الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر قنابل تضرب أم درمان
لما كان في 16/ 3 من هذه السنة جعلت قنابل لا يعلم من أين تأتي تضرب مساكن في أم درمان وهدمت مساكن فيها وحيرت رجال الأمن فلم يتوصلوا إلى معرفة طريقتها حتى قيل أنها من عفاريت الجن لأنها قنابل مجهولة لا يعلم مصدرها.
حادث غريب من بلاوي الزمان
نشرت جريدة "المسلمون" الدولية أن قذائف مجهولة المصدر تدمر منزلًا في حي ودنوماوي العتيق وأن قوات الشرطة في حيرة من ذلك وأن الشيخ المبارك يتهم الجن الكافر بذلك.
فقد تعرضت أسرتان في أم درمان بالسودان وهاتان الأسرتان عددها أربعة عشر شخصًا في رعب منذ ثلاثة أشهر من أذى الجن تساقط عليهم قذائف من اللهب والطوب استمرت لمدة هذه الشهور، وقد فشلت قوات الشرطة في العثور على مصدر هذه القذائف فالتقى مندوب جريدة "المسلمون" بأفراد الأسرتين في المنزل المسكون فأكدت صاحبة المنزل أن النيران بدأت بالتهام صندوق مملوء بالأوراق القديمة ثم امتدت تلتهم أثاث المنزل ولما أن صعدت قوات الشرطة إلى سطح المنزل وانهالت عليها الحجارة واستمرت الحرائق المجهولة المصدر وقالت أن النيران كانت تشتعل من خلفنا وليس أمام أعيننا بحيث لم نستطع أبدًا مشاهدة كيفية بدايتها فاضطرت الأسرتان إلى مغادرة المنزل السكني إلى منزل أحد الأقارب ولكنها اشتعلت النيران في إحدى الحقائب المنقولة فقررت الأسرتان العودة إلى منزلهما الأصلي.
وقد أشارت صاحبة المنزل إلى استقامة جميع الأسرتين أنهم يصلون الصلوات الخمس ويصومون ويؤدون جميع الفرائض وعللت الحادث بأنه امتحان إلهي وقد
ذكر بعض الجيران أن حدوث تلك الظاهرة يعود إلى كتابه أعمال سحرية بواسطة إنسان ليجبر أهل البيت على الرحيل.
وأكد لهم الشيخ عبد الجبار المبارك أن الجن الكافر يسكن في الأماكن المهجورة، أما الجن المؤمن فيسكن مع الإنسان ولكن الإنسان لا يراه وعن رؤيته للحادث قال أن هناك جنيًا يسكن في مكان مهجور من هذا المنزل ويبدو أن أحد السكان قد استفزه من حيث لا يدري أو ألحق به أذى فأنتقم الساكن من أهل البيت فثلاثة أشهر ظلت هذه الأسرة الكبيرة مسهدة العيون مبلبلة الأفكار مكسوفة البال لأن قذائف النار والطوب حولت منزلهم بأم درمان إلى جحيم وما زالت النيران تقلق راحة تلك الأسرة بعد أن قضت على كل ما تملك والفاعل ما زال مجهولًا، ومع أن المنزل أبعد ما يكون عن المنازل التي يأوي إليها الجن لأنه يقع في منطقة مليئة بالحركة، وأكدت صاحبة المنزل أن النيران التهمت صندوقًا مليئًا بالأوراق بمخزن المنزل كما التهمت جانبًا من مرتبة القطن بعد أن قضت النيران والطوب المجهول المصدر على أثاث المنزل وحتى المخزون منها حيث اشتعلت النيران في داخل المخزن فأحرقت ثلاجة جديدة وبوتاجازًا واستمرت عمليات الحرق حتى تكوَّن داخل البيت جبل من الأثاث المحروق إلى جانب الملابس، وقد بلغت تكاليف ترحيل هذه الأثاث التالفة سبعمائة جنيه سوداني وبعد ثلاثة أشهر من التنقل بين أطراف العاصمة ووسط السودان والعود لم تختف الظاهرة بل ظلت ثابتة في المنزل وبالرغم من تكثف الشرطة برجالها ووجودهم داخل المنزل ومراقبة المنزل عن بُعد بواسطة المباحث ورجال الشرطة عثرت الشرطة على أعواد ثقاب (كبريت) كما عثرت في مرات أخرى على جمرات صغيرة ولم تتوصل إلى الفاعل أو المتهم.
ثم قالت الجريدة ويمكن أن يكون ذلك بفعل إنسان أو بفعل الجن، ثم قال الشيخ عبد الجبار أن علاج هذه الظاهرة أن يأتي رجل له القدرة على مخاطبة الجن يذكرهم بالله ويبصرهم بالخطأ فيما يفعلون أ. هـ.
قلت: يمكن أن الجن يقدرون بتسليط من الله على السرقة وعلى التصرف بالأذى، وقصة أبي هريرة في حفظه لزكاة رمضان وكيف أن الشيطان توصل إلى السرقة مرات منها وأخبر أبا هريرة أن قراءة آية الكرسي أمان للعبد من شر الشياطين وقصة أبي دجانة سماك بن خرشة حينما شكى إلى الرسول ما رأى في بيته مشهورة حينما كتب الرسول بأمره إلى علي كتابًا ينهى الجن عن الأذى وأن ذلك الكتاب أثر عليهم أنينًا وصراخًا وبكاءً يجدون ألمه إلى يوم القيامة.
وقد سبقنا في حوادث (1365 هـ) ما جرى على أهل قرية حوالي روضة الربيعية من أذى الجن ورمي أهل قصر فيها بالحجارة والعظام.
وقد رأيت سؤالًا وجوابًا صدر من دار الإفتاء عن رجل تسرف نقوده من بيته ولا يعلم سارقها من أن أهل بيته أمناء فجاء الجواب أن يكون ذلك العمل عن طريق الجن، لأن حديث أبي هريرة رضي الله عنه ثبت سرقتهم وأن العفريت قال لنبي الله سليمان عليه السلام أنا آتيك بعرش بلقيس قبل أن تقوم من مقامك، فدلّ ذلك على أن لهم نفوذًا إذا مكنهم الله من تلك الجرائم.
وذكر شيخ الإسلام أحمد بن تيمية أن من بال عليهم أو نثر عليهم ماءً حارًا وإن كان بغير تعمد لأنهم يرون الإنس ولا يراهم الإنس فقد لا يسلم في الغالب من شرهم نعوذ بالله من شرهم.
وقد يصاب الإنسان بشلل ويكون في الغالب انتقامًا منهم بدعوى أن المصاب حصل منه أذية عليهم وقصة قاتل الحية وما جرى عليه منهم ولم ينجه إلا شهود عدل شهدوا بأنه لم يقتل جنيًا بل قتل حية ذكرها الشارح المكوذي (1).
(1) القصة مروية عن أبي جلال المايورقي أنه خطفته الجن ومكث مدة فسمع بعد طول قراءة أولاد فطمع في الخير منهم فعرض قضيته على معلمهم فقال: إذا سمعت بوجبة عظيمة فاعلم أنه سلطان الجن فناد يا للشرع تسمع بعد ذلك، فنادى فأحضر الجني فسئل فكمال هذا قتل أخي فقال الإنسي ما قتلت إلا حية كما لقنه شيخ الجن فاستفتى المؤدب المذكور وكان كبير السن فوقع حاجبه بيده =