الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12)} (1) ذلك لما ينشأ عن هذه الجرائم السيئة من المفاسد التي لا تصدر إلا ممن فقد إنسانيته وأضاع شرفه وعصى الله ورسوله، فقد صدر الحكم وقرار من مجلس هيئة كبار العلماء بتطبيق أحكام الله ضد المفسدين وأن من فعل ذلك فقد استهدف للعقوبة، وقال مفتي الجمهورية العربية اليمينية القاضي أحمد محمد زيادة إنه قرار حكيم ونابع من صميم الشريعة الإسلامية الغراء لأنه يجسد ما أمر به الله ورسوله من تطبيق الحدود الشرعية على المخربين والمفسدين في الأرض، ودعى كل الدول الإسلامية إلى أن تحذو حذو المملكة العربية السعودية كما أكد عن أعضاء المحكمة العليا للنقض والإقرار في الجمهورية اليمنية تأييديهم الكامل لكل ما جاء في قرار مجلس هيئة كبار العلماء، وقال مدير الحرم القدسي أن من يعتدي على أمن الجماعة ويفسد في الأرض يستوجب على ولي الأمر أن يوقع عليه العقوبات الرادعة، وقال محمد الشعراوي ما اتخذه المجلس يتناسب مع الحفاظ على المقدسات الإسلامية والأمن والاستقرار.
نشرات مؤلمة عن أفغانستان
ففيها في جمادى الثانية الموافق يناير 1989 نشرت مجلة البنيان المرصوص صوت الحق الإسلامي الأصيل في أفغانستان في عددها (25) الفضائح التي قامت بها روسيا في غزو أفغانستان ما يأتي: (إذا رأيت الظلم قد علا في الأرض وسحق المسلمين لا تيأس فهنالك في أفغانستان أخوة لك يردون الظلم بالحديد والنار ويضحون بأرواحهم من أجل رفع رايتك الإسلامية).
ثم نشرت بعض رسوم وصور للمشردين يحملون أزودتهم على أكتافهم
(1) سورة البقرة، الآيتان 11 و 12.
فمليون ونصف مليون شهيد وخمسة ملايين مهاجر في عشرة أعوام من أفعال الروس في أفغانستان.
ومع كل إشراقة شمس يوم جديد في أفغانستان الجريحة تبدأ قصة حزينة بل في كل ساعة وكل دقيقة هناك معركة في مكان ما بين جنود الحق الأعزل وطواغيت الباطل الشرس، وفي كل لحظة هناك أخ لك يعبر خطوط النار والدمار ويركض فوق الثلج والألغام ويجابه أحدث الطائرات وجحيمها بصدره العاري لكن بعد انتهاء الجولة يسقط الشهداء والجرحى في دوائر من أجل إعلاء كلمة الله ويستمر من تبقى من المجاهدين في حمل الراية ومواصلة رحلة الجهاد الطويلة.
وهناك ترى جماجم الشهداء وأطفال الشهداء الأيتام يحملون صغارهم على ظهورهم بمنظر حزين وحالة يرثى لها وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة" ويحثك الله عز وجل على الإحسان إليهم بقوله: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (8)} (1) ولما أن ثبت الأفغانيون أمام تلك المجازر ثبات الجبال الرواسي ورأت أمريكا انتصارات الأفغانيين الذين كانت تمدهم بالأسلحة لأذية روسيا قامت تسعى لإقامة حكومة غير إسلامية في أفغانستان هي ومن في صفهم من الدول المعادية للروس يخططون لما رأوا اقتراب المجاهدين من الظفر.
وثارت ثائرتهم لإقامة حكومة غير إسلامية في كابل لما رأوا انسحاب الروس، ولكن أهالي أفغانستان لا يرتضون إلا دين الإسلام فغيرة من الكفار على انتصار المسلمين الذين يريدون رفع راية الإسلام رأوا أن يسعوا خلف هذه الانتصارات ليكون ذلك من صالح الكفار لا من صالح المسلمين، هذا من جهة أفغانستان.
أما عن فلسطين الحزينة وما يكابده أهلها من تعسفات اليهود وجعلهم أغراضًا
(1) سورة الإنسان، آية 8.
لسهامهم فقد أحصي الذين أصيبوا فيها منذ بداية الانتفاضة إلى تاريخ 21 شوال الموافق ليوم الجمعة من هذه السنة أي في ظرف ثمانية عشر شهرًا وتسعة أيام فكانوا كما يأتي: سبعمائة واثنين وثلاثين قتيلًا، واثنين وثلاثين ألف جريح، واثني عشر ألف سجين، ولكن أطفال الحجارة والمنتفضين كانوا لا يزالون يوالون نشاطاتهم في تفجير العبوات وعرقلة أعمال اليهود ويشعلون الإطارات في طرقهم ويقذفون الزجاج المحماة بالنيران على السيارات والمارة مما أقلقوا راحة اليهود.
أما عن لبنان الذي تضمنه مؤتمر القمة الأخير فها قد قام أعضاء المؤتمر يطرقون الأبواب لوقف إطلاق النار وأن تضع الحرب أوزارها وبعثوا رجاء إلى الأهالي أن يضعوا حدًا لهذه الحرب التي أتت على الرطب واليابس واستنزفت الأموال والدماء وقد يكون سعيهم ذلك له مفعول كبير.
إن لبنان التي تضرب الأمثال في حضارتها ونضارتها فيما مر من السنين بحيث كانت جنة الدنيا ينتابها جميع العالم للمصيف وإراحة النفس وإجمام الجسم لما خصها الله به من النِّعم والفواكه والهواء الطلق والمستشفيات وكثرة المطابع لنشر الكتب الدينية والأدبية والتاريخية وكان فيها أنواع اللهو والأفراح لمن أراد ذلك ممن له هواية ورغبة فيما يعطي نفسه سؤلها من الملذات والمشتهيات وما يجده فيها أهل الخلاعة من أسواق البغايا والعاهرات التي كانت وبلا شك هي سبب دمارها وعقوبات الله التي حلت بها كانت بعدما ذكرنا قد أصبحت آية من آيات الله في الخراب والدمار وسلط الله بعضهم على بعض بحيث أصبحوا يتناحرون ويتقاتلون فيما بينهم.
قال عكرمة أبو عبد الله مولى ابن عباس: جئت يومًا إلى ابن عباس فوجدته يبكي فقلت: ما يبكيك يا ابن عباس جعلني الله فداك، فقال: هؤلاء الورقات وإذا هو في سورة الأعراف ينظر في حال أهل القرية الذين ذكرهم الله بقوله: