الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
روينا في كتاب ابن السني، عن أنس رضي الله عنه قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة، فلقي العدوَّ، فسمعته يقول:"يا مالِكَ يَوْمِ الدينِ إياكَ أعْبُدُ وإياكَ أسْتَعِينُ" فلقد رأيت الرجال تصرَع، تضربها الملائكة من بين أيديها ومن خلفها.
ويستحب ما قدمناه في الباب السابق من حديث أبي موسى.
باب ما يقول إذا عرض له شيطان أو خافه
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ
ــ
قوله: (رَوَيَنَا) الخ، قال الحافظ بعد تخريجه من طريق الطبراني في كتاب الدعاء وغيره مرارا. قوله:(عَنْ أنس) عن أبي طلحة حديث غريب أخرجه ابن السني لكن سقط من روايته عن أبي طلحة ولا بد منه قال الطبراني ولا يروى عن أبي طلحة إلَّا بهذا الإسناد ثم تكلم في رجال إسناده. قوله: (تضربها الملائكةُ الخ) فائدة قيل لم تقاتل الملائكة معه صلى الله عليه وسلم إلّا في بدر وحنين أما باقي المغازي فكانت تشهدها من جملة الإمداد من غير قتال لكن في صحيح مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص ما يقتضي أن الملائكة قاتلت في يوم أحد أيضًا والله أعلم. قوله: (من بينِ أَيديهم الخ) في نسخة أيدينا وخلفنا. قوله: (ويُستحَبُّ مَا قدمناهُ الخ) أورده فيما يقول إذا خاف قومًا وأورد صاحب
السلاح في باب ما يقال عند القتال عن البراء أن النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين نزل عن بغلته فدعا واستنصر وهو يقول أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب اللهم أنزل نصرك، مختصرًا رواه مسلم والترمذي والنسائي وعن أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا قال اللهم أنت عضدي ونصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل رواه داود واللفظ له والترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه وقال الترمذي حسن غريب وفي رواية للنسائي من حديث صهيب رب بك أقاتل وبك أصول ولا حول ولا قوة إلَّا بك، أحول أتحرك وأصول أسطو وغير ذلك اهـ، وسيأتي في أذكار الجهاد في باب الدعاء منه هذا الحديث باللفظ الوارد عند أبي داود وقد أورد في الحصين وغيره أذكارًا في هذا المقام يأتي بعضها إن شاء الله تعالى في كتاب الجهاد.
باب ما يقول إذا عرض له شيطان أو خافه
قوله: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ} [الأعراف: 200] أصل النزغ الحركة الخفية المراد به هنا الوسوسة والمعنى فإن يوسوسك الشيطان
عَلِيمٌ} [الأعراف: 200] وقال تعالى: ({وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجَابًا مَسْتُورًا} [الإسراء: 45] فينبغي أن يتعوذ ثم يقرأ من القرآن ما تيسر.
وروينا في "صحيح مسلم" عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي، فسمعناه يقول: أعُوذُ باللهِ مِنْكَ، ثم قال: ألْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللهِ ثلاثًا، وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك، ورأيناك بسطت يدك، قال:
ــ
بوسوسة فاستعذ بالله أي اطلب النجاة من تلك الوسوسة بالله ولا تطعه إنه هو السميع لدعائك العليم بما عرض له. قوله: {حِجَابًا مستُوَرًا} [الإسراء: 45] قال الكواشي ذا ستر أو مستورًا بحجاب آخر من قدرة الله تعالى فلا يراه كالحائل بين الفرث والدم واللبن حقيقته غير مشاهدة وإذا لم يروا الحجاب فلا يرون المحتجب به أو مستورًا بمعنى سائر بعضهم من تحصن بالحق فهو في حصن حصين والمضيع لوقته من تحصن بعلمه أو بنفسه فيكون هلاكه في موضع أمنه وفي تفسير الواحدي الوسيط أنزلت في قوم كانوا يؤذون النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ القرآن قال الكلبي هم أبو سفيان والنضر بن الحارث وأبو جهل وأم جميل امرأة أبي لهب حجب الله رسوله عن أبصارهم عند قراءة القرآن وكانوا يأتون ويمرون به ولا يرونه.
قوله: (وَرَوَيْنَا في صحيح مُسْلم الخ) قال الحافظ بعد تخريجه من طريق أبي نعيم في المستخرج هذا حديث صحيح روَاه مسلم والنسائي وابن حبان. قوله: (أَعُوذُ بالله مِنْكَ) قال المصنف في شرح مسلم قال القاضي عياض هذا وقوله: (ألْعَنُكَ بِلعنةِ اللهِ) دليل لجواز الدعاء لغيره وعلى غيره بصيغة المخاطبة خلافًا لابن شعبان من أصحاب مالك في قوله إن الصلاة تبطل بذلك قلت وكذا قال أصحابنا تبطل الصلاة بالدعاء لغيره بصيغة المخاطبة كقوله للعاطس يرحمك الله ولمن سلم عليه وعليك السلام وأشباهه والأحاديث السابقة في السلام على المصلي يؤيد ما قال أصحابنا فيتأول هذا الحديث أو يحمل على أنه كان قبل تحريم الكلام في الصلاة أو على غير ذلك اهـ. قوله: (وبَسَط يدَهُ
الخ) دليل على جواز العمل القليل في الصلاة. قوله: (إنَّ عدو الله ألخ) فيه دليل على إن الجن موجودون وأنه
إن عَدُوّ اللهِ إبْلِيسَ جاءَ بشِهابٍ مِنْ نارٍ لِيَجْعَلَهُ في وَجْهِي، فَقُلْتُ: أَعُوذُ باللهِ مِنْكَ ثلاثَ مَراتٍ، ثم قُلْتُ: ألْعَنُكَ بِلَعْنةِ اللهِ التَّامةِ، فاسْتأخَرَ ثلاثَ مَرَّاتٍ، ثم أرَدْتُ أنْ آخُذَهُ، واللهِ لولا دَعْوَةُ أخي سُليمان لأصْبَحَ مُوثَقًا تلْعَبُ بهِ ولدانُ أهْلِ المَدِينَةِ".
قلت: وينبغي أن يؤذن أذان الصلاة، فقد روينا في "صحيح مسلم" عن سهيل بن أبي صالح أنه قال: أرسلني أبي
ــ
يراهم بعض الآدميين وأما قوله تعالى. {إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ} [الأعراف: 27] فمحمول على الغالب ولو كانت رؤيتهم محالًا ما قال صلى الله عليه وسلم ما قال من رؤيته ومن إنه كان يوثقه ليلعب به ولدان أهل المدينة قال القاضي وقيل إن رؤيتهم على خلقتهم وصورهم الأصلية ممتنعة لظاهر الآية إلَّا الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ومن خرقت له العادة وإنما يراهم بنو آدم في صور غير صورهم كما جاء في الآثار قال المصنف هذه دعوى مجردة فإن لم يصح لها مستند فهي مردودة قال الإمام أبو عبد الله المأزري الجن أجسام لطيف روحانية فيحتمل إنه تصور بصورة يمكن ربطه معها ثم يمنع أن يعود على ما كان عليه حتى يأتي اللعب به وإن خرقت العادة أمكن غير ذلك اهـ، وآخر كلامه إلى ما قاله القاضي فتأمله. قوله:(بِشِهَاب) هو الشعلة في مفردات الراغب والصحاح الشهاب الشعلة الساطعة من النار الموقودة. قوله: (بلَعنَة الله التّامَّة) قال القاضي يحتمل تسميتها التامة أي لا نقص فيها ويحتمل الواجبة له المستحقة عليه أو الموجبة عليه العقاب سرمدًا اهـ، وقال ابن الجوزي في كشف المشكل أشار بتامة إلى دوامها. قوله:(والله لوْلا دعْوةُ أَخي سُليْمانَ الخ) فيه جواز الحلف من غير استحلاف لتفخيم ما يخبر به الإنسان وتعظيمه والمبالغة في صحته وصفته وقد كثرت الأحاديث بمثل ذلك ودعوة سليمان هي قوله: {وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، ففيه الإشارة إلى أن هذا مختص به فامتنع نبينا صلى الله عليه وسلم من ربطه لأنه لما تذكر دعوة سليمان ظن إنه لا يقدر على ذلك أو تركه تواضعًا وتأدبًا. قوله:(ولْدَانُ أهْلِ المَدِينَةِ) أي صبيانهم. قوله: (وَرَوَيَنا في صحَيح مُسِلم) قال الحافظ بعد تخريجه وأصله في الصحيحين بدون القصة من حديث أبي هريرة قلت وقد تقدم في باب الأذان. قوله: (عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صالح) هكذا هو في بعض النسخ بالتصغير