الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المذهب وَدَرَّسَهُ ولَقَّنَهُ الطلَاّب، وأَسمعه للعامة، وعلى يد تلميذه القاضي أَبي يعلى، المولود سنة (380 هـ) والمتوفى سنة (458 هـ) دخل المذهب في الاعتبار الرسمي؛ إِذْ نُصِبَ في القضاء.
والبشاري كانت وفاته سنة (380 هـ) أي عام ولد أَبو يعلى.
وهذا وحده كافٍ في فَسرِ مرَاد البشَّاري بالحنبلية، والراهوية والثورية: أي أهل الحديث. والله أعلم
والبشاري رَحَّالَة جَوَّال لايذكر إلَّا عن مشاهدة وَعَيَان، لكن لم يصلنا من خبر المذهب في هذه البلاد وعلمائها الحنابلة ما نتحف به المستفيد، وسبحان مُصَرِّف الأَحوال، وَكُل إلى الله راجع.
إنما نرى المنتسبين للمذهب من علماء الحنابلة في هذه الديار الأَعجمية، بعد ذلك التاريخ، كما في تراجم عدد منهم في:" ذيل الطبقات " لابن رجب، وتأتي تسمية بعضهم في:" بيوتات الحنابلة ".
*
وفي جزيرة العرب:
أما الحجاز وفيه الحرمان الشريفان؛ فهو مَئِنَّةُ وجود المذهب الحنبلي فيه، ومن نظر في كتب التراجم المفردة لمكة والمدينة، رأى فيها تسمية من شاء الله من الحنابلة، لاسيما:" التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة " للسخاوي و " العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين " للفاسي المكي
وقد أمَّ وخطب في المسجد الحرام عدد، منهم: نصر بن محمد الهمداني، المتوفى سنة (618 هـ) ، وعثمان بن موسى الطائي ت سنة (674 هـ) ، ونصر بن أبي الفتح الحضرمي.
وأما إقليم نجد فقد عاش حلقهّ مفقودة التدوين لدى المؤرخين في مثل هذه المعارف، لكن يتأكد أن المذهب الفقهي الحنبلي كان سائدًا فيها منذ القرن الحادي عشر الهجري، يتقدم في وضوح وجلاء حتى ظهر أئمة الدعوة في القرن الثاني عشر الهجري، فنما المذهب في قلب نجد نموًا مطردًا، لاسيما والميرة التجارية بين نجد، والشام، والعراق، والأحساء، مطردة، فاستقر المذهب الحنبلي بقاعدته العريضة فى نجد، ومنه انتشر إلى قطر والأَحساء، والبحرين، والإمارات العربية، وبخاصة في الشارقة، ورأس الخيمة، والفجيرة، وعُمَان، لاسيما في جُعلان، بواسطة هجرة بعض الحنابلة من نجد ونزوحهم هناك، وهو المذهب الرسمي للحكومة السعودية وللحكومهّ القطرية.
وقد كان للدولة السعودية الثالثة- الحالية- فضل كبير في نشر وطبع كتب الحنابلة، وكان لدولة قطر مساهمة مهمة في ذلك.
فدوره الآن في المملكة يشبه دوره في القرنين الثالث والرابع في العراق، ودوره في دمشق في القرن الخامس، لاسيما بعد هجرة آل قدامة المقادسة إلى الصالحية بدمشق.