الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفي مجال ورعه وتقواه كان يقول: ما كتبت حديثًا إلًا وقد عملت به، حتى مر بي أَن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأَعطى أَبَا طَيبة دينارًا فأَعطيت الحجام دينارًا حين احتجمت.
-
حبه للوحدة:
قال عنه ابنه عبد الله: كان أَصبر الناس على الوحدة، وبِشْرٌ لم
يكن يصبر على الوحدة، كان يخرج إلى ذا إلى ذا
وكان يقول: أَشتهي مكانًا لايكون فيه أَحد من الناس
ويقول رأيت الخلوة أَروح لقلبي
وقال تلميذه إبراهيم الحربي: كان يجيب في العرس، والِإملاك والختان، ويأكل.
وذكر غيره أَن أَحمد ربما استعفى من الإجابة، وكان إذا رأى إناء فضة، أو منكرًا، خرج.
وكان يحب الخمول والانزواء عن الناس، ويعود المريض.
وكان يكره المشي في الأَسواق، ويؤثر الوحدة.
وقال محمد بن الحسن بن هارون: رأيت أَبا عبد الله إذا مشى في الطريق، يكره أَن يتبعه أَحد. انتهى
أَقول: فليعتبر من إذا مشى معه مَنْ لا يُفْرَحُ بِهِ، أو احتوشه بعض الطلَاّب، ضاقت الطريق به؟
-
بعده عن الشهرة:
من كان موصوفًا بالزهد، والورع، والتواضع، وصدق اللجأ إلى
الله، والتعبد، ودوام الذكر، وقراءة القرآن، وتبليغ العلم؛ خاف على نفسه " الشهرة " وكرهها، وَفرَّ من أَسبابها وأَخذ بالتوقي منها
وقد ضرب الإمام أَحمد في حربها، شوطًا بعيد المدى في دقائق حياته، حتى كان يقول:
" لو وجدت السبيل لخرجت حتى لا يكون لي ذكر ".
ولهذا قال في وصفه عيسى بن محمد الرملي:
" عن الدُّنيا ما كان أَصبره، وبالماضين ما كان أَشبهه، وبالصالحين ما كان أَلحقه، عَرَضت له الدُّنيا فَأَبَاهَا، والبِدع فنفاها " رواهما الذهبي في: " السير ".
ولهذا كان- رحمه الله تعالى- لا يظهر النسك ويقول:
(أُريد أَن أَكون في بعض تلك الشعاب حتى لا أعرف، قد بُليت بالشهرة، إِني لأَتمنى الموت صباحًا ومساءً) .
وكان ينهى من رآه آخذا ببعض أَسباب الشهرة مثل تشمير الثياب فوق المعتاد، ولبس المرء غير لبس أهل بلده، وهكذا، مما ساقه ابن الجوزي عنه في كتابه:" تلبيس إِبليس " وفَصَّلْتُ القول فيه في رسالة باسم: " الفرق بين حَدِّ الثوب والأزرة ".
قال ابن الجوزي- رحمه الله تعالى- بسنده:
وقال أحمد- رحمه الله تعالى-:
" القلانس من السماء، تنزل على رؤوس قوم، يقولون برؤوسهم