المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ في الشام: - المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد وتخريجات الأصحاب - جـ ١

[بكر أبو زيد]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة الطبعة الأولى

- ‌المدخل الأول: معارف عامة عن التمذهب

- ‌المبحث الأَول: التعريف بلفظ: " المذهب

- ‌1- ماهية " المذهب " وحقيقته لغة

- ‌2- حقيقته العرفية:

- ‌3- ماهية " المذهب " وحقيقته اصطلاحًا

- ‌المبحث الثاني: التعريف بلفظ: " الفقه

- ‌1- ماهية: " الفقه " لغة

- ‌2- ماهية: " الفقه " شرعاً:

- ‌3- الفقه الأكبر

- ‌4- لقب: " القُرَّاء

- ‌5- ماهية: " الفقه " اصطلاحًا:

- ‌المبحث الثالث: أنواع الفقه المدوَّن في كل مذهب

- ‌النوع الأَول: أَحكام التوحيد

- ‌النوع الثالث: أَحكام فقهية اجتهادية

- ‌المبحث الرابع: تاريخ التمذهب، والحث على فقه الدليل

- ‌المبحث الخامس: الاجتهاد في الفقه الإسلامي وأثره في الثروة الفقهية في كل مذهب

- ‌1- من له حق الاجتهاد:

- ‌2- مجالاته:

- ‌3- أَسبابه:

- ‌4- أنواعه:

- ‌5- حُكْمُه:

- ‌6- حِكْمَته:

- ‌المبحث السادس: في شروط نقل المذهب، والتوقِّي من الغلط فيه وأسباب الغلط

- ‌ الأَمر الأول: شروط نقل المذهب

- ‌ الأَمر الثاني: في التوقي من الغلط في نقل المذهب وأسباب الغلط:

- ‌المدخل الثاني: في معارف عامة عن المذهب الحنبلي

- ‌الدور الأول: دور نشأته في حياة الإمام أَحمد

- ‌الدور الثاني: دور النقل والنمو:

- ‌الدور الثالث: دور تحرير المذهب وتنقيحه:

- ‌الدور الرابع: دور الاستقرار:

- ‌الدور الخامس: دور إِحياء التراث

- ‌المبحث الثاني: في مزايا الفقه الحنبلي

- ‌ فقه الدليل

- ‌ كثرة المسائل العلمية والعملية

- ‌ البعد عن الفقه التقديري في المذهب:

- ‌ البعد عن الِإغراق في الرأي:

- ‌ التيسير في الأحكام من العبادات والمعاملات والشروط والنكاح وغيرها:

- ‌المبحث الثالث: في معرفة ما كتب عن التعريف بالمذهب

- ‌ فائدة:

- ‌المذهب الحنفي:

- ‌المذهب المالكي:

- ‌المذهب الشافعي:

- ‌المدخل الثالث: في أصول المذهب

- ‌فصل:الأَصل الثالث من أصوله:

- ‌فصل:الأَصل الرابع: الأَخذ بالمرسَلِ والحديثِ الضعيف

- ‌المدخل الرابع: في معرفة مصطلحات المذهب وتفسيرها

- ‌ تمهيد:

- ‌الفصل الأول: في ألفاظ الإمام أحمد في أجوبته ومراتبها الحكمية

- ‌الفصل الثاني: في مصطلحات الأصحاب العامة

- ‌ القسم الأول

- ‌ القسم الثاني:

- ‌ القسم الثالث:

- ‌ القسم الرابع:

- ‌ القسم الخامس:

- ‌الفصل الثالث: في مصطلحات الأصحاب في نقل بعضهم عن بعض

- ‌المدخل الخامس: في التعريف بطرق معرفة المذهب ومسالك الترجيح فيه

- ‌التمهيد الأول: في ماهية المذهب

- ‌التمهيد الثاني: عناية الأصحاب في بيان هذه الطرق

- ‌التمهيد الثالث: مراتب الناس فيها

- ‌الفصل الأول: في طرق معرفة المذهب

- ‌الطريق الأول: القول:

- ‌أَولَا: أقسام أقواله من جهة القبول أو الرد:

- ‌ القسم الأول:

- ‌ القسم الثاني

- ‌ القسم الثالث:

- ‌ القسم الرابع:

- ‌ القسم الخامس:

- ‌ ثانياً: أَقسام أقواله من جهة إِفادتها مرتبة الحكم التكليفي في منطوقها:

- ‌ القسم الأول:

- ‌ القسم الثاني:

- ‌ القسم الثالث:

- ‌ القسم الرابع:

- ‌ الطريق الثالث: السكوت:

- ‌ الطريق الرابع: التوقف

- ‌ القسم الاول:

- ‌ القسم الثاني:

- ‌الفصل الثاني: في طرق معرفة المذهب، اصطلاحًا من تصرفات الأصحاب في التخريج على المذهب ولازمه

- ‌الطريق الأول

- ‌ الطريق الثاني:

- ‌ الطريق الثالث:

- ‌الفصل الثالث: في مسالك الترجيح عند الاختلاف في المذهب

- ‌المبحث الأول: أنواع الاختلاف في المذهب

- ‌المبحث الثاني: مسالك الترجيح عند الاختلاف

- ‌المبحث الثالث: المرجحات (1)

- ‌المبحث الرابع: من له حق الترجيح في المذهب

- ‌المبحث الخامس: اصطلاح الأصحاب في حكاية الخلاف

- ‌المدخل السادس: في التعريف بالإمام أحمد

- ‌المبحث الأول: عيون المعارف في ترجمته

- ‌نَسَبُهُ:

- ‌منازل بني شيبان في الإسلام:

- ‌تاريخ ولادته ووفاته:

- ‌ابن حنبل:

- ‌ كنيته

- ‌ آل الإمام أَحمد- رحمه الله تعالى

- ‌ صفته:

- ‌ فراسة العلماء عنه في صغره:

- ‌ أَحمد في صِغَرِهِ يرفض أَن يكون وَشَّاء:

- ‌ تواضعه (2) :

- ‌ إِجابته الدعوة:

- ‌ تعبده وزهده غير المتكلف:

- ‌ حبه للوحدة:

- ‌ بعده عن الشهرة:

- ‌ إِجلال علماء زمانه له وهيبته عندهم (2) :

- ‌ كرمه:

- ‌ مصدر نفقته:

- ‌تقوته من عمل يده:

- ‌ حوانيت كان يؤجرها:

- ‌رفضه أعطيات السلطان:

- ‌ تاريخ بدء طلبه للحديث:

- ‌ رحلاته:

- ‌كثرة شيوخه (1) :

- ‌ أَدب أَحمد مع شيوخه:

- ‌ رواية شيوخه عنه (2) :

- ‌ كثرة تلامذته:

- ‌ غرامه بالكتب (1) :

- ‌ إِمامته في علم الجرح والتعديل ومعرفة الرجال:

- ‌ روايته في الكتب الستة (1) :

- ‌ من نفائس أقواله:

- ‌ مؤلفاته:

- ‌ تاريخ تأليفه للمسند:

- ‌ سعة حفظه:

- ‌المبحث الثاني: إِمامته في الفقه (1)

- ‌ كائنة الحنابلة مع الطبري:

- ‌المبحث الثالث: مَدَى تأثر فقه أحمد ومذهبه بفقه الشافعي ومذهبه

- ‌المبحث الرابع: خَبَر القول بخلق القرآن: فِتْنَةٌ. ثم مِحْنةٌ. ثم نصْرةٌ

- ‌ دور فِتْنه القول بخلق القرآن:

- ‌دَوْرُ المحنهِ:

- ‌ المحنة في عهد المأمون: " دور نشأة الامتحان بها

- ‌ المحنة في عهد المعتصم: " دور استفحال المحنة " (2) :

- ‌ دَوْرُ النُّصْرَة:

- ‌ عفوه عمَّن آذاه إلَّا صاحب بدعة:

- ‌ المحنة في عهد الواثق: " دور استمرارها

- ‌ رفع الفتنة والمحنة في عهد المتوكل:

- ‌ المدَّعِي: أَحمد البدعة:

- ‌ المدَّعى عليه: أحمد السنة:

- ‌ الظرف العقدي لزمن الفتنة:

- ‌ محل الدعوى:

- ‌ موضوع الدعوى: " القرآن مخلوق

- ‌ مدة الدعوى:

- ‌ حجة المدعي:

- ‌ حجة المدعى عليه:

- ‌ ماذا لحق المدعى عليه من الأَذى:

- ‌ كسب الدعوى:

- ‌ شهداء الفتنة:

- ‌ الذين لاذوا بِالتَّقِيَّة:

- ‌ الثابت في المحنة:

- ‌ دور النصرة

- ‌ المحنة الثانية:

- ‌ المحنه الثالثة:

- ‌ المحنة الرابعة:

- ‌المبحث الخامس: في معرفة الخصال التي تَمَيَّز بها الإمام أَحمد

- ‌المدخل السابع: في التعريف بعلماء المذهب

- ‌الفصل الأول: في معرفة التآليف المفردة عن علماء المذهب

- ‌ تمهيد:

- ‌ النوع الأول: تسميه الكتب المفردة في ترجمة الإمام أَحمد

- ‌ النوع الثاني: كتب في تراجم تلاميذ الإمام وأَصحاب الرواية عنه:

- ‌ النوع الثالث: كتب في تراجم الأصحاب على اختلاف طبقاتهم وبلدانهم:

- ‌ النوع الرابع: كتب تختص بتراجم الأصحاب حسب بلدانهم:

- ‌ النوع الخامس: كتب تختص بترجمة واحد من علماء المذهب:

- ‌ النوع السادس: التراجم الذاتية:

- ‌ النوع السابع: مؤلفات في تفضيل المذهب، والدفاع عنه وعن أَتباعه:

- ‌الفصل الثاني: في طبقات الأصحاب

- ‌ تمهيد:

- ‌الفصل الثالث: في معارف عامة عن الأصحاب

- ‌المبحث الأول: نظرة تقريبية لعدد علماء الحنابلة من طبقاتهم المطبوعة

- ‌المبحث الثاني: آفاق الحنابلة وأَوطانهم (1)

- ‌ في بغداد:

- ‌ في الشام:

- ‌ وفي مصر:

- ‌ وفي بلاد العجم:

- ‌ وفي جزيرة العرب:

- ‌المبحث الثالث: في معرفة بيوت الحنابلة

- ‌ في: بغداد

- ‌ في بغداد والشام:

- ‌ في الشام:

- ‌ في مصر:

- ‌ الحنابلة في بلاد العجم:

- ‌ في جزيرة العرب:

- ‌المبحث الرابع: التحول المذهبي

- ‌ المبحث الأول: الذين تحولوا إلى مذهب الِإمام أَحمد:

- ‌ المبحث الثاني: الذين تحولوا عن المذهب الحنبلي: منهم:

- ‌ المبحث الثالث: الذين حصل تردد في نسبتهم إلى المذهب الحنبلي:

- ‌ المبحث الرابع: الذين تحولوا من التقليد للمذهب إلى الاجتهاد:

- ‌ المبحث الخامس: من كان متمذهبًا في الفروع حنبليًا في الأصول:

- ‌ المبحث السادس: أصحاب الإمام أحمد والآخذون عنه وهم من غير أهل مذهبه:

- ‌المبحث الخامس: في مشتبه الأسماء

- ‌المبحث السادس: في الكنى والألقاب، والمبهمات

- ‌المبحث السابع: في الأوائل الحنبلية

الفصل: ‌ في الشام:

*‌

‌ في بغداد والشام:

- بنو الجوزي: الحنابلة القرشيون، البكريون، البغاددة.

جد هذا البيت المبارك: الإمام جمال الدين أَبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد القرشي البكري البغدادي، الفقيه الواعظ المشهور صاحب التأليف الكثيرة الشهيرة الدائرة في الأَمصار ت سنة (597 هـ) له ثلاثة أَبناء هم: عبد العزيز وهو أَكبرهم، وعلي وكان في نَفْسِ والده عليه شيء، وأَصغرهم يوسف المعروف بالصاحب، بمعنى " الوزير " وهو أَشهرهم، وهو باني المدرسة الجوزية بدمشق

وثلاثتهم علماء فقهاء.

وليوسف ثلاثة أَبناء علماء هم ولاة الحسين في بغداد: عبد الرحمن، وعبد الله، وعبد الكريم، قُتِلوا مع والدهم يوسف على يد التتار- لعنهم الله- سنة (656 هـ) .

وأَما عز الدين أَبو المظفر عبد العزيز بن يوسف فهو سبط ابن الجوزي.

*‌

‌ في الشام:

- بيت الشيرازي، ويُقال: بيت ابن الحنبلي:

الأنصاريون نسبا، الشيرازيون، ثم البغاددة، ثم المقادسة، ثم

ص: 523

الدماشقة.

بوابة الحنابلة في الشام.

جدهم الأعلى تلميذ القاضي أَبي يعلى: ناشر المذهب في ربوع الشام في القدس وما حوله، ثم في دمشق الشام: أَبو الفرج ناصح الدين عبد الواحد بن محمد بن علي بن أَحمد الشيرازي ثم البغدادي، ثم المقدسي، ثم الدمشقي، دفينها سنة (456 هـ) بمقبرة الباب الصغير.

قال ابن رجب- رحمه الله تعالى-: " للشيخ رحمه الله ذرية فيهم كثير من العلماء نذكرهم إِن شاء الله في مواضعهم من هذا الكتاب " انتهى. منهم: ابنه شرف الإسلام عبد الوهاب ت سنة (536 هـ) واقف المدرسة الحنبلية الشريفة بدمشق، وله: عبد الحق، وعبد الملك، ونجم، ولنجم: أحمد ت سنة (626 هـ) ، وعبد الرحمن، فعبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد، أربعتهم حنابلة فقهاء محدِّثون، وهكذا في عدد يطول ذكرهم.

ولنجم إخوة هم: عبد الكافي مات سنة (580 هـ) ، وعبد الحق، ومحمد، وعبد الهادي، جميعهم في ترجمة نجم من:" الذيل " لابن رجب، وفي:" الدارس: 2/ 64- 73 ".

- آل قدامة: الحنابلة. القرشيون. العدويون نسبًا- من سلالة عمر بن الخطاب- رضي الله عنه المقادسة موطناً، ثم الصالحيون

ص: 524

الدماشقة مهاجرا.

أكثر البيوت الحنبلية علمًا، ترجم ابن مفلح في:" المقصد الأرشد " لنحو خمسين عالمًا منهم.

استمروا على نسبتهم هذه: " آل قدامة " دهراً، وقد أَفادني المؤرخ الشيخ/ حمد الجاسر أن لهم بَقِيَّةً بدمشق، منهم بعض الأدباء المؤلفين، ومازالوا يحملون هذا الاسم حتى اليوم عام 1415 هـ.

وقد تفرع منهم ثلاثة بيوتات كبيرة هي:

بيت ابن عبد الهادي: يلتقون مع الشيخ أبي عمر، وأخيه الموفق في الجد الجامع لهم: محمد بن قدامة بن مقدام؛ إذ محمد له ابنان: يوسف بن محمد بن قدامة، جَدُّ آل عبد الهادي. وأحمد بن محمد ابن قدامة، جَدُّ آل قدامة، وفيهم البيتان:

بيت بني قاضي الجبل - أي جبل قاسيون - وبيت بني زريق كلاهما من ذرية الشيخ أبي عمر شقيق الموفق، وهو أبو عمر محمد ابن أحمد بن قدامة بن مقدام.

فَجَدُّ آل قدامة هو خطيب جَمَّاعيل ببيت المقدس: أحمد ابن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر العدوي القرشي نسبا، الحنبلي مذهباً ت سنة (558 هـ) ودُفِن بسفح قاسيون.

وكان للشيخ أبي الفرج الأنصاري: عبد الواحد بن محمد

ص: 525

الشيرازي ثم البغدادي، ثم المقدسي، ثم الدمشقي، المتوفى سنة (486 هـ) تلميذ القاضي أَبي يعلى: فضل في نشر المذهب في الشام، وكانت له دعوة صالحة، وكان دعا لقدامة بن مقدام ولولده بحفظ القرآن فحفظه، وانتشر الخير في عقبه.

هاجر أَحمد بن محمد بن قدامة من جمَّاعيل إلى الصالحية بدمشق سنة (551 هـ) ، ومعه ولداه أَبو عمر محمد، والموفق عبد الله، وأَهلهم إلى دمشق لما استولى الفرنجة على الأَرض المقدسة، فنزلوا بمسجد أَبي صالح فأَقاموا به نحو سنتين فاستوخموه ومات في شهر واحد منهم نحو أَربعين نفساً، فأشار عليهم والد أَبي الفرج ابن الحنبلي بالانتقال إلى الجبل فانتقلوا، وكان رأيًا مباركاً، قال أَبو عمر فقال الناس:" الصالحية. الصالحية. ينسبونا إلى مسجد أَبي صالح، لا أَنَّا صالحون " وأبو صالح هو مفلح بن عبد الله ت سنة (330 هـ) .

وهذا البيت المبارك صار منهم أَئمة هداة، وعلماء، وقضاة، وخطباء، ومدرسون، وشهود، ومفتون، ازدهر بهم المذهب خاصة والعلم عامة، وأَنزل الله البركة فيهم، وفي ذراريهم، ويطول الكتاب بذكر مشجرهم، ومن حقهم إفراد كتاب عنهم، وقد فعل الضياء المقدسي صاحب المختارة محمد بن عبد الواحد ت سنة (643 هـ) حيث أَفرد كتابًا لهم باسم: " كتاب سبب هجرة المقادسة

".

ومن نظر في ذيل الطبقات لابن رجب فما بعده من كتب الطبقات رأى منهم العدد الوفير والخير الكثير- رحم الله الجميع-.

1-

فالشيخ أبو عمر محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة ابن

ص: 526

مقدام ت سنة (558 هـ) ، باني المدرسة العمرية الشيخية في الصالحية بدمشق، قال عنها ابن عبد الهادي:" لم يكن في الإسلام أَعظم منها ".

وُلدَ لَهُ: عبد الله، وعبد الرحمن، وعمر وبه كان يكنى. وعبد الرحمن هو صاحب:" الشرح الكبير ".

ومن ذرية هذا الإمام الشيخ أَبي عمر تَفَرع البيتان العظيمان في العلم والقضاء: بنو قاضي الجبل، وقاضي الجبل هو أَحمد ابن الحسن بن عبد الله بن الشيخ أَبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة ابن مقدام المقدسي ت سنة (771 هـ) فمن انحدر منهم: بنو قاضي الجبل، وبنو زُريق. وقد ذكر جملة منهم ابن حميد في:" السحب الوابلة " في ترجمة: أَبو بكر بن عبد الرحمن ت سنة (831 هـ) .

2-

أَخوه الموفق: عبد الله بن أَحمد بن محمد بن قدامة ابن مقدام، ت سنة (620 هـ) .

ولد له: ثلاثة بنين، وابنتان هما: فاطمة، وصفية، لكن ماتوا في حياته وما عقبوا سوى ابنه عيسى، فقد ولد له ولدان صالحان، لكن ماتا، وانقطع عقبه.

وقد عوضه الله خيرًا، كتاب:" المغني في شرح مختصر الخِرَقي "، فهذا كتاب معتمد لدى عامة أهل الإسلام والحمد لله رب العالمين

- آل سرور المقادسة: الحنابلة، الجَمَّاعيليون، النابلسيون، المقادسة، ثم الدماشقة لبعضهم.

بيت مبارك من نسل: سرور بن رافع بن حسن بن جعفر

ص: 527

الجمَّاعيلي المقدسي.

و" سرور " له: سلطان، ومن نسله: عبد المنعم بن نعمة ابن سلطان ابن سرور ولعبد المنعم هذا ولدان هما: الأول: عبد الرحمن ابن عبد المنعم ت سنة (656 هـ) ، وله ولدان، أحمد ابن عبد الرحمن ت سنة (697 هـ)، ولأحمد: أبو بكر ت بعد سنة (700 هـ) ، وعلي ابن عبد الرحمن ت سنة (702 هـ) .

الثاني: يوسف بن عبد المنعم، وحفيده: عبد الله بن محمد ابن يوسف ت سنة (737 هـ) .

وأرأسهم: الأخوان العالمان، والشيخان الجليلان: عبد الغني ابن عبد الواحد بن علي بن سرور، صاحب كتاب:" الكمال في أسماء الرجال " و " العمدة في الأَحكام " ت بمصر سنة (600 هـ) .

وله: ثلاثة أبناء هم: الأول محمد بن عبد الغني ت سنة (613 هـ) وله: أحمد وعبد الرحمن.

والثاني: عبد الله بن عبد الغني ت سنة (629 هـ) وله: حسن، ولحسن ابنان هما: أحمد، وعبد الله.

والثالث: عبد الرحمن بن عبد الغني، ت سنة (643 هـ) .

وإبراهيم بن عبد الواحد بن علي بن سرور ت سنة (614 هـ) بدمشق، وهو العَلَم المحدث الفقيه العابد المشهور وهو أول من أمَّ الناس لقضاء الفوائت، وانظر النقض الحكمي لِهذه الأولية في: المبحث السابع.

ولإخوتهما، وأعمامهما، وحفدتهما، تراجم مشهورة.

ص: 528

ولِإبراهيم بن عبد الواحد: ابن، اسمه: محمد المتوفى بمصر سنة (676 هـ) دُفِنَ جوار عمه الحافظ عبد الغني.

- بنو السعدي:

الحنابلة مذهباً، الأنصار السعديون نسباً، المقادسة، ثم الدمشاقة الصالحيون وطناً.

عمدتهم العالمان الجليلان، الأخوان:

الضياء المقدسي: محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن السعدي المقدسي ثم الصالحي الدمشقي ت سنة (643 هـ) وهو صاحب " المختارة " في الحديث خاله الموفق ابن قدامة صاحب " المغني ".

وأخوه: الشمس أحمد بن عبد الواحد، المعروف بالنجاري ت سنة (623 هـ) .

وشيخهما: الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد بن علي بن سرور ابن رافع بن حسن بن جعفر الجمَّاعيلي المقدسي، ثم الدمشقي، ت سنة (600 هـ) وقد غلط من قال: إن عبد الغني هو عم الضياء كما في حاشية: " المقصد الأرشد "(2/ 450) .

وللشمس ابن هو: الفخر ابن النجاري: علي بن أحمد بن عبد الواحد ت سنة (690 هـ) .

وللفخر حفيدة هي: ست العرب ت سنة (768 هـ) .

ص: 529

- بنو المحب السعدي:

الحنابلة، الأَنصار السعديون، المقادسة، ثم الصالحيون، الدماشقة.

جدهم الأَعلى: عبد الله بن أَحمد بن أَبي بكر محمد بن إبراهيم الأَنصاري السعدي المقدسي ثم الصالحي محب الدين ت سنة (658 هـ)

وعنه تفرع بنو المحب السعدي، كما تراهم في:" الجوهر المنضد " لابن المبرد: (ص/208) فلا نطيل بذكرهم- رحم الله الجميع-.

- بنو المُنَجَّا:

حنابلة، تنوخيون نَسَبًا، حرانيون وطنًا، ثم الدماشقة، بيت عربي من تنوخ، نزحوا من حران إلى دمشق، وكان لهم فيها علم ورآسة في المذهب، والقضاء، والفقه، والمؤلفات الحافلة، ولهم مدارس منها:

الوجيهية، والصدرية، والمنجائية، وأوقِفَ عليهم مَدَارِسُ منها: المدرسة المسمارية.

ورأس هذا البيت المبارك ورئيسهم: القاضي وجيه الدِّين أَبو المعالي أَسعد بن المنجا بن أَبي البركات بركات بن المؤمل التنوخي المصري، ثم البغدادي، ثم الحراني، ثم الدمشقي، الحنبلي، المولود سنة (519 هـ) والمتوفى سنة (606 هـ) .

وُلَد لَهُ ابنان هما: القاضي شمس الدين: عمر بن أسعد،

ص: 530

المولود سنة (557 هـ) والمتوفى سنة (641 هـ) .

والقاضي عز الدِّين: عثمان بن أَسعد، المولود سنة (567 هـ) والمتوفى سنة (641 هـ) .

والقاضي عثمان هو صاحب الوقف المشهور بدمشق، والمطبوعة وثيقة وقفيته عام (1361 هـ) بدمشق (1) ، قد وُلدَ له ثلاثة أَبناء، وثلاث بنات، وأبناؤهم:

1-

القاضى صدر الدِّين أَسعد بن عثمان، المولود سنة (598 هـ) والمتوفى سنة (657 هـ) ووُلدَ لأَسعد هذا: ابنان، وثلاث بنات، هم: ست الأمناء، وهاجر وزينب، ومحمد، وعلي علاء الدين، المتوفى سنة (688 هـ) .

وعلي هذا وُلدَ له: محمد صدر الدين بن علي، المولود سنة (684 هـ) والمتوفى سنة (754 هـ)

2-

القاضي وجيه الدِّين محمد بن عثمان، المولود سنة (630 هـ) والمتوفى سنة (701 هـ) وله ولدان هما: عثمان، وأَحمد ولأَحمد بنت اسمها: زينب، توفيت سنة (751 هـ) وابن هو الفقيه محمد، المولود سنة (688 هـ) والمتوفى سنة (746 هـ) ولمحمد بنت هي: الشيخة أم الحسن فاطمة

(1) طُبع عام 1361 هـ كتاب وقف القاضي عثمان بن أسعد بن المنجا عَمِلَ محققه، المنجد: مُشَجَّرًا في ذُرية الواقف، أخذها من تراجمهم في: " ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب.

ص: 531

3-

القاضي زين الدِّين رئيس المذهب: المنجا بن عثمان، المولود سنة (631 هـ) والمتوفى سنة (695 هـ) وهو صاحب المدرسة المنجائية، وله ابنان هما: القاضي علاء الدِّين علي بن المنجا، المولود سنة (673 هـ) والمتوفى سنة (750 هـ) ، وشرف الدِّين الفقيه محمد بن المنجا، المولود سنة (675 هـ) والمتوفى سنة (724 هـ) وبقي آخرون يعرفون من كتب الطبقات، والله أعلم.

- آل تيمية:

جدّ هذه الأسرة المباركة، النميرية نسبًا (1) ، الحنبلية مذْهَباً، الحرَّانية مولداً، هو أبو القاسم الخضر بن محمد بن الخضر بن علي بن عبد الله ابن تيمية النميري، الحراني، الحنبلي، ووالده محمد هو الذي لُقِّب باسم:" تيمية "، وأنجب ابنه أَبا القاسم الخضر وأَنجب هذا ابنين هما: عبد الله بن أبي القاسم الخضر بن محمد ومحمد بن أبي القاسم الخضر بن محمد، وعنهما تفرعت فى دوحتا المجد في العلم والدعوة والدين والصلاح من آل تيمية، وبيان العلماء الحنابلة منهم

(1) نسبهم إلى بني نمير ابن ناصر الدِّين الدمشقي في كتابه " التبيان شرح بديعة البيان " والربعي الدمشقي في كتابه: " الزيارات ".

ثم إن " حران " من مساكن بني نمير التي نزحوا إليها، وقد تُرجِمَ لِعَدَدِ من علمائها، منهم: شبيب ابن حمدان النميري الحراني، وعبد المنعم بن علي بن نصر بن منصور النميري الحراني.

ص: 532

كالآتي:

- الدوحة الأولى: آل عبد الله بن تيمية، وهم: ذرية عبد الله ابن أَبي القاسم الخضر ابن محمد- الملقب تيمية- بن الخضر بن علي ابن عبد الله النميري الحرَّاني الحنبلي وُلد له ابن واحد هو: عبد السلام مجد الدين أَبو البركات ت سنة (652 هـ) وولد له

ثلاثة من الولد هم:

الابن الأول: شهاب الدين عبد الحليم بن عبد السلام ت سنة (682 هـ) وله ثلاثة أَبناء:

عبد الله بن عبد الحليم ت سنة (727 هـ) وله: زينب، ومحمد، ولمحمد هذا ابن اسمه: محمد ناصر الدين ت سنة (837 هـ) وله ابن اسمه محمد ت سنة (876 هـ)، وهذا الابن: محمد بن محمد ابن محمد بن عبد الله بن عبد الحليم تحوَّل شافعيًا، كما في ترجمة والده من:" السحب الوابلة ".

وزينب هذه بنت الشرف عبد الله بن تيمية، تزوجها عبد الوهاب ابن يوسف بن السَّلار الشافعي ت سنة (782 هـ) كما في:" الرد الوافر "(ص/ 183) .

وعبد الرحمن بن عبد الحليم ت سنة (682 هـ) .

وشيخ الإسلام تقي الدين أَبو العباس أحمد بن عبد الحليم ت سنة (728 هـ) .

ص: 533

الابن الثاني: عبد العزيز بن عبد السلام، وله ابنان هما: عبد السلام، وعبد اللطيف، وولد لعبد اللطيف: أبو محمد عبد العزير وانظر " الرد الوافر: (ص 163- 164) عند ذكر العلائي.

الولد الثالث: ست الدار بنت عبد السلام

ففي هذه الدوحة أربعة عشر نفسًا من آل تيمية، فيهم شيخ الإسلام، لسان آل تيمية، بل: لسان أهل الإسلام في زمانه (1) : أَحمد ابن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية- رحم الله الجميع-.

- الدوحة الثانية: آل محمد بن تيمية.

وهم: ذرية فخر الدّين محمد بن أَبي القاسم الخضر بن محمد - الملقب تيمية- بن الخضر بن علي بن عبد الله النميري، الحراني، الحنبلي، ولد للفخر ثلاثة هم:

الأول: عبد الحليم بن محمد فخر الدِّين ت سنة (603 هـ) .

الثاني: بدرة أم البدر ت سنة (652 هـ) .

الثالث: عبد الغني سيف الدِّين بن محمد فخر الدين ت سنة (639 هـ) ووُلدَ لعبد الغني هذا خمسة أَبناء، هم:

1-

علي بن عبد الغني ت سنة (701 هـ) وله: عبد الرحمن ت سنة (701 هـ)

2-

عبد القاهر بن عبد الغني ت سنة (671 هـ) وله: عبد الملك ت

(1) في: معجم البلدان: 3/ 212: أن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العَوام: كان لسان آل الزبير.

ص: 534

سنة (720 هـ) .

3-

محمد بن عبد الغني وله ابنان: علي، وولد لعلي: عبد المحسن ت سنة (730 هـ) وإبراهيم بن محمد بن عبد الغني، وهو جد " المواهبي "، الآتي ذكرهم بعد.

4-

أَبو القاسم بن عبد الغني، وله: عبد الأَحد ت سنة (712 هـ) .

5-

عبد اللطيف بن عبد الغني، وله: جويرية، وتكنى: أم خلف، زين النساء.

ففي هذه الدوحة خمسة عشر نفساً من آل تيمية.

الجميع تسعة وعشرون عَلَماً من آل تيمية الحنابلة.

- وقد وَجَدْتُ أَثَارَةً مِنْ عِلْم تَدُلّ على وجوْدٍ لآل تيمية حتى مطلع القرن الثالث عشر الهجري في بيت: آل عبد الباقي، ويُقال: بيت ابن بدر واشتهروا ببيت المواهبي، ويُقال: ابن المواهبي، وابن فقيه فِصَّة- وفِصَّة: قرية ببعلبك قرب دمشق، كان جده خطيباً لها-، وذلك في ترجمة: عبد الباقي بن عبد الباقي الحنبلي ت سنة (1071 هـ) كما في: كتاب ابنه محمد ت سنة (1126 هـ) : " مشيخة أَبي المواهب الحنبلي ": (ص/ 32- 33) . وفي: " النعت الأَكمل " للغزي الشافعي، المتوفى سنة (1207 اهـ) في ترجمة عبد الباقي المذكور (ص: 223- 224) قال- رحمه الله تعالى-:

" ورأيت على هوامش بعض الكتب للجد الشيخ إبراهيم: ملكه

ص: 535

الفقير إبراهيم بن تيمية ولم أَدرِ غير ذلك، ولم يعهد لنا جَدٌّ إِلَاّ وهو حنبلي " انتهى.

وفي مقدمة تحقيق المشيخة المذكورة مُشَجَّرٌ لنسب بني المواهبي، ذكر منهم خمسة عشر نفسًا آخرهم كان حيّا حتى 1212هـ وهو محمد بن محمد بن عبد الجليل بن محمد أَبو المواهب بن عبد الباقي بن عبد الباقي بن عبد القادر بن عبد الباقي ابن إبراهيم- المعروف بابن تيمية- بن عمر بن محمد، الحنبلي.

* فائدة:

محمد بن خالد بن إبراهيم الحراني ت سنة (717 هـ) هو أَخ من الأم لشيخ الإسلام أَحمد بن تيمية، كما في ترجمته.

وأَخوه لأُمه أيضا: الِإمام بدر الدِّين أَبو القاسم محمد بن قاسم الحراني.

- بنو قيم الجوزية: وقد ذكرتهم بالتفصيل في كتاب: " ابن قيم الجوزية: حياته وآثاره وموارده ": (ص/ 37- 40) مما أَغنى عن إِعادته هنا.

- ابن رجب: عبد الرحمن بن أَحمد ت في شهر رجب " سنة (795 هـ) بدمشق ووالده، وكانت الشهرة قبل باسم: ابن النقيب (1) .

(1) ويقع في هذا بعض الوهم، فيظَن أن ابن النقيب غير ابن رجب زين الدٌين عبد الرحمن ابن أحمد، وإنما هما شهرتان لمشتهر واحد، إحداهما سابقة، وأخراهما لاحقة. وممن اختلط عليه هذا: صاحب كشف الظنون في: طبقات الحنابلة: 2/ 1097.

ص: 536

وهو زين الدين أَبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن رجب ابن الحسن بن محمد بن مسعود السلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، المولود سنة (746 هـ) ببغداد، والمتوفى في شهر رجب سنة (795 هـ) بدمشق.

عُرِفَ بالعلم من هذه الأسرة: " رجب " حضر درسه حفيده عبد الرحمن ببغداد وهو دون السابعة من عمره.

وكان والده أَحمد من العلماء، وهو الذي رحل بأَولاده من بغداد إلى الشام سنة (744 هـ)، وفي هذه السنة مات أَحمد ودُفِنَ بدمشق فانظر إلى هذا الحبر الحفيد:" عبد الرحمن " كيف كان إِمامًا يَعْدِل القبيل، والجَم الغفير - رحمة الله على الجميع.

وكان من خبره- رحمه الله تعالى- أنه كان يُفتي باختيارات ابن تيمية فنقم عليه معاصروه، فرجع عنها، فنقم عليه التيميون، فَهَجَرَ هؤلاء وهؤلاء، وترك الِإفتاء.

وكان من خبره: انصرافه عن الدنيا، وانقطاعه للعلم والعبادة، منجمعًا عن الناس، وقد روى عنه شهاب الدين ابن زيد:" أن زوجته مَرَّةً دخلت الحَمَّام، وَتَزَيَّنَت ثم جاءته، فلم يلتفت إليها، فقالت: ما يريد الواحد منكم إلا من يتركه مثل الكلب، وقامت وخَلَّته انتهى من " الجوهر المنضَّد ".

ص: 537

* آل مفلح:

بيت بلغ في عقبه العلمُ مبلغاً، فصار منهم قضاة، ومفاتي ومدرسون، ومؤلفون، ومجتهدون، نَعِمَتْ بهم بلاد الشام، وانتفع بهم أهل الإسلام.

وقد وَهِمَ من نسبهم إلى الأَنصار، كما نبه على ذلك ابن حميد في " السحب الوابلة " في ترجمة: عبد اللطيف بن أَحمد المفلحي جدهم الأَعلى إِمام الحنابلة في زمانه: شمس الدِّين أَبو عبد الله محمد بن مفلح بن مفرج الراميني- نسبة إلى رامين، من وادي الشعير من عمل نابلس- ثم الصالحي الحنبلي، المولود سنة (710 هـ) وتوفي سنة (763 هـ) ودُفِن بسفح قاسيون بصالحية دمشق قرب الشيخ الموفق ابن قدامة.

يكفيه فَخْراً تتلمذه على شيخ الإسلام أَحمد بن تيمية ت سنة (728 هـ) وكان قرينه في الطلب ابن قيم الجوزية- مع جلالة قدره- يراجعه في اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية.

إلى هذا الِإمام ينتسب آل مفلح فهم من ذريته، وتفرعوا عنه بُطُوْناً، وقد تزوج بنت القاضي جمال الدين يوسف بن محمد المرداوي الحنبلي ت سنة (769 هـ) .

قيل: " تزوج ابنته "، وناب عنه في حكمه

ص: 538

وُلدَ له سبعة، منهم أَربعة أَبناء هم: عبد الرحمن، والبرهان إبراهيم، وأَحمد، وعبد الله، أَنجب منهم: إبراهيم، وعبد الله، وإبراهيم برهان الدين بن شمس الدين محمد ت سنة (803 هـ) له ابنان: أَبو بكر وعمر، وعمر هو أَول قاضٍ حنبلي ولي قضاء غزة ت سنة (872 هـ) .

وأَما عبد الله بن شمس الدين بن محمد ت سنة (834 هـ) شيخ الحنابلة في زمانه بالشام، فمن أَولاده: محمد أَكمل الدين ت سنة (856 هـ)، وله: برهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله ابن شمس الدين محمد ت سنة (884 هـ) صاحب كتاب " المبدع في شرح المقنع " و " المقصد الأَرشد

" فَسَمِيُّهُ برهان الدين الشمس محمد، هو عَمُّ والده شقيق عبد الله بن الشمس محمد.

وقد تسلسل العلم في أَحفادهم إلى القرن العاشر كما يعلم ذكرهم بالتفصيل في مقدمة تحقيق: " المقصد الأَرشد "(1/12-17) . وقد اشتهر بعض نسلهم باسم: " الوفائي " وانظر الترجمة رقم/56 من: " السحب الوابلة ": أَحمد بن أَبي الوفاء كما يُقال في نسب بعضهم: " المفلحي ".

- آل مفلح، ويُقال: آل سعد الأنصار:

بيت علم من الحنابلة المقادسة لا يتصلون بنسب آل مفلح الرامينيين المتقدم ذكرهم.

ص: 539

من هؤلاء: أَحمد بن محمد بن سعد بن عبد الله بن سعد ابن مفلح ت سنة (700 هـ) وغيره، تراجمهم في:" المقصد الأَرشد " و " السحب الوابلة " لابن حميد، ونبَّه على ذلك، وعنه الشيخ عبد الرحمن ابن عثيمين في مقدمة تحقيق:" المقصد الأَرشد ": (1/17- 18)

- اليونيني البعلبكي: محمد بن أحمد ت سنة (658 هـ) ببعلبك، وابنه: علي ت سنة (701 هـ) ببعلبك أيضا.

- ابن نصر البعلي: عبد الرحمن بن يوسف بن نصر البعلي ت سنة (688 هـ) وابنه: محمد ت سنة (699 هـ) بدمشق، وحفيده: عبد الرحمن بن محمد ت سنة (732 هـ) بدمشق.

- بنو عبد الولي: أخوان شاميان هما:

محمد بن عبد الولي، وُلدَ سنة (644 هـ)، وابنه: أحمد ت سنة (728 هـ) وعلي بن عبد الولي، له: محمود بن علي ت سنة (744 هـ) ببعلبك.

- بنو نعمة: الحنابلة، الهاشميون، الجعفريون نسباً، المقادسة وطناً.

بيت كبير من بيوت الحنابلة في: القدس، عرفوا بذلك ثم بلقب: بيت ابن عبد القادر ثم بلقب: دار هاشم، وكانت نقابة الأشراف فيهم.

جدهم: هاشم النابلسي المعمر له نسل، وأحفاد، ترجم ابن

ص: 540

حُميد لعدد منهم.

- محمد بن عبد القادر بن عثمان ت سنة (797 هـ) بنابلس، وابنه: عبد القادر ت سنة (793 هـ) وابن هذا: محمد ت سنة (886 هـ) وغيرهم.

وقد تحول جُلُّ هذا البيت بَعْدُ إلى المذهب الحنفي لمقاصد الله أَعلم بها، كما في:" السحب " في ترجمة: محمد بن عبد القادر الحفيد.

- بنو بردس: الحنابلة، البعلبكيون، ويعرفون أيضا ببني رسلان، فيهم: محمد بن إسماعيل بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان ت سنة (832 هـ) وهو القائل في الإجازة:

أَجزت (1) للِإخوان ما قد سألوا

مَدَّ لهم رب العلا في الأَثر

وذاك بالشرط (2) الذي قرره

أَئمة النقل رواة الأَثر

- بنو عبادة: الحرانيون، ثم الدماشقة، الصالحيون.

جدهم: القاضي بدمشق محمد بن محمد بن عبادة ابن

(1) جاء ابن رسلان- رحمه الله تعالى- بتعدية أجزت له باللام، على الأصل عند أهل اللسان، ويجوز " أجزته " ولذا قال: أحمد بونافع الفاسي ت سنة (1260 هـ) :

أجزته ابن فارس قد نقله

وإنما المعروف أجزتُ له

(2)

الشرط هو: إخلاص النية لله - تعالى- مع الضبط والإتقان.

قال أحمد المذكور:

أجزت لكم باللفظ عني وبالخط

على شرط أن ترووه بالضبط والنقط

انظر فهرس الفتاوى: 1/ 124

ص: 541

عبد الغني الحراني ثم الدمشقي، الصالحي ت سنة (820 هـ) .

كان يتداول القضاء بدمشق هو وعز الدِّين ناظم المفردات.

له حفيد هو: القاضي أَحمد بن عبد الكريم بن محمد ابن محمد ت سنة (891 هـ) .

تحنف عبد الكريم، وتشفع أَخوه الأَمين، كما في:" السحب الوابلة ".

- بنو زهرة: الحنابلة، الحمصيون، كانوا شافعية فتحول جدهم: محمد بن خالد بن موسى الحمصي: حنبلياً ت سنة (829 هـ) . وهو أَول حنبلي قضى في حمص ثم ابنه محمد بن محمد ت سنة (855 هـ) .

وله ابن أيضا اسمه: عبد الرحمن بن محمد بن خالد.

والحفيد: أَحمد بن محمد بن محمد بن خالد وكلهم يعرف بابن زهرة

- آل الشطي: الحنابلة البغاددة ثم الدماشقة. ينتهي نسبهم إلى معروف الكرخي- رحم الله الجميع-.

وهم ثلاثة إخوة: عمر ومحمود، وخضر، أبناء: معروف ابن عبد الله بن مصطفى بن الشطي البغدادي، قدم الثلاثة تجاراً إلى دمشق الشام حوالي عام 1180 هـ. وعن هؤلا الثلاثة تفرعت ثلاث

ص: 542

أسر حنبلية في دمشق واشتهروا بها وكانت لم الفتيا وإمامة الجامع الأموي، ولهم مقبرة في سفح قاسيون اشتهرت باسم:" مقبرة آل الشطي "، دفن فيها أكثرهم. وهذه تسمية أعلامهم مستخرجة من " روض البشر في أعيان دمشق في القرن الثالث عشر و " تراجم أعيان دمشق في النصف الأول للقرن الرابع عشر الهجري " كلاهما لحفيد هذا البيت مفتي الحنابلة بدمشق: محمد جميل بن عمر بن محمد ابن حسن بن عمر بن معروف بن عبد الله بن مصطفى الشطي الحنبلي ت سنة (1379 هـ) .

وتسمية أعلامهم على بطونهم الثلاثة:

1-

آل عمر الشطي: عمر بن معروف بن عبد الله بن مصطفى الشطي ولد له: حسن سنة (1205هـ) وتوفي بدمشق سنة (1274 هـ) وهو صاحب الحاشية على: " مطالب أولي النهى

" واسمها: " مِنحة مولي الفتح

" طبعت بهامشه.

لحسن هذا ولدان هما:

محمد، المتوفى سنة (1307 هـ) صاحب المؤلفات المشهورة وخلف أربعة أبناء هم: معروف ت سنة (1317 هـ) ومحمد مراد أفندي ت سنة (1314 هـ) وهو صاحب: " طبقات الحنابلة " والقاضي حسين وعمر ت سنة (1337 هـ) .

ولعمر المذكور ابن اسمه: محمد جميل ت (1379 هـ)

ص: 543