الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهوال تروى عن أهالي ملينة هيروشيما
نورد هنا قصة عن فتاة يابانية صماء من مواليد وسكان مدينة هيروشيما وهي أول مدينة في تاريخ العالم الحديث التي شاء الله أن تضرب أول قنبلة ذرية تدمرها ويموت من مات من أهلها بحرائق القنبلة وأن يبقى من بقي حيًّا من أهلها مشوه الخلقة من آثار الحروق ومريضًا يهدده الموت بسبب الإشعاع الذري الذي لم يزل رغم مضي قرابة نصف قرن على ضرب هيروشيما بالقنبلة الذرية.
وقد روى لنا التاريخ أن رجلًا أصيب بسبب الإشعاع منها فلبث 25 سنة لم يذق غمضًا، وفقد طبيعة النوم، فكان بالليل يتمدد في فراشه ويريح مفاصله ولكنه فقد النوم فكان لديه مزرعة تقدر قيمتها بسبعة عشر مليونًا ويقول لو وجدت من يعالجني لأنام كما ينام الناس لبذلتها له.
وهنا تقول الفتاة عن تلك الضربة التي وجهها الرئيس ترومان لقصف اليابان وقدمنا ذكرها في سنة (1364 هـ) فتقول الفتاة لما ألقيت معها مقابلة إنني أعيش الآن فتاة لا تستطيع أن تعمل ولا تستطيع أن تتزوج عرفنا أسماءنا ونحن في الماء عندما حدث القصف كان عمري 12 عامًا كنت أعمل مع مجموعة طلابية على بعد ميل واحد من مركز الهدف، وبعد سماع صفارات الأمان الكامل عدنا إلى العمل رأيت بريقًا ساطعًا وعندما استعدت وعيي أردت أن أعود إلى المنزل وبدأت أجري وصلت إلى جسر (تسور وميء) وكان هناك الكثيرون في النهر يصرخون طلبًا للمساعدة فقفزت من الجسر إلى الماء بارتفاع 45 قدمًا تقريبًا، كانت وجوهنا فوق الماء ونحن نصرخ طالبين النجدة من أمهاتنا فأمسكني شخص فعرفني دعاني باسمي لم أستطع أن أعرف من الذي كان يكلمني سألته من أنت فذكر اسمه ثم بدأنا جميعًا نعرف أسماء بعضنا، فغرق غالبنا ولم ينجُ من الغرق سوى خمسة وخمسين من ثلاثمائة وعشرين، أدركتُ أن النار ستحيط بنا سريعًا وأن علينا أن نترك الماء ونعود إلى الجسر ورأيت النار في جسد امرأة تكافح لإطفائها بأن تنتزع من جسمها شرائح
لحم طويلة محترقة حتى باتت لما تسلخت يداها وذراعاها وكان هناك أيضًا بعض الناس الذين توقفوا عن الجري لشرب جرعة ماء من زجاجات ماء كانت معهم ولكن لشدة الحرارة اختنقوا وماتوا ووجوههم في الماء.
وذكرت هذه الفتاة التي جرت المقابلة معها في 20 ربيع الثاني من هذه السنة مستمرة فيما رأت تقول كان الشارع مجرد حوض من الدماء على طريق الغابة كانت توجد جثث كثيرة والشارع مجرد حوض من الدماء وبمساعدة شخص ما وصلت إلى نقطة تجمع يتم فيها معالجة الجرحى وضع أحدهم منديلًا على وجه فتاة لأن جروحها كانت بشعة إلى الحد الذي لا يمكن رؤيتها، لقد التصق المنديل بوجهها المحترق ولم يمكن نزعه حتى بعد موت الفتاة، لقد بحثت أم هذه الفتاة عن ابنتها ولكنها لم تستطع أن ترى وجهها أبدًا وذكرت هذه الفتاة أن علاجها استمر لمدة ثمانية شهور وهي تحمل بالنقالة لمعاجلة الحروق وانتهى العلاج وهي مصابة بتشوهات وأورام على الساقين والذراعين والوجه وتقول طلبت من أمي مرات كثيرة مرات أريد أن أرى كيف أصبح وجهي بعد العلاج ولكن أمي ترفض، وعندما أصبحت قادرة على أن أقف ذهبت إلى المرآة بنفسي فأصبت بصدمة عندما نظرت إلى وجهي، وهكذا أعيش الآن لا أعرف متى سيعود المرض الإشعاعي وعندما لم أستطع الحصول على وظيفة مما أصاب وجهي بكيت وبكيت وكانت أمي تبكي وهي تقول ليتني أنا التي احترقت بدلًا منك لأنني أكبر سنًّا وأحيانًا كانت تقول لو أنك متِّ لكان من الأفضل عندما تعرضت لهذا الحريق.
وذكرت أنها أصيبت بصدمة شديدة عندما وجدت أن أخاها الأكبر وزوجته قد ماتا وتركا ثلاثة أطفال كانت أعمارهم من لست سنوات إلى 12 سنة انتقلوا إلى منزلهم ليعيشوا مع والديها بسنين بالرغم من أن صحة والدها مصاب بالسرطان من جراء تلك القنبلة في معدته وقال الأطباء أنه كان أحد الناجين مع ما أصابه من ذلك المرض فقولوا بصوت عالٍ لا نريد الحرب ولا مزيدًا من الحروب ولا نريد