الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مرور مائة عام لتأسيس المملكة
لما قام الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن بنهضته عام ألف وثلاثمائة وتسع عشرة في اليوم الرابع من شهر شوال، ويسر الله له الأمور بعدد قليل ففتح الرياض عاصمة آل سعود، وكان ذلك من الخوارق التي خصه الله بها، لأنها عمل كالمستحيل، ولكنه لا يستنكر شيء من تمام قدرة الله الذي لا يعجزه شيء كان ذلك اليوم عجبًا في تاريخ الإسلام، ومهد الله له الأمور اعتبرته الأمم عيدًا ذهبيًا ليس كسائر الأعياد، والحق يقال، غير أنه من الناحية الشرعية لا يجوز اتخاذ أعياد سوى ما قررته الشريعة المطهرة، ولكنه في الذكرى يوم أرادت الأمة أن تقيمه عيدًا نزولًا على الأحكام الشرعية، ولكنه بعد مرور في مائة عام في هذه السنة كمل بقيام الدولة السعودية بنهضة قائدها ومرسى قواعدها الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود رفع الله منازله في أعالي الجنان، والله لا يضيع أجر من أحسن عملًا، فقام أناس من رجال هذه المملكة فجعلوه عيدًا ذهبيًا، وأرادوا شكر الله تعالى الذي بفضله تم ذلك، وهو مرور هذه المدة الطويلة على دولة إسلامية تزداد كل يوم وكل وقت بالرفاهية والأمن والسرور، وقد كثرت التهاني والنشرات في المجلات والصحف لتذكر نعمة الله تعالى وشكره على ذلك.
ونقدم شيء من أعمال نصارى الصرب في مسلمي البوسنة والهرسك من شق بطون النساء وإخراج أطفالها من بطونها ودكها بالحجارة، وتقطيع ثديها والعبث بها، حيث لم يجد المسلمون وليًا ولا نصيرًا، وكتابة رسم الصليب على صدور المسلمين بعد قتلهم بدمائهم، ولله الحكمة في تأخر النصر بالرغم من استغاثة المسلمين بربهم وقنوتهم في الصلوات الخمس يدعون على الصرب الكافرة، وقد توصلوا إلى أن كانوا يشقون بطون النساء ويدخلون فيها جراوة من الكلاب، الأمر الذي تنكره فطر العالمين وتشمئز منه قلوب المؤمنين، فلا حول ولا قوة إلا بالله أرحم الراحمين.
وفي آخر هذا العام تحركت المملكة العربية السعودية من أجل شعب كوسوفو ويقوم وزبر الخارجية الأمير سعود الفيصل بزيارة لروسيا الاتحادية ليبحث هناك مع قادتها بالنيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لإنقاذ من بقوا على قيد الحياة من الألبان المسلمين الذين يشكلون أكثر من 90 في المائة من إقليم كوسوفو تجيء هذه الزيارة تعبيرًا عما تشعر به قيادة المملكة الرشيدة ونشاركها لشعورها لما يتعرض له المسلمون في كوسوفو من تطهير عرقي يمارسه صرب يوغسلافيا بأسلوب شيطاني حاقدًا إذا كشفت مسؤولية المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في 12/ 12/ 1419 هـ عن أن الجيش الصربي في كوسوفو عزل الرجال عن النساء والأطفال بمغادرة الإقليم سريعًا حتى دون تمكينهم من أخذ أي متاع أو ملابس، وحجزوا الرجال مع الفتيات الشابات المسلمات، حيث يتعرض الرجال لمصير مجهول، وتتعرض الفتيات للاغتصاب ثم القتل حتى لا يبقَ شاهد حي منهم أو منهن على ما أصابهم من وحشية الصرب وهمجيتهم، ومن الواضح أن عمليات التطهير العرقي التي مارسها ويمارسها صرب يوغسلافيا اتخذت بعدًا وحشيًا تجاوز وحشية صرب البوسنة الذين مارسوا تطهير من المسلمين هناك قتلًا وتعذيبًا واغتصابًا وتشريدًا، والملاحظة الهامة هي أن الصرب يتميزون دائمًا بجرائمهم الوحشية ضد المسلمين سواء في البوسنة أو في كوسوفو أثناء المناسبات الدينية للمسلمين بهدف تنغيص فرحة المسلمين بهذه المناسبة، كما هو الحال الآن، إذ تمتزج فرحة ضيوف الرحمن بأداء فريضة الحج وعيد الأضحى المبارك بغصة الألم ومرارته مما يصيب المسلمين في إقليم كوسوفو من القتل والتعذيب والاغتصاب والتشريد، إذ وصل عدد الذين تم طردهم عن وطنهم وتركوا ورائهم منازلهم وممتلكاتهم فيها خمسة آلاف نسمة، وهو رقم يساوي ربع سكان الإقليم، وما يزال المسلمون في الإقليم يواجهون المزيد من التعذيب والقتل والتشريد إلى الدول المجاورة، ولقد صمت الأذان من ضجيج المسلمين واستغاثتهم، ولكنها صرخة في وادٍ خالٍ من البشر.