الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نسأل الله تعالى أن يوزع المسلمين شكر نعمه وأن يهديهم إلى سواء السبيل أما عن مكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية والجنوبية والشمالية والغربية فحدث ولا حرج وذلك لأن بتوفير الماء والكهرباء الذين هما مادة الحياة تتوفر المصلحة للأمة.
وفيها في 25 جمادى الأولى قامت الرئاسة العامة لشئون الحرمين الشريفين بتركيب أبواب جديدة للمسجد الحرام تقدر تكلفتها الإجمالية بأحد عشر مليونًا من الريالات وكانت الأبواب ستة وخمسين بابًا وروعي في صناعة هذه الأبواب الطابع الإسلامي، وكان صنعتها من مواد غير قابلة للتأثر بالعوامل الجوية.
ومن الغد من هذا اليوم تخرج (74) ضابطًا جامعيًّا سلموا شهاداتهم وجوائزهم وكان الذي تولى رئاسة الحفل صاحب السمو الملكي نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية.
احتفال كبير للأدب
لما كان في عصر اليوم 27 من محرم في هذه السنة والساعة في الرابعة أقيم احتفال كبير في بهو الملك فيصل للمؤتمرات في فندق (إنتركنتننتال) الرياض برئاسة جلالة الملك فهد بن عبد العزيز وقد دعيت الأمة لذلك وقد غصت أبهاء الاحتفال على سعتها بعلية القوم من مختلف طبقات الأمة، ثم أنه وصل الموكب الملكي إلى مكان الحفل يضم مليك البلاد وسمو ولي العهد الأمير عبد الله بن عبد العزيز النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وحضرة صاحب السمو الملكي سلطان بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع وعددًا من أصحاب السمو الملكي فبدأ الحفل بآي من الذكر الحكيم، وتلا هذه الآيات مقرئ ثم بعده ألقيت كلمات وقد فاز بالجائزة ثلاثة أدباء هم أحمد السباعي وحمد الجاسر وعبد الله بن خميس على هذا الترتيب بالأولوية هؤلاء نالوا جائزة الدولة التقديرية للآداب وقد أجريت محاورة معهم.
هذا هو أحمد السباعي الأديب غير أحمد السباعي المطوف وقد ولد الأديب بمكة المكرمة، فهو من مواليدها ونشأ بها وتعلم في كتاتيبها وقد ذكر معرفته بالشيخ محمد نصيف واتصاله بمحمد سرور الصبان وجعل يروي مروياته في حياته العجيبة.
أما عن حمد الجاسر فيقول عن نفسه بأنه حمد بن محمد بن جاسر آل جاسر وأنه ولد على وجه التقريب عام (1328 هـ) مكان ولادته في البرود الواقع بين غرب الوشم وجنوب القصيم من إقليم السر حيث نشأت في بيت فقير والدي فلاح ممن قدر عليه رزقه وحياة الفلاحين قبل نصف قرن من الزمان كانت حياته تعسة بدأت التعليم لدى كتاب القرية وعرفت الحروف وقرأت القرآن الكريم نظرًا ثم روى قصة حياته وسفره إلى الرياض عام (1341 هـ) وأطال إلى أن قال فنقلت برغم إرادتي قاضيًا شمال الحجاز بضباء ونواحيها إلى أن قال ثم عملت في المعارف وذكر خدماته في وظائف الدولة السعودية.
ثم قال إذا كنت فقدت شيئًا فقد فقدت اثنين مكتبتي وولدي فسئل هل كان لهذين الحادثين تأثير بالغ عليكم أجاب نعم فقد كان لهاتين الحادثتين أبلغ تأثير علي أولًا كنت قد فقدت ابني البكر وهو رجل أتم دراسته الجامعية في جامعة بيروت الأمريكية، وكنت أتطلع أن يحمل عني شيئًا من أعباء ما تحتاجه الأسرة من عناية ولا أزال أحس بألم الذكرى ثم فقدت مكتبتي التي كانت تحتوي على أشياء ليس لها عندي ما يعوضها مذكراتي وكتبي التي ألفتها ومجموعة من المخطوطات ومجموعة من المصورات أثر ذلك في نفسي لأنني الآن بعدما كنت إذا علمت أن هناك مخطوطًا في أقصى بقاع العالم أشدّ الرحل أصبحت عندما يقال في المكتبة العلانية مخطوطات أحس بشيء يعصر فؤادي عصرًا وانكمش وأذكر ما جرى في مكتبتي وما جمعته في زهرة شبابي ثم صدر حياتي وأحس أن ذاك عبث به وأن الحياة أحقر من أن يسعى لها الإنسان ويتحدث في موضع آخر عن الفجيعة بابنه محمد الذي رزقه عام (1370 هـ) وما بذله في سبيل تربيته، وحيث شب واجتاز مراحل التعليم.
وبينما هو يخاطب أمه في مساء يوم الاثنين 25 رمضان عام (1395 هـ) بالهاتف من بيروت بالقدوم من الغد إذ احترقت به وصاحبيه الطائرة وألقتهم في البحر جثثًا هامدة جسمه للحرق وللغرق فيا لفجائع البحر ويا لقوارع الزمان ووقف بين مصدق ومكذب بهذا النبأ، لم يُطق الوقوف على قدميه وجعل مسؤولو الطائرة يضللونه بأنه ليس من ركابها وهو بين اليأس والرجاء حتى جاءه الخبر اليقين وأعظم منه احتراق مكتبته.
وممن فاز بالجائزة عبد الله بن محمد بن خميس ويقول عن نفسه أنه رجل عادي من عامة الشعب السعودي حاز الثقة والتقدير بالحصول على هذه الجائزة ولا شك أن هناك نظرة خاصة من قبل جلالة الملك المعظم ومن قبل اللجنة الخاصة بالجائزة وعلى رأسها سمو الأمير فيصل بن فهد تنظر إلى عبد الله بن خميس على أساس أنه علم من الأعلام كما يقولون وأنه أفنى ردحًا من حياته في هذا الجانب ويقول أنه يختلف إلى حلقات التدريس التي كانت تعقد آنذاك عند المشائخ فيقرأ عليهم في المتون وفي المطولات الشيء الكثير.
ومن أعظم من قرأت عليهم والدي ثم لما فتحت مدرسة دار التوحيد بالطائف وهي أول مدرسة من نوعها في ذلك الحين التحقت بها في عام (1365 هـ) وحصلت على شهادتها الابتدائية، ثم حصلت على شهادتها الثانوية كان ميولي إلى الأدب والشعر والكتابة وذكر أن عمره 63 سنة وذكر الوظائف التي نالها حيث يقول عينت أول ما تخرجت مديرًا لمعهد الإحساء العلمي، ثم مديرًا لكليتي الشريعة واللغة العربية بالرياض ثم مديرًا عامًّا لرئاسة القضاء قبل أن تكون وزارة ثم وكيلًا لوزارة المواصلات ثم رئيسًا لمصلحة مياه الرياض ويقول أنه يتخلل هذه الأعمال أعمال جانبية كالنيابة عن سمو أمير الرياض حينما يذهب هنا أو هناك أنوب عنه في إدارة الأعمال، وكنت أيضًا عضوًا في مجلس إدارة شركة الكهرباء ثم طلبت من جلالة الملك فيصل رحمه الله أن أتفرغ للبحث وإحياء الآثار الإسلامية والعربية وخدمتها الخدمة اللائقة بها.
ثم أنه أحيل إلى التقاعد وهو يقوم بهذه الأمور ماضيًا في سبيل نشاطه ثم جعل يثني على أولئك الأماجد الذين تركوا في الدنيا دورًا لا يزال يهز العالم ويحرك أوتارها في جميع جوانبها وهؤلاء الموجودون المتمسكون بالدين والشرف هم سلالتها.
وهذا أنموذج من ذكره وثقافته فيما أن العيون ترمق عبد الله بن محمد بن خميس بالأدب فنحن نسوق شيئًا من حياته فنقول كان والده ينقل خطواته بهدوء وطمأنينة نحو مسجد الملقي من ضواحي الدرعية ليمكث فيه ريثما يطل الصباح ليؤدي صلاة الفجر مع الجماعة وحيثما رجع مرة من المسجد قابله البشير عند باب الدار يبشره بمولود ذكر فسر لهذه البشرى ثم أنه درج الطفل الوليد عبد الله في سني حياته وفي الثالثة من عمره انتقل والده إلى الدرعية وهناك أدخله والده الكتاب الذي كان مقصورًا على القرآن الكريم واستنساخ بعض آياته كتمرين على الخط، ولكن الأسر المتعلمة لا تكتفي بذلك اليسير من العلم لأولادها وكانت أسرة عبد الله بن خميس تحمل شرف العلم فجده عبد الرحمن بن خميس كان إمامًا ومدرسًا في مسجد الطريف بالدرعية وجده عبد الله من أفاضل العلماء في عهد الإمام سعود بن عبد العزيز وعمه ظل قاضيًا في الرياض أوائل هذا العهد الزاهر.
أما والده فكان على جانب من العلم والأدب فنشأ عبد الله مولعًا بالكتب على قلتها أن ذاك وكان يستفيد منها ويفيد وبما أن والده رغم انشغاله في الفلاحة فإنه لم يصده ذلك عن الأدب ويتذكر الابن عبد الله روح الزراعة وتقاليد أهلها فكان يصرف من أوقات فراغه رؤية الجبال والأودية ويزاول مهنة الصيد فيرتاد البراري والفلوات وأشبع قلبه بالشوق إليها والتغني بها وكان له صلة بالشاب الغيور فهد آل مارق الذي كان له كفاح في سبيل فلسطين يبادله الآراء الصائبة والأحاديث التي عادت عليه بأفضل النتائج.
ثم التحق بدار التوحيد كما ذكر عن نفسه وأعجب به زملاؤه في النشاط
الأدبي ولا سيما لما زار عبد الله بن فيصل دار التوحيد وكان يمتاز بأخلاق أرق من النسيم، ويقول الشعر على أفنان مختلفة وسنورد شيئًا من شره في الملك سعود حال ولايته للعهد والقصيدة طويلة قال في معرضها:
تنبيك عن فضل الرجال سماتهم
…
وأتت عليه الكرمات دليلا
عشقت مودته القلوب فلن ترى
…
قلبًا بغير سموه موصولا
لا غرو إن جرت المدى فلطالما
…
تبع الفروع الناميات أصولا
فأبوك لم يأت الزمان بمثله
…
مستخلفًا بعد القرون الأولى
كتبت له أيدي الزمان مناظرًا
…
جيل يحدث بالمكارم جيلا
ومضيت تخترق الصفوف مفاخرًا
…
حتى سلكت إلى علاه سبيلا
فلتبق يا أمل الشباب وفخرهم
…
ظلًا على كل البلاد ظليلا
مولاي في عنقي إليك أمانة
…
أزجي بها محض الولاء رسولا
من أسرة التوحيد هاك تحية
…
كالورد داعيه الصفاء أصيلا
دار على التقوى بنيتم صرحها
…
وصعابها ذللتمو تذليلا
إلى آخرها وهي رنانة وله أشعار رائعة قالها في المناسبات.
وفيها وفاة زعيم روسيا بريجينيف الذي يعتبر عندهم رابع زعيم للحزب الشيوعي السوفياتي وشيعت جنازته في جم غفير ومشهد كبير في موسكو ثم أنه انتخب بعده (يوري أندروبوف) بالإجماع سكرتيرًا عامًّا للحزب الشيوعي خلَفًا للرئيس ليونيد بريجينيف وذلك في جلسة موسعة للجنة المركزية للحزب وسجي جثمان رئيس الدولة والحزب الشيوعي السوفياتي حاليًا في دار النقابات بالقرب من الكرملين.
وفيها في يوم الثلاثاء الموافق 9/ 12 دخلت الحرب العراقية الإيرانية عامها الخامس.