الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فصل في الدعاء في البيت:
قد قدَّمنا أنه يستجابُ الدعاءُ فيه.
وروينا في كتاب النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما دخل البيت أتى ما استقبل من دُبر الكعبة فوضع وجهه وخدَّه عليه، وحمد الله تعالى وأثنى عليه وسأله واستغفره، ثم انصرف إلى كل ركن من أركان الكعبة،
ــ
فصل
قوله: (في الدُّعاءِ في البَيْتِ) أي فيه كما في نسخة والبيت صار علمًا بالغلبة على الكعبة زادها الله مهابه. قوله: (وَرَويْنَا في كِتَاب النّسائي الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الإِمام أحمد وغيره باللفظ المذكور في المتن إلَّا إنه قال من أركان البيت بدل أركان الكعبة وزاد في أوله عن أسامة إنه دخل هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم البيت وأمر بلالًا فأجاف البيت والبيت إذ ذاك على ستة أعمدة فمضى حتى أتى الأسطوانتين اللتين تليان لباب الباب فجلس فحمد الله وأثنى عليه وسأله واستغفره ثم قام حتى أتى ما استقبل من دبر البيت الخ. وزاد في آخره ثم خرج فصلى ركعتين في حائط البيت مستقبل وجه الكعبة ثم انصرف فقال هذه القبلة هذه القبلة هذا لفظ أحمد هو حديث صحيح وأخرجه ابن خزيمة من طريقين وأصل الحديث في دخول الكعبة الصلاة خارجها دون الزيادات عند الشيخين من وجه آخر من حديث ابن عباس عن أسامة. قوله: (أَتى ما استَقبَل) أي ما استقبله من دبر الكعبة حال دخوله إليها ومشيه تلقاء وجهه ودبر بضمتين وذلك بعد أمره بإجافة الباب كما تقدم في الرواية أي مخافة الزحمة المانعة من كمال الحضور المقتضي لزيادة الرحمة.
قوله: (جبهَتُهُ) ما اكتنفه الجبينان من الوجه. قوله: (وحَمِدَ الله) بِكسر الميم أي شكره على ما منحه وقوله: (وأَثْنى علَيهِ) يصح أن يكون تفسيرًا للمراد من قوله وحمد ويصح أن يكون من عطف العام على الخاص أي قال الحمد الله وزاد ألفاظًا في الثناء الجميلِ ولعل الأخير أقرب والله أعلم. ثم رأيته في تحفة القارئ مال إليه واقتصر عليه. قوله: (وسألهُ) أي المزيد من فضله. قوله: (واستَغفَرَهُ) أي من التقصير الذي لا يليق بمثله. قوله:
فاستقبله بالتكبير والتهليل والتسبيح والثناء على الله عز وجل والمسألة، والاستغفار، ثم خرج".
ــ
(فاستَقْبلهُ بالتَكْبيرِ الخ) أي مصحوبًا بذلك الحمد والثناء والمسألة أي سؤال المنال والاستغفار أي سؤال الغفران من الله تعالى. قوله: (ثم خَرجَ صلى الله عليه وسلم) وسكت المصنف عن آخر الحديث السابق بيانه لعدم تعلق غرض الترجمة به واختلف العلماء في تعيين هذا المكان الذي صلى به صلى الله عليه وسلم عند حائط البيت مستقبل الكعبة وهو أحد المواضع التي صلى بها النبي صلى الله عليه وسلم حول الكعبة وقد جمعها المحب الطبري وأوردها في القرى وقد نظمتها في أبيات من الرجز هي:
مواضع بها الرسول صلى
…
بحول بيت كالعروس تجلى
خلف المقام وبباب الكعبه
…
والمستجار الحجر والمعجبه
وبحذاء الحجر الموصوف
…
بأنه الأسود للتشريف
يفصل بينه وبين الحجر
…
الطائفون من خيار البشر
وبين حفرة وركن شامي
…
وحذو غربي ركنه يا سامي
بحيث من صلى به يسامت
…
بابًا لعمرة لهذا أثبتوا
وعند قرب ركنه اليماني
…
مما يلىِ الأسود ذا المعاني
والمستجار بين باب سدا
…
وبين شمامي الركن حزت الرشدا
بين اليماني وركن الحجر
…
عن ابن إسحاق أتى في خبر
كذا بوجه قبلة ولم يبن
…
تعيينه كما يرومه الفطن
وجوف كعبة بها الرسول
…
صلى وكان الفتح والقبول
فهذه البقاع صلى فيها
…
نبينًا فزادها تنويها
بشرى لمن بهذه قد صلى
…
قد مس تربًا بعلاه حلا
طوبى لمن بوجهه قد مس ما
…
مسته أقدام نبي عظما
والحمد الله وصلى الله
…
على نبيه ومصطفاه
وآله وصحبه والعلما
…
والتابعين هديه المعظما