الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بهم مضافًا إليهم صاحب السمو سطام بن عبد العزيز والشيخ صالح بن لحيدان ويقام من التبرعات لهم حفر الآبار وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات وبناء الغُرف للمجاهدين وغير ذلك من المشاريع الخيرية المختلفة.
وفيها في 2 من شهر شوال هبت رياح عاصفة مغبرة شديدة وقترة واستمرت تلك الرياح وقت هبوبها بعد صلاة العصر من كل يوم بغبار دقيق وشدة من قوتها وعصفها وتكليفها حتى كانت الأجواء متكدرة جدًا، وكان ذلك في 17 من برج الثور، وما زالت كذلك إلى آخر اليوم 12 من شوال وكانت تلك الزوابع والإعصارات بريح السموم شدتها على مدينة بريدة وما حواليها عنها جنوبًا إلى مسافة عشرين كيلو من الجهة الشمالية إلى قدر خمسين كيلو وقد امتلأت الأمكنة والمساكن بالغبار.
وقد حدثنا بعض الثقات أنه نزل على صامطة وما يليها من جهة عسير الجنوبية الغربية أمطار يميل لونها إلى السواد وذلك في شعبان من هذه السنة وكان هبوب الرياح على القصيم في الوقت الذي ذكرنا يوافق 7 مايو أيار وهو وإن كان وقتًا لهبوب الرياح فإن تلك العاصفة التي امتد وقتها وحدث فيها بعض الأذى والمشاق واختفاء الأنوار وقد وافق جفافًا ولم يبارك الله بما نزل من الأمطار.
عودٌ على بدء
لما أن اغتيل الرئيس الباكستاني ضياء الحق تأثر بهلاكه المسلمون هناك لأنه العضيد الأشد في مساعدة المجاهدين في أفغانستان ضد الروس ومن في صفهم وفقدوا تلك الشعلة وبكوه وترحموا عليه لأنه كان مناصرًا للإسلام في باكستان، وقام برفع أعلامه فمن ذلك القصيدة الرائعة التي قالها الأستاذ عيسى بهاء الدين الأميري منوها بما قام به ضياء الحق من تطبيق لشرع الله في بلاده وما له من المواقف في جهاد أهالي أفغانستان حينما غزوا في بلادهم وأوذوا في سبيل الله وأخرجوا من ديارهم وقاتلوا وقُتلوا:
جلى ضياء الحق في استشهاده
…
وزكا وحلق في سماء جهاده
قد كان كالطود الأشم في شموخه
…
ورسوخه والعقل هدي مراده
عزم الوفاء لربه ولدينه
…
ويقينه والصبر وحي سداده
رأى كيان بلاده متصدعًا
…
فيضنى وإن الدين طب بلاده
وأقام بالإسلام خطة حكمه
…
ومضى وشرع الله نور رشاده
وأبى وقد جاس الخؤون جواده
…
فأمد من لجأوا إلى أنجاده
أدى وأسدى ما استطاع لنصرة ال
…
أفغان رغم عدوه وكياده
واشتد في دعم الجهاد بنفسه
…
ونفيسه بل كان من أجناده
فرمى العدو الدما في مكره
…
ليديله وألحَّ في أبعاده
لكنه الثبت الأبيّ فما ونى
…
عن دعمه بل زاد في إمداده
حتى إذا انتصر الجهاد وخصمه
…
ولى ولفح الغيظ في أحقاده
قتلوه كلا إنه أجل مضى
…
جسم هوى والروح في أصفاده
وقال أيضًا في مناسبة اغتيال الشهيد ضياء الحق غفر الله له وتقبل جهاده:
حم القضاء وفي الكتاب طوارق
…
متباينات كلهن حقائق
قدر له صور ويمضى مبرمًا
…
ومنية وطرائق وطرائق
أجل إذا ما جاء موعد فصله
…
لا لن يؤخره محب وامق
ويظن لد ماكر مقامر
…
تقديمه عمه الغرور الحانق
الموت حق أمره وزمانه
…
ومكانه حكم قضاه الخالق
والناس فيهم معول ومهلل
…
والميت في بحران غيب عارق
جسم تسربل بالتراب مكبلًا
…
وثوى وروح من أسار ابق
في برزخ بين الهناءة والشجا
…
عمل وتم وفي الحساب ملاحق
هذا سجل لا يغادر لمحة
…
والقسط يوم الدين عدل صادق
وتجيء نفس المرء يحدو سعيها
…
لحسابها منها شهيد سائق
طوبى لمدخر وأوج صبيعه
…
حب وقلب بالضراعة خافق
فالرحمة الفيض الغمير تحفه
…
وهو المؤمل بالسخاء الواثق
* * * * *
ابني يالعمر الغريض أخي في
…
صوغ القريض وإنها لأوامر
أهديتني من بث نفسك نفحة
…
وكأنها منى إليك مشاعر
همي وهمك من معين واحد
…
تبعًا ولست أقول أنه حظ عاثر
لكنه قدر المجاهد لا يسنى
…
يحيا لظى لأوائه ويصابر
وله من الإيمان في حلك الدجى
…
نور وفي الغمض العميق بصائر
يمضي على الجد والصراط سوية
…
عزماته وكأنهن منائر
يمضي بأمر الله لا .. لا ينثني
…
سهمًا تجرد أو تتمر كافر
قد حالف الله القوي وكر في
…
حرب العداء فهو القوي القادر
ويقينه النصر المبين بربه
…
صدق اليقين وجل رب ناصر
ولقد ينير عليه ظلام وغي
…
ويكيد طاغوت ويختل غادر
ولقد يجند له اغتيال خائن
…
يؤدي به وهو الغنيم الظافر
يحيا شهيدًا في الجفان مخلدًا
…
فرحًا تغمده نعيم باهر
وكانت هذه القصائد جوابًا لقصيدة بعثها إليه عبد الرحمن صالح العشماوي هي قوله في رثاء ضياء الحق الرئيس الباكستاني لما اغتيل في حادث الطائرة التي كان من ضمن ضحاياها:
سفر وكل يا ضياء مفارق
…
والليل مفتول الذراع مراهق
والسائرون على الطريق قلوبهم
…
تشكو وجمر الحزن فيها حارق
أين المسار وكيف تحتمل الردى
…
أجسامنا ومتى يفر الخافق
يا أرض باكستان ماذا أبصرت
…
عين الحقيقة كيف جاء الطارق
قالت وغيث الدمع يهطل لا تسل
…
عن غاية فيها الذئاب نواطق
يا غابة ما في حماها منزل
…
يؤوي الضعيف ولا لسان ناطق
أشجارها هرمت وفي أدغالها
…
يختال جزار ويسعد مارق
سفر وتمتد الطريق وتنمحي
…
فيها الخطى ويضل فيها الحاذق
والواقفون عيونهم مبهورة
…
مما تراه وكل بدر غاسق
يا غيمة جاءت ولم يهتف لها
…
رعد ولم يومض لديها بارق
من أين جئت وكيف أمهلك الردى
…
حتى وصلت وكيف عاش الوافق
في سرك المكنون ألف حكاية
…
يشدو بها شاد وينعى ناعق
يا غيمة الأسرار طعم قصائدي
…
مر ولون الشعر لون غامق
قولي لنا شيئًا فرب مقالة
…
يحيا بها ميت ويخشع فاسق
قولي لنا فرمت إليَّ بنظرة
…
وشعرت أني في وجومي غارق
وتكوم الصمت الطويل أمامنا
…
والعين مغمضة وقلبي خافق
وتحدثت وأنا أغالب رهبتي
…
وتساءلت أين الشجاع الواثق
أنتم ركبتم موجة غربية
…
شرقية والراكضون تلاحقوا
أنتم تسابقتم إلى أعدائكم
…
كم ضاع مسبوق وضاع السابق
أنتم فتحتم بابكم فتسللت
…
منه اللصوص وجاء منه الآبق
هذا ضياء الحق هز ذراعه
…
ليسوق موكبه ونعم السائق
حتى إذا ألوى عظام نظامه
…
وأطل من عينيه عزم صادق
ودعا إلى الشرع الحكيم وقد نما
…
في أرضه المعطاء نخل باسق
بعث العدو إليه صاروخ الردى
…
فمضى وفي الدنيا دخان خانق
نام الحماة عن البلاد فكيف لا
…
يسطو العدو ولا يعيث السارق
وسكتُّ تنهشني الهموم وينثني
…
سيفي إلى صدري ويدنو الشاهق
سفر وتبقى يا ضياء ركابنا
…
مسدودة وعلى الرؤوس بيارق
كل يسير إلى الفناء فسابق
…
متقدم يحصي خطاه اللاحق
وإلى متى هذا السؤال جوابه
…
متعذر وبه أحاط الخالق
يا غيمة الأسرار قولك واضح
…
وأنا على ما تذكرين أصادق
نحن الذين تكسرت نظراتنا
…
نرضى بما رسم العدا ونوافق
لو أن أمتنا أقامت أمرها
…
بالدِّين ما عاق المسيرة عائق
وفيها في يوم الثلاثاء الموافق 23 صفر وقعت ثورة في الجزائر استمرت ثمانية أيام فسقط على يد الجيش مئات من الثوار واستطاع الشاذلي بن جديد أن يخمدها وينكل بالقائمين بها ويسيطر على الموقف فخمدت تلك الثورة وسكنت المتحركات، أما ما كان عن أهالي باكستان فقد كان الآلاف يحتشدون لإلقاء النظرة الأخيرة على ضياء الحق واحتشد الآلاف عند مسجد فيصل يوم السبت 8/ 1 لتشييع جنازة الرئيس محمد ضياء الحق الذي لقي مصرعه في حادث تحطم طائرة منذ ثلاثة أيام وأخذ الباكستانيون يرددون (سيعيش ضياء الحق إلى الأبد وتعيش باكستان) أثناء مسيرهم إلى الموضع الذي سيدفن فيه، وقد أحاطت مئات من رجال الشرطة والجيش بالموضع وحملت عربة مدفع جثمان الرئيس ضياء الحق في جزء من الطريق ونقلته إلى قبره ورفعوا لافتة كتب عليها (ضياء حي الشهيد لا يموت) وحضر رؤساء الدول وشخصيات أخرى بارزة من أكثر من خمسين دولة جنازة الرئيس ضياء الحق الذي حكم باكستان لمدة أحد عشر عامًا، وكان عدد من كبار ضباط الجيش الباكستاني والسفير الأمريكي أرنولد رافيل من بين 30 شخصًا لقوا مصرعهم يوم الأربعاء الذي أصيب فيه الرئيس عندما تحطمت الطائرة، وشاركت عائلة الرئيس وأخوه وابنه وبعض المقربين في وضع النعش في شاحنة عسكرية مغطاة بعلم باكستاني كبير أخضر وأبيض ووضع الجثمان في إحدى صالات القصر لمدة ربع ساعة لتمكين أقرباء الراحل ومعاونيه من إلقاء النظرة الأخيرة عليه.
وفيها في ليلة الاثنين عاشر شوال انشب حريق في مدينة بريدة بمناجر وأخشاب من ألواح الساج ومرابيع تقع في حفيرات من الجهة الجنوبية خلف خط الإسفلت