الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اللهم من أراد الإسلام وأهله بسوء فأشغله بنفسه واجعل كيده في نحره، ورده خائبًا من جملة الخائبين.
حادثة سماوية تهز الأرض
ففيها في تاسع وعشرين جمادى الثانية في الساعة السابعة صباحًا في 15 دقيقة، وقع زلزال في شمالي غرب المملكة السعودية وما يلي تلك الربوع من العقبة والأردن ومصر، فتأثرت خمس ممالك من ذلك الزلزال، فسقطت مراوح سقفية في تبوك، وأحسَّ بتلك الهزة من في المدينة المنورة، وأصيبت منازل في مصر والأردن وتل أبيب والعقبة، ولما أن وقع ذلك الحادث اتصل الملك فهد بن عبد العزيز اتصالًا هاتفيًا بأمير تبوك يستفهم عن الأوضاعِ في منطقة تبوك، وعن سلامة الأرواح، ولعل الله دافع عنهم فجاء الجواب من الأمير صاحب السمو فهد بن سلطان بن عبد العزيز بأن الأوضاع آمنة ومستقرة، ولله الحمد آثر تعرضها لهزة أرضية، وإن جميع الأجهزة الحكومية ذات العلاقة قامت بواجبها نحو هذا الحادث، وإن الحياة في تبوك والمدن المرتبطة بها تسير بشكل عادي، وقد طلب جلالته من الأمير نقل عزائه لأسرة طفل أصيب من جراء ذلك وأسرة باكستاني أصيب وهلك، وكان مركز الزلزال في جنوب حقل على مسافة 110 كيلو متر وبنفس البعد والمسافة عن العقبة، ونجم عنه في حقل حالتا وفاة في محافظة حقل على خليج العقبة، ومركز البدع المجاور لها، وكان الزلزال قويًا، هز عدة دول في المنطقة قوته 5،8 درجات، وقد هز مصر والأردن والأراضي المحتلة، ونجم عنه وفيات 6 أشخاص وإصابة عشرين بجروح، وكان أخف وقعًا في سوريا ولبنان، وانهار في مصر فندق مكون من أربعة طوابق، وقتل سائقًا مصريًا وشخصًا لبنانيًا، وتدمير منشئات، وأصيب أحد عشر شخصًا، وأصيب إسرائيلي عمره ستة وستون عامًا بأزمة قلبية من جراء ذلك، وفي الأردن أصيب رجل بأزمة قلبية وتهشمت النوافذ في العقبة، وفي القاهرة قفز رجل من شرفة مسكنه فسقط ميتًا، وأصيب طبيب عندما سقط عليه سقف
غرفته، وتراوحت تقديرات الراصد المختلفة لقوة الزلزال بين 5،7 و 7،2 درجات على مقياس ريختر، وسقطت مئذنة في مصر وانهار مباني في القاهرة، وكانت العقبة التابعة للأردن قد تأثرت مبانيها من ذلك، كما أصيب في مصر أربعة أشخاص اثنان قفزا من شرفتي منزلهما واثنان هلكا في الفندق، وكان هذا في ظرف دقيقتين حال الزلزال، ولا ريب أن الله عز وجل قدرته خوفت عباده من وقوع العذاب بهم، كما قال تعالى:{أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ} [الملك: 16] ، فبينما الخلائق يتمتعون على ظهر الأرض التي جعلها الله ذلولًا يعرفون كيف تتحول هذه الأرض إلى دابة غير ذلول في بعض الأجيال، عندما يأذن الله بأن تضطرب قليلًا فيرتج كل شيء فوق ظهرها أو يتحطم ويمور كل ما عليها ويضطرب فلا تمسكها قوة ولا قدرة ولا حيلة ذلك عند الزلزال والبراكين الكامنة، في هذه الذلول، وأمسك من أمامها فلا تثور إلا بقدر ولا تجمع إلا ثواني معدودة حينما يأذن الله لها فيتحطم فيها كل ما يشيده الإنسان على ظهرها، أو يغوص في جوفها عندما تفتح أحد أفواهها، وتخسف فإذا هي تمور والبشر لا يملكون جماحها، ولا الأخذ بزمامها بل لا يملكون من هذا الأمر شيئًا ولا يستطيعون ويشاهدون العواصف الجامحة الخاصية التي تدمر وتخرب وتحرق، وهم بإزاء ذلك ضعاف عاجزون بكل ما يعلمون وما يعملون، والعاصفة حينما تزأر وتضرب بالحصى الحاصب، وتأخذ في طريقها كل شيء مرت عليه في البر أو البحر والجو، فيقف الإنسان أمامها عاجزًا صغيرًا هزيلًا ضعيفًا حتى يأخذ الله بزمامها فتقف وتهدأ فسأل أمريكا، ومن في صفها من أهل الأهوال والاختراعات والتفكيرات التي غزوا بها الجو والبر والبحر، هل يستطيعون الوقوف أمام قدرة الله وعظمته أم هل يستطيعون أن يمسكوا بزمام الأرض إذا هي تزلزلت واضطربت وخسفت فلم يبقَ إلا التسليم والخضوع لعظمة صاحب العظمة، فسبحانه ما أعظم شأنه وأجلَّ قدرته، وتبارك اسمه وتعالى جده ولا إله غيره، وكانت مدة الزلزال على ما رصده أهل العلم والمعرفة دقيقة واحدة وعدة ثواني، وقد وافق يوم الأربعاء من عدد أيام