الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما جرى فيها من الحوادث
ففيها قام إرهابيون في حكومة بانكوك فاغتالوا في السفارة السعودية فيها ثلاثة رجال من الدبلوماسيين وقتلوهم رميًا بالرصاص فسقطوا صرعى فبعثت الحكومة الصديقة تعازيها للحكومة السعودية وأحدث ذلك رنة أسف شديد.
وكان قتلهم في يوم الخميس 4/ 7 من هذه السنة وأتي بجثمان كل واحد منهم إلى السعودية فصلي عليهم في الجامع الكبير من مدينة الرياض وشيعوا إلى مثواهم في موكب مهيب حضره أولياؤهم وأقرباؤهم والمسلمون في حالة محزنة، وقد رفعت الحكومة السعودية احتجاجها على الحكومة وهددت بقطع العلاقات بينها وبينها فأقامت حكومة بانكوك سبعمائة ضابط لملاحقة المجرمين والقبض عليهم ولن يعجزوا الله.
وفيها عدى ذئب كبير على غنم لرجل في ينبع فلما أحس صاحبها به أخذ عصا وطرده وسعى خلفه لكنه لما بعد عن المنازل عاد عليه الذئب وشد على ساعده الأيسر، ولكن الرجل كان قويًا فأدخل يده بين فكي الذئب في فمه فاستطاع أن يحل فكيه غير أن الذئب تمكن من خمشه برجله في رأسه وسلم الرجل وألقي في مستشفى ينبع للعلاج، وكانت تلك الليلة التي جرت فيها الحادثة ليلة الثلاثاء الموافقة لـ 28 جمادى الأولى في الساعة العاشرة بالزوالي ليلًا والسماء غائمة ماطرة ولما فرّ الذئب دخل أسفل سيارة شاحنة بالركاب فتمكنوا من القبض عليه وقتله وألقي رأسه في المستشفى.
وفاة الشيخ عبد العزيز
ففيها في يوم الخميس 28/ 6 توفي الشيخ عبد العزيز بن الشيخ عبد الله بن حسن بن حسين آل الشيخ رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: ولد في عام (1343 هـ) ونشأ في أحضان والده فتعلم القراءة في إحدى مدارس مكة المشرفة
حيث كان والده فيها ثم أنه لازم والده وجدّ واجتهد وقد رأيته عام (1372 هـ) في جمادى الثانية حيث كان يقوم بأعمال والده في رئاسة القضاء بعض الأحايين.
ولما أن تحولت إدارة المعارف إلى وزارة وكان وزير التعليم فهد بن عبد العزيز (1374 هـ) جعله وكيلًا للوزارة، ثم أنه ترقت درجته وزيرًا للمعارف ثم أنه كان خطيبًا في المسجد الحرام في الأعياد وخطيبًا بالنيابة في مسجد نمرة يوم عرفة ولما أن تولى الملك خالد بن عبد العزيز غفر الله له جعله رئيسًا عامًا لهيئات الأمر بالمعروف في نجد.
ولما أن تولى هذا المنصب الخطير بدلًا عن عمه الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ رأى أن يقوم بهذه الوظيفة خير قيام لأن واجب الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر يقتضي حالة أنشط من حالتها الأولى، ولما لم يحصل على مطلوبه طلب الاستقالة منها وأيضًا تخلى بعد ذلك عن الخطابة، ثم أصيب في آخر عمره بمرض السكر وضغط الدم مما يسبب له عدم قدرة على بعض الأعمال، وما زال على حالته تلك حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة وقد حزن المسلمون لوفاته ورثاه أحبابه ومن يقدرون العلم قال محمد بن سعد المشعان:
خطوات إلى دار يطول بها البقاء
…
لعلك تلقى اللحد بالنور مشرقًا
أجل كلنا للموت ينثال ركبنا
…
فللموت ما أبقى وللموت ما انتقا
وما هي إلا لحظة بعد مولد
…
وبين رحيل للنعيم أو الشقا
لعلك تلقى الدار زهر أديمها
…
وأرجاؤها تدعو الأحبة للقاء
ورثاه أيضًا غيره شعرًا ونثرًا عربيًا ونبطيًا، وقد توفي والده قبله باثنين وثلاثين سنة وعمه عمر قبله بـ (15) وأخوه حسن توفي قبله بثلاث سنين، وفي هذه السنة لحق سابلتهم غفر الله لهم جميعًا ولسائر المسلمين.
وفيها جرت فيضانات في تونس هلك بسببها ثلاثون شخصًا، ودمرت الفيضانات ستة وأربعين ألف منزل وهلك أربعة آلاف رأس من الغنم، وكان ذلك
في غرة شهر رجب من هذه السنة وجاءت من ليبيا ومصر والجزائر والمغرب وفرنسا وبلجيكا واليابان والولايات المتحدة وإسبانيا وغيرها إعانات ووجدوا تضامنًا عظيمًا كما أن الحكومة السعودية بعثت إليهم إعانة جيدة كعادتها في المساعدات.
وفيها كثرت أنواع الكمأة فقع بصفة كثيرة لكنة بالرغم من كثرتها فإنها تباع بأسعار باهظة ولقوة المسلمين وكثرة المادة يشترونها بغالي الثمن معدل الكيلو يبلغ ثمانين ريالًا.
وفيها في ليلة 15 الموافق للسبت من شهر رجب خسف القمر بعد صلاة العشاء الأخير في الساعة الثانية غروبي وانطمس انطماسًا كليًا وخرج المسلمون لصلاة الكسوف رجالهم ونساؤهم في بيوت الله.
وفيها في صباح اليوم 17 الموافق ليوم الاثنين من شهر رجب قدمت إلى مدينة بريدة قافلة التجنيد ضد المخدرات في موكب مهيب من السيارات يصحبها الإبل وبعض الخيل وأقيم لهذه القافلة احتفال في ميدان الملك خالد الحضاري في مدينة بريدة حضره الأعيان والأمراء من جميع المنطقة وعلى رأسهم صاحب السمو أمير المنطقة، وقامت الطائرات الهليوكبتر محلقة فوق المكان المعد للاستقبال على ارتفاع منخفض، وجعلت إذاعات التحذير من المخدرات والخمور والمسكرات تنادي بنشر مضرتها وما فيها من المفاسد والقبائح.
وقد وضع رجال الأمن والقافلة معارض في ذلك الميدان لأنواع أشجار المخدرات من الأفيون والهيروين وكل مخدر وغيرها وأن الحكومة استطاعت القضاء على بعض الأشجار المخدرة، نعم وإن الحكومة قد بذلت جهودًا جبارة ضد هذه المخدرات وأصدرت الأوامر الثقيلة على رجال الأمن وسلاح الحدود بالقبض على مهربيها، وجعلت تنكل بهم وسلت السيف ضد تلك الأعمال الرذيلة المنافية للفضيلة.
وكيف أرباب تلك الأعمال الشيطانية توصلت بهم الهمجية إلى درجة ساقطة
بحيث يدخلون المخدرات بحيل لا يقدم عليها من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فجعلوها في باغات يدخلونها بأدبار الغنم، وعثر على بعضهم بأن جعلوها في أدبارهم - نسأل الله العافية - وتوصل أرباب تلك المخدرات إلى أعمال لا أخلاقية بحيث أن قام ساقط من أولئك الرذائل وتوصلت الأحوال به لأن يقتل صبيًا من صلبه فأخرج أحشاءه وحشى جوفه من المخدرات وأدخله في المملكة مسجى بأكفانه.
ونقل لنا أن إنسانًا من المبتلين لما فقد ما عنده من المخدرات ذهب إلى إنسان وجلبه إلى بيته وكان الشقي يتعاطى بها فطلب منه شيئًا منها فقال لا أعطيك إلا أن تبذل لي جميع ما أطلب منك فأجابه إلى طلبه، وكان لدى صاحب البيت فتاة عمرها سبع سنين جاء بها لتباشر تقديم شيء من العصيرات للضيف الملعون فقال أريد أن أزني بهذه الفتاة فقام والدها وأعطاها مخدرًا فوقع عليها الشقي وذهبت الفتاة البريئة ضحية لهذه البادرة السيئة.
فيا منتقمًا من الظَّلمة ويا من كنت بالمرصاد من الطغاة والفجرة صبَّ عليهم سوط عذاب والعنهم لعنًا كبيرًا.
ولقد قامت إذاعات الأصوات تشق الفضاء وتدوي في الأجواء تنصح وتحذر من ارتكاب تلك الجرائم وتعاطيها، وقد أظهرت الأمة سخطها البليغ، وقاموا بتشجيع القافلة وشد أزرها وتحبيذ فعلها وشكروا لهم جهادهم الذي قاموا به والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا واعتنقوا أعناق رجال القافلة يباركون لهم في مساعيهم، ووجدت القافلة تعاضدًا وتكاتفًا من العلماء والرؤساء والأعيان، وأقيمت لهم الولائم الضخمة والترحيبات والتكريمات.
ثم سارت القافلة إلى مدينة حائل بعدما أقاموا في مدينة بريدة خمسة أيام وأخذوا يتجولون في فترات بمدن القصيم يبلغون ويرشدون على قدر وسعهم وطاقتهم.