الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم دخلت سنة (1403 ه
ـ)
ذكر ما جرى فيها من الحوادث
ففيها في عصر يوم الخميس الموافق حادي عشر محرم في الساعة الثالثة زوالي والنصف أي ما يوافق العاشرة والربع غروبي أصيبت مدينة الخفجي الكائنة حوالي الحدود الكويتية بعاصفة شديدة مصحوبة بمطر ممزوج بالحجارة يقدر بعضها بكبر كرة القدم هشمت السيارات وجرفت الرمال وأدخلتها المنازل وأسقطت بيوتًا وحملت السيارات فمنها ما أدخلتها في المنازل إما بتحطيم الحيطان أو إطارتها بالجو لأنها سقطت الحيطان وانقلب غالب السيارات وشالتها إلى مسافة خمسين مترًا وهلك اثنتا عشرة نفسًا من جراء الرياح وجرح خمسون آخرون وتحطمت أعمدة الكهرباء في الشوارع والبراري.
وهبت فرق الإطفاء والإنقاذ من الدفاع المدني والشّرطة والحرس الوطني لإخلاء العديد من المساكن خشية أن تسقط على أهلها وقد بلغ عدد أعمدة الكهرباء التي تحطمت خمسين عمودًا وأحصيت البيوت التي سقطت في الوقت فبلغت ستة وأربعين بيتًا ولما سكنت الريح وقف الأهالي حوالي السيارات المقلبهه والبيوت المتهدمة يشاهدون تمام قدرة الله عز وجل وهاجوا وماجوا فما بين فار ومختبئ وبين واقف يشاهد ما وصلت إليه الحالة.
وقد روى بعض الجرحى صفة الواقعة فقال: كنت أسوق سيارتي السوبر معي عائلتي وعندما لاحظت العاصفة سارعت بإيقاف السيارة فتفجر زجاجها وانفتحت أبوابها وما هي إلا لحظات وإذا السيارة ترتفع إلى الجو وبعد ذلك لم أشعر إلا وأنا في المستشفى.
وذكر أحد المصابين قال: كنت أعمل مع زملائي في إحدى البنايات بالمنطقة عندما فوجئت بسقوط الأعمدة المقامة من الحديد والخرسانة والإسمنت فشاهدت
زملائي وهم تحت الأنقاض يئنون من الآلام نتيجة تعرضهم للإصابات المختلفة وقد تقلب السيارات الثقيلة الشاحنة وغيرها.
واحتلت العاصفة مساحة كيلوين طولًا وعرضًا أي مليون كيلومتر فخلفت وراءها كثيرًا من المنازل المهدمة التي سقطت على بعض ساكنيها أو العمال الذين يعملون فيها وقد شاهدوا أنواع السيارات الشاحنة وهي تطير في الجو عن مستوى الأرض بشكل لا يصدق بمثله ولكنها قدرة الله عز وجل ويروي المسنون في الأعمال أنهم لم يشاهدوا مثل هذه العاصفة طوال أعمارهم، وقد تضاعفت حدة العاصفة بأعاصير شديدة تندفع بسرعة مخيفة قلعت المساكن والأعمدة الخرسانية وأعمدة الكهرباء، وقتلت بعض السكان ونشوء هذه العاصفة من صباح اليوم المذكور بحيث أصبحت أشعة الشمس محتجبة وتحولت السماء إلى شبه السحابة السوداء ثم هبت في الوقت المذكور وكان ذلك في منتصف الموسم 28 تشرين أول أكتوبر.
وفيها في ليلة الأربعاء الموافق 17 محرم هبت على القصيم رياح شديدة وذلك في الساعة السادسة ليلًا بالتوقيت الغروبي الموافق للساعة الحادية عشر واثنتين وعشرين دقيقة زوالي ويصف المشاهدون لها بأنها مخيفة جدًّا وكانت مصحوبة بأمطار ممزوجة بحجارة على أمثال البرتقال في كبره فهشمت السيارات في مزرعة سمو الأمير متعب الكائنة في طريق الرياض وما حواليها وحطمت زجاجها وقتلت ما أصابت من الأغنام هناك وما مرت عليه في جناحها شمالًا حوالي مرتقى سكة الإسفلت في خط الطرفيه وكان عدد البهائم التي أصيبت تقدر بثمانين رأسًا فلا حول ولا قوة إلا بالله.
وفيها في 8/ 5 نزلت ثلوج على لبنان وما يليه بحيث انسدت الطرق وعجز بعض الجهات عن الخروج من منازلهم فكانوا محاصرين، وارتفع الثلج بقدر سبعة أمتار وهلك من الأنفس البشرية ما لا يقل عن أربعين قتيلًا وقامت فرق الإنقاذ بما تستطيعه من بذل الجهود لسلامة الأنفس وتخفيف الوطأة عن السكان.