الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صالح، فلماذا تكنى بعبد الله دون صالح، والعادة جارية بتكني الأَب بأَكبر أَبنائه؟
فلعله تكنى بأبي عبد الله قبل أَن يتزوج، ويولد له، فغلبت عليه.
وهذا جَارٍ في الناس، كما قيل:
لَهَا كُنْيَة عمرو
…
وَلَيْسَ لها عمرو
أَو أَنه ولد له ابن أَول ما ولد وسماه عبد الله، ومات في صغره، ويمَنَّى به، فغلبت عليه.
- وإذا عرفنا أَن الإمام أَحمد لم يتزوج إلَّا بعد الأَربعين من عمره بتتبع الأَخبار والروايات في ترجمته نجد مجموعة منها في خبر ما قبل الأَربعين من عمره كان يدعى فيها بأَبي عبد الله، وهذا دليل مادي على سلامة أَحد هذين التعليلين وَأَوَّلهما أَوْلَى. وكم في بطون التاريخ، والسير من معالم، طويت معالمها، وغابت أَخبارها، فهذا: شيخ الإسلام أَبو إسماعيل الهروي: عبد الله بن محمد الأنصاري. ت سنة (481 هـ) لا يعرف له سوى ابنيه: مجاهد، وعبد الهادي، فمن أين جاءت تكنيته بأَبي إسماعيل؟ يدور في هذا تعليلات كثيرة، والله أعلم.
-
آل الإمام أَحمد- رحمه الله تعالى
-:
آل الإمام أَحمد: الشيبانيون نَسَبًا، البغاددة وطنًا، وهم: أصول، وفروع، وحواشٍ، وزوجات، ذِكرهم على النحو الآتي:
1-
أبوه وجده:
كان أبوه محمد: من أجناد مرو لكن ما لبس زي الجند قط،
وأصله من البصرة، وكان كريمًا جوادًا مُمَدَّحًا، فَتح داره بخراسان لوفود العرب، فيقوم بالضيافة، والإكرام.
توفي وهو ابن ثلاثين عامًا، ولذا قال أَحمد: لم أَر جدي، ولا أَبي.
وكان جده: حنبل، واليًا على سرخس، ومن القائمين بالدعوة العباسية.
وهذه السابقة مِن جَدِّه، لم تشفع له عند المأمون، والمعتصم، والواثق، من خلفاء بني العباس في موقفهم من أَحمد الإمام، فهل من مُعتبر (1) ؟.
2-
والدته الشيبانية:
هي: صفية بنت ميمونة- هكذا- بنت عبد الملك الشيباني من بني عامر وعبد الملك هذا من وجوه بني عامر وساداتهم.
هكذا وجدت اسمها.
فهذه الوالدة المباركة، ترملت من زوجها، وكان أَحمد وحيدها، وكانت أمه قد وُفِّقَتَ حينما رحلت به إلى بغداد دار العلم آنذاك
وفي هذه النقاط الثلاث كان الشافعي كذلك، فقد ترملت أمه في شبابها، فحملت وحيدها: محمد بن إدريس من غزة إلى مكة، دارالإسلام الأولى، ومثابة العلم والعلماء.
3-
أَعمامه: عبد الله، وعمر وإسحاق ت سنة (253 هـ) ، أبناء حنبل. فعبد الله، ولد له: أحمد، وقد سمع من الإمام أحمد أشياء
(1) كانت دولة بني العباس من سنة 132 هـ. إلى سنة 656 هـ. فذلك خمسمائة وأربع وعشرون سنة
وإسحاق ولدَ له: حنبل. ت سنة (273 هـ) وقد روى عن الإمام أَحمد.
وعمر وُلدَت له: ريحانة زوجة الإمام أَحمد.
فهؤلاء ستة نفر.
وفي " المغني لابن قدامة: 3/487 " ذكر عَبْثَر ابن عَمِّ الإمام أحمد وذكر الخطيب في: " تاريخ بغداد: 12/ 318 ": خَتَن عبد الله. وفي: " 11/343 " ذكر: غلام أحمد.
4-
أَولاده: للِإمام أَحمد عشرة أَولاد، ثمانية بنين، وابنتان، هم:
صالح، وعبد الله، وزهير، والحسن والحسين، والحسن، ومحمد، وسعيد، وزينب، وفاطمة.
5-
زوجاته: كان له- رحمه الله تعالى- زوجتان من العرب، وجاريتان، كما يأتي:
1-
أَول زواج له كان بعد بلوغه أَربعين عاما كانت زوجته عباسة: بنت الفضل، من نسل العرب من الرَّبَض أَقامت معه ثلاثين عامًا، لم يختلف معها بكلمة واحدة.
ولدت له: ابنه صالحًا أَبا الفضل القاضي بطرسوس. ولد سنة (203 هـ) وت سنة (266 هـ) بأَصبهان وله ثلاث وستون سنة، وهو أكبر من أخيه عبد الله بعشر سنين.
ولصالح ثلاثة أَبناء، هم: أَحمد، وعلي، وزهير ت سنة (303 هـ)، ولأحمد ابن اسمه: محمد بن أحمد بن صالح بن الإمام
أَحمد. ت سنة (330 هـ) يكنى أبا جعفر.
وقد توفيت عباسة في حياة الإمام أَحمد، وكان يثني عليها كثيراَ
2-
زوجته: أم عبد الله: ريحانة- بنت عم الإمام أَحمد: عمر تزوجها بعد وفاة أم صالح، وولدت له: راوية المسند: ابنه: عبد الله، فقط. وماتت في حياته.
وعبد الله يكنى: أَبا عبد الرحمن، ولد سنة (213 هـ) وتوفي سنة (295 هـ) ببغداد عن عمر ناهز سبعة وسبعين عامًا مثل أبيه، صلى عليه ابن أَخيه زهير بن صالح
3-
جارية اسمها: حُسْن، اشتراها بعد وفاة أم عبد الله. ولدت له بقية أَولاده: أم علي: زينب، والحسن، والحسين- توأمان- وَمَاتَا قُربَ ولادتهما ثم: الحسن ومحمد، وعاشا نحو أَربعين عاماَ، ثم سعيد، وُلدَ قبل موت والده بنحو خمسين يومًا، وقد ولي قضاء الكوفة
وأَما ابنه زهير ويكنى أَبا العباس فمذكور في ترجمة: الحسن بن أَيوب البغدادي من: " الطبقات " لابن أَبي يعلى. ولم أَقف على غير هذا. وفي ترجمة ابن أبي موسى الهاشمي: عبد الخالق بن عيسى ت سنة (470 هـ) من " الطبقات " ذكر خبر قبره مع الإمام أَحمد في القبر فأنكرَ ذلك أبو محمد التميمي، وقال: " كيف تدفنونه في قبر الإمام أحمد، وبنت أحمد مدفونة معه في القبر؟ فإن جاز دفنه مع الإمام فلا يجوز دفنه مع ابنته، فقال بعض العوام: اسكت، فقد زوجنا