الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المصري فزودا المسجد بالكهرباء نورًا وتكييفًا بحيث بلغت قيمة مكيفاته ومعدات الكهرباء بما في ذلك بيوت المسجد والمنارة سبعين ألف ريال ومائتين وتسعين ريالًا أما عن أرضية المسجد وبيوته، فقد تبرع بها ثلاثة من الأجواد والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا.
وكنت قد قمت قبل ذلك بعمارة مسجدنا الداخلي منذ عشرين سنة من تاريخه عمارة ممتازة تساير حالة الوقت الحاضر نسأل الله القبول والإثابة وله الشكر والثناء الحسَن.
ونختم هذه السنة بالحالة السوءى بحيث جاء في تقرير للأمم المتحدة أنه جرى إعدام مليوني شخص خلال خمسة عشر عامًا بلا محاكمة ومع ذلك جاء في التقرير أن القوانين الوضعية والدستورية لا تمنع من تنفيذ أحكام الإعدام دون محاكمة وبصفة خاصة في الدول التي يجري فيها انتهاك حقوق الإنسان الأساسية وأعمال التعذيب والاعتقال التعسفي العنصري والطائفي.
ثم دخلت سنة (1404 ه
ـ)
في هذه السنة أخرج الفدائيون والفلسطينيون من لبنان وعلى رأسهم ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطيني بعدما كانوا في خطر هلاك محدق بهم ومحصورين فحملتهم البواخر إلى المغرب مطرودين عن ديارهم لعلها تسكن المعارك في لبنان ولكنها استمرت على ما هي عليه وقامت اليهود تطاردهم وتلاحقهم في منفاهم البعيد.
وكان رحيلهم إلى تونس في المغرب على إثر ما أصاب الفلسطينيين لما ضربت إسرائيل لبنان وقتلت المدنيين في صبرا وشاتيلا في اليوم الثامن من ذي الحجة يوم الخميس الموافق 15 و 16 و 17 من أيلول سبتمبر (1983 م) من العام الماضي (1403 هـ).
وقد طلبت العرب محاكمة إسرائيل ولكنها لم تجب طلباتهم وكانت صرخة في واد خلي من البشر وكان خروج الفلسطينيين في حالة يرثى لها وكان أسباب هذه الخديعة أنه اتفق المبعوث الأمريكي فيليب حبيب مع النظام اليهودي من جهة والأنظمة العربية المعنية من جهة أخرى على إخراج منظمة التحرير وقواتها التي تربو على أحد عشر ألف مقاتل من لبنان وصورت أجهزة الإعلام العربية المشبوهة الاتفاق على أنه انتصار للمنظمة وهزيمة منكرة للعدو الصهيوني.
وإسرائيل لا تريد في تلك المرحلة أكثر من خروج المنظمة وقواتها العسكرية من لبنان وخرج البطل ياسر عرفات كما يصوره أتباعه وشركاؤه من لبنان وتركوا وراءهم النساء والشيوخ والأطفال العزل تركوهم بين الكتائب واليهود والباطنيين وزعموا أنهم حصلوا على ضمانات بسلامتهم من الولايات المتحدة وجهة عربية أخرى صديقة للولايات المتحدة.
فأما ما جرى من اقتحام القوات الكتائبية واليهودية مخيمي صبرا وشاتيلا فيصف المسؤولون عن دفن الموتى قرب صبرا وشاتيلا أنها أخذت الجرافات تدفن الضحايا بدون صلاة ولا تكفين ولا تغسيل وقد اسودت الجثث وانتفخ قسم آخر بفعل الشمس وذكر أنه دفن في يوم واحد عددًا إجماليًا ثلاثمائة جثة في سبعة خلجان حفرتها الجرافات وقال عندما دخلت إلى المخيم رأيت اللحم ملزقًا على الحيطان، تستطيع أن تقول كل أساليب القتل قد استخدمت الساطور، البارودة، الرصاص، العصي، كاتم الصوت.
وهناك ساحة لاحظتها وهي عبارة عن مائتين من الأمتار فيها كثافة دماء مع آثار شعر وأحذية وارتكب الأوباش مجزرة رهيبة تذكرنا بمجزرة حماة التي سبقتها بقليل ولقد قصف الطيران الإسرائيلي دمشق في أكبر معركة جوية في تاريخ الشرق الأوسط واشترك ثلاثمائة طائرة.
واستطاعت منظمة التحرير الفلسطينية الاحتفاظ بسلاحها والصمود في وجه
العدو رغم تصاعد حجم القوات الغازية إلى مائة ألف وثلاثين ألف جندي تساندهم مئات الدبابات والعربات المدرعة مع القصف الجوي والبحري الوحشي مستخدمة في ذلك أحدث الأسلحة الأمريكية وقامت الطائرات الإسرائيلية بعدوان جوي بالغ العنف على الأحياء السكنية في جنوب بيروت، حيث توجد مخيمات اللاجئين الفلسطينيين مما أسفر عن عشرات القتلى ومئات الشهداء من المدنيين وغيرهم.
وجعلت طائرات اليهود تواصل قصفها وعدوانها الوحشي بحيث قامت بـ (170) غارة جوية على بيروت الغربية ألقت خلالها خمسمائة ألف قنبلة من بينها القنابل العنقودية والفسفورية المحرمة دوليًّا من الجو والبر والبحر فوق بيروت الغربية وكانت القوات التي تحاصر بيروت الغربية أربعين ألف جندي ومائتي دبابة وخمسمائة ناقلة جنود مصفحة ويقدر عدد الضحايا من هذا الغزو بثلاثمائة ألف وخمسين ألفًا أغلبهم من المدنيين العزل وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ كما دمرت المستشفيات والمنازل والمدارس بمنتهى القسوة وقد خسرت إسرائيل من ابتداء الغزو في 4 يونيو إلى 2 يوليو (1250) قتيلًا و (8000) آلاف جريح.
وطالب اثنان وسبعون ضابطًا إسرائيليًّا باستقالة شارون وحملوه مسئولية الخسائر الجسيمة وفي اليوم نفسه شن الفدائيون هجومًا جديدًا ناجحًا على قلعة الشقيف واعترف العدو ببسالة الفدائيين.
وفي 7 يوليو رفضت منظمة التحرير الفلسطينية الاقتراح الأمريكي بإجلاء المقاومة عن بيروت ولكنهم اضطروا أخيرًا إلى الجلاء ومما قال الشاعر حسين عرب هذه القصيدة العصماء يذكر حالة أهل فلسطين ويبوح بما جرى عليهم من المآسي وهذه القصيدة مؤثرة جدًّا بحيث خرجت من كبد حراء وفؤاد موجوع وقلب بألم الفراق ملسوع وكيف توصلت الأحوال إلى جلاء أهل الشام من ديارهم وأموالهم عكس الحالة التي جرت على اليهود من بني النضير:
كم تخرجون وما بكت لخروجكم
…
عين ولا عزى بمأتمكم فم
كم تصمتون على الخيانة والأذى
…
وفؤادكم بأذى الخيانة مفعم
كم تصمدون وليس يصمد غيركم
…
وتحاربون وغيركم يتكلم
كم تصرخون ولا يجاب صراخكم
…
وكأن من يدعى أصم وأبكم
كم تقتلون وكم تراق دماؤكم
…
وبنو أبيكم لا يراق لهم دم
القدس واللنبي تدوس جيوشه
…
أرياضها وقصورها تتهدم
والروض صوخ والصيور تناوحت
…
والنور أغفى والظلام يخيم
والمسجد الأقصى تئن قبابه
…
مما تعاني والمنائر ترزم
والدار ترعف والبراق مصفد
…
والأرض ترجف والآذان مكمم
وحمائم المحراب باكرها الجوي
…
من شر ما تلقى وما تتبرم
والمنبر اهتزت قوائمه أسى
…
لما علاهن الغراب الأسحم
والراكعون الساجدون نشيجهم
…
متلهب وأديمهم متفحم
صلواتهم رفعت بها دعواتهم
…
نحو السماء فجاوبتها الأنجم
أنفاس أكباد يفوح شياطها
…
حمما براكين بها تتحمم
ويسود في أرض القداسة مجرم
…
متهود ويذل فيها المسلم
والجائعون طعامهم جمر الوغى
…
والظامئون وكل كأس علقم
وبأي أرض ينصبون خيامهم
…
فالأرض نار والسماء جهنم
والمرملات الثاكلات حواسر
…
لا من تنوح بوجدها وتلطم
السافرات وما أردن تكشفًا
…
لكنه الهول المريع المعتم
النافرات من القذائف واللظى
…
مثل الظباء تصيدهن الأسهم
عصت الدموع عيونهن فجلجلت
…
بقلوبهن مما تكن وتكظم
يطوين أحناء الضلوع على الجوى
…
وعيونهن بما طوين تُتَرجم
وكأن أهوال القيامة فزعت
…
نظراتهن بما يروع ويلجم
يبكين هل من منصف يبكين هل
…
من مسعف فقلوبهن تكلم
في كل بيت فاقد وفقيدة
…
وبكل ربع في المرابع مأتم
بين الخيام تناثر أشلاؤهم
…
وعلى بقاياها النسور تحوم
لا من يناصرهم ويرعى حقهم
…
أو يستجيب لهم ولا من يرحم
* * * * *
سبعون عامًا واليهود ومكرهم
…
والإنجليز وغدرهم يتجرم
سبعون عامًا والعدو يسومهم
…
سوء العذاب وبأسه يتضرم
سبعون عامًا والعدو أمامهم
…
ووراءهم يغتالهم وهمو هم
سبعون والآلام في جنباتهم
…
تغري وتستشري ولم يتألموا
سبعون ما عرفوا الكرى في ليلها
…
ورفاقهم فوق الأرائك نوَّم
سبعون والشرف الرفيع مهدد
…
كالسيل والحوض المنيع مهدم
سبعون ومن بالطور وأعطى وعده
…
ووعيد ريحان به يتجرم
في كل يوم دير ياسين إلى
…
صبرا وشاتيلا وما لا يعلم
ما طأطأوا رأسًا وما خافوا وما
…
ماتوا وما هانوا ولم يستسلموا
حكم القوي على الضعيف قضاؤه
…
ظلم ومنطقه اختل وأظلم
قالوا الرئيس إعاقة ترشيحه
…
عن كل ما نشكو وما نتظلم
حتى متى يبقى الرئيس وحزبه
…
ويهوده بمصيرنا يتحكم
نتوسم الإنصاف من أقواله
…
وفعاله ويخيب ما نتوسم
ونخاف من أعراضه ونفوره
…
ونتيه حين جنابه يتبسم
ونريد منه العدل وهو يزيدنا
…
جورًا ونطمع أن يبين فيبهم
أعمى الرئيس عن الصواب رئاسة
…
سيظل أعوامًا بها يتنعم
فأذابه بيد العصابة دمية
…
ليست ترى شيئًا وليست تفهم
نصبته واحتكمت على أفعاله
…
فأعجب لمحكوم عليه ويحكم
تدنيه إن شاءت وتقصيه إذا
…
شاءت وتأمره فلا يتنسم
وإذا أرادوه تكلم كيفما
…
شاءوا وإلا فهو لا يتكلم
ويقووون له الأمور فلا يرى
…
بأسًا بإمضاء القرار فيختم
وإذا تجاوز عاجلوه بطلقة
…
ترديه أو بفضيحة أو يهزم
من ذا سيرضى أن يكون رئيسهم
…
إلا الذي لشرورهم يستسلم
تبًا لشأنك يا رئيس ألا ترى
…
إن الهوان على الرئاسة معلم
لو كنت مثلك لاحتقرت وظيفة
…
لا يستبين لها الطريق الأقوم
لكنه ضعف النفوس يريدها
…
أن ترتضي ما لا يعز ويكرم
شلت فيتنام الضعيفة عزمه
…
فتراه يرهب كل من تفتنم
فإلاما نخشى بأسه وصدامه
…
وهو الذي يخشى إذا ما يصدم
وعلام لا نجزيه شر جزائه
…
أفنحن أضعف إذ نصول ويعزم
حامي الفضيلة لا يلام بفعله
…
والمستطيل على الفضيلة ألوم
ثم أنه أطال في الموضوع فقال بعد خمسة وثلاثين بيتا:
صبرًا وبعض الصبر من حسناته
…
تهدي الأمور إلى المراد وتخدم
الخارجون سيرجعون قنابلًا
…
ذرية تمحو العدا وتدمدم
وسيصنعون من الدماء قذائفًا
…
تجري الدماء بثأرها وتزمزم
وسيشعلون بكل أرض ثورة
…
شعواء يصلاها العدو المجرم
سيفجرون الطائرات ومن بها
…
والحاملات الطائرات تحطم
سينزلون الأرض تحت خصومهم
…
وسيقلبون الراسيات عليهمو
وسيسحقون الخائنين بلادهم
…
باسم الزعامة جاهروا وتزعموا
وسيجعلون قبورهم بقصورهم
…
تسفي عليهن الرياح وتردم
وسيمحقون الواجمين على القذى
…
الخوف ساد قلوبهم فتوجموا
وسيفرق الطوفان كل منافق
…
يرغي ويزبد كاذبًا ويغمغم