الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يراه الرائي إلا في مسجد، أو عيادة مريض، أو حضور جنازة، ولم يقض لنفسه بعض ما قضيناه من شهوات " انتهى.
-
تاريخ بدء طلبه للحديث:
بدأ- رحمه الله تعالى- في طلب الحديث سنة (179 هـ) . في العام الذي مات فيه الإمامان: مالك، وحماد بن زيد، أَي: وهو في سنِّ السادسة عشرة من عمره.
وكان أَول سماعه من: هشيم بن بَشير الواسطي سنة (179 هـ)
وأَول من كتب أَحْمَدُ عنه الحديثَ: هو أَبو يوسف
-
رحلاته:
لعل أَول من اشتهر بأَنه طاف البلاد، وجاب الأَمصار، في طلب الحديث، متتبعا محاريب العلم، وأَئمته الهداة في السنن والفقه في الدِّين، هو الإمام أَحمد؟ فقد رحل من بغداد إلى: المصرين: الكوفة، والبصرة، وإلى: عبادان، وإلى: الجزيرة، وإلى: واسط، وإلى الحرمين: مكة والمدينة، ورحل ماشيًا إلى صنعاء اليمن، وارتحل ماشيا إلى: طرسوس، مرابطا، وغازياً، ورحل إلى الشام.
ومنعته قلة ذات اليد، من الرحلة إلى " الرَّيِّ " ليأخذ عن محدِّثها: جرير بن عبد الحميد.
وتارة منعته أمه من الرحلة، شفقة عليه.
ووعد شيخه الشافعيَّ بالرحلة اليه في مصر لكن حالت المنية
دون ذلك، بوفاة الإمام الشافعي سنة (204 هـ) - رحمه الله تعالى-. وكانت رحلاته هذه نتيجة وَلَعِهِ بالعلم، والطَّلَب، ولهذا رَوَى
عنه ابنه صالح، قال:
(رَأَى رجل مع أَبي محبرة، فقال له: يا أَبا عبد الله، أَنت قد بلغت هذا المبلغ، وأَنت إِمام المسلمين، فقال: " من المحبرة إلى المقبرة ")
ومع هذا العمل الصالح، كان حريصًا على توفر ركنه:" الِإخلاص " فيقول: " إِظهار المحبرة من الرياء ".
ولهذا نفع الله بعلمه، واشتهرت في العالمين ثقته وأَمانته وجلالة قدره- رحمه الله تعالى-.
وإلى بيان موجز عن رحلاته:
[1]
كانت أَولى رحلاته في طلب الحديث إلى: الكوفة سنة وفاة شيخه هشيم سنة (183 هـ) .
وكان أَجل شيوخه فيها وكيع، وكانت صلته به على نحو صلة زفر بأَبي حنيفة، لكن هذا في تلقي الرأي، وأَحمد في تلقي السنة.
وكان في رحلته هذه في حال شظف في العيش؛ إذ كان يتوسد اللبن من قلة ذات اليد، وقد حُمَّ فرجع إلى أمِّه في بغداد.
[2]
ثم رحل إلى ما هو أبعد منها عن بغداد: " البصرة " دار آبائه وأَجداده من بني شيبان، دخلها أَول ما دخلها في أَول شهر رجب سنة (186 هـ) ، ثم سنة (190 هـ) ، ثم (194 هـ) ، ثم سنة
(200 هـ) ، ثم رحلة خامسة.
والتقى فيها بأَعلامها: ابن علية، وابن مهدي، وابن القطان.
[3]
ورحل إلى: عبادان سنة (186 هـ)
[4]
ورحل إلى: واسط سنة (187 هـ) وهو في طريقه إلى مكة.
لأَداء فريضة الحج، وأَخذ فيها عن: يزيد بن هارون.
[5]
ورحل إلى: " طرسوس " ماشيًا على قدميه.
[6]
وبعد أَن أَنهى أَمصار قطره، صَوَّب سفره إلى الحجاز لأَداء فريضة الحج سنة (187 هـ) فأَخذ في مكة عن: ابن عيينة، ثم الشافعي.
ثم حج تطوعًا أَربعًا، منها في: سنة (197 هـ) ، وسنة (198 هـ) .
فهذه خمس حجات كان في ثلاث منها يحج ماشيًا، ومرتين راكبًا وكان في حجته سنة (198 هـ) يفتي الناس في الموسم في مسجد الخيف.
[7]
ورحل ماشيًا إلى صنعاء (1) اليمن سنة (198 هـ)، وأَقام عند شيخه محدِّث اليمن: عبد الرزاق بن همام، مدة سنتين
وفيها أَخذ عن: إبراهيم بن عقيل، وكان عَسِراً في الرواية.
[8]
ورحل إلى الشام.
(1) صنعاء: قيل: كلمة حبشية، بمعنى: حِصْن وثيق. معجم البلدان: 3/ 7