الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم دخلت سنة (1402 ه
ـ)
استهلت هذه السنة والرئيس السوفيتي بريجنيف لا يزال في نشاطه في نشر دعوات الشيوعية ويبعث البعوث لغزو أفغانستان وكان المجاهدون المسلمون في أفغانستان صامدين لرد تلك الغارات الوحشية من دولة عظمى تعتبر أكبر دول العالم في قواتها ومهماتها وحدها وحديدها وكيدها وشرها المستطير.
وكانوا يرون أن دين الإِسلام دين مزعوم ولا أصل لهذه الخرافات بزعمهم الفاسد من صلاة وصيام وحج وغير ذلك من تعاليم الإِسلام ويقابلهم دولة عظمى هي أمريكا كانت أهالي أفغانستان يدافعون عن إيمان وعقيدة ولقد أصيبت من جراء هذا الغزو بنقص كبير في الأنفس والثمرات والخوف والجوع، ولكنها ثبتت على الدفاع ثقة بالله في انتظار النصرة، قال الله تعالى:{وَكَانَ حَقًّا عَلَينَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47)} (1) وقد كبدوا الجيش الغازي خسائر وأسقطوا طائرات ودمروا دبابات ومعدات حربية ويبين من تصرفات بريجينيف ودولته وما يظهر من تصرفاته السيئة بالرغم من كبر سنه وهرمه ما يبيته من اتخاذ معبر في الشرق الأوسط عن طريق ليبيا وغيرها من الموالين له، هذا مع قربه لمفارقة الحياة.
هذا وكانت الحرب بين العراق وإيران مستعرة الوقود.
وأصبح سكان لبنان بحالة يرثى لها من الانشقاق والمذابح والمجازر كما أن اليهود قد تدخلت في لبنان بواسطة عملائها كسعد حداد وغيره، أما عن الضفة الغربية وقطاع غزة فلا تسأل عما هم فيه من الأخطار والضيم وحشرهم إلى غيابات السجون التي امتلأت بهم وتعذيبهم وتقتليهم وتشريدهم هذا ما كان من الحروب في بلاد العرب.
(1) سورة الروم، آية 47.
أما عن المملكة السعودية وحالاتها في الرخاء فإن الأمراء كانوا في وظائفهم فكان في إمارة مكة المكرمة صاحب السمو ماجد بن عبد العزيز، وكان النائب في الإمارة سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز، وكان في إمارة المدينة المنورة عبد المحسن بن عبد العزيز، وفي إمارة الرياض سلمان بن عبد العزيز والوكيل سطام بن عبد العزيز وأمير منطقة القصيم عبد الإله بن عبد العزيز وأمير حائل مقرن بن عبد العزيز وأمير تبوك وما يليها عبد المجيد بن عبد العزيز وأمير المنطقة الشرقية عبد المحسن بن عبد الله بن جلوي.
وقد نقل سعادة الأمير سليمان بن تركي السديري من وكالة إمارة تبوك إلى وزارة الداخلية فكان يعمل فيها ويبعث كاحتياطي ليسد أعمال أمير المنطقة من الأسر إذا طرأ عليه شاغل كما سد فراغ إمارة منطقة القصيم بغياب الأمير عبد الإله وأمير منطقة عسير خالد الفيصل بن عبد العزيز وأمير عرعر والحدود الشمالية عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد وأمير جدة قائم مقام عبد الرحمن السديري ووزير العدل الشيخ إبراهيم بن محمَّد بن إبراهيم آل الشيخ.
كما أن الشيخ محمَّد بن حركان هو الأمين العام لرابطة العالم الإِسلامي، كما أن الشيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد هو الرئيس للمجلس الأعلى للقضاء منذ أن تولى جلالة الملك خالد بن عبد العزيز والرئيس المشرف الديني على الحرمين الشريفين الشيخ سليمان بن عبيد بن سلمي وكان من أهالي مدينة البدائع.
ورفع الشيخ حسن بن عبد الله إلى وزير التعليم العالي وجعل الدكتور عبد العزيز العبد الله الخويطر وزيرًا للمعارف ولا يزال الأمير خالد بن فهد بن خالد بن محمَّد بن عبد الرحمن وكيلًا في وزارة المعارف ثم إنه طلب الإقالة بعد ذلك.
كما أن الشيخ صالح بن علي بن غضون قد نقل من رئاسة محاكم الإحساء إلى عضوية المجلس الأعلى للقضاء.
وقد مرض الشيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد مرضه الأخير المخوف الذي أودى
به إلى الهلاك، وقد بعث الملك به إلى إنجلترا ولم يدخر وسعًا في صحته غير أن المرض استعصى ولم يفد العلاج، وقد سأل عنه الملك خالد مستفهمًا، ولما قيل أنه تعبان من المرض تأثر لذلك وبكى، هذا ولا ننسى منحة الملك له العظمى بحيث اشترى له بيت الشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم ووهبه له كما اشترى بيت الشيخ محمَّد بن إبراهيم الكبير ومنحه لزميله الشيخ عبد العزيز بن باز.
أما وزير الكهرباء الدكتور غازي القصيبي فلا يزال يوالي جده ونشاطه في الكهرباء، وقد قام بعملين وزارة الصناعة والكهرباء وقد قام بتمديد شبكة الكهرباء وجعل الخزانات الكهربائية في المزارع والقرى والضواحي فلا تخلو مزرعة منه، ولما أن تحركت المكائن الكهربائية التي نصبت في القصيم جنوبي مدينة بريدة وكانت قوية ضخمة امتدت الأنوار يمنة وشرة إلى مسافة أربعين كيلومتر من كل جهة واستفادت الأمة من مصالح الكهرباء ما وفر لها أشياء، لولا هذه الكهرباء بعد عناية الله لخربت وتعفنت أما بقية الأمراء والوزراء والموظفين فكل في عمله.
وفيها هبت رياح شديدة وذلك في 13 جمادى الأولى على ضواحي في القصيم على اللسيب ولوجعان ورواق والسباخ فاقتلعت نخيلًا تقدر في تلك الأماكن بـ (70) نخلة وكسرت أشجارًا وأسقطت حيطانًا منها حائط سقط على سبع سيارات فأعدمها أو كاد، وسقطت نخلة على بقرة وعجلها فقتلتهما معًا وقلبت ناقتين باركتين وحملت رجلًا فجعل يتقلب عدة مرات بقدر 15 مترًا وألقت عمارة على ظهرها الأرض وبلغنا أن أناسًا استهدفوا لها في القضاء فلولا أنهم تمسكوا بسيارات حواليهم واقفة لأقلتهم بين السماء والأرض، وقد سبقها في اليوم نفسه بَرَد وقع على الغميس ومواضع من ضواحي بريدة الجنوبية والغربية فدمرت الزروع وأحدثت أضرارًا.
وفي أوائل جمادى الثانية في نوء الحمل ولا سيما في 7 نيسان إبريل 18 الحمل هبت رياح عاصفة ونجم عنها خسارة تقلبت بعض الحيطان واجتثت الأشجار
والنخيل وكادت الريح أن تحمل ما مرت عليه لقوتها وهطلت أمطار فجرى وادي رضوان الذي كان بالقرب من ركبه فأحدث أضرارًا شديدة في الأحوال والأنفس بحيث هلك فيه من الأنفس البشرية خمسون نسمة، وفي آخر يوم الجمعة 22/ 6، 27 الحمل نشأت سحب ثقال من الأفق الغربي فهطلت أمطار غزيرة على ما كان من أبان الأحمر إلى البدائع وما إلى ذلك، وكانت ممزوجة ببرد ورياح واستمر هطول الأمطار ساعتين تقريبًا فأحدث ذلك توقف السير وتعطلت حركة السيارات لأن الأرض كانت كالبحر فلا يهتدى إلى الطريق وليس من سبيل إلى ذلك، ولكن الله سلم من عطب السيارات.
كما أن مدينة حائل نزل عليها مياه غزيرة وارتفعت المياه إلى أمر قد قدر وكان ذلك مصحوبًا بالثلوج وبرد كبار فقد ارتفع منسوب الثلوج والأمطار في بعض الأماكن بمتر ونصف متر وكان ذلك في أوائل نوء المؤخر من برج الحمل وقد استمرت الرياح والأمطار طيلة أيام برج الحمل وأوائل الثور ونشأ عنها نقص أصاب الزروع والثمار وتكسرت نخيل واستمرت الظلم الشديدة بحيث لم يعهد مثل هذا منذ عشرات السنين وأصيب ما بين عقلة الصقور والمدينة المنورة ببرد توقفت له حركة السيارات واستمر نزول الأمطار على القصيم يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء وليلة الخميس اللاتي توافق 20 و 21 و 23 من برج الثور وكان لم ينقطع المطر طيلة هذه الأيام السابقة إلا دقائق معلومة ثم يعود.
ولما كان في 22 من شهر رجب الموافق 15 أيار (مايو) جرى وادي الرمة وكان قد زخر هذه المرة مقبلًا من أقاصي مجاريه الغربية فألجم الجسور والكباري التي في طريقه له صوت عظيم فخرجت الأمة رجالًا ونساءً وأطفالًا لرؤيته من قرى القصيم ومدنه منتشرين يتفكرون على عظيم قدرة الله وقام قلم المرور والنجدات بالإنذار والتحذير عن الهلاك والوقوع فيه، وكان له زمجرة عظيمة مخيفة وقد حمل ما في طريقه من الحيوانات والبيوت والخيام فكانت غثاء وكادت السيارات لكثرتها تتحطم لولا قلم المرور واستمر يجري بقوة عشرة أيام.
وفيها قامت وزارة الحج والأوقاف في أواخر شهر رجب بهدم ثلاثة مساجد من طين في مدينة بريدة لإعادة بنايتها بناية حديثة ولتنفق عليها من قيمة مسجد ناصر بن سيف الذي شمله الهدم وبلغ تقويمه بتسعة ملايين ومسجد الشيخ محمَّد بن عمر آل سليم الذي بلغ تقويمه ثلاثة ملايين، وهذه الثلاثة هي مسجد محمَّد بن غنيم ومسجد الجريش ومسجد بن حوشان أمام السوق المركزي غربًا.
كما أنها هدمت مسجدًا ثالثًا مقامًا من لِبن وطين ينسب لابن ضحيان في قلب البلد حوالي التغيرة لإعادته مسلحًا.
ولما أن كان في منتصف شهر جمادى الأولى من هذه السنة لوحظ أن جامع بريدة الكبير الذي قام ببنايته الأخيرة مسلحًا الملك السابق سعود بن عبد العزيز حدث في جنوب المسجد تصدع في الحائط الجنوبي وفي درج الأبواب الجنوبية فكان من حسن الحظ أن قدم وزير المالية أبا الخيل لتشييع جنازة ابن عمه عبد الله بن سليمان بن حسن المهنا فسعى لدى ولي العهد سمو الأمير فهد بن عبد العزيز لترميم المسجد فقام بنفقة الترميم كلها وأن يكسى بالحجارة الهندسية مع مراعاة ما يتكلف من النفقة البالغة خمسة ملايين من الريالات، وقام المقاول محمَّد بن صالح بن فهد الرشودي بالعمل وأحضرت المخاريق والمعدات لذلك، وكانت البناية التي أشرف عليها فضيلة الشيخ عبد الله بن محمَّد بن حميد لا بأس بها في القوة لأنها مقامة من خالص الأحجار والممتازة بالقوة وكان ما بينها وبين هذا الترميم أربعًا وعشرين سنة وانتهى عمل الترميم في غاية رجب من هذه السنة وقد ظهر المسجد مظهرًا لائقًا جدًّا وغير تلبييسه الأول وكهرباؤه إلى وضع أحسن وأقيم حائط للمصباح الداخلي إلى جهة الشرق وركب له أبواب في ذلك الحائط كما ركبت فيه مكيفات كثيرة وثريات سقفية وأقيمت أسفل الحيطان الداخلية والأعمدة بالرخام القوي الحسن الجميل، وفرشت الأرض على العموم بالرخام الجيد الحسن الأبيض، فجزى الله القائمين بالنفقة والمشرفين بإخلاص على أعماله والسعي في تكميله على الوجه المطلوب خير الجزاء.