الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الذي أطلقت النار عليه يوم الأربعاء 26 جمادى الأولى من هذه السنة، وفي هذه الآونة قتل السفير السعودي بباكستان.
تأسيس سفارات للدولة الفلسطينية
في آخر جمادى الأولى من هذه السنة أسست الممالك العربية سفارات لديها للدولة الفلسطينية، وجرى احتفال لأهل فلسطين من أهل فلسطين في المملكة السعودية يرأسه الزعيم ياسر عرفات، وقام الشباب باستعراض حي يمثل الدولة الفلسطينية، وبهذا كانت الدول العربية قد اعترفت بدولة فلسطين وكان يؤمل أن تقوم هذه الدولة بعدما انطفأت من زمان طويل وسفت السوافي على ذكرها والآن ترفع أعلامها بعدما كانت أمة مغلوبة تطؤها اليهود بأرجلها وتستعبدها ذليلة تحت استعمارها وتسومها سوء العذاب.
وبما أن انتفاضة شباب فلسطين التي قدمنا ذكرها بلغت في 13 رمضان سبعة عشر شهرًا من هذه السنة وقام العرب بتأييدها ولا يزال أهالي فلسطين في الضفة الغربية وقطاع غزة في انتفاضتهم ضد اليهود فإن اليهود في عنادهم وجبروتهم قائمين عن قدم وساق يريدون القضاء عليها وإبادة أهالي فلسطين كما تسول لرئيس وزراء الصهاينة إسحاق شامير نفسه بأنه سيعمل على إبادة الشعب الفلسطيني وكأنه بذلك لم يلتفت لا إلى اعتراف العرب بالدولة الفلسطينية ولا إلى الخضوع لقرار صدر أو يصدر في صالح أهل فلسطين، وبما أن الدول الأخرى قد اعترف غالبها بدولة فلسطين فإن اليهود لا تزال في غطرستها وغيها ضد العرب والمسلمين، وهنا نستشهد بكلام شاعر النبط العربي وإن من الشعر لحكمة، حيث يقول:
لا تطلب صلح من جهال
…
لين الحرب اتثور اتفقه
لين ترشش مقابرهم
…
وينعى الناعي مما طرقه
ثم اعذل فيهم يا عاذل
…
اتخلى لك الأرقاب أصدقه
ويقول الشيخ العالم الماهر الذي صاغ الجواهر من عويص غويصه أحمد بن علي بن مشرف رحمة الله عليه ومغفرته منهضًا للإمام فيصل بن تركي لقتال الأعراب:
ولا ترضى إلا مقعد العز مقعدًا
…
على ظهر مهر للعنان مجاذب
وجر عليهم جحفلًا بعد جحفل
…
وضيق عليهم أرضهم بالمقانب
جيوشًا تريهم ظلمة الليل في الضحى
…
ولمع المواضي كالنجوم الثواقب
فإن أنت سالمت العدو مخافة
…
فأيسر ما يلقاه بول الثعالب
فقول الشاعر الأول (لا تطلب الصلح من جهال) إشارة إلى أن العدو لا يخضع باسترحامه والتعطف له بل يخضع إذا جرحته القنابل وبددت أوصاله وأعمى منخريه وعينيه دخان النار وشظائف الحديد وانشغل بدفن أصحابه وذويه وقام الناعي ينعى أقرانه ويبكي أحبابه وأترابه فعند ذلك يطلب الصلح ويترك ما بين يديه راغمًا مما دهاه ودهمه.
ويحدثنا التاريخ عن شجاعة أمير المؤمنين هارون الرشيد لما سقط بين يديه خطاب النقفور الذي قال فيه من النقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب أن الملكة ريني التي بعثت إليك أموال بلادنا قد خلعناها لضعفها - ويريد بذلك الجزية - فرد جميع ما بعثت إليك وإلا فالسيف بيننا وبينك فغضب أمير المؤمنين هارون وانتفخ وبعث إليه بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ من أمير المؤمنين ملك العرب إلى كلب الروم سلام على من اتبع الهدى أما بعد فالجواب ما ترى لا ما تسمع، ثم صاح بالنفير العام وزحف في أول وهلة بعشرة آلاف فارس، ثم إنه توغل في بلدان الروم فجعل يهدم فيها ويحرق فجاءه الجواب من الملك النقفور يقول: ترجع ولك جميع ما يدفع إليك قبل ذلك، فقال: لا أرجع حتى تكتب على سكتكم اسم هارون الرشيد ففعلًا كتب على نقودهم اسم هارون الرشيد.
هذا هارون الرشيد الذي كتب على قلنسوته (غازٍ حاج) فسنة يحج وسنة يغزو فيرجع مرفوع اللواء منصورًا معززًا ثم يقول شاعر الإسلام أحمد بن مشرف مصورًا نتيجة الجهاد في سبيل الله والدفاع عن النفس والأهل والوطن:
بذلك تعطيك المعالي زمامها
…
وتسمو على أعلى الذرا والمراتب
وإن كره الناس بالجهاد بداية
…
فآثاره محمودة في العواقب
ومن كان معوجًا فقومه بالظبا
…
إذا لم يفد بذل الجياد والمواهب
وفي هذه السنة عمّ الجفاف والقحط في المملكة السعودية واستسقى المسلمون مرات في جهات المملكة بأمر من ولي الأمر، وفي آخر فصل الشتاء نزلت أمطار في غالب الجهات لكنها خفيفة بالنسبة إلى ما تتطلبه الرياض، ووقلّت الأعشاب وكاد أهل المواشي أن يبيعوها برخص وقيمة زهيدة ولكن الله لطف بعباده وعادت أقيامها متحسنة، ولقلة الأمطار فإن نسبة المياه نزلت عن مستواها نزولًا ظاهرًا وجعل أهالي آبار الزراعة ينزلون إلى قعر الأرض بكثرة المواسير.
وفيها في أوائل ربيع الآخر نودي في الرياض وسائر مدن المملكة بالتبرع للمجاهدين الأفغان والمهاجرين واللاجئين ومدّ يد العون والمساعدة لهم بما تجود به أنفسهم والذين لا يزالون يواجهون حربًا ضروسًا لا هوادة فيها أمام عدو شرس لا يرحم وهو الغزو السوفيتي.
والتي أحرقت فيها الأخضر واليابس وقتلت الأطفال الأبرياء والنساء والشيوخ العزل، وقتلت ويتمت الكثير من أبناء الشعب الأفغاني الذين ينتمون إلى الإسلام إضافة إلى ذلك الأجواء السيئة جدًا التي تجتاح الأراضي الأفغانية حيث البرد القارس الشديد والثلوج الأمر الذي أدى إلى سقوط وإصابة العديد منهم بأمراض شديدة وفتاكة بسبب عدم وجود الأغطية والكسوة والمواد الغذائية الكافية، وأصبح الكثير منهم يعيش بدون مأوى والمسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وقد أقيم هيئة عامة لاستقبال التبرعات يرأسها أمير الرياض صاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز وفضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز، وهذه الإغاثة بالبطانيات والخيام والملابس إضافة إلى الأدوية والأجهزة الطبية وجميع ضروريات ومستلزمات المجاهدين وإن كان من الزكاة الواجبة في الأموال، وتم اختيار أعضاء اللجنة الموثوق