المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان - تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - جـ ٧

[إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن]

فهرس الكتاب

- ‌ثم دخلت سنة (1297 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ صاحب السمو عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل

- ‌ذكر شيء من صرامته وبطشه وحزمه

- ‌وصمة سيئة في وجوه العرب

- ‌اكتشاف مدينة أثرية

- ‌ثم دخلت سنة (1398 ه

- ‌مقتل الآلاف في قصف أثيوبي

- ‌إقامة مدينة الملك خالد

- ‌كائنة غريبة

- ‌اجتماع لبحث إنشاء منظمة العواصم الإسلامية

- ‌ذكر تجديد باب الكعبة المعظمة وجعله من الذهب الخالص

- ‌جهود تبذل لنصر الإسلام ورفعته

- ‌بادرة غريبة

- ‌بيان عن المؤرخ الزركلي

- ‌كائنة عجيبة

- ‌ثم دخلت سنة (1399 ه

- ‌أخبار عن الحرب في هذه الآونة

- ‌حريق في مدينة الرياض

- ‌حريق آخر في الرياض

- ‌الرجل المعمر

- ‌إيران وآية الله الخميني

- ‌الزعازع والبلى الذي حصل بسبب الخميني

- ‌إعصار يجتاح الهند

- ‌أهوال يسببها السلاح الحديث إن استكمل

- ‌تنفيذ الإعدام شنقًا في علي بوتو

- ‌إسلام أسرة

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌أفغانستان والحديث عنها

- ‌طعنة في الصميم

- ‌ثم دخلت سنة (1400 ه

- ‌موقف الحكومة السعودية

- ‌معجزة غريبة

- ‌إمارة عبد الإله بن عبد العزيز في القصيم

- ‌إمارة مقرن بن عبد العزيز بحائل

- ‌انتشار الإسلام

- ‌غرق سفينة

- ‌حادثة غريبة وكائنة عجيبة

- ‌ولادة غريبة

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌وممن توفي فيها من الأعيان

- ‌إقامة حدائق في مدينة الدمام (1400 ه

- ‌إنشاء وحدات لمياه القطيف

- ‌بدء العمل في طريق الجنوب

- ‌عمارة مطار الرياض الدولي

- ‌تطبيق أحكام الشريعة

- ‌ثم دخلت سنة (1401 ه

- ‌ذكر زيارة الملك للقصيم سنة (1401 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌اغتيال رئيس جمهورية مصر

- ‌مؤتمر مكة المكرمة عام (1401 ه

- ‌معرض الكتاب

- ‌زيادة في رواتب الأئمة والمؤذنين

- ‌قتل رئيس جمهورية بنجلاديش

- ‌ضرب المفاعل النووي

- ‌رجل معمِّر 159 عامًا

- ‌ثم دخلت سنة (1402 ه

- ‌انسحاب العراق عن أراضٍ احتلتها قديمًا

- ‌ضرب لبنان سنة (1402 ه

- ‌نداء من السفارة اللبنانية بالمملكة

- ‌ذكر وفاة جلالة الملك خالد

- ‌خسوف كلي للقمر

- ‌انفجار رهيب في إيران

- ‌خسائر وقعت في إيران

- ‌ذكر قتل رئيس لبنان

- ‌قرار ملكي

- ‌النهي عن المخدرات

- ‌كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جرى على حماة في سوريا

- ‌الإخوان المسلمون

- ‌نشاط الإخوان المسلمين وابتداء تنظيمهم:

- ‌ذكر ياسر عرفات

- ‌ذكر شيء عن مدينة الظهران وما منّ الله به على الحكومة السعودية

- ‌إقامة السوق المركزي في مدينة بريدة

- ‌ذكر حالة القتال بين العراق وإيران

- ‌ذكر شيء من تطور الزمان

- ‌ذكر الحروب والثورات

- ‌احتراق مكتبة بريدة

- ‌ذكر بيوت الله التي هدمت

- ‌ثم دخلت سنة (1403 ه

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌عاصفة تجتاح الإحساء

- ‌زلازل وقوارع تصيب اليمن

- ‌منبر يُصنَع للمسجد الأقصى

- ‌تعذيب إيران للأسرى

- ‌ذكر من توفي فيها

- ‌أهوال تروى عن أهالي ملينة هيروشيما

- ‌مقابلة مع طبيب شعبي

- ‌استمرار الأذى على لبنان

- ‌ذكر إعلان قيام مجلس التعاون الخليجي

- ‌اليوم الوطني

- ‌إقامة دورات المياه في المواقيت

- ‌ثم دخلت سنة (1404 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ذكر بئر العجائب

- ‌مميزات البئر:

- ‌مصلحة الهاتف السيار

- ‌ذكر المذابح والتدميرات في أفغانستان

- ‌تصرف مياه مكة المكرمة

- ‌اليهود تقتل أئمة المساجد وتهدد المسجد الأقصى

- ‌بيان عن رئيس الهيئة الإسلامية في القدس

- ‌أخبار عن مدينة بريدة في القصيم

- ‌سوق الماشية يضيق

- ‌احتفال كبير للأدب

- ‌ثم دخلت سنة (1045 ه

- ‌اغتيال أنديرا غاندي

- ‌حائل والحديث عنها

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ثورة في السودان

- ‌بحث مهم ينبغي الوقوف عنده

- ‌نهضة تعليمية

- ‌برج مياه بريدة

- ‌إيجاد مياه لعفيف والدوادمي

- ‌ثم دخلت سنة (1406 ه

- ‌حادثة

- ‌وفاة عالم من العلماء

- ‌وممن توفي فيها

- ‌مرض الإيدز

- ‌وقوع حادث مؤسف

- ‌حادثة في بنغلاديش

- ‌مستشفى القصيم التخصصي

- ‌حادثة غريبة

- ‌ثم دخلت سنة (1407 ه

- ‌وفاة وزير التعليم العالي

- ‌إنشاء جسر يربط البحرين بالمملكة

- ‌مشروع قرار مجلس الأمن

- ‌مناطق المملكة تحتفل بأسبوع المساجد ونظافتها وخدمتها

- ‌هجوم الإيرانيين على حجاج بيت الله سنة (1407 ه

- ‌نهضة علمية في المملكة السعودية

- ‌النهي عن الإسراف وما جاء في ذمّه

- ‌إصلاح ماقفة بريدة

- ‌عمارة جامع مدينة عنيزة في القصيم

- ‌حادث في مصر

- ‌مؤتمر قمة عام (1408 ه

- ‌زيارة الملك فهد للقصيم

- ‌وقف إطلاق النار

- ‌ظاهرة غريبة، جني يشهر إسلامه

- ‌طاعون الإيدز

- ‌زيارة الوزير الأمريكي

- ‌ذكر ما ألقاه الله من الذل على اليهود

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌حادثة غريبة

- ‌حادثة أخرى

- ‌لبنان والحديث عنه

- ‌بيان عن شبكة الكهرباء في المملكة السعودية

- ‌نبأ وفاة الخميني

- ‌ثم دخلت سنة (1409 ه

- ‌ظهور الجراد في المملكة

- ‌هدّ مسجد عودة الرديني

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌أمطار تجتاح اليمن

- ‌ذكر اغتيال الرئيس الباكستاني

- ‌أمور تحاك بالخفاء

- ‌ذكر قنابل تضرب أم درمان

- ‌حادث غريب من بلاوي الزمان

- ‌قف على هذه التوصيات فهي مهمة

- ‌حادثة غريبة

- ‌قتل قنصلين من السعودية

- ‌تأسيس سفارات للدولة الفلسطينية

- ‌عودٌ على بدء

- ‌مؤتمر قمة

- ‌قرار مجلس هيئة كبار العلماء في شأن المعتدين

- ‌نشرات مؤلمة عن أفغانستان

- ‌امتحانات النقل

- ‌وفاة الخميني

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌وفاة معمّر

- ‌ذكر ثورة يونيو في السودان

- ‌حادثة قصر أفراح جيزان

- ‌ثم دخلت سنة (1410 ه

- ‌ذكر حادثة غريبة (ميت يخرج من قبره بعد دفنه بـ 27 ساعة)

- ‌فكرة عاطفية

- ‌ذكر فاجعة عظيمة

- ‌ذكر إعادة الكرة للسعي في وضع الحرب ببيروت ولبنان

- ‌زلزال مدمر

- ‌ذكر اغتيال الرئيس اللبناني

- ‌ما جرى فيها من الحوادث

- ‌وفاة الشيخ عبد العزيز

- ‌معجزة من المعجزات

- ‌‌‌كائنة غريبة

- ‌كائنة غريبة

الفصل: ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

‌إسلام أسرة

في 8 رجب من هذه السنة، أسلمت أسرة كاملة أمريكية، كان ربّ هذه الأسرة كثير القراءة لبعض الكتب الدينية الإسلامية فوفتهه الله للإسلام وأسلم هو وأبناؤه فأدخلهم في المدرسة، أما عن الزوجة فتأخر إسلامها ولكن الله منّ عليها فأسلمت بعدهم بيومين، وهذه بشارة باعتناق هذه الأسرة للدين الحنيفي الإسلامي نسأل الله تعالى أن يهدي من ضل عن الطَّرِيق إلى الرجوع إليه.

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

فمنهم مدفع التوحيد محمد صالح المطوع، وهذه ترجمته: هو الشيخ العالم الزاهد الورع محمد بن صالح بن سليمان المطوع، ويلقب بالحميدي ويلهجون هذه التسمية وربما نسب المسجد إليه، فيقال مسجد الحميدي، وهو من أسرة كبيرة غلب عليهم هذا الاسم.

ولد رحمه الله في مدينة بريدة عام (1312 هـ)، وكان والده من زعماء مدينة بريدة ومن العقيلات المشهورين الذين يسافرون للتجارة لمصر والشام والعراق، وكان يريد أن يكون ابنه محمد على سيره وبما أن والدته ليست في ذمة والده فقد قامت بتربية ابنها وأدخلته في إحدى المدارس لتعلم القراءة والكتابة.

وقد حاول الأب أن يصده عن الدراسة وأن يأخذه قسرًا، ولكن العناية الربانية لاحظته، فقد أخذه والده معه في سفره وكان قد أخذ في الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، فذهبت أمه إلى الأمير في بريدة عبد الله بن جلوي واستعانت بالشيخ عمر بن محمد بن سليم فأخبر الشيخ الأمير بأنه في رعاية والدته ولم ينفق عليه أَبوه، فبعث الأمير فارسًا رجع به من مسافة ثلاثين كيلو أي من قرية الطرفية ورده إلى أمه، وكان المترجم لا ينساها لشيخه عمر ويدعو له كلما ذكره، وكان يقول أنَّه سبب هدايتي، كما أن الوالد حاول في صده عن طلب العلم مرة أخرى

ص: 43

لأنه يرى أن طلبه للدنيا أنفع له لأن الذين يطلبون العلم إذ ذاك ليس بين أيديهم مادة فسلم من هذه المحاولة بسبب والدته.

طلبه العلم واجتهاده:

لما تقدم الشيخ عمر بن سليم في مسجد عودة الرديني والتفَّت عليه حِلَق الذِّكر كان من جملة الذين أخذوا عنه ولازمه وأكثر الأخذ عنه وأخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن سليم لما قدم من البكيرية بعد ذلك لقضاء بريدة، ثم أنَّه كان يتردد بين تدريس الشيخين المذكورين.

وكان محبوبًا لما كان متصفًا به من صفات أهل اليقين، قليل المزح كثير الخشوع ومن جملة ما درس به على الشيخ عمر بن محمد الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية يلهج بأبياتها ويطمئن إليها ودرس في كتب التوحيد والفقه والتفسير والحديث والنحو والفرائض.

كما أنَّه أخذ عن الشيخ الزاهد عبد الله بن محمد بن فداء ويمتدحه بالزهد والورع ويكفيك في فضل المترجم أخذه عن هؤلاء العلماء الأفاضل والصفوة الفطاحل وله زملاء من العلماء وهم الشيخ محمد ابن عبد العزيز العجاجي والشيخ عبد الرحمن بن عبيد والشيخ عبد الله بن محمد بن جربوع والشيخ عبد الله الصالح الربدي والشيخ سليمان المشعلي وغيرهم.

وما زال يطلب العلم ويزاحم العلماء حتَّى كانت له مكانة فكان الشيخ عمر يستخلفه في مسجده من بين أقرانه وله والدة سألت الله أن يجعله في إمامة محمد بن عبد العزيز الصقعي لأنه كان في إمامة ذلك المسجد، وكانت من الصالحات فاستجاب الله دعاءها بحيث لما نقل الشيخ عمر من هذا المسجد إلى مسجد ناصر بن سليمان بن سيف جعله مكانه.

ولبث في إمامة هذا المسجد (55) سنة تقريبًا حتَّى أعجزه الكبر فخلفه أبناؤه وجلس في ذلك المسجد قريبًا من أربعين سنة في تعليم القرآن والتوحيد والفقه

ص: 44

والتفسير وتخرج عليه طلاب كثيرون فكان يجلس بعد صلاة الفجر وبعد الظهر وبين العشائين على الدوام، وتعلم عليه طلاب كثيرون منهم من هو مسن ومنهم شباب ونحن نذكر بعضًا من كل، فمن أخذ عنه صالح بن إبراهيم البليهي وعلي بن عبد الله بن حواس وعبد الله الزامل بن عفيسان وإبراهيم بن ضيف الله اليوسف وعلي بن محمد السكاكر وصالح بن محمد السكاكر وإبراهيم بن محمد السكاكر ورشيد بن عبد القه الحميضي وإبراهيم بن عبد الله الدباسي وعبد العزيز بن إبراهيم الدوسري وعبد القه بن محمد العجلاني ونصار العلي النصار وبراك المنصور ونصيان بن حمد النصيان وعلي الراشد الرقيبة ومحمد العلي الروق وصالح العبد الرحمن بن جمحان وصالح العبد العزيز الجطيلي وعلي السليمان الوهيبي وعلي السحيمان ومحمد بن صالح الخليفة وعبد الله بن خليفة وعبد الرحمن بن عبد العزيز القفاري ومبارك بن راجح وعبد الرحمن بن سليمان بن جار الله وسعد بن محمد المالك، وصالح بن محمد بن غانم وفهد بن عبد العزيز السعيد وسليمان بن صالح الربيش وعلي بن عبد الله بن مهوس وعبد الكريم بن عبد الرحمن الفداء وعبد الرحمن بن دغيثر وعلي بن عبد القه بن مقبل وابنه عبد الفه بن محمد وابنه عبد الرحمن بن محمد وسليمان العلي بن براك ومحمد بن منصور الرجيعي ومحمد بن عبد الله أبا الخيل ومحمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف وسليمان بن علي العمر وسليمان بن محمد العمر، وأخذ عنه غير هؤلاء.

وكان ذا غيرة عظيمة يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر باليد واللسان ويلهج بكتاب الله ويفسر آياته وربما انفعل فأخذ يبكي لما يجده في ضميره من التغيرات، وكان لا تأخذه في الله لومة لائم، ويبكي ويبكي من حوله، وكان في واد والناس في واد.

أخذ مرة يفسر قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} (1)، فوجه الخطاب على رجل عامي من

(1) سورة الأنعام، آية 153.

ص: 45

المستمعين ونادى بأعلى صوته لو أنك سرت في طريق وقيل لك لا تخرج عنها يمنة ولا يسرة فإن خرجت يمنة أخذتك الحرامية واللصوص ولئن خرجت يسرة لكنت فريسة للضياع، نعم كان مثلًا مطابقًا غير أن ذلك الرجل كان جاهلًا لا يعرف عن ذلك سوى أنَّه كان في أول عمره يسافر مع العقيلات إلى بلاد الأجانب ثم إن الله مَنّ عليه في آخر عمره بالجلوس في بريدة من بلاد المسلمين ويلازم الصلوات الخمس في جماعة ويحضر مجالس الذكر مستمعًا فأجابه يقول كيف أضيع وأنا خريت وماهر في الدلالة لا أسير إلَّا مع رؤوس الجبال وأعالي الكثب الرملية ومتاهات الطرق، ولا أضيع وتنسبني إلى الضياع هداك الله، فقال له المترجم بأعلى صوته لا ولكني أضرب لك مثلًا في أن من لزم الصراط المستقيم يكون آمنًا ولكن ذلك الجاهل صمم على رأيه يقول أقال الله عثرتك كيف تنسبني إلى الضياع فسل العقيلات عن دلالتي وأني ماهر في الطرق لا يزيد على ذلك شيئًا، فكان في واد والمترجم في واد.

وكان لا يسأل الناس شيئًا ولا يطلب من بيت المال إلَّا ما جاءه من غير مسألة وعف عن الوظائف كلها فلم يقبل وظيفة.

وكان في صفته أبيض اللون مشرق الطلعة كان وجهه قنديل عليه آثار النور والعبادة وله حظ من قيام الليل مربوع القامة جميل المنظر ويؤم في مسجده في صلاة التراويح في رمضان وقيام الليل على الدوام حتَّى أعياه الكبر وضعف بصره في آخر حياته حتَّى فقد البصر، ولم يطلب العلاج رجاء حديث الثواب، وكان قويًّا في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواليًا لأولياء الله معاديًا لأعدائه وربما ناله بسبب ذلك أذى من بعض الرؤساء الجهال فيصبر على ما أصابه ولا يداري في أوامر الله أحدًا كائنًا من كان وكان دائم الخوف ويقول لمن يثق به أخشى أن يكون الله قد مقتنا ولا تعجبه حالة زمانه بل كان قليل الضحك وقورًا فلذلك كان مسموع الكلمة لدى الرؤساء لإخلاصه وحُسن مقصده.

ص: 46

وكان في آخر حياته ملجأ وكهفًا لأهل الخير يترددون إليه ويفزعون إليه عند المهمات فيجدون ما يفرج عن المهظوم.

ثم إنه مرض قبل وفاته بمرض أفقده شعوره لمدة ثلاثة شهور لكنه يلهج بالاستغفار والذكر وتوفاه الله تعالى في منتصف ليلة الأحد الموافق 21 ربيع الأول عن عمر يناهز (88) عامًا وتأخر تجهيزه إلى صلاة الظهر من اليوم المذكور فصلى عليه المسلمون في جامع بريدة الكبيرة حيث امتلأ المسجد وشيعه خلائق كثيرون وأقبل الناس يعزي بعضهم بعضًا حيث اجتمعوا من القرى والضواحي وعم الأسى والحزن ودفن في مقابر الموطا غربي المدينة وقد رثي بمراثٍ حِسان.

وممن توفي فيها الرجل العابد إبراهيم بن جردان رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته: هو الزاهد الخطيب المقرئ الحافظ إبراهيم بن محمد الجردان كان من أهالي مدينة بريدة ومن أسرة فيها ولد (1325 هـ) فنشأ كغيره في الدراسة في إحدى المدارس الأهلية وأخذ يتعلم القرآن حتَّى حفظه عن ظهر قلب، ثم إنه اشتغل في التجارة لتأمين معيشته ثم إنه كان عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الشرقية بالظهران، ويدرس على رئيس محاكم المنطقة ويتولى الخطابة في بعض الأحيان هناك كما أنَّه أخذ عن الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد حال إقامته في مدينة بريدة وله صوت جهوري حسن في تلاوة القرآن فهو من أحسن بني زمانه في الترتيل.

ثم إنه تولى وظيفة التدريس في مدرسة دار التربية ثم كان مدرسًا في القرآن والعلوم الدينية في مدرسة تحفيظ القرآن في مدينة بريدة، كما كان في مدرسة دار التربية ونال وظيفة جامع مسجد الخبيب ببريدة وكثر تردد الرجال والنساء على مسجده في صلاة التراويح وقيام شهر رمضان حتَّى أنَّه كان يمتلئ المسجد من كثرة المصلين الذين ينتابون المسجد من بعيد إليه لحسن صوته وجودة تلاوته كما كان يغص المسجد يوم الجمعة بكثرة المصلين.

ص: 47

ولما أن ترك التجارة وتشبث بالإمامة والتدريس كان رزقه رغدًا ولزم الإمامة والخطابة، وكان مولعًا بالحج والعمرة ومحبوبًا بين الناس لعقله وقلة مشاغبته وعبادته شكور النعم لله.

ولما كان في شهر جمادى الثانية من هذه السنة ذهب لزيارة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام في المدينة المنورة ولأداء العمرة وعاد بنفسه يوم الخميس الموافق 28 جمادى الثانية ليصلي إمامًا بالمسلمين لأنه لم يخلف أحدًا فأدى صلاة الجمعة إمامًا في مسجد بريدة حرصًا منه على رغبة الناس في الصلاة معه ولما أن كان من آخر يوم الجمعة رجع إلى عمرته وحينما سار ميممًا إلى جهة الغرب انقلبت السيارة فكان في ذلك حتفه وكان ضحية لهذا الحادث وقد أسفت الأمة لموته وحزنوا، رحمه الله وعفا عنه.

فيها وفاة هواري أَبو مدين رئيس الجزائر وكان ذلك في 27 من شهر محرم الموافق ليوم الأربعاء وقد تأخر تجهيزه ليصلى عليه بعد صلاة الجمعة وتقام الجنازة في مظهر عظيم لأنه قدم إلى الجزائر وفود كثيرة للصلاة عليه وتشييع جنازته وظهر حزن عميق لذلك وتأسفت الجزائر عليه أسفًا شديدًا.

وفيها في أوائل شهر شوال يوم السابع منه وفاة أَبو الخير المودودي شقيق الشيخ أبي الأعلى المودودي مؤسس الجماعة الإسلامية الباكستانية على إثر إصابته بنوبة قلبية ويبلغ من العمر ثمانين عامًا.

وفيها وفاة الشيخ حسن محمد مشاط بمكة المكرمة وقد استقبل ذووه العزاء بمنزله في مكة المكرمة، وكان الشيخ حسن له مؤلفات حسنة فمنها إسعاف أهل الإسلام بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام، قال في خطبة الكتاب: أما بعد فيقول العبد الفقير المنكسر خاطره لقلة العمل والتقوى حسن محمد المشاط غفر الله ذنبه وستر عيبه إنك سألتني أسعدك الله ووفقني وإياك أن اتبع لك كتابي إسعاف أهل الإيمان بوظائف رمضان بإسعاف أهل الإيمان بوظائف الحج إلى بيت الله الحرام

ص: 48

الخ، وقد طلب مجموعًا إلى القصيدة الذهبية في الحج لابن رشيد عام (1379 هـ)، وله كتاب الزواجر المنفرة عن إدخال المسلمين أولادهم في مدارس الكفرة، وذكر فيه قصة محزنة تدل على الانحلال من دين الإسلام نتيجة تلك المدارس وأفاد وأجاد جزاه الله خيرأ وهو الذي اختير لأن يكون رئيسًا لجماعة تحفيظ القرآن بعد وفاة علوي عبَّاس المالكي رحمه الله وعفا عنه.

وفيها وفاة الشيخ عبد الرحمن الدوسري صاحب المحاضرات والكشف عن أهل المذاهب الهدامة تغمده الله برحمته وهذه ترجمته: هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن خلف بن عبد الله بن فهد آل نادر الدوسري من قبيلة الوداعين ولد عام (1332 هـ) في مدينة بريدة عاصمة القصيم ثم إنه انتقل والده منها إلى الكويت فكان المترجم مع والده كجملة أولاده وكان ذهابهم بعد أشهر قليلة من ولادته وكان جده عبد الله قد نزح من قومه وبلاده المعروفة بالسليل إلى قرية الشماسية التي تبعد عن بريدة شرقًا باثنين وثلاثين كيلومترًا.

نشأ المترجم في بلد الكويت في محلة معروفة بالمرقاب تمتاز عن سائر البلد بالصلاح ويسكنها النجديون إذ ذاك فادخله والده في مدرسة المباركية وكانت من المدارس الأهلية وتمتاز بما تحويه من المقررات في أول نشأتها بتدريس القرآن الكريم ويحرص أربابها على حفظ القرآن عن ظهر قلب وتدريس ثلاثة الأصول والكتب الدينية المشبعة بعقائد السلف كعقيدة السفاريني ودليل الطالب والأحاديث النبوية فكان المترجم مولعًا بكتب السلف الصالح ومعرفة ما يخالف الشريعة، ويقول عن نفسه أنَّه حفظ القرآن في شهرين عن ظهر قلب بحيث انقطع عن المجالس في تلك المدة القليلة حتَّى حذق القرآن حفظًا ودرس في السيرة والتاريخ والفقه وحارب أقوال المنحرفين ورد عليهم بصراحة لم ينلها في زمنه سواه بحيث استهدف نتيجة كلامه في رؤساء الفتنة للأذى وخشي عليه ولكن الله يدافع عنه لأن له إقدامًا وشهامة توقعه في أمور صعبة.

ص: 49

وكان في صفته حنطي اللون ممتلئ الجسم قد لوحته الشمس وفي لسانه ثقل ولكن الله يساعده بالبيان وكان له مؤلفات منها زيادات في نظم قصة يوسف للشيخ يحيى الصرصري، ومنها تفسير القرآن الكريم، وزيادة توضيحات لكتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لأنه قال لي مرة نريد تركيز العقيدة في قلوب الخلائق تركيزًا وشن الغارة على المنحرفين وفضحهم وهتك أستارهم لأن الله أعطاه قوة ملكة في بيان تضليلاتهم.

والرجل مجاهد بلسانه وبيانه يغشى الناس بالموعظة في مجامعهم ولا يخاف لومة لائم، وقال قصائد مهيجة في نصرة فلسطين والذياد عنها فمن ذلك قوله من قصيدة:

فلم يلغبونا بالقوى أبدًا كذا

ونكباتها الأخرى كذلك فاعدد

فنكبتها الأولى بفقد عقيدة

فلسطين ما ضاعت بقوة معتد

فلسطين بالتكبير حررها الأولى

وقوة إيمان كسائر أبلد

ولو صدقوا في الدين أيضًا لكبروا

بالسنة لا تألف اللغو والدد

فيسترجعوها مع سواها ويزحفوا

كما زحف الأسلاف في كل أنجد

ولكنهمو مالوا إلى شهواتهم

ولم يستجيبوا للإله الممجد

فلسطين ضاعت إذ أضاعوا صلاتهم

ومزقوا القرآن تمزيق ملحد

بتعطيلهم أحكامه وإباحة

لخمر وفحشاء إذا رضي الردي

فلسطين أدمت قلب مستضعف يرى

تلاعب ماسونية اليوم والغد

وكانت شعارًا كاذبًا يرتدي به

دجاجلة الغوغاء في كل مشهد

يريدون منها سلعة عاطفية

وجرحًا ذكيًّا دائمًا لم يضمد

يريدونها ذخرًا به يحصلوا على

مناصب عليا مع مديح لنشد

فلسطين رمى لعبة ووسيلة

لسائر طلاب الكراسي ومقعد

فلسطين دمي متجرٍ أو بضاعة

لمتجر من ساسة ومعربد

ص: 50

ودومي لهم مثل القميص الذي مضى

ليحصل ما يبغون من كل مقصد

ولا ترتجي منهم قتالًا فحر بهم

لبعضهمو بعضًا يروح ويغتدي

فذلك رجعي وهذا تقدمي

وذا ثائر هذا نحلف مرتدي

على بعضهم بعضًا أسود أشدة

وحولك أقوالهم نعامة فدفد

إلى أن قال:

ولكن خذي منهم كلامًا وضجة

بأجهزة الإعلام في كل معهد

وشكواهمو في مجلس الأمن طلبًا

حقوقًا وعدلًا بالكلام المنضد

ألم يعلموا عن مجلس الأمن إنه

أداة يهود العالمين لمعتد

إلى آخرها، وله قصائد كثيرة في الرد على أعداء الإسلام وله قصيدة في مصرع الرئيس جمال عبد الناصر يصور فيها حالته ويكشف خيانته ومؤامراته.

أما مشائخه الذين أخذ عنهم فقد أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن خلف الدحيان، وأخذ عن الشيخ صالح بن عبد الرحمن الدويش، وأخذ عن الشيخ قاسم بن مهزع من علماء البحرين لما سافر في طلب التجارة إليها واستفاد منه كثيرًا.

ولما رأى ذكاء المترجم حثه على الإكثار من قراءة تفسير القرآن ولهذا كان له إلمام قوي في التفسير.

وله أيضًا مؤلفات كثيرة منها إرشاد المسلمين على فهم حقيقة الدين، ومشكاة التنوير على شرح الكوكب المنير، وله كتاب سماه من هم المنافقون، وغير ذلك.

وبعد اللتي ثم اللتيا لو أن ليت لو تفيد شيئًا لتمنينا بقاءه ليكافح عن العقيدة بحيث توفي عن عمر يناهز السابعة والستين لأنه كان يحدب على الفقراء ويواسيهم ويوزع كتبًا مجانًا وله مسالمة في المساعدات التي تعود مصلحتها على المجتمع ويحارب القوانين الوضعية ويكفي محاربته للقانون الكويتي الذي وضعه الدكتور عبد الرزاق السنهوري، فكان من جملة الذين انتقدوه وصاحوا على أعلى المنابر

ص: 51

بمحاربة بعض فقراته وقابلوا المسؤولين وأخبروهم بخطورة ذلك القانون ولديه رحمه الله مكتبة حافلة كبرى.

أما عن مرضه ووفاته فقد أصيب بمرض السكري وأمراض أخرى داخلية وحينما اشتد به المرض سافر إلى لندن للعلاج والدعوة فنصح له الطبيب بالراحة لكنه آثر الموعظة والإلقاء فزاد عليه المرض حتَّى توفاه الله في 10 ذي القعدة من هذه السنة فحمل جثمانه إلى الرياض وصلي عليه في الجامع الكبير وتأثر لوفاته المسلمون وحضره جمع كثير وجم غفير رحمه الله برحمته الواسعة وقد رثاه المحبون بمراثي حسنة منها ما قاله الأستاذ عبد الرحمن البرغوثي صاحب القصيد وهو شاعر إسلامي منها قوله بعدما ذكر ما أصيبت به المجتمع الإسلامي وما حل بذويه وكان الشاعر من أهالي بلدة الكويت:

فقد خلت ساحة الميدان من بطل

كان القؤل إذا ما استل بتار

فوق المنابر لم يعبأ بمنحرف

من قبل ما اقتحم الأوطان أشرار

واحسرتاه قضى من غير أمنية

كانت تراوده لما طغى الجار

إلى أن قال:

ثويت والقدس يعلو فوقها نجم

فمن ينبه من القدس أنصار

فنم هنيئًا بما أحسنت من عمل فقد

عاه الذي نثر للحق يختار

من المحبين من إخوان معتقد

من هم على الدرب مهما اشتط جبار

لن ينكثوا العهد في إيقاظ مجتمع

ما زال في أرضه للكفر آثار

لن يشحوا بمال عند معترك

ولا بنفس إذا ما شبت النار

حتَّى ينال المني في يوم معركة

يقودها جحفل للقدس جرار

فقر عينًا ففي القرآن موعده

إذ قد يزول عن الأوطان أشرار

أما عن اتصاله بالمؤلف فقد وعظ في مسجدنا الكبير وسط البلد قبيل صلاة العشاء الآخر فأحضرت لذلك القهوة البن والشاي بكثرة وواسينا في ذلك المجتمع

ص: 52

الذي لا يقل حضوره عن خمسمائة مستمع ولما فرغت الصلاة طلبت منه أن يكمل الفائدة بعدها، فشكرني على ذلك ووعظ وبلغ أولًا وآخرًا وكان يزورني بالبيت كثيرًا ويتحدث كما مر ويظهر أسفًا على حالة بني الزمان وأنه لا يألو جهدًا في دحض الباطل.

وفيها في 30/ 2 الموافق ليوم الأحد وفاة الأمير محمد بن أحمد السديري رحمه الله كان الأمير محمد بن أحمد أميرًا في الحدود الشمالية ثم أنَّه رغب أن يكون يعمل في الأعمال الحرة فمنح أرضًا في البطين مزارع بريدة وتسمى الخفيات فقام في زراعتها واتخذها مسكنًا وكان له مزارع أيضًا في الموضع المسمى أم ظهيرة يقع شرقًا عن مدينة بريدة جعل فيها عمالًا واختار الخفيات لسكنه وجعل فيها أنواع المواشي من الخيل والإبل والغنم والظباء وكان يحب الغزل وله ذوق بالتاريخ وقصص شجعان العرب المشاهير من المتأخرين وألّف كتابًا في الموضوع أسماه (أبطال من الصحراء) طبع منه الجزء الأول ويقع في (314) صفحة قدم له الأستاذ عبد الله بن خميس وامتدحه بالأدب وذكر أن المترجم شاعر شعي مجيد ولشعره جاذبية وتحرك سواكن العاطفة، وقال إنه شاعر غزلي وأنه جيد في بابه.

وكان المترجم اجتماعيًا وذا عشرة ومن الشخصيات البارزة يلبس طيب الكسوة وله شيمة وأنفة لأنه ينتمي إلى أخوال الملك عبد العزيز ولمحبته لمدينة بريدة وصى لما اشتد به المرض أن يدفن فيها أو في ملكه بالخفيات ولما أن اشتد به المرض حمل إلى مدينة الرياض للعلاج هناك فتوفاه الله تعالى وأتي بجثمانه إلى بريدة فغسل وصلي عليه في الجامع الكبير في ضحى الغد الاثنين وحضر جنازته جم غفير من الرياض وبريدة وكان قد شيعه من الرياض ركاب ثلاث طائرات وعشرين سيارة من أبناء الحاشية والأقرباء ولا تزال مزارعه وخيله موجودة في ملكه المذكور.

وفيها في شهر شعبان وفاة رئيسة وزراء اليهود جلد مائير وهي التي وقعت في أيامها حرب الغفران منذ ست سنوات وأقر الله عيون المسلمين بحزنها وبكائها على قومها وكان وزير دفاعها إذ ذاك عزرا وايزمان.

ص: 53

وفيها في الساعة الثامنة من صباح يوم الأربعاء 16 ربيع الثاني (1399 هـ) قامت المدفعية الإسرائيلية الثقيلة طويلة المدى تقصف النبطية التي تحتوي على القوات الفلسطينية التقدمية في جنوب لبنان وتحلق طائراتها في سماء المنطقة وتكثف القصف على الأشرفية والمحمودية بلبنان تتعاقب على مقدار عشرين كيلومتر شمال الحدود الإسرائيلية اللبنانية مما أسفر عن قتل وجرح وإتلاف كثير من السكان وإتلاف قسم كبير من المزروعات إضافة إلى الأضرار التي لحقت بالمباني.

ولا يخفى أن أطماع اليهود لا تقف عندما اغتصبته أولًا وآخرًا وما منحته أولًا من البلاد العربية بحيث انتهى الأمر أخيرًا في الهزيمة النكرى هزيمة حزيران إلى أن خسر العرب القدس وما تبقى من أرض فلسطين الضفة الغربية وقطاع غزة مع أراضي واسعة من مصر وسوريا إذ استولى اليهود على سيناء وأشرفوا على قناة السويس كما تسلموا مرتفعات الجولان الحصينة وكانت أكبر ضربة تلقاها العرب في تاريخهم الحديث.

وأن الخريطة الجغرافية التي وضعها اليهود لدولتهم المرتقبة تشمل فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وقسمًا كبيرًا من العراق وقسمًا من أرض مصر شبه جزيرة سيناء والدلتا كما تمتد جنوبًا لتشمل المدينة المنورة وكان مما قاله مناحيم بيغن في تل أبيب أن إسرائيل بوضعها الحالي لا تمثل إلَّا خمس ما يجب أن تكون عليه أرض الآباء وأنه يجب العمل على تحرير أربعة أخماس الباقية.

وفيها انتهى العمل من تركيب باب الكعبة المعظمة الذي كان من خالص الذهب فجاء كأحسن شيء وإنها لحسنة خالدة في تاريخ الملك خالد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية جزاه الله خيرًا بحيث لم يسبق إلى مثل هذا الباب طيب الله ثراه وغفر له، أما عن الباب القديم الذي صنعه الملك الراحل عبد العزيز والد الأسرة، فقد لبث ثلاثة وثلاثين عامًا ولا ريب أن هذا الاعتناء بالكعبة العظمة

ص: 54