الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بمصر الحافظ عبد الغني المقدسي، صاحب العمدة " انتهى. وعبد الغني المقدسي هو الحافظ عبد الغني بن عبد الواحد ابن علي بن سرور المقدسي صاحب:" عمدة الأَحكام " ولد سنة (541 هـ) وتوفي سنة (600 هـ) .
وكانت رحلته إلى مصر والإسكندرية سنة (566 هـ) كما في ترجمته من " طبقات ابن رجب " ثم رجع منها سنة (570 هـ)
فظاهر هذا النص أنه كان للمذهب وجود قليل، لكن انتشر بعد ولاية عبد الله الحجاوي قضاء الحنابلة فيها، وذلك في آخر الدولة الأَيوبية الممتدة بين سنة (567 هـ) وسنة (648 هـ) وذكر المقريزي في:" خططه "(1) : " أَنه لم يكن له - أي للمذهب الحنبلي - وللمذهب الحنفي كبير ذِكْرِ بمصر في الدولة الأَيوبية ولم يشتْهر إلَّا في آخرها ". انتهى
…
*
وفي بلاد العجم:
في " مرودا "، و " آمد "، و " أَصبهان "، و " هِراة "، و " همذان "، و " الديلم " و " السوس " من إِقليم خوزستان، وفى بلاد الأَفغان، كما يعلم ذلك من تراجم عدد من علماء الحنابلة من القرن الرابع فَمَا بعد، لاسيما في القرون: الخامس، والسادس، والسابع، والثامن، كما في:" ذيل طبقات الحنابلة " لابن رجب، وغيره.
وقال تَيْمور نقلًا عن المقدسي البشاري ت سنة (380 هـ) في: " أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم " إذ قال (2) :
(1) خطط المقريزي: 2/343 بواسطة: نظرة تاريخية لتيمور ص/ 38، 39
(2)
نظرة تاريخية: ص 39
" وذكر المقدسي أَنه كان موجودًا في القرن الرابع بالبصرة وبإقليم أَقور والديلم، والرحاب، وبالسوس من إِقليم خوزستان، وأَن الغلبة في بغداد كانت له وللشيعة
…
" انتهى
ويظهر لي - والله أعلم- أنه يقصد بالحنابلة في تلك الحقبة الزمنية، في بلاد العجم المذكورة: " أَهل الحديث وهذا لأمور ثلاثة:
1-
أنه يذكر في رحلته: " أحسن التقاسيم ": الراهوية: أَتباع إسحاق بن راهويه، والثورية: أَتباع سفيان الثوري، ويجعلهم جميعًا من أهل الحديث. ومعلوم أَن هؤلاء ليس لهم مذهب فقهي مُتَّبَع، فشمل الجميع بمصطلح:" أَهل الحديث "، وهم كذلك، وإن كانوا فقهاء مبرزين لإنه لم يكن لهم تلامذة كونوا المذهب وأحيوه.
2-
على الرغم من هذه الِإشارات من وجود حنابلة في هذه الأَقاليم، إلَّا أَنَّا لا نجد في تراجم علمائها من ينسب إلى التمذهب لأَحمد بن حنبل، كما نجد النسبة إلى الحنفية، والشافعية.
3-
أن البشاري - رحمه الله تعالى- ولدَ سنة (335 هـ) تقريبًا وتوفي سنة (380 هـ) وهو العالم الرحَّال، والمؤرخ الجوَّال، فكان المذهب الحنبلي مازال في أَواخر طبقة تلاميذ أَحمد، وتلامذتهم مثل الخلال، وغلامه ت سنة (363 هـ) والخِرَقي ت سنة (334 هـ) ، ولم تَتَبَنَّهُ السلطة بعد، ولم تنصب قاضيًا حنبليًا بعد، وكان الحسن بن حامد، المتوفى سنة (453 هـ) هو الذي أقرأ