الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
كسب الدعوى:
والنتيجة الحكمية والعاقبة كانت لأَهل السنة: ظهر أَحمد السنة على أَحمد البدعة بالحجة والبرهان، وظهر أهل السنة على أهل البدعة، وظهر الحق على الباطل، وانتصر فقير المال على فقير الِإيمان، وفاز المقيد بالحديد، المضروب سِرًّا وعَلَناً، على المختال الماكر المترجل على بلاط الولاة، فارتفعت به رؤوس أهل السنة، وقمعت أَخلاف أهل البدعة؛ فلم يستجب للجهمية أَحد من علماء المسلمين، وكانت طرائقهم لرفضها متنوعة:
مقتول في سبيلها.
وآخر في سجن وعذاب.
وثالث مات حتف أَنفه متألمَاً.
ورابع أَجاب مكرهاً.
وخامس فرَّ من الفتنة واختفى.
وانفرد بالوقوف علنا في وجهها: الأَئمة. محمد بن نوح، حتى وافاه الأَجل المحتوم مقيدًا سنة (218 هـ) ونعيم بن حماد، المتوفى بالسجن بسببها في بغداد سنة (228 هـ) ويوسف بن يحيى البويطي صاحب الإمام الشافعي، المتوفى بالسجن بسببها في بغداد سنة (231 هـ) وأحمد بن نصر الخزاعي، المقتول فيها سنة (231 هـ) وأَحمد بن حنبل حتى تم له النصر المكتوب سنة (234 هـ) وقد توفي سنة (241 هـ) - رحمه الله تعالى-.
ومن الذين وقفوا في وجه هذه الفتنة: فضل الأنماطي- رحمه الله تعالى- وأبو صالح- رحمه الله تعالى- قال الذهبي في: " السير 11/263:
" وأظهرت القضاة- المحنة بخلق القرآن وفُرَق بين فضل الأَنماطي وامرأته، وبين أبي صالح وبين امرأته
…
".
ومن الذين كان لهم مقام محمود في الوقوف أمام هذه الفتنة: الراوية في الكتب الستة: عفان بن مسلم الإمام الحافظ المتوفى سنة (219 هـ) - رحمه الله تعالى- قال الذهبي في: " السير " قال حنبل: حضرتُ أبا عبد الله وابنَ مَعِين عند عفان بعدما دعاه إسحاق بن إبراهيم للمحنة وكان أول من امتحن من الناس عفان، فسأله يحيى من الغدِ بعد ما امتُحن، وأبو عبد الله حاضِر ونحنُ معه، فقال: أخبرنا بما قال لَكَ إسحاق؟ قال: يا أبا زكريا لم أسَوِّد وجهَكَ ولا وجُوهَ أصحابِكَ، إني لم أجِبْ فقال له: فكيف كان؟ قال: دعاني وقرأَ عليَّ الكتابَ الذي كَتبَ به المأمون من الجزيرة، فإذا فيه: امتَحِن عفان، وادعُهُ إلى أَنْ يقولَ: القرآنُ كذا وكذا، فإن قال ذلك فأَقِره على أَمرِه، وإن لم يُجِبْكَ إلى ما كتبتُ به إليكَ فاقطَعْ عنه الذي يُجرى عليه- وكان المأمون يُجري على عفان كلَّ شهر خمسَ مئةِ درهم- فلما قرأَ عليَّ الكتاب قال لي إسحاقُ، ما تقولُ؟ فقرأتُ عليه:(قُلْ هُو الله أَحَدٌ) حتى ختمتُها، فقلتُ: