الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كره المشركون، وإنها للبشارة العظمى بانتصار المجاهدين الذين لم يحزنوا لأنهم الأعلون، قال الله تعالى:{أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ} [التوبة: 16].
هذا ولا يزال القتال مستمر بين أهالي فلسطين المظلومين وبين اليهود، وقد كثرت القتلى والجرحى من أهالي فلسطين لأنهم يدافعون بالحجارة والزجاج، والعدو يقاتلهم بالسلاح الحديث، سوى أن اليهود والحق يقال لم يقاتلوا أهالي فلسطين قتالًا مبيدًا، ولكنهم قد تغلبوا على المسجد الأقصى، وعلى أراضي فلسطين، وهدموا بناء فلسطين بالقوة، وجعلوا بنايات ومستوطنات يهودية، وما زالت اليهود في تقدمها وانتصاراتها حتى وضع هذه الكلمات في 29 شوال عام 1412 هـ ولله الحكمة البالغة.
شرور وبلاء مستطير
لما أن كان في رمضان من هذه السنة قامت حكومة الصرب على المسلمين هناك في يوغسلافيا وهجموا عليهم وفعلوا بهم أمور تنكرها الأديان، ولم يقع فعلها في هذه الأزمان، بحيث مزقوهم بالفؤوس والسواطير، وقطعوهم ومزقوهم ثم حرقوهم، وأخذوا النساء المسلمات فاغتصبوهن ووقفوا عليهم ثم قطعوا أيديهم وفعلوا بهم أفعالًا بشعة، وقتلوا الأطفال وهدموا المساجد وذبحوا الأئمة والمؤذنين في محاريبها، وقاموا بمكبرات الصوت يبشرون ويشيعون ما فعلوه بالمسلمين، وهدموا مساكن المسلمين عليهم وقتلوا مئات الألوف وشردوا البقية، وكان يوم الجمعة آخر أيام رمضان يومًا مشهودًا في تقتيل المسلمين ونحن نسوق ما بلغنا على جهة التحقيق.
ذكر المحنة والبلاء والخذي الذي جرى على المسلمين في يوغسلافيا
ذبحت الميليشيات الصربية في مدينة بيليسيا ثلاثة آلاف مسلم وقتلوا في مدينة دروننا في ليلة واحدة 420 في نفس اليوم الذي غادر فيه مبعوث الأمم المتحدة
سايرس ووانس العاصمة سراييفو، قتل الصرب في مدينة زرورنيك ألفي مسلم، وفي مدينة فوتفيا ثلاثة آلاف، ولم تصل التدقيقات عن عدد التي استولى الصربيون عليها، وكانوا يقتلون في كل يوم أكثر من ألف مسلم على أرض الجمهورية تلاحق وتطارد الفارين من الأطفال والنساء من القرى والمدن المهاجمة في النفايات وتحت الأحجار والأشجار، فإذا أدركوهم قتلوهم جميعًا، لقد أسر الصرب اثنين وعشرين رجلًا فلما لم يتبينوا هويتهم جردوهم من ثيابهم وملابسهم، فلما رأوهم مختونين علموا أنهم مسلمين فذبحوهم بالسكاكين جميعًا، وهذه حالة تنفطر لها القلوب وتشق لها الجيوب، وترفع الأكف لعلام الغيوب، اللهم إنا لا نقدر على الدفاع عنهم فأنزل عليهم دوائر السوء، وثبتوا في آخر يوم من أيام رمضان الأئمة والمؤذنين في محاريب المساجد ثم رفعوا الأعلام الصربية على المآذن بمكبرات الصوت فرحًا واستبشارًا بعلو ذلك بالتعاون مع الجنود والاتحاديين الذين يمارسون أبشع أنواع التعذيب بالمسلمين، الله انتقم من هؤلاء الكفرة الظالمين للمسلمين العزل الذين ذبحوا بالسكاكين في محاريب المسجد، وقد قال المخبرون عنها أنهم لم يتوصلوا إلى كل ما فعل لأن العقول البشرية لا تصدق بذلك هذا آخر البسط بالمسلمين في البوسنة والهرسك على أيدي الصربيين الكفرة هناك، وقد قتلوا وذبحوا وعذبوا المسلمين وصدق الله العظيم حيث يقول:{كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً} [التوبة: 8]، وعذبوا الأطفال وقتلوا البعض، وعذبوا السجناء وعاملوهم معاملة لا إنسانية وانتهكوا أعراض النساء وقتلوا معظمهم، ونقل الأحياء منهم إلى حكومة العدو، وقد خلفت الحرب في البوسنة والهرسك من الأعمال الإجرامية التي ارتكبتها الحكومة الصربية وأسفرت عن ثلاثة آلاف قتيل وعشرات الآلاف من الجرحى، وتشريد أكثر من خمسة وثلاثين ألف، واغتصاب مئات النساء ثم قتلهن، واختطاف بعضهن والذهاب بهن إلى حكومة صربيا، وتدمير مائة ألف وستين ألف منزل في المدن والقرى الإسلامية، وتدمير مئات المساجد بالقصف، وإحراق محتوياتها، وتدمير عشرات المصانع