الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زيارة الوزير الأمريكي
كان الهدف من هذه الزيارة هو أن هذا الوزير جورج شلتز قام مبادرًا لحماية إسرائيل من الزلزال الذي أحدثته الانتفاضة الفلسطينية والصمود في جنوب لبنان فلم تنجح زيارته، وقد قدم المواطنون الفلسطينيون احتجاجًا فأضربوا لهذه الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي، وقد حشدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي المزيد من القوات والآليات في منطقة الحرم القدسي، وأقامت الحواجز على الطرق المؤدية إلى القدس للحيلولة دون وصول المواطنين من الضفة الغربية وقطاع غزة وفلسطين المحتلة لأداء صلاة الجمعة في المسجد الأقصى.
ذكر ما ألقاه الله من الذل على اليهود
ولما كان الله عز وجل قد وعد وهو الذي لا يخلف الميعاد أنه ضرب الذلة والمسكنة عليهم أينما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس، نعم بحبل من الناس فما انتصروا حتى كانوا تحت حماية أمريكا، فكانت تحوطهم وتحميهم، وكلما تولى رئيس في أمريكا فتأخذ عليه حماية اليهود ومناصرتهم.
وذكرت الأنباء الواردة من الأراضي العربية المحتلة أن مكاتب الشركات والبنوك الصهيونية بدأت تنتقل من الضفة الغربية وقطاع غزة إلى فلسطين المحتلة عام (1948 م) بعد تعرضها للرشق بالحجارة والزجاجات الحارقة ووقوع المذكورات في مناطق تشهد اشتباكات بين المواطنين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الصهيوني.
وقام وزير الحرب الإسرائيلي إسحاق رابين بطلب أموال من الخزانة الإسرائيلية زيادة الميزانية (450) مليون دولار لمواجهة الانتفاضة العارمة، ولقد طلبت إسرائيل من بعض المسئولين في هذه الانتفاضة أن تتوقف هذه الحركات الفلسطينية لما رأت نشاطها حتى تهدأ الأمور كهدنة، ولكنهم أبوا إلا مواصلة
أعمالهم التي أزعجوا بها اليهود من رميهم بالحجارة وقذف الزجاجات الحارقة وإشعال النيران بالإطارات في الطرق وإزعاج اليهود لعلمهم أن وقف الانتفاضة خديعة ومكر ومكيدة منها كما قد جربوا في سالف الأزمان.
واستمر الثائرون في نشاطهم وإقلاق راحة اليهود وأن صدور هذه الأمور من اليهود ونقلهم الشركات والبنوك من هذه المواضع ليدل على ما كابدوه من شباب فلسطين وقلقهم من اعتراف الدول وإقامة سفارات للحكومة الفلسطينية في الحكومات العربية والإسلامية وبالرغم من عقد المؤتمرات يمنة ويُسرة في شأن فلسطين وأهالي فلسطين ولبنان وأهل لبنان وسعي ملوك العرب والمسلمين ورؤساؤهم في هذا الموضوع فإنها لم تسفر عن نتيجة تذكر ولم تضع الحرب أوزارها في الأراضي المحتلة ولم توفق الدول الكبرى لحل سريع يضمن للعرب سلامتها وراحتها.
والسبب الوحيد الذي عرقل الأمور وكان عقبة في طريق الإصلاحات وإطفاء الفتن هو أمران:
أولًا: ما أوقعه الله عز وجل من الانشقاق بين الأمم في مشارق الأرض ومغاربها بحيث كثرت الثورات والمنازعات وإراقة الدماء ودمرت المساكن وأهينت الكرامات، وكان لكل حزب صوت يريد ارتفاعه وأصبح غالب الأمم غير آمنة ولها مراتع في هذه الفتن العمياء وكل هذا بأسباب الذنوب والمعاصي.
الأمر الثاني: فيما يتعلق بالعرب والمسلمين فإنهم كانوا متفككين ومتخاذلين ولم يكونوا كيَد واحدة على الأعداء ومنهم من يرجى منهم العلاج ولكنهم لا يحسنون.
ومنهم من يسعى ظاهرًا في الإصلاح ولكنهم في الباطن متأخرون أو مخادعون وتجتمع الأمة للنظر في المشاكل وعلى غير جدوى يتفرقون، وكلما خرجوا من مشكلة وقعوا في أخرى، وهذا لاختلاف الآراء وعدم انقياد بعضهم لبعض.
ولقد سعى جلالة الملك فهد بن عبد العزيز بالإصلاح بين الرؤساء من ملوك العرب ورؤسائها وبذل قصارى جهده ونجح سعيه شيئًا ما فهذا العراق وسوريا كانت الأمور بينهما متأزمة ولكنها ستنحل بالإصلاح ودعيت مصر بعد قطع العلاقات معها إلى تحسين الوضع فاستجابت لما كان عليه حسني مبارك من حُسن التفاهم وسعى المصلحون بين مصر وليبيا لإزالة المحن والأحن التي بينهما فنجح الصلح وتبادلتا السفراء ويوشك أن يظهر لذلك سير الأمور على ما تقتضيه المصلحة العامة.
وبذلك ينتصر الإسلام وينهزم الأعداء القائمون ضد الإسلام الذين لا يزالون يبرمون حبال الفتنة بين الرؤساء ليدركوا مقاصدهم خلف هذا النزاع ويشتتوا شمل الإسلام والمسلمين ويمزقوا مجتمع الأمة ويخرقوا أديمه ويعملوا على تمزيقه كل ممزق ولقد نجحوا فيما يطلبون وأدركوا ما إليه يسعون ولكن العقلاء سيتلافون الأمور وينتبهون من سِنة النوم والغفلة.
وكان من دهاة العرب من جمع أولاده عند وفاته فدعى بحزمة من العصي فأمرهم أن يكسروها جملة واحدة فشق ذلك أو تعذر فأمرهم أن يكسروها واحدًا واحدًا فتكسرت فقال هكذا يتوصل الأعداء بكم إذا تفرقتم ويعجزوا عنكم إذا ما اجتمعتم.
ومن نظر إلى ما وقع في لبنان وما جرى بين إيران والعراق وما حل في السودان من الانشقاق وعقوبات الله فإنه يرى العجب العجاب، وفي كل صباح يوم ومسائه تنشر الإذاعات وتروي ما حصل من المجازر والمذابح والاستهانة بسفك الدماء وابتلى الله عز وجل بعض الأمم بالفيضانات والرياح المدمرة والزلازل المهلكة والجوع والفقر وأنواع الأمراض والهلاك ولله تمام الإرادة والتدابير ومن عاش فسوف يرى.