الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وجُلَّ القائلين بخلق القرآن من موالي بغداد.
*
موضوع الدعوى: " القرآن مخلوق
":
إِنَّها دعوى الجهم بن صفوان، الذي انحاز بأَتباعه عن جماعة المسلمين بهذه المقالة الكافرة، ثم افترقوا فيها إلى ثلاث فرق:
فقالت طائفة منهم: " القرآن مخلوق ".
وقالت طائفة منهم: " القرآن كلام الله " وسكتت، وهي الواقفة الملعونة.
وقالت طائفة: " أَلفاظنا بالقرآن مخلوقة " وهم اللفظية المبتدعة.
*
مدة الدعوى:
بدأت فتنة بعد المائة الأُولى من الهجرة، ثم استمرت في خفاء حتى شيدها وأَعلنها ابن أَبي دؤاد منذ عام 212 هـ، ثم بدأ الامتحان بها منذ عام 218 هـ. حتى تجلت في عام 234 هـ.
أَي: كانت مدة الدعوى سبعة عشر عامًا.
*
حجة المدعي:
" هي هباء وغاية في الوهن والوَهَاء، إِنَّها: " مدرسة الرأي المذموم " في إِخضاع النص للعقل، والعقل يحركه الهوى، والهوى لا عاصم له، مفروضًا بقوة السلطان، مستعملًا نفوذه أَدوات مراغمة له.
*
حجة المدعى عليه:
هي أجْلَى من ابن جَلَا إنها: " مدرسة النص " في إخضاع العقل للنص- والنص معصوم- يحركه سلطان الحق، ونفوذه على القلوب المفروض على الناس بقوة الإيمان
بالنص المعصوم.
فهو يمتلك سلطان الحق المبين، وحجة الِإيمان المتين، ويقين الصادقين، وبركة الناصحين.
ومن نظر فيما جرى فيها من محاورات، ومناظرات، مما هو منثور في الكتب المؤلفة عن هذه المحنة، ومن بطون التراجم والسير رأى في ذلك عجبا، لكن أعظم حجة واجه بها الإمام أَحمد خصومه، هو ذلك الدليل العظيم:، " السبر والتقسيم " وقد أَفاض شيخنا محمد الأمين الشنقيطي، المتوفى سنة (1393 هـ) بمكة - رحمه الله تعالى- في الحديث عن هذا الدليل في تفسيره:" 4/365- 384 " وكان مما ذكره مما يتعلق بموضوع بحثنا قوله: " 4/ 378-380 ": إن هذا الدليل. " السبر والتقسيم " هو أول سبب لضعف المحنه العظمى على المسلمين في عقائدهم بالقول بخلق القرآن العظيم، وكان خلاصة هذا الدليل الذي ألقم به الإمام أحمدُ خَصمَهُ أحمد بن أبي دؤاد، حَجَراً: " أن الشيخ يقول لابن أبي دؤاد: مقالتك هذه التي تدعو الناس إليها، لا تخلو بالتقسيم الصحيح من أحد أمرين: إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون، عالمين بها، أو غير عالمين بها ولا واسطة بين العلم وغيره، فَلَا قِسْمَ ثالث البتة، ثم إنه رجع بالسبر الصحيح إلى القسمين المذكورين، فبيَّن أَن السبر الصحيح، يُظهر أن أحمد بن أبي دؤاد ليس على كل تقدير من التقديرين.