المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان - تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - جـ ٧

[إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن]

فهرس الكتاب

- ‌ثم دخلت سنة (1297 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ صاحب السمو عبد الله بن عبد الرحمن الفيصل

- ‌ذكر شيء من صرامته وبطشه وحزمه

- ‌وصمة سيئة في وجوه العرب

- ‌اكتشاف مدينة أثرية

- ‌ثم دخلت سنة (1398 ه

- ‌مقتل الآلاف في قصف أثيوبي

- ‌إقامة مدينة الملك خالد

- ‌كائنة غريبة

- ‌اجتماع لبحث إنشاء منظمة العواصم الإسلامية

- ‌ذكر تجديد باب الكعبة المعظمة وجعله من الذهب الخالص

- ‌جهود تبذل لنصر الإسلام ورفعته

- ‌بادرة غريبة

- ‌بيان عن المؤرخ الزركلي

- ‌كائنة عجيبة

- ‌ثم دخلت سنة (1399 ه

- ‌أخبار عن الحرب في هذه الآونة

- ‌حريق في مدينة الرياض

- ‌حريق آخر في الرياض

- ‌الرجل المعمر

- ‌إيران وآية الله الخميني

- ‌الزعازع والبلى الذي حصل بسبب الخميني

- ‌إعصار يجتاح الهند

- ‌أهوال يسببها السلاح الحديث إن استكمل

- ‌تنفيذ الإعدام شنقًا في علي بوتو

- ‌إسلام أسرة

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌أفغانستان والحديث عنها

- ‌طعنة في الصميم

- ‌ثم دخلت سنة (1400 ه

- ‌موقف الحكومة السعودية

- ‌معجزة غريبة

- ‌إمارة عبد الإله بن عبد العزيز في القصيم

- ‌إمارة مقرن بن عبد العزيز بحائل

- ‌انتشار الإسلام

- ‌غرق سفينة

- ‌حادثة غريبة وكائنة عجيبة

- ‌ولادة غريبة

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌وممن توفي فيها من الأعيان

- ‌إقامة حدائق في مدينة الدمام (1400 ه

- ‌إنشاء وحدات لمياه القطيف

- ‌بدء العمل في طريق الجنوب

- ‌عمارة مطار الرياض الدولي

- ‌تطبيق أحكام الشريعة

- ‌ثم دخلت سنة (1401 ه

- ‌ذكر زيارة الملك للقصيم سنة (1401 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌اغتيال رئيس جمهورية مصر

- ‌مؤتمر مكة المكرمة عام (1401 ه

- ‌معرض الكتاب

- ‌زيادة في رواتب الأئمة والمؤذنين

- ‌قتل رئيس جمهورية بنجلاديش

- ‌ضرب المفاعل النووي

- ‌رجل معمِّر 159 عامًا

- ‌ثم دخلت سنة (1402 ه

- ‌انسحاب العراق عن أراضٍ احتلتها قديمًا

- ‌ضرب لبنان سنة (1402 ه

- ‌نداء من السفارة اللبنانية بالمملكة

- ‌ذكر وفاة جلالة الملك خالد

- ‌خسوف كلي للقمر

- ‌انفجار رهيب في إيران

- ‌خسائر وقعت في إيران

- ‌ذكر قتل رئيس لبنان

- ‌قرار ملكي

- ‌النهي عن المخدرات

- ‌كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ذكر ما جرى على حماة في سوريا

- ‌الإخوان المسلمون

- ‌نشاط الإخوان المسلمين وابتداء تنظيمهم:

- ‌ذكر ياسر عرفات

- ‌ذكر شيء عن مدينة الظهران وما منّ الله به على الحكومة السعودية

- ‌إقامة السوق المركزي في مدينة بريدة

- ‌ذكر حالة القتال بين العراق وإيران

- ‌ذكر شيء من تطور الزمان

- ‌ذكر الحروب والثورات

- ‌احتراق مكتبة بريدة

- ‌ذكر بيوت الله التي هدمت

- ‌ثم دخلت سنة (1403 ه

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌عاصفة تجتاح الإحساء

- ‌زلازل وقوارع تصيب اليمن

- ‌منبر يُصنَع للمسجد الأقصى

- ‌تعذيب إيران للأسرى

- ‌ذكر من توفي فيها

- ‌أهوال تروى عن أهالي ملينة هيروشيما

- ‌مقابلة مع طبيب شعبي

- ‌استمرار الأذى على لبنان

- ‌ذكر إعلان قيام مجلس التعاون الخليجي

- ‌اليوم الوطني

- ‌إقامة دورات المياه في المواقيت

- ‌ثم دخلت سنة (1404 ه

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ذكر بئر العجائب

- ‌مميزات البئر:

- ‌مصلحة الهاتف السيار

- ‌ذكر المذابح والتدميرات في أفغانستان

- ‌تصرف مياه مكة المكرمة

- ‌اليهود تقتل أئمة المساجد وتهدد المسجد الأقصى

- ‌بيان عن رئيس الهيئة الإسلامية في القدس

- ‌أخبار عن مدينة بريدة في القصيم

- ‌سوق الماشية يضيق

- ‌احتفال كبير للأدب

- ‌ثم دخلت سنة (1045 ه

- ‌اغتيال أنديرا غاندي

- ‌حائل والحديث عنها

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌ثورة في السودان

- ‌بحث مهم ينبغي الوقوف عنده

- ‌نهضة تعليمية

- ‌برج مياه بريدة

- ‌إيجاد مياه لعفيف والدوادمي

- ‌ثم دخلت سنة (1406 ه

- ‌حادثة

- ‌وفاة عالم من العلماء

- ‌وممن توفي فيها

- ‌مرض الإيدز

- ‌وقوع حادث مؤسف

- ‌حادثة في بنغلاديش

- ‌مستشفى القصيم التخصصي

- ‌حادثة غريبة

- ‌ثم دخلت سنة (1407 ه

- ‌وفاة وزير التعليم العالي

- ‌إنشاء جسر يربط البحرين بالمملكة

- ‌مشروع قرار مجلس الأمن

- ‌مناطق المملكة تحتفل بأسبوع المساجد ونظافتها وخدمتها

- ‌هجوم الإيرانيين على حجاج بيت الله سنة (1407 ه

- ‌نهضة علمية في المملكة السعودية

- ‌النهي عن الإسراف وما جاء في ذمّه

- ‌إصلاح ماقفة بريدة

- ‌عمارة جامع مدينة عنيزة في القصيم

- ‌حادث في مصر

- ‌مؤتمر قمة عام (1408 ه

- ‌زيارة الملك فهد للقصيم

- ‌وقف إطلاق النار

- ‌ظاهرة غريبة، جني يشهر إسلامه

- ‌طاعون الإيدز

- ‌زيارة الوزير الأمريكي

- ‌ذكر ما ألقاه الله من الذل على اليهود

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌حادثة غريبة

- ‌حادثة أخرى

- ‌لبنان والحديث عنه

- ‌بيان عن شبكة الكهرباء في المملكة السعودية

- ‌نبأ وفاة الخميني

- ‌ثم دخلت سنة (1409 ه

- ‌ظهور الجراد في المملكة

- ‌هدّ مسجد عودة الرديني

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌أمطار تجتاح اليمن

- ‌ذكر اغتيال الرئيس الباكستاني

- ‌أمور تحاك بالخفاء

- ‌ذكر قنابل تضرب أم درمان

- ‌حادث غريب من بلاوي الزمان

- ‌قف على هذه التوصيات فهي مهمة

- ‌حادثة غريبة

- ‌قتل قنصلين من السعودية

- ‌تأسيس سفارات للدولة الفلسطينية

- ‌عودٌ على بدء

- ‌مؤتمر قمة

- ‌قرار مجلس هيئة كبار العلماء في شأن المعتدين

- ‌نشرات مؤلمة عن أفغانستان

- ‌امتحانات النقل

- ‌وفاة الخميني

- ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

- ‌وفاة معمّر

- ‌ذكر ثورة يونيو في السودان

- ‌حادثة قصر أفراح جيزان

- ‌ثم دخلت سنة (1410 ه

- ‌ذكر حادثة غريبة (ميت يخرج من قبره بعد دفنه بـ 27 ساعة)

- ‌فكرة عاطفية

- ‌ذكر فاجعة عظيمة

- ‌ذكر إعادة الكرة للسعي في وضع الحرب ببيروت ولبنان

- ‌زلزال مدمر

- ‌ذكر اغتيال الرئيس اللبناني

- ‌ما جرى فيها من الحوادث

- ‌وفاة الشيخ عبد العزيز

- ‌معجزة من المعجزات

- ‌‌‌كائنة غريبة

- ‌كائنة غريبة

الفصل: ‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

إن كان شأنهم لدود غاشم

فهمو لدى البوى ألدّ وأغشمُ

يا مشعل النيران فوق جلودهم

نيرانهم أقوى فويلك منهمو

الثأر يا للثائرين لحقهم

وكان عزمهم القضاء المبرم

إني لا أطمع أن أراها غارة

بسطور ملحمة يسجلها الدم

من كان ما عرف الحفاظ وهوله

سيرى الحفاظ وهوله وسيندم

والحق بالحق الشريف سيلتقي

والشر بالشر العنيف سيحسم

يا أمة لعبت بها أيدي العدا

وغدت بها أخطاؤها تتجسم

تلكم لعمري محنة الزمن الذي

ساد الدعي به وهان الضيغم

يا للرجال ولا رجال كما أرى

إلا الذين إلى النضال تقدموا

يا للرجال يسودهم ويقودهم

فحل الرجال فلا يجور ويحجم

يا فهد أنت لها فخذ بزمامها

إن كانت العظمى فربك أعظم

‌ذكر من توفي فيها من الأعيان

ففيها في 20 محرم وفاة الشيخ والرئيس العالم لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المنطقة الغربية الشيخ العالم عبد الملك بن الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ تغمده الله برحمته وأسكنه فسيح جنته وهو الرابع من أنجال الشيخ إبراهيم بن عبد اللطيف وقد ذكرنا لكل منهم ترجمة حافلة في سني وفاتهم.

ويمتاز الشيخ عن بني جنسه في عقله ودينه وسمته ويعتبر من الأفذاذ القلائل، تولى رئاسة الهيئات في مكة المكرمة وما يليها ويرتبط بها فقام بهذه الوظيفة خير قيام وكان مهيبًا موقرًا محبوبًا ذلك لما قام به من مكارم الأخلاق ومعالي الشيم ولما لآل إبراهيم من المكانة العالية لدى الحكومة وبين الأمة فكان يلقي محاضرات منها سلسلة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ينظمها في حلقات من الإذاعة، وكان له مقامات في الإسلام وقوة.

ص: 201

رفع إليه مساعد الرئيس بأن في بحره بين مكة وجدة حفل زواج كبير أقامه ذووه وعزموا على أن يأتوا فيه بأشياء تخالف الشريعة كالسفور ورفع الغناء بمكبر الصوت والاختلاط وذكر أنه نهاهم فلم ير استجابة منهم وكان رحمه الله في مصيفه بالطائف فقال له اذهب من فورك واستصحب معك ضابطًا وأربعة عشر جنديًّا يحملون رشاشين فإن خضعوا للأوامر وإلا فأزيلوا ذلك الحفل بالقوة.

ولما أن حضروا بلغوهم أوامر الرئيس فكأنهم لم يجدوا لديهم استجابة فقيل أين رئيس الحفل فقالوا ليس بحاضر فطلبوا الوكيل وتكلم الوكيل بعدم الامتثال فتكلم الضابط بقوله وقع على عدم استعمال هذه المواد التي خرقتم بها النظام، وإلا فسوف أتخذ تدابير أخرى ضد هذا المنكر فكأنك ترى تلك الخيام والزينات قد طارت مزعًا في الجو بين السماء والأرض فخضعوا صاغرين وأزالوا ما عزموا عليه.

قبل ذلك زرته في موسم الحج بمِنى فأهدى إلي منسك الشيخ عبد الله بن جاسر جزأين مجلدين تجليدًا ممتازًا وكان حسن العشرة لين العريكة يعلوه البهاء.

وذكر لي بأنه اشترى تاريخنا تذكرة أولي النهي وأنه جلده وأهداه إلى الملك فيصل وأن الملك أبدى سروره به وأولع بمراجعته وأعجب بما فيه وكان معظمًا ومحترمًا بينما كنت أحادثه إذ جاء إليه سمو الأمير الملكي عبد الله بن عبد العزيز لتهنئته بعيد الأضحى المبارك وجلست معه غير مرة وفي كلها أجد منه تعظيمًا وتقديرًا وقبل وفاته أصيب بألم في ركبتيه فكان يذهب لعلاجهما وما زال في استقامته حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة غفر الله له وعفا عنه.

وممن توفي فيها من الأعيان الشيخ محمد بن إبراهيم البواردي رحمه الله تعالى، وكانت وفاته في الرياض يوم الأحد 21/ 2 من هذه السنة.

وهذه شهادة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ للمترجم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه وبعد فإن فضيلة الشيخ محمد بن

ص: 202

إبراهيم البواردي قد التحق في الوظائف الحكومية في عام (1341 هـ) حيث تعين إمامًا ومرشدًا لآل سفران العجمان في هجرة حنبره.

ثم في آخر العام المشار إليه نقل بأمر جلالة الملك عبد العزيز إمامًا لمسجد القصابا في الجبيل وفي آخر عام الخمسة والأربعين وثلاثمائة وألف عين قاضيًا لبلد الجبيل بدلًا من الشيخ عبد العزيز بن عكاس ولا زال يتنقل بأعمال القضاء حتى تم نقله إلى عضوية هيئة التمييز عام (1381 هـ) وما زال يمارس عمله في العضوية المذكورة بنشاط وفقنا الله وإياه لما يحبه ويرضاه وبيانًا للواقع ولطلب المذكور حرِّر، وصلى الله على نبينا محمد وصحبه وسلم، رئيس القضاة الختم الرقم 283/ 55 س / 2 خ. وكان المذكور من قرناء الشيخ راشد بن صالح بن خنين والشيخ محمد بن عبد العزيز بن هليل، ولا مات رثاه إبراهيم محمد العبد الله المهنا بهذه الأبيات:

الموت حق وكل الناس تنتظر

آجال قد كتبت كل سيحتضر

قد مات شيخي أديب لا مثيل له

في الفقه والشعر والأخبار والسير

بواردي إذا أوى إلى هدف

أصاب منه مكان القلب والنظر

فرحمة الله تغشى الشيخ في جدث

قد ضم علمًا وحلمًا حازه بشر

معالم عرفت هي سجيته

ولا يجاريه من حضر ولا مدر

رسائل العلم والأخبار فاز بها

وقد توارت فلا عين ولا أثر

لو كان دونها ما كان أحسنها

نوادر عرفت أمثالها الدرر

إني لأرجو من أبنائه خلف

يكون مفتي لأهل البدو والحضر

فرحمة الله في الجنات مسكنه

وقد فجعنا به مذ غاب ذا القمر

وممن توفي فيها الشيخ عبد الله بن سليمان بن عبد الله بن حميد من أهالي مدينة بريدة، وكانت وفاته في 3/ 6 من هذه السنة ولد رحمه في أواخر عام (1321 هـ) فنشأ بين والديه وفي حضانتهما وقاما في تربيته فأدخل على المؤدب عبد الله بن

ص: 203

إبراهيم بن معارك المشهور وبعدما أتم دراسة القرآن وأخذ مبادئ في الكتابة والحساب شمر لطلب العلم على الشيخين عبد الله بن محمد بن سليم وعمر بن محمد بن سليم فأخذ علم التوحيد والفقه والعقيدة عن الشيخ عبد الله بن سليم ثم أنه لازم الشيخ عمر بن محمد بن سليم وأخذ عنه علم النحو والفرائض والفقه كما أخذ عن الشيخ محمد بن عبد العزيز العجاجي ودرس عليه في ثلاثة الأصول والتوحيد وكان له ميل إلى عقيدة السلف الصالح وكان من جملة الذين يبعثهم الشيخ عمر إلى هجر البدو للصلاة بهم ووعظهم وإرشادهم وخطب الجمعة والنكاح ثم تولي قضاء برك الغماد ووفق من مساعد هناك كاتب بين يديه ونال ثقتهم به وقد يقوم بأعمال الأمير.

لبث في هذه الوظيفة ثم نقل إلى قضاء القنفذة وأقام برهة من الزمن هناك ثم أنه رشحه الشيخ عمر لقضاء جيزان وكان رجلًا ذا عشرة وسعة ومعرفة بالعلماء السلفيين سواء كانوا من المملكة السعودية أو خارجها وفيه نشاط في الدعوة والإرشاد ونال وظائف في عسير وما يليها وتزوج غير مرة من تلك الجهات وولد له ثم.

أنه بعد وفاة الشيخ عمر بن محمد بن سليم رأى أن تكون خدمته للحكومة في وطنه بينما أنه لم ينل قبل ذلك وظيفة رسمية في نجد وقد يقوم بالنيابة عن والده في إمامة مسجد ماضي الكائن ببريدة وله معرفة بإخواني عبد الرحمن وعبد المحسن وصداقة وألفه واجتمع بالشيخ عبد الله بن محمد بن حميد لما ولي قضاء بريدة وذلك لأنه يحسن الأدب والعشرة.

ثم أنه تولى رئاسة الهيئات في القصيم وقام بالأمر والنهي واشتد عليه أمر الحالقين لحاهم رغم ما يواجهه من النصائح وحصل بسبب الإنكار على المحلقين لحاهم من الشباب مضايقة اضطر لأجلها أن يتخلى عن الرئاسة أو عزل عنها وذلك في عام (1374 هـ) ثم أنه بعثه الشيخ عبد الله بن محمد قاضيًا للأسياح فلم

ص: 204

يلبث إلا قليلًا فنقل إلى قضاء البكيرية وقد لبث فترة من الزمن أعني قبل ذهابه لقضاء الأسياح رئيسًا لهيئة الأراضي والنظر في مشكلات تصريف مياه السيول وذلك في عام (1376 هـ) غير أن لبثه في هذه الوظيفة قليل لكثرة المشاغبات والمنازعات ولا سيما كونه يبت فيها سريعًا، ولما أن ذهب لقضاء البكيرية لم يلبث أن أعفي من العمل وأحيل على المعاش.

فقدر أن تاجرًا من تجار الهند كان لديه ثروة فرأى أن يصرف منها في تعليم القرآن وحفظه ووافق تشجيعا من المترجم فأسست هذه الحِلق في المساجد لتحفيظ القرآن وينفق عليها من مال الهندي ومساعدات من الأجواد، وكان ابتداء هذا العمل أو تأسيس مدارس تحفيظ القرآن عام (1383 هـ) وهي السنة التي أحيل فيها المترجم على التقاعد.

ولما أن كان في السنة التي بعدها أقيم مسجد في محلة آل الجربوع في الجنوب الغربي من مدينة بريدة قام بعمارته عبد الله بن تركي من أهالي بريدة الذين سكنوا في بلدة الكويت، فأقيم المترجم إمامًا فيه واتسعت رقعة المسجد بحيث كان جامعًا وجلس فيه لتدريس من ينتابه من أحبابه من طلاب العلم وتخرج عليه بعض الطلاب.

ولكنه لتقدمه في السن ولضعف بصره تخلى عن المسجد وعن الأعمال جملة حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة على إثر مرض وشيعه للصلاة عليه في جامع بريدة وحمله إلى مثواه الأخير خلق كثير وتأسفت الأمة وترحموا عليه ودفن في مقابر الموطأ رحمه الله برحمته الواسعة، وكان له من الأخوة صالح بن سليمان وعلي بن سليمان كلاهما توفيا قبل وفاته وهما من طلاب العلم ومن أهل العقيدة وقد خلف المترجم عقبًا من الذكور والإناث.

وممن توفي فيها الشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي رحمه الله وعفا عنه وذلك في 15 ذي القعدة من هذه السنة وهذه ترجمته: هو الشيخ اللوذعي الفقيه أبو

ص: 205

عبد العزيز حسن صالح بن عبد الرحمن السكيتي إمام مسجد ابن مساعد ولد في عام (1333 هـ) في مدينة بريدة في القصيم فلما أن بلغ الثامنة من العمر التحق في مدرسة أهلية في شمالي بريدة صاحبها يدعى المطوع ثم انتقل إلى مدرسة صالح بن محمد الصقعبي فتعلم القراءة والكتابة حتى حفظ القرآن الكريم وكان يجيد الترتيل بصوت رخيم غير جهوري ثم أنه أخذ في طلب العلم عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم والشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي ولازمهما وأكثر من الأخذ عنهما كما أنه أخذ قبل ذلك عن الشيخ صالح بن إبراهيم بن كريديس إمام مسجد عبد الرحمن بن شريدة في شمالي بريدة عام (1349 هـ) و (1350 هـ) وجد واجتهد وبعد وفاة الشيخ عبد العزيز العبادي ذهب إلى الرياض للأخذ عن الشيخ محمد بن إبراهيم وأخيه عبد اللطيف ثم رجع إلى بريدة فولي إدارة المكتبة العلمية حينما كانت في المسجد الجامع في بريدة، وهي أول وظيفة نالها.

ولما أن تأسس مسجد عبد العزيز بن مساعد جامعًا في بريدة ولاه الشيخ عمر بن محمد بن سليم إمامته وذلك في عام (1355 هـ) واستمر في إمامته حتى وفاته يتخلل ذلك فترة ذهابه قاضيًا في بلد المذنب.

ولما أن تأسس المعهد العلمي في مدينة بريدة طلب من الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن يكون مدرسًا فيه وانتقل من القضاء إلى التدريس حبًا لنشر العلم ورغبة في براءة ذمته من القضاء كما أنه جلس للتدريس في مسجده وانتفع به خلائق من طلاب العلم وكان يحب البحث والمناقشة في مسائل الفقه وعلم وتخرج على يديه عدد كثير وما زال في جِدِّه واجتهاده حتى ضعف عن العمل لضعف بنيته فأحيل على المعاش.

وكان لما أن قدم الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد مدرسًا في مدينة بريدة وقاضيًا لازمه وأخذ عنه وأكثر الأخذ عنه وقد استنابه في قضاء بريدة فترة من الزمن لما صدرت الأوامر على الشيخ عبد الله بن حميد في الذهاب لحل مشكلات

ص: 206

وتعقيدات في محاكم مكة وجدة والمدينة، وذلك في منتصف عام (1372 هـ) قدرًا من أربعة شهور وقد قنع بالتدريس في العهد كما أنه استمر في التدريس في مسجده وقد عُدَّ من العلماء وخرج في تشييع جنازته والصلاة عليه خلق كثير من مدينة بريدة وكثر الجمع في المسجد الجامع الكبير للصلاة عليه وتشييع جثمانه لمقره الأخير ودفن في مقابر الموطأ.

وكان من زملاء عقلاء بن موسى الحسين وإبراهيم الصالح الصايغ وعلي بن سليمان الضالع ومن زملائنا في الدراسة على مشائخنا الكرام وتربطنا الأخوة الإسلامية والمحبة الدينية.

وممن توفي في السنة التي قبل هذه علي المطلق رحمه الله وعفا عنه وهذه ترجمته: هو الشيخ في الفضل والكرَم والأخلاق علي بن محمد بن صالح بن مطلق، ولد المترجم عام (1333 هـ) وهذه السنة يعبر عنها العامة ويعرفون تاريخها بسنة جراب لحصول الواقعة فيها بين الملك عبد العزيز وبين أمير حائل سعود بن عبد العزيز بن متعب، وكان والده محمد متكسبًا إذ ذاك ويعاني من طلب المعيشة ولا سيما بين مكة وبريدة، أما جده فقد كان متعففًا في طلب الرزق ومرارة العيش اتخذ موضعًا للغراس بين تلك الرمال تبعد عن البلد إلى جهة الشرق بأحد عشرة كيلو يسمى الأرطاوية فيه أشجار من الإثل ويحب الوحدة.

فنشأ المترجم في حضانة والديه وأدخلوه مدرسة أهلية لصاحبها محمد بن عقيل فتعلم الخط والقراءة ثم أنه أخذ في الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم وعلى الشيخ عبد العزيز العبادي وعلى الشيخ محمد بن صالح المطوع وعلى الشيخ سليمان بن محمد بن طويان، وكان له مع الأخير بحث ومناقشة.

ثم أنه سافر إلى مكة المكرمة فأخذ عن الشيخ عبد الله بن حسن آل الشيخ واجتمع بالشيخ سليمان بن حمدان وأخذ عنه.

ثم أنه رجع إلى بريدة وكان له معنا مجالس شيقة ومن جملة رفقتنا الذين نأنس

ص: 207

بهم ومن جملة اجتماعنا أن سرنا مرة إلى مدينة عنيزة على أرجلنا وفي صحبتنا الشيخ فهد بن عيسى، ولما أن خرج من بين والديه لم يكن لديه ثروة فاتخذ دكانًا في قبة رشيد المشهورة ولما لم تساعده حالته المادية اختار أن يكون في مزرعة بقرية الخضر الواقعة في الجنوبي الغربي عن مدينة بريدة وجعل يمارس طلب المعيشة وقد جعله الشيخ إمامًا وخطيبًا فيها وذلك ببعث كتاب إليه جاء فيه من عمر بن محمد بن سليم إلى الابن علي المطلق تلتزم إن شاء الله الإمامة في الجامع وكان يظهر آثار العفة عليه في حال الفقر والغنا وله عزة نفس وسلوك مع الأمة ثم سافر إلى الرياض للأخذ عن آل الشيخ فدرس على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وعلى أخيه الشيخ عبد اللطيف ونال هناك إدارة مدرسة ثم أنه التحق في وظيفة لدى الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ اختاره الشيخ أن يكون يوزع الرواتب والمستحقات لهيئات الحسبة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويثق به.

ثم أنه رأى أن يتعاطى في شراء الأراضي وبيعها وجعل مدينة الرياض مقرًا لعمله وفتح الله عليه من أمور الدنيا ما أصبح به من أهل الثروة والموجدة وحظي واتسعت رقعة تعاطيه مع تيسير على المعسر وإذا كان له على أحد دَين فإنه يحسن في الطلب ويواضع فكان له من هذه الخصلة محبة بين الناس وذكر حسن.

ومما ينسب عنه أنه جاء إليه رجل يشكو تأخر زواجه فنظر فلم يكن له تلك الساعة ما يؤمن زواجه فقال له هل عندك مهر فقال لا أجد إلا بيت فأشار عليه أن يبيع بيته ويتزوج من قيمته، وباع عليه قطعة أرض وقال له خذ ما تبقى من قيمة البيت وعمّر ما يؤمنك من المسكن ولا تأتني بقيمة الأرض حتى يفتح الله عليك بها، ففعل ويسر الله له سعيه ومنحه الله سمعة طيبة بين الأمة وربما ضايقته الأحوال لاتساع الرقعة فلا يتسامح الخصم ويظنه واجد فيسيء المعاملة فكان مرة لما ضايقه بعض عملائه أحاله على ستة ممن كان لديهم مئات الألوف قد حلت أجالها ولم يضايقهم فكان ذلك الغريم الذي لا يبلغ طلبه عشرات الألوف يذهب

ص: 208

إليهم واحدًا بعد واحد، وكل منهم يقر بما لديه من الطلب ولكنه لا يجد تسديدًا فاستحيا ذلك الغريم وصبر تقديرًا لإحسان المترجم إلى خلق الله حتى استوفى من دون تشويش ولا مضايقة.

ولحسن نيته كانت قيمة تلك الأرض أربعة وعشرين ألفًا فارتفعت حتى بلغت الملايين ولديه قوة نفس وسعة في الرزق حتى حصل على عقارات عظيمة ونخيل وبيوت ويتغافل عن الفقراء والمحتاجين ويوزع ثمرات النخيل ويسمح بها ويصل قرابته وله ضيافة في الرياض وفي بريدة وأبوابه مفتوحة في وجوده وغيابه وله رفقة تلتف عليه من أصحابه يلازمونه في جلوسه ومدخله ومخرجه لما ينالونه من إكرام الناس له ويجلس مع الفقراء في تناول الطعام ويتواضع لهم ولا يستأثر من بينهم في مأكل أو مشرب وإن كانت الظروف تقتضي ذلك لأنه أصيب بمرض السكر وكان الأولى أن يكون له طعام خاصًّا لكنه يقول أنها خصلة جبله الله عليها.

ولو قلت أنه يعتبر من رجالات أهل القصيم ومن أجواد أهل زمانه لما كنت مبالغًا ولمحافظته على الصداقة والمحبة الجارية بيننا قديمًا يطلب مني أن أتفضل عليه في إجابة دعواته والجلوس معه ولكنني لكثرة أشغالي لا أتمكن من ذلك، وربما بكى أمامي لأجلس على كرامته وآخر مجلس ضمنا أن عقد معي موعدًا لتناول الغداء لكنه حال بينه وبين دعوته وفاة صاحب الجلالة الملك خالد بن عبد العزيز قدس الله روحه بحيث اشتغل المسلمون بتشييع جثمانه والدعوة لولي عهده للمبايعة وكثيرًا ما يتحدث بنعم الله ويتذكر أوقات في قلة ذات اليد والحاجة مرت عليه وقد بالغ الناس في بذله وإحسانه ومنح المحتاجين إليه مبالغة لا يبلغها العبارة في الجود والكرم وما لم أتحقق عنها من مصادر وثيقة لم أذكر إلا ما شاهدته وكنت في روايته صادقًا.

ولما أن كان في آخر حياته اشتد به مرض السكر لعدم تقيده بالحمية وتوفاه الله تعالى في يوم الاثنين 12/ 7 عام (1402 هـ) وخلف أموالًا طائلة وعقبًا كثيرا من النسل البشرى نسأل الله تعالى أن يهديهم ويوفقهم.

ص: 209

ومن غرائب ما جرى عليه أن غريمًا ضايقه في طلبه بأن لا بد أن يسدد أو يسجن فتقدم إلى السجن ولما أن دخل السجن في طلب نزر يسير بالنسبة إلى ما لديه من الثروة الطائلة وجد في السجن سجينًا في طلب مائة ألف عليه لم يجد لها تسديدًا فتحملها عنه وأخرج للسجن في الحال إلى أولاده.

وإنا نترحم على الأخ علي بن محمد بن مطلق ونسأل الله له الكرامة في الآخرة والرفعة بإحسانه إلى خلق الله وبذله ماله ونفسه في سبل المجد والكرامة وذكر عنه أنه وصى بشيء كثير في أعمال البر بعد وفاته من حجات له ولوالديه وأقربائه وترميم مساجد وبناية أخرى واشتراء مصاحف ومؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتوزيعها هكذا ذكروا بما أنني لم أتلقها عن مصدر وثيق ولم أقف على غالب أعماله الأخيرة فإنني أسلك مسلك السماع لا الرواية فالله المستعان.

هذا والواجب لإخلاص للتاريخ فما وصلني من حال قيامي بأعمال خيرية مساعدات مرة واحدة بل قد اشتريت منه قطعة أرض بحاجة فنقدته المعجل من القيمة وقبل حلول المؤجل منها بشهرين كاملين بعث يطلبها فعجبت لذلك فأخبرني أنه في تلك الساعة محتاج لغريم ولثقته بي طلب البقية قبل حل الأجل وكان مع ذلك لم يفرغ لي لكنني بعلم الله سددت له قبل حلول الأجل لتعلم أن مدحي له وثنائي عليه تقديرًا لإحسانه إلى الناس لا لأن له فضلًا علي أو معروفًا وكان عاقلًا لا يتوصل إلى سره ولديه اطلاعات على الغموض وبحث في مهامها ولا يحقد ولا يميل إلى غيبة أو مسبة أحد ولو أساء إليه.

وهذه صفته ضخم الجسم حنطي اللون قد لوحته الشمس له عينان كلسانين كثير تحركهما ويشابه خلقه الشيخ محمد العلي بن حركان ولما بدن كانوا يساعدونه في القيام.

وممن توفي فيها أمير تبوك سابقًا سليمان بن تركي السديري رحمه الله تعالى وعفا عنه كان شابًّا مثقفًا وذا مقدرة وتقدم ورجولة وكرم وسباقًا في المكارم والفضائل وكان مرحًا متواضعًا.

ص: 210

ولو شئت لقلت لم أر في الأمراء مثله ومع ما يلاقيه من الشاكل والشكايات التي ترد عليه ومن تدابير أمر تلك المنطقة التي كانت من حدود المملكة شمالًا وغربًا إلى حدود المنطقة من الشرق والجنوب فإنه استطاع بمقدرته أن يؤمنها بتوفيق من الله سبحانه حتى أصبحت تلك الجبال والفلوات وما تحتوي عليه من المدن والقرى آمنة مطمئنة يسير الراكب فيها كأنما هو في صحن بيته وهو رحب الصدر ولا يغضب ولا يتأثر ويجاذب جليسه وأضيافه بحديث لا ينقطع ولا يمل وفيه مؤهلات.

ومما ورد عليه أنه أُتي برجل شاب عليه آثار العقل وهو في الثلاثين من عمره قد كبل بالحديد ومكشوف الرأس غير أن الله ابتلاه بشيء من بلاوي الزمان فقيل يا سعادة الأمير هذا السجين إننا منعناه مرتين عن أن يحرق نفسه بالنار نعم إنه متأثر مما وقع فيه بغواية الشيطان وكان لا يبدي شيئًا فسألنا الأمير عن جنايته فقال إنه انتهب زوجة جاره في الرياض وصلح وإياها وبعد القبض عليه قضت العدالة أن يسجن حتى يبت في شأنه وقد طلب أن ينقل من سجن الرياض إلى سجن تبوك لتسهل زيارة والدته له من قرب ثم سأل الأمير سليمان عن الحكم في تحريق نفسه فناصحناه وبينا له ما لقاتل نفسه من العقوبة الأخروية والدنيوية نسأل الله العافية فأمر بعرضه على المستشفى للنظر في عقله.

ولما أن قضت الإرادة الملكية إقامة سمو الأمير عبد المجيد في تبوك نقل بطلب منه إلى وظيفة مستشار في الداخلية لا يسدها سواه فنقل في عام (1400 هـ) المتقدم وقد يقام بالنيابة كاحتياطي ليسد مقام أمير المنطقة كما قدم بريدة نائبًا عن صاحب السمو عبد الإله بن عبد العزيز لما سافر إلى أمريكا.

وقد منّ الله علينا برؤيته والاجتماع به في بيتنا بدعوة تكريمية وأريناه مكتبتنا وأهديناه بعض مؤلفاتنا مقابل ما أسداه إلينا من العروف سابقًا والفضل للمتقدم ولما كان في 25 من شهر جمادى الأولى من هذه السنة توفاه الله تعالى عن عمر يناهز الخامسة والأربعين غفر الله له وتجاوز عنه.

ص: 211

وفيها وفاة رئيس ديوان إمارة بريدة سابقًا سالم بن إبراهيم الدبيب كان هو السكرتير للأمير عبد الله بن فيصل بن فرحان في حال إمارته بالقصيم ثم كان بهذه الوظيفة في إمارة عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد بالقصيم كما أنه لبث في إمارة خال الأمير عبد الله بن مساعد وهو محمد بن عبد الله بن بتال المطيري وترفعت مرتبته في إمارة صاحب السمو سعود بن هذلول في إمارة القصيم فكان رئيس الديوان في إمارة القصيم ثم إنه أصابه نكبة من نكبات الزمان وأبعد عن الوظيفة بعد إهانته ثم أنه كان بعد ذلك في شركة كهرباء بريدة وقد جمع ختمة مطولة للقرآن الكريم وختمة مختصرة كذلك وجمع وردًا سماه الورد المسطور أصيب في آخر عمره بشلل في أحد جنبيه وتوفاه الله تعالى في آخر جمادى الأولى من هذه السنة رحمه الله برحمته الواسعة.

وفيها وفاة الأمير ناصر بن الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل غفر الله له وتغمده برحمته أمير الرياض فترة من الزمن جعله والده في هذا المكان والمقام المفخم الرائع ثم خلفه في هذه الإمارة سلطان بن عبد العزيز عام (1366 هـ).

وفيها في يوم الأحد 16/ 2 وفاة صهرنا عبد الرحمن بن أحمد بن علي العييري رحمه الله لأنه متمسك بالدين وبالعقيدة وكانت وفاته عن عمر يناهز السابعة والستين.

وفيها في 24/ 1 / 1404 هـ وقوع زلازل عنيفة في تركيا في قرية الزوم هلك بسببها خمسمائة قتيل وجرح خلائق كثيرون وتهدمت منازل ومساكن على أهلها.

وفيها في أوائل برج الحمل مبتدأ واحد وعشرين مارس 19 جمادى الثانية هطلت أمطار غزيرة على مدينة الرياض وما حولها بحيث جرت الأودية جريًا عظيمًا جدًّا وتضررت المزارع هناك من تلك الأمطار وخرجت الأمة بجمعها يتفكرون على تلك الأودية والخبارى والرياض بما في ذلك القصيم الذي يفوق بكثرة مياهه.

ص: 212