرى فإن خرج الدجال في ثانيتها لم يضره وسوار وهو ابن مصعب أحد رواته ضعيف وعن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ يوم الجمعة سورة الكهف سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء يضيء له ليوم الجمعة وغفر له ما بين الجمعتين أخرجه الضياء في المختارة
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
ومقتضاه أنه عنده حسن وفيه نظر وكذا ذكر المنذري في الترغيب أنه لا بأس به
فإما أن يكون خفي عليهما حال محمد بن خالد يعني المقدسي أحد رواته فقد تكلم فيه ابن منده وإما مشياه لشواهده وحديث أخرجه أحمد والطبراني وسنده ضعيف وليس مقيدًا بيوم الجمعة وعن إسماعيل بن رافع قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ألا أخبركم عن سورة ملأ عظمها ما بين السماء والأرض من قرأها يوم الجمعة غفر له إلى الجمعة الأخرى وأعطي نورًا إلى السماء ووقي فتنة الدجال قال الحافظ بعد تخريجه هذا سند معضل لأن إسماعيل بن رافع من أتباع التابعين وخبره هذا شاهد لحديث عائشة لأنه يوافقه في أكثر ألفاظه فلعل راويه هو الذي بلغ إسماعيل وله شاهد آخر مرسل من رواية الجريري (مصغرًا) عن بعض التابعين عن الضريس وذكر أبو عبيد أنه وقع في رواية شعبة من قرأها كما أنزلت وأوله على أن المراد يقرأها بجميع القراءات قال الحافظ وفي تأويله نظر والذي يتبادر أن يقرأها كلها من غير نقص حسا ولا معنى وقد يشكل عليه ما ورد من زيادة آخر وليس في المشهور مثل سفينة صالحة ومثل وأما الغلام فكان كافرًا ويجاب بأن المراد للتعبد بتلاوته ورواية شعبة التي أشار إليها وقعت في رواية محمد بن سفيان عن يحيى بن كثير عنه عند ابن مردويه وأما حديث الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها فمنها حديث أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم أكثروا عليَّ من الصلاة في الليلة الزهراء واليوم الأزهر يعني يوم الجمعة فإن صلاتكم تعرض علي أخرجه (الحافظ من طريق أبي نعيم الحافظ عن الطبراني في الأوسط قال الطبراني لا يروى إلّا بهذا الإسناد، تفرد به أبو داود قال الحافظ وهو ثقة لكن الراوي عنه وهو عبد المنعم بن بشير متفق على ضعفه ومنها عن أنس قال قال صلى الله عليه وسلم أكثروا على الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرًا قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب وآخره مشهور وفي السند إنقطاع بين أبي إسحاق وأنس وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة علي نور على الصراط فمن صلى علي الجمعة ثمانين مرة غفرت له ذنوب ثمانين سنة قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب أخرجه أبو نعيم وفي سنده أربعة ضعفاء وعن أنس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أقر بكم مني محلًا يوم القيامة أكثركم على صلاة ومن صلى علي يوم الجمعة وليلة الجمعة قضى الله
وروينا في
ــ
له مائة حاجة قال الحافظ حديث غريب أخرجه البيهقي هكذا من فضائل الأوقات ولم يضعفه ولأول الحديث شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه الترمذي وحسنه وصمححه ابن حبان ومنها عن أبي مسعود قال قال صلى الله عليه وسلم أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة فإنه ليس يصلى عليّ أحد إلَّا عرضت على صلاته هذا حديث غريب فيه أبو رافع واسمه إسماعيل بن رافع فيه ضعف وللحديث شاهد أخرجه الطبراني عن أنس وشاهد مرسل عن الحسن أخرجه إسماعيل القاضي في كتاب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ولفظه فإن صلاتكم تعرض علي ورواه من وجهين آخرين بدون هذه الزيادة ومنها عن أبي هريرة قال قال صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الخميس بعث الله ملائكة معهم صحف من فضة وأقلام من ذهب يكتبون أكثر النّاس صلاة على محمد ليلة الجمعة حديث غريب فيه عمرو بن جرير قال، الدارقطني قال الحافظ ينجبر بما تقدم اهـ، وفي الباب، أحاديث أخر وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن ابن عباس قال قال صلى الله عليه وسلم من قرأ السورة التي ذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى الله عليه وملائكته حتى تجب الشمس قال الحافظ بعد تخريجه هذا
حديث غريب قال الطبراني في المعجم الأوسط لم يرو عن يزيد بن جابر إلّا يزيد بن سنان ولا عنه إلّا طلحة بن زيد، تفرد به محمد بن ماهان قال الحافظ وطلحة ضعيف جدًّا، نسبه أحمد وأبو داود إلى الوضع، وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ ليلة الجمعة سورة يس وحم الدخان، قال الحافظ بعد تخريجه حديث غريب أخرجه الترمذي مقتصرأ على سورة الدخان وقال لا نعرف إلَّا من هذا الوجه وهشام بن زيادة ضعيف في الحديث اهـ، وأخرجه أبو يعلى وذكر السورتين لكن لم يقيد يس بالجمعة وله شاهد مرسل عن عبد الله بن عيسى أخبرت أن من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة إيمانًا وتصديقا بها أصبح مغفورًا له قال الحافظ بعد تخريجه هذا إسناد مقطوع وله حكم المرفوع إذ لا مجال للاجتهاد فيه ولأصل المتن شواهد أخرى كلها ضعيفة ومنقطعة وأخرجه الطبراني بسند موصول إلى أبي أمامة مرفوعًا وسنده ضعيف أيضًا ولكن كثرة الطرق يقوي بعضها بعضًا وبالله التوفيق اهـ.
قوله: (وَرَوَينَا في
كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم:"مَنْ قال صَبيحَةَ يَوْمِ الجُمُعَةِ قَبْلَ صَلاةِ الغَدَاةِ: أَسْتَغْفِرُ الله الذي لا إلهَ إلَّا هُوَ الحَيُّ القَيُّومَ وأتُوبُ إلَيهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، غَفَرَ اللَّهُ لَهُ ذُنُوبَهُ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ".
وروينا فيه عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل المسجد يوم الجمعة أخذ بعضادتي الباب ثم قال: "اللهُم اجْعَلْني أوْجَهَ مَنْ تَوَجَّهَ إلَيْكَ، وأقْرَبَ مَنْ تَقَرَّبَ إلَيكَ، وَأفْضَلَ مَنْ سَألكَ وَرَغِبَ إلَيكَ".
قلت: يستحب لنا نحن أن نقول: "اجْعَلْني مِنْ أوْجَهٍ مَنْ تَوَجَّهَ إلَيْكَ ومِنْ أقْرَبِ وَمِنْ أفْضَلٍ" فنزيد لفظة "من".
وأما القراءة المستحبة في صلاة الجمعة، وفي صلاة الصبح يوم الجمعة، فتقدَّم بيانها في باب أذكار الصلاة.
وروينا في كتاب ابن السني، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله
ــ
كِتَاب ابْن السني الخ) سبق الكلام عليه فيما يقول بعد ركعتي الفجر. قوله: (وأستحبُّ قرَاءَتَها في ليْلَةِ الجُمعَةِ) لخبر الدارمي عن ابن مسعود موقوفًا عليه من قرأها ليلة الجمعة أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق والأفضل قراءتها في أول الليلة لما سبق وحكمة قراءتها فيهما اشتمالها على ذكر القيامة وأهوالها ومقدماتها وهي تقوم يوم الجمعة كما في مسلم ولشبهها بها لاجتماع الخلق فيها. قوله: (قبلَ صلاةِ الغدَاةِ) أي صلاة الصبح وفي الحديث إطلاق الغداة على الصبح والمختار عدم كراهته. قوله: (أَخذ بِعضادَتي البَاب) بكسر العين المهملة وبالضاد المعجمة ثم الدال المهملة بعد الألف معروفان. قوله: (وَرَوَينَا فيهِ الخ) قال الحافظ أخرجه أبو نعيم في كتاب الذكر وفي سنده راويان مجهولان قال الحافظ وقد جاء من حديث أم سلمة لكن بغير قيد ثم روي عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج إلى الصلاة قال اللهم اجعلنى أقرب من تقرب اليك وأوجه من توجه إليك وأنجح من سألك ورغب إليك يا الله وسنده ضعيف أيضًا. قوله: (وَرَوَينَا في كِتَابِ ابْن
السُّني الخ) قال الحافظ سنده ضعيف وينبغي أن يقيد بما بعد الذكر المأثور في الصحيح وله شاهد من مرسل مكحول أخرجه سعيد بن