الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قام المعارضون لحكمه وقتل أربعمائة وشرد بعضهم، وقام رجال الحكومة يلاحقون القناصة ويصطادونهم، وذلك بأن أمريكا في كفة الرئيس السابق، وكان رجال البرلمان قد قاموا بتمرد وعناد ضد الرئيس السابق، هذا وقد قام رجال التفتيش على أسلحة الدمار في بغداد وتدميرها وما كان بوسع حكومة العراق إلا الخضوع لأمريكا، بما أن الاقتصاد المعيشي وانتشار الأمراض في العراق لقلة الأدوية والعناية بالشعب الذي تفكك كان مستمرًا في الأمة العراقية فإن الرئيس صدام يتظاهر بالجلد وأن الحكومة والشعب لم ينقص عليهم إلا بقدر بعوضة، وإلا فإن العراق مستمر في نشاطه وقوته، وقد قال الله تعالى:{وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ} [المؤمنون: 76]، ولقد أصبح البترول العراقي تحت تصرف أمريكا، فهي التي تملك تدميره، وأهالي العراق مكتوفي الأيدي عن مصالحهم، أما عن الحسين بن طلال فإنه لما رأى أن لا قدرة للعراق في الدفاع عما نزل بها فإنه تثعلب بعدما كان يتظاهر بالود مع العراق، وجعل كأنما يسعى بالصلح بينها وبين خصمائها لينسى العرب أعمال الرئيس صدام، وجعل يتظاهر بالولاء للسعودية، كما أن اليمن قد كفت عن المسبة والعداء للسعودية، وذلك لما أصبحوا فيه من ضيق المعيشة وسوء الحال، وكانت السودان بحال اضطراب الثورات الداخلية، وتشتت الشعب الذي قام وتمرد على الحكومة.
زيارة وزير الدفاع للقصيم
لما أن كان في اليوم الثالث عشر من ربيع الثاني قام وزير الدفاع والنائب الثاني والمفتش العام بزيارة رسمية للقصيم، فأقيمت الولائم والاستقبالات لقدومه، وتبادل الخطباء في الخطب والقصائد في الترحيب بقدومه والثناء على الحكومة، كما أنه أقام مأدبة حافلة للأهالي حضرها الأعيان، وقد تأثر بما سمعه من مديح والده المؤسس وأبدى شكره لأهالي القصيم والثناء عليهم، وكان لزيارته مكانة بين الأمة، وتلقى كل استقبال وترحيب، وقد لبث في بريدة العاصمة أربعة أيام يلتقي
بجميع أهالي القصيم الذين استقبلوه بالهبة والترحيب وكامل الود والمحبة والفرح، وزار المواضع الحربية لأنه كمسؤول عن تقدمها وما تخرجه من الدفعات والقوات ورجال الأمن التي هي حصن البلاد، فكانت موضع الإعجاب وقرة العين لأن بتقدم هذه القوات وتوفرها حفظ العباد والبلاء ولله در القائل حيث يقول:
فقل لرجال الضبط والربط إنكم
…
أسود حروبٍ للخطوب تقارع
وما تقدم شعب ولا أفلحت أمة إلا بحفظ كيانها والأمن بأوطانها كما قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أخيفوا الوحوش في البراري قبل أن تهجم عليكم في بيوتكم" وما عبد الله وأقيمت الصلوات في المساجد كما ينبغي إلا بتوفير الأمن والراحة ورغد العيش، فنسأل الله تعالى أن يثبت المسلمين برجال الأمن الأقوياء الأشداء المخلصين الذين يسهرون لأمن البلاد والعباد، وما تقدم شعب ولا حكومة إلا برجال شعارهم مراقبة الله وحفظ البلاد وأداء الواجب فيما أسند إليهم، وفي كلام أبي حفص أمير المؤمنين عمر:"لو ماتت شاة في شط العراق لخشيت أن يسأل الله عمر عنها".
ويروي لنا تاريخ الحافظ بن بشر رحمه الله ما جرى في زمن الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود من أن المسافرين في أيامه كانوا يربطون الخيام بأكياس الذهب والفضة إذا لم يجدوا خبايا، وإن في زمن كان خمسة على مطيهم يسيروا في ليلة باردة، فمرت بهم شاة بين العشائين فتحدثوا بأخذها وإنها لهم أو لغيرهم أو للذئب، فجعلوا يتراودون في من ينزل منهم ويأخذها لهم، وجعل كل واحد يأمر صاحبه فيعتذر، كلٌ يخشى من سطوة الإمام عبد العزيز، حتى قالوا هذه الشاة يرعاها عبد العزيز بن محمد قالوا لمن أخذها.
وفيها في 4/ 5 أعيدت بنازير بوتو علي ذي الفقار إلى منصبها الأول بعد خلعها فنودي بها رئيسة وزراء باكستان، وبسبب ذلك أن لها شعبية ويؤيدها أصوات كثيرة من باكستان ومن الدول الكثيرة التي لديها انحراف عن الإسلام، وكان أبوها هو الرئيس السابق ثم خلعوه ثم قتلوه، ربما أن ضياء الحق الذي تولى