الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثاني: آفاق الحنابلة وأَوطانهم (1)
تكَوَّنَ المذهب الحنبلي في بغداد، محل مولد الإمام أَحمد، سنة (164 هـ) ووفاته فيها سنة (241 هـ) ، وعنها انتشر في أَنحاء العراق، خاصة في الزبير ولم ينتشر خارج العراق إلَّا في القرن الرابع فما بعد إِذْ خَرَجَ المذهب إلى الشام، وهو قاعدة الحنابلة الثانية، في فلسطين، وأعمالها: رامين، ووادي الشعير وجَنين، وجُب جَنين ومردا، وقصبتها: نابلس، وطور كَرْم من قُرى نابلس، والنسبة إليها: كرمي، ومن عملها أيضا: شويكه، وسفارين، والخُريْش، وعَنبتا، وكَفْر لَبَد، وكفر قدوم، وحَجة، وطرابلس، ومن عملها: جبة، والنسْبة إِليها: جبائي.
وفي دمشق، وأعمالها خاصة: أزرع، ودُوْما، والرحَيْبَة، والضمَيْر والصالحية، وقاسيون، وبيت لهيا، وفي حلب، وحماه، وحمص، وبعلبك ومنها: قرية فِصَّة، وحَوْران، وحَرَّان، والشُّويك.
وفي القرن السادس فما بعد دخل المذهب مصر
(1) نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الأربعة وانتشارها، تأليف/ أحمد تيمور باشا: ص 38- 45. ابن حنبل لأبي زهرة: ص 81- 85، 367-369 الحنابلة في بغداد، تأليف محمد أحمد علي محمود. الكامل لابن الأثير 8/106. حُسن المحاضرة للسيوطي: 1/ 227
وكان له وجود وانتشار في: إقليم الديلم، والرحاب، وبالسوس من إِقليم خوزستان، وفي الأَفغان.
وفي جزيرة العرب: في نجد- وهي قاعدته الثالثة- وفي الحجاز والأَحساء، وقطر والبحرين، والِإمارات العربية، وعُمَان، والكويت (1) وللمذهب وُجُوْدٌ في جوبوتي، وأرتريا (2)
وكانت عَوَاصِمَ قُوَّتِهِ، وانتشاره في حِقَبٍ زمانية متتابعة، في بغداد أَولاً، ثم في الشام في المقدس وفلسطين، ودمشق وأَعمالها، ثم صار له شأن في مصر بالقاهرة، ثم تحولت قاعدته العريضة في نجد قلب جزيرة العرب منذ القرن الحادي عشر تقريبًا حتى الآن. وغير خَافٍ أَنَّ السبب الفَعَّال في انتشار مذهب ما: هو " السلطة الحاكمة "؛ ولذا صار المذهب الحنفي، أَوسع المذاهب الأربعة انتشارًا لاسيما منذ أَن وَلَّي الخليفة العباسي هارون الرشيد ت سنة (193 هـ) : القضاء لأَبي يوسف، يعقوب بن إِبراهيم ت سنة (182 هـ)، وهو أَجَلُّ أَصحاب الإمام أَبي حنيفة: النعمان بن ثابت ت سنة (150 هـ) ، ثم تتابعت جُل الدول على ذلك، لاسيما: " الدولة العثمانية (3) .
(1) انظر التعريف بالكويت في أوائل القرن الرابع عشر الهجري في كتاب: " أدب الرسائل بين الآلوسي والكرملي ": ص/ 132 رقم 45
(2)
انظر موسوعة العالم الإسلامي لمشهور سلمان حمود: ص/ 85، 366.
(3)
انظر نظرة تاريخية في حدوث المذاهب الأربعة، لأحمد تيمور وكتاب المذهب عند الحنفية، لمحمد إبراهيم أحمد علي، الأستاذ بجامعة أم القرى، ولهذا العالم الفاضل جهود مسددة في المذهب عند: الحنفية، والمالكية، والشافعية.