الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في بطن أمه وأنه سأل أمه فأجابت بأنه ضربها باب حديد وأخذ الطفل داخل بطنها يومًا أو يومين لم يتحرك ولما وضعته وأرادوا أن يمهدوه فوجئوا بأن قدمه تتمايل وتطرخ فجبره وتم شفاءه أما عن حول رغبته ورأيه في إنشاء عيادة خاصة به منظمة ويزوده بأجهزة علاج الكسور الحديثة من أشعة وغيرها فأجاب بأن شرطي الوحيد في مثل حدوث هذا أن تكون العيادة مستقلة عن المستشفى لئلا يحدث له ما حدث للطبيب الشعبي -الردادي- عندما أدخله سمو الأمير عبد المحسن بن عبد العزيز مستشفى المدينة المنورة لعلاج مرضى الكسور وما لبث شهرين حتى تضايق لما يسببه وجوده بين أطباء المستشفى الحديثين من حرج فاستمر في علاج الضلوع وذكره للوشرة ويسميها بعض أطباء العصر الجلطة إلى آخر كلامه وقال أنه لا يفيد فيها سوى الكي.
استمرار الأذى على لبنان
قد تقدم بعض ما جرى فيه من المذابح والأهوال وكيف أن الله سلط بعضهم على بعض فأصبح الجيران يتقاتلون وجعل الله بأسهم بينهم ونذكر شيئًا عن سعد حداد الذي كان آلة بيد اليهود يمدونه بالأسلحة والذخائر ليدمر أهالي لبنان وإن كان منهم ويغزو الفلسطينيين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم وما جرى عليهم وعلى نسائهم وذراريهم وأولادهم من الفتك والتدمير وما أصبح به أهالي لبنان وأن في ذلك لعبرة لمن يخشى.
فلأن كانت فلسطين أحدوثة لأهل الدهر من تقتيل بعضهم وسجن البعض الآخر وتعذيبهم وتشريدهم عن أوطانهم التي ولدوا فيها ونيطت عليهم فيها تمائمهم فإن لبنان أصبح مقبرة لأهله ولإن كانت لبنان زهرة للدنيا وزينتها فيما مضى ويرتادها المترفون للمصيف وإراحة النفوس من جميع نواحي المعمورة فقد أصبحت من جراء تلك المذابح والمجازر آية من آيات الله من الدمار وصدق عليها قول الشاعر في قوله وكأنه يصف حالة أهالي فلسطين:
إذا ما الدهر جر على أناس
…
حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا
…
سيلقى الشامتون كما لقينا
فنقول عن سعد حداد أقام جده ميخائيل حداد في مرجعيون منذ السنوات الأولى من هذا القرن والده (مكاري) كان يستخدم دابة لنقل البضائع والمحاصيل الزراعية من مناطق الجنوب وبعض المناطق اللبنانية الأخرى وفي فترة الحرب العالمية الثانية عمل سعد حداد مع والده في سن مبكرة ثم بعد ذلك عمل في إحدى الدوائر العسكرية البريطانية ثم دخل مدرسة تابعة لدير الكاثوليك في مرجعيون ثم أرسله الدير إلى بيروت للدراسة فنال الثانوية عام (1951 م) القسم الأول.
وفي عام (1952 م) دخل الكلية الحربية بدعم من كميل شمعون في ذلك الوقت ويقع مكتبه العسكري بين بلدتي القليعة ومرجعيون أما دولته فطولها حوالي 90 كيلومتر وعرضها في بعض المناطق 6 كيلومترات وفي مناطق أخرى 19 كيلومترات وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 850 كيلومترًا مربعًا وكانت عناصر الميليشيا في الدولة حوالي 2500 عنصر يشكلون الجيش بينهم ما يقارب 900 عنصر كانوا في الجيش اللبناني تحت إمرة سعد حداد أما عدد سكان الدولة فقد كانوا 70 ألفًا يشكل المسيحيون نصفهم والباقي من الشيعة.
ولما كانت إسرائيل مهتمة بالمناطق الواقعة في جنوب لبنان فإنها اتخذت سعد حداد آلة فعالة لها وقام كميل يسعى لها ونجحت سياسة إسرائيل في استخدام اليد العاملة من القرى الحدودية ولكنه لوحظ ما تهدف له إسرائيل يبذل الأطماع وقام قسم من فقراء القرى الحدودية الذين كانوا يعملون بالأجرة لدى حداد يطلبون مغادرة تلك الأمكنة ولكنه قام بسلطاته على أن يفرض على من يريد الخروج بغرامة مالية قدرها ستة آلاف ليرة وذلك لأنه طالب إسرائيل أولًا أن تدفع رواتبهم فيكون الإخلاص لإسرائيل ضد العرب جدارًا يؤمن شمالها ويحقق أهدافها في جنوب لبنان وأصبح المنشق سعد حداد يجاهد ويقاتل مع اليهود ضد بني جنسه وقومه.
وفي 11 من جمادى الأولى من هذه السنة تقوم سلطات العدو على أكثر من خمسين امرأة معتقلة داخل مخيم أنصار فتقتلهن فقل في هذا الموج خمسون امرأة معتقلة وترفض ستة آلاف طلب زيارة قامت بها عائلات المعتقلين الذين بلغ عددهم ألف معتقل من اللبنانيين منهم عدد من الطلاب انتزعوا من الدارس التابعة لوكالة غوث الدولية إضافة إلى 26 مدرسًا من صيدا وإحدى وعشرين مدرسة من صور وضعوا كلهم في مخيم الأنصار هذا بعض ما جرى من الصهاينة.
وكانوا لما أن دخلت قواتهم القدس عام (1387 هـ) أخذوا يهتفون مع (موشي ديان) بهذا الهتاف هذا يوم بيوم خيبر بالثارات خيبر وتابعوا هتافهم بهذه العبارات القذرة (حطوا المشمش على التفاح دين محمد ولما وراح) ويهتفون بهذه العبارة التي خلى لها الجو من أنصار دين محمد صلوات الله وسلامه عليه (محمد مات مات خلف بنات) ويقول المستشرق الفرنسي كيمون في كتابة له (إن الديانة المحمدية جذام تفشى بين الناس وأخذ يفتك بهم فتكًا ذريعًا بل هو مرض مريع وشلل عام وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل ولا يوقظه من الخمول والكسل إلا ليدفعه إلى سفك الدماء .. ) إلى آخر كلامه الذي تطهر الأوراق من دنسه.
وسنذكر أبياتًا محزنة تتعلق بلبنان وما جرى عليها وإن كنا خرجنا عن شرط الكتابة لكننا نبعثها لتهيج العاطفة:
أبكيك وأبكي كل من فيك سكان
…
بعد السعادة كيف صرتي حزينة
كيف الهدوء في لحظة صار بركان
…
في غفلة منك وكنتي رزينة
على جمالك تحسدك كل الأوطان
…
كنتي بوسط العقد درة ثمينة
على بساطك تجتمع كل الألوان
…
يوم أن بيروت الخرابة مدينة
يوم العرب تطرب على ذكر لبنان
…
كانوا جسم واحد ولبنان عينه
كنتي عروسًا والحسن فيك فتان
…
ومع الحلا كنت ذكية فطينة
كان التعايش فيك ما بين الأديان
…
وعلى ثراك الكل يبسط يديه
واليوم صار القتل في شعبك إدمان
…
من يوم صرت بعد بيجن رهينة
من قبل غزوك فجر وافيك الأضغان
…
وبعقادهم هزوا جروح دفينة
وصبروا عليك يلين ضعفك لهم بأن
…
ما يكتدرونك يوم كنت سمينه
جوك اليهود وعشقك قتل الإنسان
…
جرثومة بالسم تسري لعينه
وبدوا بضربك عنصرية وطغيان
…
من مدفع أو طائرة وسفينة
وقاموا بقتل أطفال رضع وشيبان
…
ما يرحمون اللي على آخر سنينه
لكن صمدتي ما احتملت للإذعان
…
وكنت وسط بيروت قلعة حصية
لبنان من عقب التشرد والأحزان
…
ما زالت أحبال المحبة متينة
إلى آخر القصيدة مما يثير الهموم ويستجيش الأحزان وما أحسن ما قال بعضهم:
فقل لرجال الضبط والربط إنكم
…
أسود حروب للخطوب تقارعوا
لأي من الأسباب طابت نفوسكم
…
لإمهال أهل الغي حتى تجمعوا
ألم تعلموا أن الفساد انبعاثه
…
ومطلعه عصر الشباب المضيع
ويربو وينمو كل ما كان مهملًا
…
كجذوة نار شرها يتوقع
فإن لم تجد قبل التوقد مطفئًا
…
عجولًا خوت منها بيوت وأربع
كذا أصل إتلاف الرعايا رعاعها
…
إذا لم يقم للمفسدين مروع
وفيها في أواخر شهر ربيع الأول حصلت هزة أرضية على جهة حقل الكائن بالشمال الغربي من المملكة السعودية مما أدى إلى خروج الأهالي عن مساكنهم.
وفيها طالب الرئيس الأمريكي رونالد ريغان إسرائيل بتجميد بناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة وقال أن ذلك يمكن أن يعتبر أكبر دليل على حسن نوايا إسرائيل نحو إحلال السلام في الشرق الأوسط ودعا في كلمة ألقاها أمام أعضاء المؤتمر اليهودي العالمي وأذاعها راديو صوت أمريكا إسرائيل إلى الدخول في