الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأبي بكر رضي الله عنه.
ورواه البخاري أيضًا من رواية ابن أبي مليكة، أن ابن عباس استأذن على عائشة قبل موتها وهي مغلوبة، قالت: أخشى أن يثنَى عليَّ، فقيل: ابن عمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من وجوه المسلمين، قالت: ائذنوا له، قال: كيف تجدينَكِ، قالت: بخير إن اتقيتُ، قال: فأنت بخير إن شاء الله: زوجةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ينكح بكرًا غيرك ونزل عذرك من السماء.
باب ما جاء في تشهية المريض
روينا في كتابي ابن ماجه وابن السني بإسناد ضعيف، عن أنس رضي الله عنه،
ــ
فقالت دعني يا ابن عباس من هذا فوالله لوددت أني كنت نسيًا منسيًّا وأخرجه أحمد وابن سعد أيضًا من حديث أبي جثيم وهو صدوق في حفظه سيئ وعمر بن سعيد أي راوي الطريق الأخرى أثبت منه ولعل ابن أبي مليكة حضر القصة وثبته فيها ذكوان فحدث بما حفظ عنها بغير واسطة فحمله عنه عمرو بن سعيد انتهى كلام الحافظ. قوله: (ابْن أبِي مُلَيْكَةَ) هو بضم الميم وفتح اللام وإسكان التحتية بعدها كاف مفتوحة ثم هاء وقد بينت بعض حاله في كتاب فضل زمزم. قوله: (مغلوبَة) أي في حفور الموت. قوله: (يُثْنَى عَليَّ) بضم المثناة التحتية وإسكان المثلثة ثم نون ثم ياء مضارع أثنى أي قال أوصاف الجميل فإنما خشيت من ذلك لئلا يشغل بعض ذلك عما هي فيه من كمال التوجه وحسن الاستعداد للقاء الله عز وجل أو أنها لما عندها من الكمال لم تر لنفسها شيئًا من الفضائل والأعمال. قوله: (ونَزَلَ عذْرُكَ) أي براءتك من السماء أي في القرآن.
باب ما جاء في تشهية المريض
قوله: (رَوَيْنَا في كِتَابِ ابنِ السُّنيِّ وابنِ مَاجَة) قال الحافظ بعد تخريجه عن الأعمش وقال يحدث عن رجل عن أنس رضي الله عنه قال دخل النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ثم قال حديث غريب أخرجه ابن السني وابن ماجة وسمي ابن شيخ الأعمش فيه فقال عن يزيد الرقاشي وهو ضعيف وكذا الذي سماه وهو شيخ ابن ماجة واسمه سفيان بن وكيع ضعيف وذكر ابن ماجة قبل حديث أنس حديثًا لابن عباس في المعنى وسنده
قال: "دخل النبي صلى الله عليه وسلم على رجل يعوده، فقال: هَلْ تَشْتَهِي شَيئا؟ تَشْتَهِي كَعْكا؟
ــ
أصلح من هذا وعجبت للشيخ كيف أغفله وترجمته تقتضي ذكره عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاد رجلًا من الأنصار فقال ما تشتهي قال أشتهي خبز بر فقام رجل فانطلق فجاء بكسرة من خبز بر فأطعمها النبي صلى الله عليه وسلم إياه وقال إذا اشتهى مريض أحدكم شيئًا فليطعمه قال الحافظ بعد تخريجه وفي سنده ضعف إذ ابن هبيرة العقيلي لا يتابع عليه (1) ولا يعرف إلَّا به وأخرجه ابن ماجة وللحديث شاهد عن عمر أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات لكنه موقوف ولفظه إذا اشتهى مريضكم الشيء فلا تحموه فلعل الله إنما شهاه ذلك ليحصل شفاؤه فيها اهـ. كلام الحافظ. قوله: (فَقَال هَلْ تَشْتَهِي شَيْئا) قال العلقمي في شرح الجامع الصغير قال الموفق عبد اللطيف هذا الحديث فيه حكمة طيبة تشهد بقانون شريف ذكره هي أن المريض إذا تناول ما يشتهيه وإن كان يضر قليلًا كان أنفع وأقل ضررا مما لا يشتهيه وإن كان نافعا ولا سيما إذا كان ما يشتهيه غذاء فإن المشتهى كثيرًا ما يكون فيه الشفاء عنده ولا سيما إن انبعث إليه النفس بصدق شهوة وصحة قوة ولا سيما إن كان غذاءً ملائمًا كالخبز والكعك فكلاهما جاء في الحديث ولا سيما إن كان صناعة الطب لا تنكره فطالما رأيت وسمعت مرضى يشتهون أشياء ينكرها الطبيب فيتناولها المريض فيعقبها الشفاء وما ذاك إلّا لعجز البشر عن علم كل ما في الطبيعة فينبغي للطبيب الكيس أن يجعل شهوة المريض من جملة أدلته على الطبيعة وما يهتدي به إلى طريق علاجها فسبحان المستأثر بعلم الغيب اهـ، ولا ينافي حديث الباب حديث علي رضي الله عنه لما أكل من الدوالي المعلقة من الرطب فنهاه صلى الله عليه وسلم كما في الشمائل وغيره لأن حديث الباب وما في معناه محمول على ما إذا اشتدت شهوة المريض ومالت الطبيعة لشيء وتناول منه القليل فلا مضرة حينئذٍ لتلقي المعدة والطبيعة لذلك الشيء بالقبول فصدق الشهوة والمحبة تدفع ضرره وما في حديث علي ليس كذلك لأن عليًّا كان يكثر من أكل تلك الفاكهة والإكثار منها مضر فلذا لم يأمره بالكفاف لما أكل منه يسيرًا ونهاه عن أن يأكل منه كثيرًا
قال: نعم، فطلبه له".
وروينا في كتابي الترمذي، وابن ماجه، عن عُقبة بن عامر رضي الله عنه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تُكْرِهُوا مَرْضَاكُمْ على الطعَامِ، فإنَّ اللهَ يُطْعِمُهُمْ ويَسْقِيهِمْ". قال الترمذي: حديث حسن.
ــ
لأنه يخاف من كثرته أن يعود عليه المرض بسببه والله أعلم.
قوله: (وَرَوَيْنَا في كِتَابِ الترْمِذيِّ الخ) قال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب من هذا
الوجه وهو حسن لشواهده أخرجه ابن أبي شيبة في مسنده ورواه الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم وليس كما قال فإن بكر بن قيس أحد رواته ليس على شرط مسلم عينا ولا مثلًا بل الأكثر على تضعيفه ضعفه البخاري وأبو زرعة الرازي وأبو داود وقال ابن عدي تفرد به وعامة ما يرويه لا يتابع عليه وقال العجلي لا بأس به وبعضهم يضعفه اهـ. قال الحافظ وللمتن شاهد ذكر ما يتيسر منها ثم أخرج من طرق محمد بن العلاء قال بعض الرواة فيه المدني وقال بعض: النبقي بفتح النون والموحدة ثم قاف عن الوليد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب فإن الله يطعمهم ويسقيهم وقال الحافظ بعد تخريجه هذا حديث غريب من هذا الوجه أخرجه البزار وقال لا يروى عن عبد الرحمن إلَّا بهذا الإسناد وقال الطبراني تفرد به محمد بن العلاء اهـ، وأخرجه الحاكم في الطب من المستدرك من وجه آخر عن إبراهيم بن المنذر عن ابن العلاء بهذا السند وقال صحيح الإسناد ورواته مدنيون وعندنا فيه حديث محمد بن الوليد اليشكري الذي تفرد به عن مالك عن نافع اهـ، وأما قوله رواته مدنيون فيريد من ابن المنذر فصاعدا وأما تصحيحه ففيه نظر فإن الوليد لم يترجم له البخاري ولا ابن أبي حاتم ولا غيرهما ممن صنف في الثقات ولا الضعفاء ولم يجد عنه راويًا إلّا محمد بن العلاء وهو مستور روى عنه جماعة من المدنيين والغرباء ولم أر من أفرد له ترجمة إلَّا الدارقطني في ذيله عن تاريخ البخاري ولم يزد في ترجمته على ما في هذا الحديث لكنه قال محمد بن العلاء بن أبي نبقة ووقع في المعجم الكبير للطبراني في حديث آخر بهذا السند محمد بن العلاء بن الحسين النبقي المطلبي وكذا ذكر أبو الوليد الفرضي الأندلسي في المشتبه وأفاد إلى إنه منسوب إلى ابن أبي نبقة بكسر الموحدة وسكونها قال واسمه عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف وأما رواية محمد بن الوليد التي