الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
طريقة ثم أتينا بصاحب القافة المري فوجد أثره قد وقف على رأس كثيب من الرمل وانقطع أثره، فلما كان في هذه السنة بعد مضي اثنتي عشرة سنة كان يأتي ويتبدى للصبيان يكلمهم ويكلمونه، فكنا نذهب ونسمع كلامه ولا نراه فطلبنا منه أن يأتي إلينا، قال فكان يجلس خلف بيت الشعر ويكلمنا ولا نراه ويمد يده لتناول كوب الشاي فسألناه عن حالته فأخبرنا أنه في هذه المدة قد تزوج من الجن بامرأة اسمها شمعة فاقترحنا أن نمسك بذراعه ونجره إلينا فلما جاء ذات يوم فعلنا ما عقدنا عزمنا عليه فجاءتنا حجارة رمينا بها وكادت أن تمزق البيت لولا أن تركناه وكانوا في حيرة من أمره.
ثم دخلت سنة (1407 ه
ـ)
في هذه السنة هطلت أمطار غزيرة في 3/ 7 على القصيم واستمر هطول الأمطار من ليلة الثلاثاء 3/ 7 إلى تمام ست وثلاثين ساعة من دون رعود ولا بروق بحيث تعطلت المسيرة في طرق مدينة بريدة وانسدت الشوارع من المياه وسقطت بيوت وجرى وادي الرمة شيئًا عظيمًا.
واشتد البرد في روسيا من 13 جمادى الأولى الموافق ليوم الثلاثاء بحيث بلغت درجة الحرارة ستين تحت الصفر في روسيا، وهذا شيء نادر الوقوع وهلك أناس فيها وارتفع الثلج فوق سطح الأرض هناك تسعة أمتار وأصيبت أوروبا كذلك ببرد شديد، أما عن نجد ولا سيما القصيم فالجو معتدل البرودة.
وفيها في 5/ 10 قتل رئيس الوزارة اللبنانية رشيد كرامي بأن جعل في مقعده بالطائرة قنبلة قتلته وقد أسف لذلك الحادث ملوك العرب ورؤساؤها.
وفاة وزير التعليم العالي
ففي آخر يوم السبت 17/ 5 من هذه السنة وفاة الشيخ حسن بن عبد الله بن حسن رحمه الله وهذه ترجمته: هو الشيخ حسن بن عبد الله، الشيخ الفاضل رئيس
القضاة في المملكة العربية السعودية بن حسن بن حسين بن علي بن حسين بن شيخ الإسلام وعلم الأعلام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله أجمعين، ولد بالمدينة المنورة سنة (1352 هـ) وتلقى دراسته الابتدائية بمكة الكرمة حيث وجود والده فيها، ثم التحق بكلية الشريعة بمكة المكرمة وتخرج منها عام (1373 هـ) وتلقى العلم عن والده الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ ولازمه وأخذ عنه فتعين عضوًا في رئاسة القضاء بالمنطقة الغربية ثم أن الملك فيصل اختاره لأن يكون وزير المعارف في سنة (1381 هـ) فلبث في هذه الوظيفة أربعة عشر عامًا.
ثم جعله الملك خالد وزيرًا للتعليم العالي، فلبث في هذا المنصب حتى توفاه الله تعالى، وكان إضافة إلى عمله هو المشرف العام على المجلة العربية ورئيس الندوة العالمية للشباب الإسلامي، ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبد العزيز ونائب الرئيس الأعلى للجامعات.
قالت المجلة العربية كان في يوم السبت 17/ 5 / 1407 هـ الذي انتقل فيه إلى رحمة ربه أكثر ما يكون صحة ونشاطًا وقوة وعملًا، فقد استمر مداومًا في مكتبه حتى الساعة الثالثة بعد الظهر وبعد أن أدى صلاة العصر تناول غداءً خفيفًا ثم كان بجانبه حقيبتان ممتلئتان معاملات وأوراقًا خاصة وبدأ ينظر ويوقع على ما تحمله الحقيبة الأولى وعندما انتهى منها حل موعد صلاة المغرب فقام وتوضأ ثم أدى الصلاة مع الجماعة وبعد أن انتهى من الصلاة جلس يدعو ربه ثم طلب كأسًا من الماء ولما هم بشربه إذا هو يسقط من يده مسلمًا روحه إلى بارئها.
ثم أقيمت عليه الصلاة في الجامع الكبير بالرياض وأمَّ المصلين سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز وصلى عليه جمع كثير يتقدمهم سلطان بن عبد العزيز وعدد كثير من أصحاب السمو الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والوزراء وجم غفير من المواطنين وجعل الناس في المسجد يعزي بعضهم بعضًا وبالغ بعض محبيه بقولهم وداعًا يا أغلى الرجال، ومنهم من يقول إنه لمصاب جلل ووفاته خسارة للعلم والفكر وبعضهم يقول فقدنا مثال النزاهة والإخلاص.
ومن الغرائب أن رجلًا من أئمة جوامع الإحساء وهو محمد بن عبد الله المبارك بعث إلى المترجم يخبره برؤيا رآها حسنة قال إني كنت بعد صلاة الفجر نائمًا يوم الجمعة 18 ربيع الثاني (1407 هـ) فرأيتك تخطب واقفًا مرتديًا جبة من الصوف شتوية وبيدك ورقة بيضاء تشدها بيديك وموضوع الخطبة توجيه ديني ضمنتها آيات من القرآن الحكيم وحديثًا طويلًا كنت وأنا نايم أحاول حفظه حيث لم يطرق مسمعي من قبل ثم أنك جلست وأنت على مسند وكان إلى يساري شخص لا أعرفه وقال لي بالحرف الواحد وهو يشير إليك هذا الرجل يحبه الله ورسوله ثم قال معالي الوالد أن الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى من المبشرات حيث يقول صلى الله عليه وسلم: "ذهبت النبوة فلا نبوة بعدي إلا المبشرات الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له" حديث صحيح رواه الطبراني وأنت بحول الله أهل لكل خير إلى آخره.
وهذه الرؤيا قبل وفاة المترجم بأيام قليلة فرد عليه بقوله فضيلة الشيخ محمد بن الشيخ عبد الله بن عبد اللطيف آل مبارك سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: تلقيت بالتقدير رسالتكم الأخوية الكريمة التي تضمنت بشارتكم بالرؤيا التي رأيتموها ولقد سررت لما ذكرتم وتوجهت إلى الله أن يجزيكم الجزاء على إدخال السرور على قلبي وأرجو الله أن يتجاوز عنا ويجعلنا جميعًا من أوليائه وأن يثيبكم على ما أدخلتم من السرور إلى قلب أخ يحبكم في الله حفظكم الله وأدام لكم التوفيق، أخوكم المحب لكم في الله حسن بن عبد الله آل الشيخ.
ومن الغرائب أنه لم يلبث بعد هذه الرؤيا سوى شهر حتى توفاه الله وكان في وقت وفاته لم يكن أحد من أبنائه حاضرًا فما أن علموا حتى قدم الأكبر هشام من فرنسا وعبد الرحمن من لندن وعبد الله من أمريكا وأسامة من المنطقة الشرقية لأنهم كانوا خمسة محمد خامسهم وقد استقبلهم إمام المسلمين فهد بن عبد العزيز وعزاهم بوالدهم وقال لهم إنكم لستم أنتم الذين فقدتموه بل أنا أيضًا فقدته وواساهم بقوله اعتبروا أن أباكم لم يغب فأنا والدكم.