الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قف على هذه التوصيات فهي مهمة
ومن تأمل إرشاداته صلى الله عليه وسلم وجدها كافية وافية لمصالح الدين والدنيا فكان يقول لربيبه: "يا بني سمِّ الله وكُل بيمينك وكُل مما يليك" صلوات الله وسلامه عليك يا نبي الرحمة صلواته وسلامه عليك يا مرشد الأمة صلوات الله وسلامه عليك يا من هو بالمؤمنين رؤوف رحيم، اللهم جازه عنا كل خير.
فمن توصياته صلى الله عليه وسلم لخالد بن الوليد لما ذكر له أنه يجد وحشة قال: "إذا أخذت مضجعك فقل: أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون".
وجاءه رجل يشكو إليه الوحشة فقال: "أكثر من أن تقول سبحان الملك القدوس رب الملائكة والروح، جللت السماوات والأرض بالعزة والجبروت" فقالها الرجل فذهبت عنه الوحشة.
= وقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من تصور على غير شكله فدمه هدر، فألزم الجني بحمله لأهله فامتثل فوجهه إلى أهله، هكذا ساق القصة وقد رأيتها في مرجع آخر بأبسط من هذا وهي أنه قتل رجل حية فساح في الأرض ولم يعلم بخبره خمسة عشر يومًا فذهب أخوه إلى كاهن وأخبره بفقد أخيه، فقال له: اذهب إلى أرض كذا لصحراء بعيدة من السكان وهي واسعة وخالية من البشر فإذا كان في وقت وقوف الشمس وكان الزمن في نوء الهقعة فسيمر بك عاصفة وغبرة فلا تلتفت إليها ثم تمر عاصفة أشد من الأولى فقف في تلك الغبرة وناد يا شيخ الجن إني أطلب الشرع، فسمع ضجة ورأى أشباحًا فيها وأتي بكرسي فجلس عليه شيخ ضخم الجثة علاه المشيب فتكلم يا إنسي وما حاجتك فقال: يرحمك الله فقدتُ أخي منذ خمسة عشر يومًا فتكلم بأعلى صوته إيتوني بأخِ هذا الإنسي قال فجيء بأخي مكبلًا بالحديد وأناس معه فقال وما ذنب هذا الرجل؟ فقالوا: قتل ابننا، فسأله عن قتله فقال: ما قتلت غير حية، فقال: ائتني بشهود يبرؤون ساحتك، فقال ومن أين أجد شهودًا وقد قتلتها في البرية بوادي خالٍ من البشر، فسكت الشيخ قليلًا وإذا قد أقبل اثنان من الجن فقال: ما عندكما من البرهان تشهدان به قالا: نشهد بالله شهادة نسأل عنها إذا وقفنا بين يدي الله سبحانه، قتله وهو متصور بصورة حية، فرفع الشيخ حاجبيه بيديه ثم قال: حدثني أبي عن جدي وساق بالإسناد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تصور بغير شكله فقتل فدمه هدر" وأطلقوا الإنسي وقم فاذهب بأخيك وقد تقدم عن قريب قصة حديثه من هذا النوع أ. هـ.
وأرشدنا إلى أن نسمي الله عند الأكل لأن لا يشارك الشيطان أحدنا في الأكل، وأرشدنا إلى أن نسمي الله عند الجماع لأن لا يشارك الشيطان في هذه الحالة، وأخبر الربّ الجليل عن أذية هذا العدو وبين الحالة في الامتحان به في قوله:{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64)} (1) اللهم يا ربّ الشيطان ويا من ناصية الشيطان بيده اكفنا شره ولا تسلطه علينا.
وقد روي أن طالب علم سار إلى عالم في جهة بعيدة للأخذ عنه والتعلم منه وأنفق في تلك السفرة أموالًا طائلة، فلما أراد الرجوع أخبر ذلك العالم بالنفقات التي بذلها فقال له: أريد أن أمنحك فائدة واحدة تعدل بجميع ما أنفقت، فقال له: نعم وجزاك الله خيرًا، قال: ذهبت في طريق فاعترض لك كلب فكيف تصنع به إن تركته أكلك وإن قمت تنازعه وتقاتله قطعك عن المسير فكيف الخلاص منه؟ قال: أرشدني يا أستاذ، قال: إن الطريقة في الخلاص منه أن تدعو صاحبه وتطلب أن يكف كلبه عنك فهكذا الشيطان كلب ابن آدم فاستعذ بالله منه ليكفيك شره وتستريح منه.
ومن وصاياه صلى الله عليه وسلم "أوك سقاءك واذكر اسم الله وخمر إناءك واذكر اسم الله، ولو أن تعرض عليه عودًا" وفي رواية عنه "فإن لم يجد أحدكم إلا أن يعرض على إنائه عودًا فإن الشيطان لا يفتح بابًا" وفي رواية: "فإن الشيطان لا يفتح بابًا مجافًا ولا يكشف غطاءً ولا يحل وكاءً".
قال بعض العلماء: وضع العود لرد دبيب أو بمروره يعني الدبيب على العود وقيل الحكمة في ذلك ليعتاد تخميره ولا ينساه، وكل هذه الوصايا لأجل المحافظة
(1) سورة الإسراء، آية 64.
على السلامة من إذاء هذا الشرير اللعين الخسيس، وجلس صلى الله عليه وسلم وأصحابه مرة على طعام فجاءت جارية كأنها تدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام فأخذ صلى الله عليه وسلم بيدها ثم جاء أعرابي كأنما يدفع فأخذ بيده ثم قال:"إن الشيطان يستحل الطعام إن لا يذكر اسم الله تعالى عليه وأنه جاء بهذه الجارية يستحل بها فأخذت بيدها فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يديهما ثم ذكر اسم الله تعالى وأكل" رواه مسلم.
وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه فجاء أعرابي فأكله بلقمتين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنه لو سمى لكفاكم" رواه الترمذي قال حسن صحيح، "وبينما هو يصلي صلوات الله وسلامه عليه بأصحابه سمعوه يقول أعوذ بالله منك ثم قال: ألعنك بلعنة الله ثلاثًا وبسط يده كأنه يتناول شيئًا، فلما فرغ من الصلاة قلنا: يا رسول الله سمعناك تقول في الصلاة شيئًا لم نسمعك تقوله قبل ذلك ورأيناك بسطت يدك، قال: إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي فقلت أعوذ بالله منك ثلاثة مرات، ثم قلت: ألعنك بلعنة الله فلم يستأخر ثلاث مرات، ثم أردت أن آخذه والله لولا قول أخي سليمان لأصبح موثقًا تلعب به ولدان أهلي المدينة" رواه مسلم عن أبي الدرداء وقال أبو التياح لعبد الرحمن بن خنيس رضي الله عنه وكان كبيرًا: أدركتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قلت: كيف صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة كادته الجن؟ قال: "إن الشياطين تحدرت تلك الليلة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأودية والشعاب وفيهم شيطان بيده شعلة من نار يريد أن يحرق بها وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهبط إليه جبريل صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد قل ما أقول قال قل: أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق، وذرأ وبرأ ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها ومن شر فتن الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن. قال: فطفئت نارهم وهزمهم الله تبارك وتعالى" رواه أحمد وأبو يعلى ومالك والنسائي.